سعوديون يطالبون باصلاح نمط التعليم وفتح الحريات العامة ويعترفون بمحدودية التغيير
2005/06/09
اشاروا لدروس تتحدث عن عذاب القبر.. وفتاوي عن النظافة في الصحراء.. وحواجب المرأة الاسلامية
لندن ـ القدس العربي :
تقول محاضرة سعودية في جامعة الملك سعود ان الدين اصبح موضوعا سطحيا بعد ان تلقت رسالة من احد العلماء التقليديين الذي وصف الطريقة التي رتبت بها حواجبها باعتبارها غير اسلامية.
ويري تركي الحمد، الروائي والكاتب السعودي ان الاستعداد للاصلاح موجود، ولكن بتردد لان الاسلام في السعودية قائم علي تفسير معين، ولهذا فالتدخل فيه يعني انك تناقش الشريعة، وهذه مشكلة يجب حلها، ولا يمكن حلها خلف الابواب المغلقة ويمثل هذا التصريح احد وجوه المطالبة بالتغيير والاصلاح في السعودية التي يطالب بها مثقفون واصلاحيون سعوديون بعضهم سجنته السلطة.
ويري هذا الجيل من المثقفين الجامعيين في معظمهم، ان العقلية السعودية الحاكمة، سواء في تجلياتها السياسية او التشريعية حولت كل شيء في الحياة الي قضية لها علاقة بالتفسير الذي يراه اتباع محمد بن عبدالوهاب، وان كانت موافقة له او مخالفة.
وتقول المحاضرة الجامعية فوزية البكر ان المشكلة تكمن في التعليم السعودي في مراحله الاولي والذي لا يركز الا علي قصص التاريخ الاسلامي المجيدة ولا علاقة لهذا المنهاج الدراسي بالواقع العملي المحيط بالاطفال. فالتعليم تقليدي يركز علي قضايا النظافة في الصحراء، فيما يعتبر التلفون بدعة، وفي يوم للسلامة العامة بالشوارع، ركز حديث علي عذاب القبر، الذي سيلاقيه شخص يموت في حادث سير، اذا كان قد قضي حياته لا يتبع الطريق الاسلامي الصحيح.
ومع ذلك يري الكثيرون ان هناك حدودا للاصلاح وقيودا عليه، فسيطرة ممثلي التيار الديني الرسمي علي دوائر الجامعات كان يعني ان اي شخص يطالب بالاصلاح يتعرض للاسكات.
وفي الوقت الذي عبرت فيه المؤسسة السعودية الحاكمة عن تسامح مع الدعوة للاصلاح في الاعلام الا انها صارت تضيق ذرعا بالذين يواصلون الدعوة ويدفعون باتجاه احداث تغييرات حقيقية، فقد اثار تجمع ضم اكثر من مئة ناشط في فندق قرب الرياض غضب المسؤولين السعوديين، وتم القاء القبض علي متروك الفالح وعبدالله الحامد وعلي الدميني، وكذلك محاميهم عبد الرحمن اللاحم، وحكمت عليهم محكمة الشهر الماضي بالسجن لمدد مختلفة ولكنها احكام قاسية قياسا لما اتهموا بارتكابه. وتقول زوجة الشاعر علي الدميني، فوزية العيوني ان زوجها لم يدع لقلب نظام الحكم ولم يشكك بشرعية النظام للملك واحفاده، ولم يقترف هو والاخرون اثما، عندما رفعوا عريضة للحاكم بناء علي التقاليد الاسلامية .
وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن امرأة سعودية احتجزتها الشرطة الدينية لانها ذهبت الي مكتب زوجها من اجل فتح الخزنة والحصول علي دوائه، حيث اتهمت بارتكاب مخالفة اخلاقية، حيث احتجزها المطوعون (قوات الشرطة الدينية) وضربوها، وتقول انها تشك في ان يكون الامراء او الاميرات عارفين بهذا الوضع لان المطوعين لا يتعرضون لهم.
والحظر علي الاصلاح او الحديث عنه، لا يتوقف عند الاصوات الليبرالية او الوسطية الاسلامية، بل اعضاء المؤسسة الدينية انفسهم، فحسن المالكي، فصل من عمله بعد سجنه لفترة بعد تجرؤه علي انتقاد التفسير الوهابي للدين. وكان المالكي قد انتقد فترة الحكم الاموي التي دافع عنها الوهابيون، حيث قال ان الامويين هم الذين كانوا وراء الفكر الذي اسس للطاعة العمياء للسلطان، ويعتبر المالكي السعوديين الحاليين كاحفاد للنظام الاموي السابق، وتم فصله من جامعة الامام محمد بن سعود، كما ان كتبه ممنوعة ويحظر عليه السفر للخارج. ومثل بقية دعاة الاصلاح في السعودية فقد توصل المالكي الذي جاء من جنوب السعودية الي حقيقة ان عليه ان يقضي كل حياته يدعو بغضب للاصلاح.
ويقول المالكي ان المؤسسة الدينية دائما تدعو للدعوة ولكن ليس البحث او المراجعة. ويقول ان معطم الفتاوي مشغولة بالقضايا الجانبية، صوت كركرة الماء، او غطاء المرأة، وتحريم زي الشرطة الغربي وما الي ذلك ولكن لا توجد فتاوي لها علاقة بالصالح العام. وحتي الذين يتعاملون مع الاصلاح باعتباره عملية بطيئة ويجب ان لا يتم تسريعه يرون ان الاصلاح لن يتم بدون رغبة او تقبل من العائلة الحاكمة.
ويقول الاصلاحيون ان اهم ما في الاصلاح هو فتح الباب امام الحرية المدنية وحرية التعبير وبعد ذلك كل شيء يأتي، والحمد يري ان اصلاح الطريقة التي يفكر بها السعوديون اهم من مواجهة النظام

آسفة هناك خطأ مطبعي
انتبهي