بسم الله الرحمن الرحيم.

يا اهل الدار .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

... ليست البلاغة أن يطال عنان القلم أو سنانه، ويبسط رهان القول أو ميدانه، بل هو أن يبلغ أمد المراد، بألفاظ أعيان ومعان أفراد، من حيث لا مزيد على الحاجة، ولا إخلال يفضي إلى الفاقة.
تذكرت هذا و انا اتصفح كتاب " الامير " للسياسي المحنك ( نيقولو مكيافيلي) .
كتاب وجدته قصير العمر، كليالي الوصل بعد الهجر. ... كتاب الظفر به نعيم، والنظر فيه مغنم عظيم . و خصوصاً و هو يصور لنا احوال السياسـة ، و اساليب الحكم .... حيث يقول ( مكيافيلي ) في فقرة من فقرات كتابه ـ و ارجوا ان تكون الترجمة موفقة ـ :
"" إنّ مَــن طلب شيئــــــًا فإنما يناله بـإحدى الوسيلتين : بالوسيلة المشروعة أو وسيلة القوّة ، فالأولى صفة الناس و الثانية صفة الدواب و البهائم . و من شــاء ان يحكُـــــــم فلا مناص له من الإثنتين ، و لا محيص له أن يعرف كيف يكون انســـانًا تارةً و دابــــة تارة اخرى"".
و عندما اسقطت فقرة ( مكيافيلي ) على حال الامة الاسلامية و حكامها . عرفت الحكام العرب لا يبدون " انسانيتهم " إلا لأقاربهم و معارفهم . اما الشعوب العربية و الاسلامية فلا ترى من الحكام إلاّ الجانب البهائمي المتوحش . ان صدق " نيقولو ".


تحياتي.