تهديدات لنجم سوبر ستار:مسلحون يتدخلون لمنع إقامة حفل غنائي في نابلس للفنان عمار حسن
غزة-دنيا الوطن
منع مسلحون حفلا غنائيا ليل الثلاثاء 6-7-2005 بجامعة نابلس بالضفة الغربية، ضمن فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والرقص.
وقالت المصادر نفسها لـ"إسلام أون لاين.نت": إن عناصر مسلحة اقتحمت حرم الجامعة في التاسعة ليلا، وأطلقت النار لمنع الناس من دخول الحفل الذي كان يحييه المطرب الفلسطيني عمار حسن.
وكان الحفل قد تأخر بسبب تهديدات ,إلا أن تطمينات من مسئولين فلسطينيين جعلت عمار حسن يبدأ في وصلاته الغنائية. وبعد أقل من ساعة اقترب المسلحون من بوابة الجامعة الرئيسية، وأخذوا يطلقون عيارات نارية في الهواء، ويدعون إلى إيقاف الحفل فورا.
كما اقتحم فلسطينيون يرفضون إقامة الحفل حرم الجامعة، واشتبكوا في عراك بالأيدي مع بعض الحضور. ولم يتمكن عمار حسن الملقب بـ "سوبر ستار فلسطين" من مغادرة الجامعة إلا قبيل منتصف الليل، متوجها إلى رام الله، بعد أن كان من المقرر أن يبيت في نابلس، بحسب شهود عيان.
وأضاف الشهود أن حرس الجامعة حاولوا تقليل حالة الفوضى التي سادت المكان بعد إطلاق النار، ومنع نقلها للخارج. كما اعتدوا على عدد من الصحفيين الذين صوروا حالة الفوضى.
وقال صحفي طلب عدم نشر اسمه: "إطلاق نار حدث داخل الجامعة من قبل الحرس، وقام رئيس حرس الجامعة بتصويب مسدسه الخاص نحو رأس الصحفي جعفر أشتية وأمره بإخراج الفيلم لمصادرة ما تم تصويره".
وأوضح أكثر من شاهد عيان أن رئيس أمن الجامعة أشهر مسدسه في وجه شابين كانا يصوران الحفل، وحطم إحدى الكاميرات.
استياء الإدارة
وعبرت إدارة المهرجان عن استيائها مما حدث في نابلس، مذكرة بأن المهرجان الذي يقام تحت شعار "عدنا لأن حلمنا أقوى" لا يهدف إلا لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، والاهتمام بالثقافة والفنون كأحد العناصر النضالية الحيوية ضد الاحتلال.
وكان عمار حسن قد أحيا حفلين ناجحين في قصر الثقافة برام الله، وآخر في دار الندوة في بيت لحم، وقام بزيارات لعدد من المسئولين، ولمؤسسات عامة وخاصة في عدة مدن فلسطينية، كما شارك في مسيرة للفقراء في رام الله، وغنى لصالح جمعيات خيرية عدة.
استهجان مواطنين
من جانبهم استهجن مواطنون بمدينة نابلس هذه الاحتفالات ووصفوها بالهابطة، خاصة بعد أن تبين أن كثيرا من الفتيات طلبن من عمار حسن أن يوقع لهن على دفاترهن الخاصة.
وقال الشاب "فادي أبو زكي": "هذا المهرجان من أهبط ما يكون على وجه الأرض، ولقد سمعت إحدى الفتيات وهي تشبه هذا الفنان بأوصاف غريبة جدا ومهينة في الوقت نفسه".
أما الشاب "نزيه" -من إحدى ضواحي نابلس- فرأى أنه "لا يمكن أن يكون مثل هذه الأمور، ونحن ما زلنا نعاني من إذلال الاحتلال؛ ففي كل يوم يسقط لنا شهيد، وبالذات مدينة نابلس، فهي ما زالت تقبع تحت حواجز الاحتلال المذلة، فلم تهدأ الأمور حتى نعيش حياة الاستقرار".
"احترام الشهداء"
وفي وقت سابق أدانت الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح الوطنية في نابلس استقبال الجامعة للمطرب عمار حسن، وناشدت إدارتها التراجع عن إقامة حفلٍ غنائي في حَرَمِها احتراما لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني.
وعبر عدد كبير من طلبة الجامعة عن استيائهم الشديد من اقتحام الحفلات الغنائية الراقصة لحرم الجامعة التي كانت طليعة في حمل راية الانتفاضة والمقاومة، وقدمت العدد الكبير من الشهداء والأسرى والمناضلين.
وغطت لوحات كرتونية -من أعمال طلبةٍ الجامعة، ومن إنتاج الكتلة الإسلامية- أسوار الجامعة، وقد عبرت فيها عن رفضها للزيارة، ومنها "نعم لأبطال الكتائب.. ولا وألف لا لبطل السوبر ستار"، و"جامعة أنبتت الشهداء لا تستقبل المائعين".
"الرقص على الجراح"
وأصدرت الكتلة الإسلامية بالجامعة بيانا بعنوان: "لن نرقص على الجراح!!"، جاء فيه أنه: "في ظل الجراح النازفة، وزفرات الأنين التي تخرج من الثكالى وأمهات الشهداء، وبرغم آهات الأسرى، وفي ظلّ حشود اليهود الحاقدة ضد الأقصى والمقدسات تأتي حشود مدججة تدعي الثقافة والفن والإبداع! باسم الثقافة يحاربون الأخلاق، وباسم الفنون ينشرون الرذيلة والفاحشة".
يذكر أن المطرب عمار حسن تعود أصوله الى مدينة سلفيت جنوب الضفة الغربية، وجاءت شهرته على خلفية مشاركته في برنامج الهواة "سوبر ستار".
معركة ثقافية وسياسية
وتأتي حادثة إطلاق النار بجامعة نابلس في الوقت الذي تحتدم فيه المعركة الثقافية والسياسية في الأراضي الفلسطينية، بعد منع بلدية
قلقيلية -المقربة من حركة "حماس"- استضافة فعاليات المهرجان في المدينة بحجة "منع الرذيلة المتجسدة في الاختلاط"، وهو ما أيده الشيخ عكرمة صبري مفتى الديار المقدسة.
لكن وزارة الثقافة الفلسطينية شجبت قرار بلدية قلقيلية، واصفة إياه بـ"الإساءة إلى الهوية الوطنية الفلسطينية". وهو الموقف ذاته الذي اتخذته بعض الفصائل السياسية؛ كحركة فدا، ومؤسسات أهلية، ومنظمات غير حكومية، ونواب في المجلس التشريعي، ومثقفون، وكتاب، وفنانون، وصحفيون، حتى إن البعض لوَّح برفع الأمر إلى القضاء؛ لما فيه من مخالفات للقانون الأساسي الفلسطيني المعدل الذي هو بمثابة الدستور المؤقت للفلسطينيين.
من جهتها رفضت الحكومة الفلسطينية قرار بلدية قلقيلية، مؤكدة على دعمها للأنشطة الثقافية والفنية، بما في ذلك مهرجان فلسطين الدولي للفنون، علاوة على دعمها لحرية التعبير الأدبي والفني في إطار القانون، وبما يعزز الهوية الوطنية والقيم الإنسانية.
وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" الإثنين 4-7-2005 قال مصطفى صبري -المتحدث باسم المجلس البلدي لمدينة قلقيلية-: "الباعث الرئيس لحظر احتفالات الرقص والموسيقى هو المحافظة على النسيج الاجتماعي ومنظومة القيم". وأضاف: "لا يمكن أن تقبل بلدية قلقيلية باحتفالات مختلطة بين الجنسين تؤدي إلى السفور وتزعزع قيم المجتمع".
وانطلقت فعاليات المهرجان يوم الخميس 30-6-2005 في قصر رام الله الثقافي، ويستمر حتى 9-7-2005؛ حيث ينظم أيضا في مدن بيت لحم والخليل وطولكرم بالضفة الغربية.
http://www.alwatanvoice.com/articles.php?g...ticles&id=24702