{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التكنولوجيا و الأيديولوجيا !
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
التكنولوجيا و الأيديولوجيا !
التكنولوجيا و الأيديولوجيا :

يقول فرانسيس فوكوياما ،الأفكار هي إحدى أهم صادراتنا. و فلسفة ريغان الاقتصادية مهدت السبيل لبروز قطاعات جديدة مثل قطاع تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية . ثم يضيف ، على غرار كل الحركات التغييرية، فإن ثورة ريغان ضلت طريقها لأنها أصبحت بالنسبة إلى الكثير من مؤيديها إيديولوجية لا يمكن التشكيك فيها، (1).

لقد كانت ثورة تقنية هائلة العلوم الفيزيائية ، و خاصة في مجال المعلوماتية ! ثورة قدمت لنظام العولمة الرأسمالي فرصة ، من اجل تقدم متعملق في جني الارباح . ثورة ، اعتمدت على أحدث التقنيات، التي استخدمت في كل مجالات الحياة من عمليات مالية و مصرفية الى عمليات تتعلق بالرصد الجوي ، و مراقبة الفضاء ، و اطلاق السفن و الاقمار الصناعية، كما و ملاحقة الاعاصير و التكهن بمساراتها، و توقع نتائجها .... الخ، و شاركت في ذلك علوم ، مثل علوم الكمبيوتر ، و البرامج المتعددة التي تم تسخيرها للمضاربة بالعقود التجارية وغيرها من المجالات، مثل العملات، الرهن العقاري، بطاقات الائتمان، النفط، شراء الشركات وإدماجها، الفائدة البنكية وسندات الدين الحكومية.
مع ذلك فشلت تلك التكنولوجيا في تحقيق ما هدفت اليه من رفع وتيرة الربح بشكل مطلق ، و اوقعت النظام في ازمة خطيرة لن ينجو منها الا بكلفة باهظة ، لانها ( التكنولوجيا) لم تكن الا صدى أيديولوجيا ، لسلطة انانية، لا تهتم الا بمصالحها ، بعيدا عن المصلحة العامة للجمهور !

و هكذا نجد كيف ان تلك العلوم الفيزيائية ، كمعايير للدقة و اليقينية ، تمثل مؤشرا على انتصار معايير الواقع التكنولوجي، حيث يتحول العالم ،إلى عالم أدوات، ومنافع، ومصالح . فهذه الأشكال من الرقابة التكنولوجية على الواقع لاجتماعي ، بطريقة علموية، هو بشكل من الاشكال عملية ضبط تقوم بها السلطة للحفاظ على مصالحها المادية . انه منطق السيطرة وعقلانيتها في الرقابة الاجتماعية .

يقول هربرت ماركيوز ، . إن العقلانية التكنولوجية لا تضع شرعية السيطـرة موضع اتهام، وإنما هي تحميها بالأحرى والأفق الأداتي النـزعة للعقل يطل على مجتمع كلي استبدادي موسوم بالسمة العقلانية (2) .
أما يورغن هابرماس، شيخ الفلاسفة الاخير ، لا يعترف بشيء اسمه الحياد العلمي ، فالعلم خاضع لحسابات السياسة ، و العلم هو أداة ، كأية أداة أخرى، تستخدمه السلطة للوصول الى ما ترغبه من مصالح مادية ، عبر تحويل الانسان نفسه الى مجرد أداة . فالعقلنة التكنولوجية للكبت ، لا هدف لها الا السيطرة . انه العقل الاداتي، الأيديولوجي، الذي يسيطر على المجتمع بكامله، ليحوله الى مجرد أداة لاانسانية ،تعمل في خدمة شبح يمسك بتلابيب العملية التكنولوجية بكاملها .

فالعقل النقدي التواصلي ، اللااداتي، هو القادر على تحطيم شبح السلطة، التي تسيطر على التقنية و تسخرها لحسابها . وهو القادر على تقديم حلول عقلانية ، لا ايديولوجية ، للتقنية التي تمسك بتلابيب هذا العالم و تكاد تخنقه .و ان اعادة بناء فضاء عمومي من الحوار الديموقراطي، و التفاعل الديناميكي ، هو الطريق الى اعادة خلق عالم من التفاهم بين الذوات الجماهيرية، و التواصل الانساني بين مختلف اعضاءه ! عالم قادر على وضع حلول للمشكلات التي يعانيها ، بسبب بعدها عن متناوله .

فيصل آورفــاي.


المراجع:

1. انهيار الاقتصاد الامريكي / فرانسيس فوكوياما / نيوزويك .
2. هربرت ماركوز، العقل والثورة، ترجمة فؤاد زكريا، بيروت، 1979.



:Asmurf:
10-10-2008, 07:40 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS