5 يونيه 2005

[CENTER]أين هو الإصلاح يا قلماني
حسين البحراني[/CENTER]

ملاحظة هامة:عبد الرحيم القلماني هو شخصية وهمية تكتب الحكومة مقالاتها التي هي أشبه بالبيانات وأتحدى أن يبرز هذا الكاتب للعلن لأنه لا وجود له كشخص،إنه قلم مخابراتي وإسم مستعار تستعمله الدولة لاستغفال الآخرين

رداً على ما كتبه عبد الرحيم القلماني في صحيفة القدس العربي من أكاذيب بعنوان " المطالبة بـإجراء تعديلات دستورية في البحرين: استمرار لعملية الإصلاح أم دعوة للفوضى؟" ودت لو أسأل هذا الكاتب أين هو الإصلاح في البحرين؟ وأين هي الفوضى؟بل أين هي دولة المؤسسات والقانون؟

السيمفونية التي تعزفها الحكومة حين تريد أن تروج لمشروع ملك البحرين الذي يظهر الإصلاح ويستبطن طغيان العشائرية والقبلية على حقوق المواطنين وحقوق أجيالهم القادمة..دولة المؤسسات والقانون أين هو القانون وأين هي المؤسسات التي لا تحفظ حق المواطن الفقير وتعجز عن كبح جماح المتنفذ من الأسرة الحاكمة؟
ويخطأ من يظن بزعم الكاتب أن التحالف الرباعي قاطع الانتخابات بسبب تساوي مجلس الشورى في صلاحياته مع المجلس المنتخب..لا أنكر أن هذا أحد الأسباب ولكنه ليس السبب الرئيس.. الأسباب أعلنت عنها المعارضة وهي وجيهة وفق ما صرح به فقهاء القانون الدستوري..الأزمة بين الحكومة والمعارضة هي أزمة دستورية تقوم على دور المجلس التشريعي في الرقابة والتشريع وهو مجلس كما يعرف الجميع بسبب عدم وجود صلاحيات تشريعية ورقابية عاجز عن التشريع والمحاسبة وللقلماني أن يعدد على الملأ ها هنا إنجازات هذا المجلس الذي يريد هو وغيره أن يجر المعارضة التي حفظت كيانها بمقاطعته إلى المشاركة فيه ودخول القفص!
وبودي لو يكون القلماني صادقاً مع نفسه ويبين المكتسبات الديمقراطية التي استفادها شعب البحرين والتي تحققت بزعمه على أرض الواقع..طوابير البطالة ما زلت تفيض بالكثيرين من الشباب،وبيوت الإسكان يحرم منها المواطنون وتعطي للمجنسين،ملف الفساد الإداري والمالي وسرقة الأراضي والمال العام ما يزال قائماً على قدم وساق،استبعاد بعض المواطنين من العمل في وزارة الداخلية ما يزال ساري المفعول،الحكومة لازالت تهيمن على الصحف المحلية وتلوح لها بالعصا مرة وبالجزرة مرة أخرى!
هل هذه هي المكتسبات؟
إن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي يتحدث عنها الكاتب في مقاله ما تزال تتبنى خيار المقاطعة،ولا ننكر أن هناك بعض الأصوات التي تدعوا للمشاركة إلا أنها لا تمثل أغلبية منتسبي الوفاق وتمثل تياراً ضئيلاً جداً لا يكاد يذكر.
إن معارضة كل توجه رسمي حتى تثبت نيته السليمة هو ما يجب أن تقوم به المعارضة الحصيفة فما يزال الموروث التراكمي للفشل والإخفاق في التعاطي مع النظام ماثلاً للعيان،وما تزال الوعود الشمعية التي قدمها النظام للخروج من الأزمة الأمنية أبان التسعينات تراوح مكانها!
أما التيار الآخر الذي يدعي الكاتب بروزه في جمعية الوفاق والذي يرى المشاركة بزعمه فهو يرى الرؤية الحكومية بأن المشاركة والتعديل من الداخل هي الحل ولكن اسأل الكاتب كم يمثل هذا التيار من الكتلة الوفاقية التي ترزح تحت نير التجهيل والتفقير والتهميش؟ أولئك الذين اكتووا بنيران عهد قانون أمن الدولة البائد؟
هناك تيار أدرك أن المشاركة ليست هي الحل وهو تيار إنضم إليه العديد من دعاة المشاركة بعدما رأوا أن المجلس التشريعي عاجز عن التشريع والمراقبة.
إن ما يحسب للتحالف الرباعي على رغم اختلاف أيديولوجياته ومنطلقاته وثوابته أنه تخندق حول النفق الدستوري المظلم الذي أدخلته فيه وثيقة 2002م وبدأت تنسق في العديد من الملفات الأخرى،وما يزال الحراك السياسي الضاغط دليلاً على قوة التحالف الرباعي.
إن الكاتب في مقاله يحاول أن يدق عطر منشم بين الجمعيات الأربع من أجل ان يمارس سياسة التشطير العمودي بحيث يوحي لبعضها أن الوفاق تفردت بالمسيرة وذلك توجهه قومي وهذا توجهه بعثي وذالك ليبرالي إلى غير ذلك من التوصيفات التي وظفها الاستعمار والأنظمة الجائرة لتشطير قوى المعارضة في كل الدول العربية.
إن الكاتب حين يناقض نفسه ويصف الدستور المعدل بزعمه أنه كفل حرية الرأي والتعبير أستغرب كيف يقول إن تيار الصقور في الوفاق يسعى للصدام مع الدولة؟ وقد أثبتت الشواهد على الأرض أن المسيرات تسير منضبطة ما لم يتدخل رجال الأمن بأساليبهم الاستفزازية قبال شعب أعزل مستخدمة الغازات الخانقة المحرمة دولياً والرصاص الانشطاري.فمن هو الذي يسعى للصدام؟ الشعب أم الحكومة؟
إذا كانت حرية الرأي والتعبير مكفولة فكيف تفسر الدولة ان المتظاهرين يسعون للصدام مع الدولة؟
إذا كانت مراهنة بعض التيارات على الخارج أمراً خطيراً كما يراه الكاتب فلماذا لا يأتي الإصلاح من الداخل؟ أم أن ما يخشى منه النظام أن تتم مناقشة الشان الدستوري في خارج البحرين مما سيشكل حرجاً للنظام الذي تسوقه أمريكا على انه نموذج للإصلاح في الشرق الأوسط،ولا بد ان أشير ها هنا إن المشروع الإصلاحي كما يدعي الكاتب الذي لا زال الملك في ظله يجنس العديد من الأجانب ولا زال المال العام يسرق في وضح النهار لو كان قادراً على استيعاب جميع التيارات السياسية وصهرها في بوتقة الإصلاح لكان ذلك اكبر مكسب له ولكنه عجز عن أن يستقطب التحالف الرباعي الذي يشكل وفقاً لإحصائيات محايدة اكثر من نصف شعب البحرين وهو الذي يصفه الكاتب مراراً وتكراراً بالبعض.
إنني أدعوا القاريء المنصف أن يقرأ مقالي هذا بتجرد ليرى محاولات القلماني لبث شظايا الفتنة بين قوى المعارضة وكيف يتحدث بلغة حكومية صرفة،وبنبرة مكشوفة،وأولاً وأخيراً أسأل الكاتب أين هو الإصلاح واين هي دولة المؤسسات والقانون في البحرين

أوافق في الكثير من الأخطاء الدستورية الحاصلة في الدستور من خلال آلية عمل المجلسين ومنح الصلاحيات التشريعية لمجلس الشورى جنباً إلى جنب مع المجلس الوطني ـ ولكنها أخطاء مقصودة ـ نظراً للحلول المتاحة أمام جلالة الملك بين التوفيق بين ما يريد وما يخدم مصالح النظام وأهل السنة في البحرين وبين ما تريد المعارضة الشيعية والشد والجذب والمسائل المصيرية التي تتعلق بالنظام الخليفي الحاكم..

ثم هل جمعية الوفاق لازالت تتبنى خيار المقاطعة حقاً؟!..

هذا مع العلم بأن خيار المقاطعة كان من الأساس خياراً استراتيجياً خاطئاً ، ويجب على القيادات الشيعية أن تتداركه..

وانتخابات 2006 على الأبواب يا صديقي حسين البحراني فلا تتعجل الأمور ونصبح وتصبحون..

تحياتي لك(f)