{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قناع ( قصة قصيرة )
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
قناع ( قصة قصيرة )
قناع



رأي نفسه يسير في شارع كبير في مدينة كبيرة .. الشارع مزدحم بالناس وعلي جانبيه تصطف محلات تبيع كل الأصناف الممكنة من الأشياء وكان يمكنه أن يري بوضوح ما في واجهات المحلات من معروضات رغم الضوء الأصفر المنسدل من المصابيح .. أما داخل المحلات فقد كان يغرق في ظلال ثقيلة .. وكان يحس أن المشهد يحتاج إلي كثير من الضجة والأضواء التي تتناسب مع هذا الزحام غير العادي
مضي يتسكع في بطء كغيره من المارة يجول بناظريه في واجهات المحلات في لامبالاة .. كان هدفه من دخول الشارع هو الاتجاه إلي شاطئ البحر كي يتأمل انعكاس الأضواء عليه .. وفجاة دوي بوق سيارة فأفسحت كل السيارات الطريق لتهرع تاركة له بقايا الصوت يتذوقه في دهشة ..
سال الشخص القريب منه في الزحام
- ما الحكاية .. ؟
رد بسرعة : سوف يعلنون حالا
قال مكبر الصوت في وضوح شديد : أيها السادة نأسف لانقطاع تيار الحياة الذي نتمني لكم أن تستمروا فيه سعداء إلي الأبد .. ولكن نرجو منكم ولكم شكرنا أن تتعاونوا معنا في البحث عن شخص مطلوب وسوف نوافيكم بكل الأوصاف الخاصة به فور ورودها لنا .. ولمن يرشد عنه مكافأة مجزية
قطعت ثلاث سيارات الشارع تعلن ذلك مرات ومرات بينما الإضاءة تزداد شيئا فشيئا .. والمارة يتخلون عن تلك الانسيابية البطيئة التي رآهم عليها عند دخوله الشارع
قال مكبر الصوت فجأة : نأسف مرة أخري لإزعاجكم ونعلن أنه رجل ولكنه قد يكون متخفيا في شكل امرأة وهو أصلع وله شعر خفيف يغطي مؤخرة رأسه وسوالفه
نظر إلي المارة ومن خلال الزحام رأي بعضهم يرمقونه ويستقرون بعيونهم عليه .. أحس أنه يعرف هذا الشارع وأنه ربما مر فيه من قبل .. عندها استشعر الخوف .. فكر قليلا ثم اتجه بعينيه إلي واجهات المحلات ثم ولج أحدها .. كان من النوع الذي يبيع الشعر واللحي المستعارة وأشياء أخر مما ثلة
قال للبائع : أريد شعرا مستعارا
قال البائع : أي لون ؟
قال في برود : أسود
جرب البائع عدة مقاسات حتي ارتاح رأسه داخل مقاس متوسط فنقده الثمن وخرج إلي الشارع .. وجد الإضاءة قد زادت أكثر والزحام قد اشتد .. سأل رجلا قريبا منه : لماذا زاد الزحام .. قال في دهشة :
ألم تسمع إنهم يبحثون عن رجل وقد وضعوا حاجزا في أول الشارع وآخر في نهايته وحواجز أخر علي كل شارع جانبي ولا أحد يجرؤ علي الاقتراب منها حتي لا يتعرض للسؤال .
قال في انفعال : ولكن لماذا يزيد الزحام
أشار إلي البنايات الكبيرة علي الجانبين والمحلات وقال : لقد كانت تحمل عن الشارع الكثيرين .. الآن أفرغت من كانوا فيها لشئون لهم ويريدون الخروج .
زعق مكبر الصوت : نأسف مرة ثالثة للإزعاج فقد وصلنا منذ قليل أنه أسود العينين
عندما سمعها ظل عقله يكررها في بطء ثم ازدرد لعابه وعبر الشارع إلي هدفه بعد أن حدد المحل المطلوب
دخل المحل في صعوبة ووجد الكثيرين أيضا يشترون ما سوف يشتريه
سأله البائع : أي لون ؟
قال : خضراء
قال البائع : الجميع يتزاحمون علي اللون ... – قاطعه – هل يحتاج تركيب تلك العدسات لطبيب ؟
قال البائع : كلا بالتأكيد .. ويمكنك أن تجرب ذلك
قال له : أحب ذلك
فتح عينه اليمني وأحس بسرور وهو يلاحظ الخفة التي لصق بها البائع العدسة اللاصقة ثم أخذ الأخري ولصقها بنفسه وأشار إلي نظارة سوداء فناولها له مبتسما فنقده الثمن ووضعها علي وجهه وقال لنفسه : لزيادة الحيطة
عندما خرج من المحل بهره الضوء الشديد رغم النظارة السوداء واختنق من الزحام .. وود لو يستطيع الهروب من أحد الشوارع الجانبية لاستنشاق هواء البحر ولكن الصوت حطم أفكاره حين زعق مكبر الصوت :- إنه يرتدي حلة زرقاء اللون .
مد رقبته قدر ما يمكنها من الاستطالة ودار بعينيه في واجهات المحلات حتي لمح المحل المناسب .. عبر الشارع مرة أخري واتجه إلي محل يبيع الملابس الجاهزة
سأل البائع عن معطف
قال البائع : يوجد ألوان كثيرة فماذا تفضل ؟
قال - وهو يخفي عينيه في الحائط - : أي لون غير الأزرق .
قال البائع : الجميع يكرهون اللون الأزرق هذا المساء
ناوله معطفا أبيض .. جربه علي جسمه وقال : إنه مناسب .. ونقده الثمن وخرج
كانت الشمس بالخارج هذه المرة حتي أنه لم يستطع أن يفتح عينيه من شدة الإضاءة إلا بعد أن فتحها وأغلقها عدة مرات حتي يتعود علي الضوء المبهر واستطاعت أذناه أن تلتقط بعض الكلمات من أحد المارة
- هل سمعت النداء الأخير إنهم يرددون أن الرجل المطلوب متوسط العمر
تحسس جيبه بسرعة وأخرج النقود القليلة المتبقية ودلف إلي أحد المحلات
طلب من البائع عصا .. أعطاه واحدة وعندما نقده الثمن قال له البائع : أنت محظوظ .. إنها الأخيرة .
خرج إلي الشارع يتوكأ علي عصاه في تثاقل بعد أن اصطنع احدودابا صغيرا علي ظهره ولكنه هذه المرة لم يستطع أن يفتح عينيه من شدة الإضاءة فظلت مغلقة والزحام يدفعه لا يدري إلي أين .. ما أن تمكن من فتح عينيه حتي فوجئ أن الزحام قد دفعه بعيدا وأنه قد صار في نهاية الشارع .. رأي السيارات تتقاطع وتسد الشارع ورجال داخلها يثرثرون فيما لا يدري ..وأن هناك ساحة كبيرة خالية بين الزحام وبين
تلك السيارات لا يسير فيها أحد وأحس بالاختناق الشديد من الزحام وأن قلبه يكاد يتوقف عن النبض وأن رئتيه لا تقويان علي استنشاق الهواء .. صارع الزحام المتبقي الذي يفصله عن الساحة الكبيرة الخالية حتي أصبح علي الحافة ولكن الزحام كان يعيده إلي الداخل مرة ثانية فيحس بالاختناق .. وعندئذ قرر .. صارع الزحام للمرة الأخيرة حتي صار علي الحافة ثم استنشق نفسا عميقا .. ورأي أن البحر وراء السيارات تماما فمد خطوته الأولي الواهنة إلي الساحة الخالية في بطء يتناسب من سنه الجديد .. أما الزحام فقد كف عن الازدحام .. آلاف العيون ترقبه دون اهتزاز جفن واحد خوفا من فوات لحظة من المشهد .. وصل إلي السيارات فاستوقفه بعض الرجال بإشارة من أيديهم
ظل واقفا للحظات حتي خرج رجل من سيارة سوداء واقترب منه مبتسما وقال في هدوء : هل تعتقد أنك تستطيع أن تخدعنا بهذا الشعر المستعار والنظارة السوداء والعدسات اللاصقة والعصا والمعطف الأبيض .. ومد يده فأزاح الشعر المستعار والنظارة السوداء وبكل خفة أيضا أدخل أصابعه في عينيه فأخرج العدسات اللاصقةأما هو فقد ناوله العصا وخلع المعطف في هدوء
أدخله في سيارة كبيرة تختفي خلف نهاية الشارع ثم مشي حتي وصل إلي سيارته فاعتمد عليها بمؤخرته وعقد ذراعيه علي صدره وأخذ يرقب الزحام المتنكر هناك ..

بينما الزحام يلفظ رجلا آخر إلي الساحة الخالية




كوكو










07-09-2005, 11:37 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
skeptic غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #2
قناع ( قصة قصيرة )
:97:
07-11-2005, 01:21 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 597 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 592 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 577 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 660 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 915 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS