- في عام 1988 قرات مقالة لمجلة فلسطينية تدعى "الصراط" تحت عنوان "البعث يحرق احفاد صلاح الدين" .. و على الرغم اني كنت طفلا الا ان هذه المقالة حولتني الى كردي اكثر من الاكراد!! كل ما كنت اتمناه هو ان ارى صدام و حاشيته مسحولين في شوارع بغداد بايدي ضحاياهم.

بعد حرب الخليج الاولى و على الرغم من حزني على ماساة العراق الا اني استبشرت خيرا بالانتفاضة الشيعية ، و لكن حدث ما خططت له ماما امريكا و عبيدها.

- دخلت مطعم تركي في مدينة اوروبية ... فقال لي صاحب المطعم ممازحا : اهلا ياسر عرفات ...
فرمقني شخص اسمر مستطيل الوجه كثيف شعر الحاجبين و الشارب ، و قال : من اين انت؟
اجبته : فلسطين ...
قال : العرب كفروا ... العراق .. العرب .. افهمتني ..!
لم افهم جيدا عربيته المكسرة ، فقلت له هل انت كردي عراقي!
فاجاب : نعم
طبعا تجاهلته كليا و فهمت انه حاقد على العرب و فقد اعصابه ظانا انه في اربيل.

- كنت لا اكف عن استفزاز عراقي سني بشتم صدام و البعث. و كان زميلي يستشيط غيظا من شتائمي و يحاول تبرير جرائم صدام ... و تمر الايام و السنين و تسقط بغداد ...
فاتصلت بصديقي للاطمئنان على عائلته ، فاجابني : ايها العرب انسوا العراق ... العراق اولا ...لا شان لكم في العراق بعد الان لقد ذهب صدامكم!!
يا لها من مسخرة ، كيف تنقلب الامور بهذه السرعة!

- قبل ايام شاهدت تقرير تظهر فيه فتاة فلسطينية و هي تبكي من ظلم .... !! نعم ، انهم يستبسلون على اهلنا في العراق و هم خانعين للبسطار الامريكي.

منذ عام 1948 و الفلسطينيين يتغنون ببطولات الجيش العراقي الاسطورية ، بل لا تخلو الاهازيج الشعبية عن اسطورة العراقي الشجاع سواء شيعي او كردي او سني.

و من المضحك انه في عام 1967 اجتاهت القوات الاسرائيلية مدن الضفة من الشرق رافعة العلم العراقي !! فخرج الناس مستبشرين بالمارد الاسطوري.

- واقعيا ، العراق و جيشه لم يفعلوا الكثير عام 1948 .. و كل ما حدث هو ترسيخ اسطورة العراق في الوعي الفلسطيني نتيجة شعورهم بضعف دول الجوار . لم يحدث ان استغلت قضية فلسطين كما فعل صدام . و لم يحدث ان تم تضليل الفلسطينيين من قبل زعاماتهم القومية و الدينية و السياسية بشان اسطورة العراق العظيم.

و المصيبة ان العراق و بقية العرب لا تزال تحكمهم القبائلية. فهم لم يصلوا الى مرحلة استيعاب الديمقراطية الفلسطينية التي تسمح لجبهة التحرير العربية برفع صور صدام و على بعد امتار تشاهد انصار حركة الجهاد الموالية لايران يرفعون شعارات الجمهورية الاسلامية.

الفلسطينيون سيفيقون من الوهم العراقي على مجازر سيرتكبها احفاد صلاح الدين و ....!!
350000 فلسطيني سيواجهون مصيرا اسود و ما هي سوى مسالة وقت .... فهل ستفتح الاردن و سوريا حدودها لاهلنا لانقاذهم من هذا الكابوس.

يا اخ بلال

أريد أن أسجل أني لا أتفق مع كلمة واحدة مما ورد في مقالك هذا لا من الناحية التاريخية و لا الموضوعية .

مقالك هذا كله مغالطات تبنى على مغالطات لتستنتج منها مغالطات أخرى.

ثندر

بلال يصف الحقيقة تماما.....كل ما عليك فعله هو ان تتوقع لجيل او جيلين على الاقل يكون فيها العراق حالة ماساوية

انتهى صدام يا صديقى ولن يعود

والاخطر ان العراق انتهى لشراذم طائفية .. و لست متاكدا انه سيعود

ستستمر الحمم المتخلفة التى تخرج من العراق لجيل او جيلين تضرب المنطقة سيكون تخلفا معمما .. وسيخرج الجميع مقهورا مهزوما ..سيهزم الشيعة فى كل مكان وايران ...اميركا هى التى ستتكفل بهزيمتهم .... لن ينفع التذاكى والانتهازية ... والاكراد سيكرر معهم التاريخ نفسه وللمرة الالف سيهربوا كالعادة مقهورين للجبال ( فليس للكردى سوى الجبال ..كما كتب محمود درويش فى قصيدة لصديقة الكردى سليم بركات) وستهزم المنطقة

والاهم ستهزم اميركا ايضا

من ينظر لهذا السيناريو القائم كمنتصر هم فقط اصدقاء اسرائيل من المحافظين الجدد و معهم اسرائيل وبعض حكام المنطقة الذين ارادوا تدمير دولة جيوستراتيجية فى المنطقة وكل لاهدافه ..... ولا شك لدى ان هؤلاء ايضا وكالبقية سيهزموا ...انهم يحاولوا شراء الزمن وليس اكثر