{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الخلافة الراشدة، هل فقدت رشدها في الفتنة الكبرى؟ أم قبل ذلك؟
فرج غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 104
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
الخلافة الراشدة، هل فقدت رشدها في الفتنة الكبرى؟ أم قبل ذلك؟

الخلافة الراشدة، هل فقدت رشدها في الفتنة الكبرى؟ أم قبل ذلك؟

من دعاة الدولة الدينية، هناك من يدعو إلى العودة إلى نموذج الخلافة الراشدة، ومنهم من يرى في الدولة العثمانية نموذجا صالحا للاحتذاء رغم كل نواقصه. في فقرة لاحقة سأتناول موضوع الدولة العلية. في ما يلي لمحة عن تجربة الخلافة الراشدة.
فالخلافة الراشدة هي مثال أعلى بالنسبة لكثيرين من دعاة الدولة الدينية، النموذج الأقرب إلى الحالة المثلى كما يتصورها دعاة العودة إلى الخلافة الراشدة. الحالة المثلى بسبب قربها الزمني من الفترة التي عاشها الرسول، ولكونها امتدادا لما أسسه الرسول في المدينة من صيغة للتعايش بين المهاجرين، أصحاب الرسول الذين هاجروا معه من مكة إلى المدينة تاركين كل ما كان لديهم في مكة (صحيح أنه لم يكن لديهم الشيء الكثير إذ كان معظمهم من المستضعفين الفقراء)، من جهة. ومن جهة أخرى أبناء المدينة الذين استقبلوا الرسول وناصروه وعرفوا بالأنصار. في الوثيقة المعروفة بـ "صحيفة المدينة" يرد ذكر المهاجرين والأنصار واليهود والمشركين كأطراف في "المعاهدة". ويبرز في هذه الوثيقة مفهوم "الأمّة" في السياق التالي:
"هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم، إنهم أمّة واحدة من دون الناس"...
وفي سياق آخر في الوثيقة نفسها نقرأ ما يلي: "إنّ يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم...وإنّ ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف...!"
نلاحظ أن مفهوم الأمّة قد يضيق حتى يقتصر على جماعة "المؤمنين والمسلمين ومن تبعهم وجاهد معهم"، وكأن الآخرين من يهود ومشركين لا يشملهم مفهوم الأمّة. وقد يتسع هذا المفهوم ليشمل اليهود كجماعة ولا كأفراد (ما زلنا بعيدين عن مفهوم الفرد كمواطن)، وكأن الانتماء إلى الأمّة هو انتماء جماعة دينية ـ عشائرية إلى كيان يجمعها بجماعات مثلها دون أن تذوب الواحدة في الأخرى، كأن يبقى بنو عوف بني عوف وبنو النجار بني النجار. ويبدو من النص المقتبس أعلاه أنّ هناك نوعا من مساواة بين الجماعة والجماعة لكل منها دينها ومواليها... ضمن الأمة الواحدة.
أمّا في ما يتعلق بالأفراد فإيمانهم نسبي (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا قولوا أسلمنا...) ويقاس بمقدار التضحيات التي يبذلها المؤمن بأمواله وبنفسه في سبيل الله. وتميز صحيفة المدينة بين المؤمنين والمسلمين واليهود والمشركين وفق هذا الترتيب الذي بتكرر أكثر من مرة. ولكن هذا العقد لم يدم طويلا فسرعان ما انقلب اليهود على محمد وخانوا العهد ربما لأسباب عقائدية والأرجح أن الرهانات السياسية والنفوذ بين القبائل كانت وراء هذا الخلاف الذي انعكس في أكثر من سورة وأكثر من آية.
صحيح أن مفهوم "الأمّة"، بالمعنى العقائدي الديني كما بمعناه الاجتماعي والسياسي وخاصة لأغراض القتال، راح يحتل حيزا أكبر فأكبر إلاّ أنه لم يلغ انتماء الفرد إلى قبيلته بل عزز هذا الانتماء بحكم أن الوحدة الأساسية في تنظيم الفرق القتالية كانت القبيلة. وأبقى النظام الجديد على عادات وتقاليد كل قبيلة في تنظيم شؤون دنياها.
كما ورد في الصحيفة : "المهاجرون من قريش على رباعتهم يتعاقلون بينهم. وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين...وبنو عوف على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم... وبنو ساعدة..."
هكذا بقيت كل قبيلة على عاداتها وتقاليدها في تنظيم شؤون دنياها. أمّا الخلافات الكبيرة فيحتكم بها إلى الرسول ويتعين على الجميع القبول بحكمه. وهذا ما يساعد على فهم التطورات السياسية التي عرفتها جماعة المؤمنين والكيان السياسي الناشئ، بعد وفاة الرسول، من حروب الردة في عهد أبي بكر إلى أزمة الخلافة بعد عمر والثورة التي قامت ضد عثمان ولم تنته عند قتله، بل تفاقم الوضع في عهد خلافة علي أكثر. من جهة، معاوية في الشام حاملاً قميص عثمان الملطخة بدم الخليفة المقتول مطالباً بالثأر للخليفة ومعاقبة القتلة. ومن جهة أخرى طلحة والزبير بتحريض من عائشة من على ظهر جملها، في حالة تمرد فاشل ضد علي في معركة الجمل.
أمّا الخلاف بين علي ومعاوية فقد بلغ ذروته في صفين. والحرب خدعة. لولا الخدعة، يقول البعض، لما انتصر معاوية في حربه ضد علي، ولا كانت الفتنة الكبرى التي ما زالت نيرانها تحت الرماد ومن حين إلى آخر تشتعل انفجارات واغتيالات، وتمتد جذورها إلى الخلافات القبلية وبصورة خاصة تلك التي كانت بين بني هاشم وبني أمية حتى قبل الإسلام.
تعليقاً على كلمة "لولا" : إنها لا تنفع شيئا في قراءة التاريخ أو الماضي بشكل عام. كما أن السؤال الذي قد يخطر ببال البعض: هل هي الصدفة أم الحتمية؟ ليس بذي أهمية لدراسة التاريخ، فالأمر سيّان والنتيجة واحدة : "الواقع". الواقع بعد أن يقع يلقي بثقله على أدمغتنا الصغيرة إلى درجة ننسى عندها أن الواقع قبل أن يقع وهو في حيز الممكن والمحتمل يكون قابلا للتأثر بفعل قانون طبيعي معين أو بفعل إرادة واعية فاعلة. والصدفة! ما هي الصدفة؟ هل هي غير التقاء حتميتين أو أكثر وبتعبير آخر هي شكل تجلّي الحتمية.
لم يصمد الكيان السياسي الناشئ الذي مازال ضعيفا بدون مؤسسات ترسخه على أسس توفر له البقاء والاستمرار عبر أشخاص الحكام ولا أن ينتهي بنهاية الحاكم مما يضطر الحاكم الجديد أن يبدأ من الصفر أو أكثر من ذلك ليخرج من حالة الفوضى "مابين العهدين". السؤال الذي يطرح نفسه هو:
هل ورث أبو بكر عن الرسول كيانا سياسيا ينطبق عليه اسم دولة بمعنى ذلك العصر أو بالمعنى القريب من عصرنا؟ وبصورة أعمّ: هل ورث أي من الخلفاء الراشدين نوعا من مؤسسة تشبه الدولة بالمعنى القديم أو الحديث؟
طبعاً، الجواب بالنفي لأنّ الطابع القبلي ظل هو الغالب على نمط العيش ككل بما في ذلك علاقة الحاكم بالمحكوم حيث الحاكم يحكم بكل الأمور. فهو القاضي والقائد العسكري وأمير المؤمنين(عمر بن الخطاب أول من اتخذ هذا اللقب) والإمام والمشرع. باختصار مثل شيخ القبيلة هو المرجع في كل الأمور. هو الحاكم المطلق الصلاحيات في كل الأمور، بإمكانه أن يستشير من يشاء ولكن لا شيء يُلزمه ولا أحد يُلزمه بشيء. يمكنه أن يستعين بطريقة سلفه في معالجة بعض الأمور أو أن يتخلى عنها كليا ليفرض الحلول التي يريدها هو. ويجد دائما الفتوى لتبرير أي فعل يفعله. لذلك لم يحصل تراكم لممارسات باستثناء ما ورد في الكتاب بصريح العبارة وبعد الكتاب في سنة الرسول. ولكن حتى ما كان صريحا في النص فهو قابل للتأويل، حمّال أوجه.
هل من الغريب المستغرب أن يكون حكامنا مازالوا إلى اليوم يتمتعون بهذه الخصال البدوية الأصيلة حيث الشورى لا تتجاوز حدود الاستشارة ومجالس الشورى استشارية لا تملك حق التقرير وفي الغالب أعضاء هذه المجالس تعينهم السلطة. وإذا كان لا بد من انتخاب عدد منهم فلا يصل هذا العدد إلى الخمسين بالمئة من مجموع الأعضاء.
إذا كان التطور الطبيعي للأمور هكذا، ووصل إلى ما وصل إليه الكيان السياسي الناشئ، الخلافة الراشدة، من الفتنة والتمزق الداخلي وبالتالي سقوط الخلافة الراشدة وقيام خلافة من نوع جديد على أنقاضها من طراز ما كان سائدا في ذلك الزمن مثل الدولة البيزنطية أو الفارسية، أي ملكية وراثية فردية مطلقة تستخدم الدين كسلاح عقائدي (إيديولوجي) تبريري قمعي، وكان ذلك بعيدا عن أي تدخل خارجي إذ لم يكن في ذلك الوقت أجهزة استخبارات، لا أمريكية ولا روسية ولا حتى بيزنطية أو فارسية، لم يكن هناك مؤامرة خارجية وفي الداخل لم يبلغ بعد عدد الفرق السبعين فرقة، فهل من المعقول أن يعود إنسان عاقل للبحث عن نموذج صالح ليومنا هذا في حطام صفين وكأنه هو رب العالمين يريد إحياء العظام وهي رميم؟؟؟ وفي الوقت نفسه يقول صاحبنا العاقل إنه كلما ابتعدنا عن الأصل كلما سارت الأمور من سيء إلى أسوأ!!!
[/COLOR]
08-19-2005, 03:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #2
الخلافة الراشدة، هل فقدت رشدها في الفتنة الكبرى؟ أم قبل ذلك؟
و
اقتباس:كان ذلك بعيدا عن أي تدخل خارجي إذ لم يكن في ذلك الوقت أجهزة استخبارات، لا أمريكية ولا روسية ولا حتى بيزنطية أو فارسية، لم يكن هناك مؤامرة خارجية وفي الداخل لم يبلغ بعد عدد الفرق السبعين فرقة، فهل من المعقول أن يعود إنسان عاقل للبحث عن نموذج صالح ليومنا هذا في حطام صفين

اعتقد ان الكثير من الفرق تأسف بشدة لعدم قدرتها على القاء التهم على عوامل خارجية، ومع ذلك يحاولون الادعاء انها كانت مؤامرا ت اليهود والفرس والنصارى عند اقل فرصة.

ان العودة الى النموذج القديم مناسب من حيث انه يعطيهم حرية تصرف كامل، ويحول شعوب باكملها الى عبيد خاضعين لبضعة مهلوسين، باسم الله.

08-19-2005, 05:04 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسائل الثورة العراقية الشعبية الكبرى..................!!!!!!!!!!!!!!!!! زحل بن شمسين 13 889 09-29-2014, 04:31 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,271 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  تاريخ الخلافة السعيد حائر حر 17 3,767 12-20-2011, 07:24 AM
آخر رد: S E 7 E N
  أبو شادى: الخلافة الإسلامية قادمة.. وأمام النصارى الجزية أو الإسلام أو الحرب الحكيم الرائى 6 2,546 09-02-2011, 10:55 PM
آخر رد: مسلم
  الحكم بالسر، التاريخ السري بين الهيئة الثلاثية والماسونية والأهرامات الكبرى Samir Yousef 0 3,429 01-31-2010, 09:15 PM
آخر رد: Samir Yousef

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS