"خليك بالبيت" مع زاهي وهبي و حسن يوسف.

برنامج "معمر" تعتمد علية قناة المستقبل في إبقاء المشاهدين "بالبيت" أمسية الثلاثاء و تراهن على ذلك بمقدرة زاهي وهبة على المحاورة "و تقليب" الضيوف لإخراج كل شيء ولو كان قطعة نقدية ابتلعها أحدهم صغيرا.و هو برنامج كسلسة البرامج التي تتبناها معظم الفضائيات و التي تعتمد على الإلتقاء بفنان لتلقي عليه اسئلة سبق و طرحت عليه مرارا و الأختلاف الوحيد هو طريقة طرح السؤال فمرة مع كأس عصير و مرة مع تصويره بكاميرا يدوية متطورة و أخيرة بطريقة في منتهى البرودة كما يفعل زاهي وهبي.

التطور الذي طرأ على أستوديو زاهي وهبي صورة لرفيق الحريري و هو يتقمص دور المفكر كما ظهر في تمثال أنجلو الشهير و لا يخفى التملق الذي "يندلق" على المشاهد وهو يشاهد صورة المفكر رفيق الحريري كلما أراد زاهي زهبي توجيه سؤال جديد الى ضيفه.و ضيفه هذه المره ممثل كان في يوم من الأيام "فتى الشاشة الأول".و لكنه تحول بعد رحلة "عمرة" الى الأراضي المقدسة الى رجل "ملتزم" لا يمثل ألا ادوار محدده لديها مقولة ارشادية و توجيهية على حد قوله.

بدا حسن يوسف كما كنا نشاهده في الأيام الخوالي الوجه المشرق المشدود اللامع الباسم و لكن شعره الأسود تحول الى لون ابيض زاده جاذبيه , أمانظارته فقد اضفت عليه نوع من الجديه لا تلبث أن تتبخر بعد ان ينطق الرجل أول كلماته.ظهر حسن يوسف كمعظم زملائة قليل الثقافة و سطحي المعرفة و ساعده زاهي وهبة في ذلك بنوعية الأسئلة التي طرها و طريقة مقاطعته للإجابة .و قد كنت أظن أن لهذه الحلقه خصوصية لما تحمله ذاكرة حسن يوسف و التغير الذي طرأ على اسلوب حياته . و لكنه ظهر عاديا لا يحمل من صفاة التقى الذي ينزل على المهتدين ألا ذقنه البيضاء و شاربه المحلوق.و في المرة الوحيدة التي جرب فيها أن يستشهد بحديث نبوي قاله بشكل خاطىء.

زاهب وهبي كان كعادته شديد البرود و البلاده بادية على سحنته المتكلفة الإبتسام وواضحة في عبارته و حركات يده و لحظات الترقب التي يسند بها ظهره الى كرسيه مفسحا مجالا أكبر في الشاشة لصورة الحريري التي أراد لها أن تكون حيث هي, و بدون سبب كانت الصورة جزءا من الحلقة كالعداد الذي تبنته المستقبل اسلوبا جديدا في التأريخ و الذي يبدو على الجانب الأعلى الأيمن من الشاشة مصحوبا بعبارة "لأجل لبنان".

وقد يكون زاهي أقرب الى الغباء عنما يصر على هذه الطريقه في تقديم البرنامج و تسمية الضيف و في أختيار الأسئلة و كأنه لم يسمع من قبل بمحمود سعد أو نيشان أو غيرهم ممن يطرحون نفس الأسئلة بطريقه رشيقه و في أحيان كثيره ربما يسرقون الضوء من ضيوفهم .و في هذه الحلقة بالذات لم يتغلى زاهي عن غباءه و خاصة عنما سأل زاهي حسن يوسف عن رأية بموت سعاد حسني ثم اردفه بسؤال عن شبابه قبل أن يكمل اجابته عن سعاد و عاد ليضربه بسؤال ثالث حول ألتزامه و حسن يوسف لم يكمل ما أراد قوله عن مرحلة الشباب ذكاء المخرج كان حاضرا عنما فرض أستراحة عرض فيها أحد مشاهد حسن يوسف القديمة.

بدوره حسن يوسف لم يكن بخيلا في أظهار ما يضمره كل "متنكر للفن" بدعوى الأعتزال أو الهداية, فعندما تحدث عن سعاد حسني وصفها بطريقه شديدة البشاعة و أدعى عدم معرفته لها و الطريف أنه وصفها في البداية "بأختي" ثم أنتهى بإعتقاده أنها أنتحرت لعدم "كفاية الإيمان" لديها.و لم يوفر ابناء "الشيخ الشعراوي" وقد وصف أعتراضهم على مسلسله "إمام الدعاة" بأنه خلاف "مادي" و عزى سبب موافقة القاضي على عرض المسلسل الى أنه صلى" صلاة الإستخارة" في إشارة الى موافقة الله على المسلسل فما بالك بقاض تافه.

نموذج المثقف المدع المتملق الذي يمثله زاهي وهبة و نموذج الممثل المدع المتصنع الذي يمثله حسن يوسف كانا موضوع أمسية ثلاثاء في برنامج يدعوك أن تبقى في البيت لتحظى بفرجة كهذه.