دار الندوة يوزع 30 الف دولار كهدية لاعضائه
أنا هنا لست بصدد سرد تلك الأحداث التاريخية فكلنا يعرفها وإن اختلف تفسيرنا لها, أنا كان اعتراضي في الأساس على التشبيه بين مشركي قريش والليبراليين الجدد فقد رأيته في غير محله وجاء لإرضاء بعض نوازعك الأيمانية فحاولت تلبيس كل شيء على الكفر والإسلام...
(قريش فشلت في استقطاب الناس بعد أن بهرهم حق النبوة وكريم رسالتها!
حاولت منع المهاجرين بكل ما أوتيت من قوة..
وقفت في وجه الذين هاجروا للحبشة أولا..
حاولت عرقلة هجرتهم بما أوتيت..
لاحقتهم حتى الحبشة)
قريش لم تحاول استقطاب أحد يا عزيزي فهي صاحبة الدار وليست بطارئ على الناس... وكونها وقفت في وجه المسلمين فهذا أمر طبيعي فلا أحد يسكت على تهديد وجوده وكيانه وتاريخه (وأنا هنا أتكلم معك من وجهة نظر موضوعية تماما) لأن الدعوة الجديدة لم تكن حالات فردية" ولكم دينكم ولي دين", بل تبين أنه الدين والدولة والنبوة والزعامة وهذا ما أدركته قريش...
(ثم أرسلت في عقبهم داهية دهاتها عمرو بن العاص ليغري النجاشي بهم
ثم بعد أن فشلت وقفت في طريق الفريق الآخر الذي هاجر نحو المدينة
علمت أن تسربهم واحدا بعد الآخر إنما هو إيذان بضياع سلطانها
وذكرت فيما ذكرت أن قضيتها مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكرية اجتماعية
فهو يسفه آلهتهم
ويسب آباءهم
ويصدع بدين سماوي يجعل الآلهة إلها واحدا، إن هذا لشيئ عجاب!!
ويفرق بين المرء وزوجه (فهل كانت هذه الخشية ومزاعم التفريق دليل قوة على نجاح قريش في استقطاب الناس أم العكس)؟!)
بعيدا عن هذه التفاصيل, فهذا ليس مكانها... الموضوع يحتاج لقليل من الإنصاف, فهذه الأفعال تصدر من كل شخص يشعر بفناء ملكه وضياع تراث سلفه, فكل جديد سيبدو مستهجنا لديه, فما بالك إذا حاول هذا الجديد فرض نفسه وإلغاء وجبّ كل ما هو قديم.
(قريش حرشت -كما حرش الليبراليون- الجدد كل طواغيت عصرها ضد التيار الإسلامي الأول
ذهبت للنجاشي فقالت له إن هؤلاء يقولون أن المسلمين يقولون بأن المسيح عبد!!
وذهبت لهرقل فقالت له إن بيننا وبين محمد عهد ولا ندري ما يصنع بعهده!)
انت هنا تدور في نفس الدائرة, فقريش لم تبدأ التحرش وأنما هي التي تعرضت لتحرش الدعوة الجديدة ونزاعها في زعامتها...ولذلك هي ذهبت للنجاشي لما ذهبوا هم, وطريقتهم في التنفير هي كطريقة التكفير التي تمارس ضد كل من يخالف الإخوان...
(وذهبت ليهود ولبطون قبائل العرب تجيشهم في غزوة الأحزاب ضد الجماعة التي خرجت بأمر ربها لتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد)
هذا جاء بعد مرحلة من الصراع أخي الفاضل, وهذا منطقي تماما, واليهود على كل حال قد سبقوا هذه الجماعة في الخروج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد..
(ظنك بأن سلطان الفرس قاصر على المناذرة غير دقيق، وكذا لو ظننت بأن الغساسنة وحدهم كانوا تبعا للروم! أم أذكرك بلقاء هرقل مع أبي سفيان في غزة؟)
لقاء أبي سفيان مع هرقل هو حدث له ظروفه, وهو لا يعبر بالأساس عن سياسة موالاة تامة, فالقرشيين كل ما يهمهم هو رحلاتهم التجارية, والتفاهم مع الدول العظمى في ذلك الزمان ضروريا ولا يعني التبعيّة بالمطلق, فهؤلاء البدو في بلادهم لا دخل لهم بالآخرين.. وصراعهم على الماء والكلأ ليس أكثر...
(نعم لم تكن لقريش ولا لسائر قبائل العرب،حضارة تضاهي الغساسنة والمناذرة، ولا كانت تعرف نظام الدولة الملكي الذي كان لأولئك، لأجل هذا كانت تشعر بصغارها لهذين الدولتين ومن وراءهما من الروم والفرس كما لدولة الأحباش، إذ لم يكن قوام لتجارتها وحياتها إلا عبر الاتصال بهذه القوى العظمى آنئذ..)
صحيح تماما..ولكن أرى أنك تشعبت كثيرا, فما دخل هذا الوصف بالليبراليين القدامى والجدد؟!
[COLOR=Red](كانت (قريش)غارقة في جاهليتها حتى المشاشة بثقافة الروم والفرس وأساطيرهم، وكان للفرس عليهم سلطان يتباهى به من لديه مثقال ذرة من أساطيرهم كما يتباهى بيننا اليوم من لديه أثارة من فلسفة وسفسطة حداثية شرقية أو غربية من بني جلدتنا!!)
مرة أخرى لم هذا العوم على الموضوع, ثم ما العيب في كل هذا؟ ألم تكن الروم والفرس دولا عظيمة وصاحبتا مجد وحضارة والأقوى هو الذي يفرض نفسه وثقافته؟ أتريد لقريش أن تبقى على حالها وألا تخالط الأمم الأخرى؟ فلماذا تعتب عليها في رفضها للمشروع الجديد؟!
والذي نتباهى به اليوم من فلسفة وسفسطة حداثية شرقية أو غربية هو من انتاج بشري وأنساني بالدرجة الأولى وليس حكرا على بشر دون بشر.. ولك أن ترفضه, ولماذا تلزمنا بفلسفتك وطرحك وترى أنها هي الأصلح وتريد منا أن نغمض أعيننا عن كل ما حولنا ونركن لما عندنا؟! فليس هذا من الأنصاف أو ليس هذا منطق قريش!!
(وأذكرك أخي الفاضل بأن سبب نزول سورة الروم أن قريش فرحت بانتصار الفرس على الروم أيما فرح، وافتخرت بذلك على المسلمين لأنها كانت ترى أن المجوس إخوانا لها في الشرك، بينما الروم أهل كتاب وقد أخزتهم الآلهة! وهذا التهكم أغم المسلمين الذين كانوا يرون أن أهل الكتاب من الروم أقرب إليهم من أهل الشرك المجوس
فكانت مقدمة السورة بشرى للمسلمين بأن الروم سيغلبون في بضع سنين، وهذا سيكون إيذانا بذهاب ملك الدولتين معا، حيث يفرح المسلمون بنصر الله ينصر من يشاء، وقد كان، فما هي إلا بضع سنين واستعاد الروم المبادرة وعوضوا هزيمتهم وثأروا من جيوش الفرس، وهذا ما سهل فتح بلاد فارس على المسلمين، وأتبعها الله بفتح بلاد الروم في بضعة اشهر!)
شكرا على التذكير, ولكن ما علاقة هذا بالموضوع؟!!!أم هو تسميع للآيات والتفسير والتاريخ؟!...
(كانت أخبار الفرس والروم في صميم المجتمع المكي بل وفي كل مجتمعات العرب، والحرب الباردة والساخنة بين الجبهتين الفارسية والرومية كانت في أولى اهتمامات الجميع! )
هذا طبيعي جدا, فما المشكلة؟ لماذا تحاول إلباس كل فعل منهم على أنه تبعية ومولاة ؟ وهذا فعله كل شعوب هذا العالم أيام الحرب الباردة في القرن الماضي..
(المقارنة واردة جدا، ودار الندوة كانت عنوانا لمجلس أبي جهل وأبي بن خلف وأبي لهب، وهناك تآمروا على الرسالة لولا أن الله قضى أمرا وكان مفعولا
كانت دار الندوة لأبي جهل وملئه كما كانت عنوانا لذلك المنتدى الليبرالي!
فهل صدفة كان تشابه الأسماء؟)
أنا هنا لا أدافع عن دار الندوة, لا القديمة ولا الحديثة...ولكن لماذا تمنع وجود منتدى ليبرالي(هذا أن صح وصفه) أعتقد أن الدار تتسع لجميع الآراء وليست حكرا على أحد(على الرغم من اني لم أزرها منذ فترة ولم أشارك فيها بالمطلق) هل هي محظورة على الإسلاميين أو اليساريين والمشاركة مقصورة على الليبراليين... قل لي كم منتدى حر إذا ما قورن بالمنتديات الإسلامية والجهادية والتكفيرية, وتصادف الأسماء لا يعني بالضرورة سياسة, ثم هل كانت ندوة قريش تأسست فقط للتآمر على محمد(ص) وصحبه.
(ويبقى أن رايك في أن هذا الرأي يجب أن يصادر ويمنع من الظهور في العربية نت أو غيرها كباقي الآراء يشي بمدى انفتاحك وانفتاحهم وتقبلك وتقبلهم للرأي الآخر!
والسؤال الذي يلح علي بعد هذا لماذا نزاود على بعض بالدمقرطة وقبول الآخر ما دمنا جميعا في التخلف عرب هكذا!!
أم هو الخيار والفقوس في الإقصاء والوصاية وحرية الرأي والتعبير؟!!)
أنا قلت ذلك أستاذي الفاضل بشيء من الدعابة والاستفزاز لك, وليس بقصد الحجر على الآراء وهذا ليس منهجي, كما أني لاحظت أنك تريد الطعن في مصداقية العربية نت لأنها رفضت نشر المقال, فلم سوء الظن هذا؟ "ويكفيك هذا المنتدى فهل وجدت أكثر منه حرية"..
وكما بدأت أنت أنهي أنا: واختلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية...
وتقبل فائق احترامي ومحبتي (f)(f)
|