هذا ملخص يتضمن المهم تطبيقياً لما جاء في كتاب (التداوي بالصوم) تأليف هـ. م. شيلتون، قمتُ به من أجل صديق واضعه هنا من اجل كل الاصدقاء. ومَن يريد معرفة النظرية الطبية للصوم والاستزادة عن الموضوع الرجوع الى الكتاب: التداوي بالصوت، تأليف هـ. م. شيلتون، صادر عن دار الرشيد (دمشق-بيروت) الطبعة الثانية 1987مـ، 183 صفحة حجم متوسط، بترجمة تحت اشراف الدكتور محمود البرشة، المختص بالصوم الطبي ومع مقدمة منه.
واشير الى انه يجب الرجوع الى هذا الرابط للاطلاع على التغيير الذي يعمل به البرشة الان وهو عدم الاكتفاء بالماء فقط اثناء فترة الصوم بل ايضا يجب تناول كمية محدودة من السكر والفيتامينات والاملاح المعدنية ويقول عن الطريقة الاولى بانها القديمة -أي الصوم على الماء- وقد عالج هو بهذه الطريقة القديمة 3000 حالة دون اخطار تذكر، كما ان المؤلف الاصلي للكتاب يشدد على صوم الماء.
http://www.amaneena.com/saum.htm
[CENTER]
ملخص التداوي بالصوم[/CENTER]
مقدمة :
إن الانسان الصائم يعيش بذات الطريقة التي يعيشها الانسان غير الصائم، والفرق بينهما يكمن في انه حينما يأكل هذا الاخير فانه يملأ مستودعاته ومدخراته الغذائية كل يوم، في حين انه في حلة الصوم يستهلك هذه المدخرات بالتدريج، ولذلك فان الصائم يعيش على حساب جزء من جسده الذي يمثل المواد الغذائية المتراكمة فيه، وليس على حساب الاجزاء المهمة الاخرى. وان خلايا الجسم لا تتأذى مطلقاً إلا اذا كانت فترة الصوم طويلة تمتد الى ما بعد استنفاد جميع المدخرات المتواجدة في الجسم.
إن عملية التنحيف وفقدان جزء من الوزن اثناء الصوم تحرر الجسم من المواد العاطلة وغير الفعالة المتواجدة بكميات زائدة عن الحاجة داخل الانسجة، وهذه العملية لها نتائجها الحسنة والمفيدة.
وكذلك في حالة المرض الحاد، فإن الجسم يفقد جزءا من وزنه وهذه الخسارة في الوزن تريح الجسم، وتجعله اكثر قدرة على الدفاع.
وليس هناك طريقة اجدى من الصوم وتسريع عمليات الإطراح والتنظيف في الجسم، فحينما تتوقف عمليات الهضم، فان عمليات الإطراح تبقى مستمرة لتخلص الجسم من جميع الفضلات المتراكمة. ولقد اوضح كثير من العلماء انه اثناء الصوم تطرح الفضلات والسموم المتراكمة حتى يتم تنظيف الجسم منها كاملا، مع المحافظة على بقية الانسجة والخلايا النبيلة.
إن الصوم يوفر الراحة الكاملة للمعدة والامعاء الدقيقة والغليظة، وخلال فترة الراحة هذه، تستطيع هذه الاعضاء ان تجدد بنْيانها بعد التغيرات والتبدلات الكثيرة التي طرأت عليها. فالبواسير والتهابات الشرج والمستقيم والتهابات القولون تشفى، ويتحسن وضع المريض تحسناً كبيرا اثناء الصوم. والجهاز الهضمي يصبح نظيفا وخاليا من جميع الجراثيم الا انه يجب ان نذكر هنا ان اختفاء الجراثيم من القناة الهضمية تتطلب فترة صيام لا تقل عن اسبوع.
هذا وان اثر التجدد العضوي والحيوية يبدو واضحا جليا على بشرة الانسان، فالتجعدات الجلية والارتخاء والبقع والحبوب، تختفي تماما بالصوم، كما ان الجلد يصبح اكثر نضارة وحيوية وزهواً، ويكتسب لونا صافيا وبنية اكثير نعومة. والعيون تصبح اكثر صفاء وبريقاً. وهكذا فاننا نبدو بفضل الصوم اكثر شبابا واقل عمرا. والحقيقة التي لا مراء فيها ان تحسنا شاملا يعم الجسم بأكمله.
ولقد اشارت تجارب كل من الدكتور (كارلسون) والدكتور (كوند) في قسم الفيزيولجيا بجامعة (شيكاغو) ان صوما لمدة اسبوعين فقط كاف لان يجدد مؤقتا الانسجه داخل جسم انسان في الاربعين من عمره، بحيث يعيد هذه الانسجة الى حالة فيزيولوجية تشبه ما هي عليه لدى من عمره سبعة عشر عاما.
ولكن كم من الوقت يبقى هذا التجدد؟ إن هذين الطبيبين لا يعرفان تماما كم سيدوم ذلك. غير ان تكرار الصوم الذي يجدد الجسم العضوية، وخلال فترات منتظمة، كفيل بان يمنح الانسان الفرصة للمحافظة على نشاطه وان يغدو اكثر شبابا على الرغم من مرور السنين، وبعبارة اخرى نستطيع ان نقول: ان الصوم يبعد الشيخوخة.
نستطيع ان نقول ان الشخص الصائم يمكن ان يفقد 40% من وزنه دون ان تتعرض حياته للخطر اما اذا فقد الصائم اكثر من 40% من وزنه خلال الصوم، فان كثيرا من الاطباء يعتقدون ان حياته معرضه للخطر. غير ان نسبة الـ 40% المشار اليها آنفا يجب ان تحسب على اساس الوزن الطبيعي والمثالي وليس على اساس الوزن الاصلي للمريض.. وعلى وجه الجمال نستطيع ان نؤكد ان نقص الوزن اثناء الصوم ليس معناه ان هناك ضياعا للانسجة الهامة والحيوية في الجسم بل ان التلف والضياع الذي يحدث انما هو في الانسجة الموجودة بشكل اضافي وزائد عن الحاجة مثل الفضلات والشحوم. والوزن المفقود يمكن استعادته بسهولة بعد انهاء الصوم. وبذلك نستطيع ان نؤكد حقيقة لا مراء فيها وهي ان نقص الوزن اثناء الصوم لا ينطوي على اي خطر.
التقدم بالصوم :
أ - غالبا ما يكون اليومان الاولان من الصوم قاسيان بشكل عام. والسبب في ذلك هو الطلب الملح للعذاء، بالاضافة الى ما يمكن ان يتولد عن التوقف المفاجىء عن تناول المنبهات التي اعتاد المرء على تناولها. أن الصداع والدوار عند الوقوف، والنقط السوداء التي تتراءى امام عيني الصائم، والغثيان والقيء، والالم المحرق والاحساس بالفراغ داخل المعدة، كل هذه الاعراض والعلامات هي المظاهر الاساسية للاراهاق الذي يحصل خلال الايام الاولى من الصوم. ويمكن ان تعزى هذه الاعراض بشكل اساسي الى غياب القهوة والشاي والدخان والاطعمة المنبهة. ان الاشخاص البدينين والذين يعيشون في حالة من الرخاء هم الذين يشكون من هذه الاعراض اكثر من غيرهم. وبشكل عام نستطيع القول: انه كلما كانت الاعراض اكثر شدة ووضوحا خلال الايام الاولى من الصوم، كان معنى ذلك ان الصوم قد ادى الغرض المطلوب منه .
ب – كلما تقدم الصائم بصومه اصبحت هذه الاعراض اقل شدة حتى تأخذ بالاختفاء بشكل تام. كذلك فان الاعراض المرضية البدئية التي كان يشكون منها المرضى والتي صام من اجل التخلص منها، تأخذ هي الاخرى بالاختفاء التدريجي. لقد كتب العالم (سنكلير) انه قبل شروعه بالصوم، كان يوجد لديه صداع شديد معنّد كان يستمر احيانا اسبوعين او ثلاثة اسابيع، وحين شرع بالصوم ظل يشكو من هذا الصداع في اليوم الاول فقط ثم اختفى دون رجعه.
ج – لقد ركزنا في الفقرة السابقة على اختفاء الاعراض، ولكن يجب ان نذكر انه يحدث احيانا ان نكس او تفاقم مؤقت لهذه الاعراض خلال الايام الاولى من الصوم، فالصداع مثلا يمكن ان يزداد شدة في البدء ثم يأخذ بالتلاشي والالام المعدية وفرط الحموضة والقرحة المعدية تزداد اعراضها عادة خلال الايام الثالثة الاولى من الصوم. كذلك هناك اعراض عصبية قد تزاز شدتها في البدء وقد يحصل احيانا حدوث اندفاعات جلدية، او ان الاندفاعات الجليدة التي صام من اجل شفائها المريض تزداد سوءا، كذلك التهاب القصبات لديه استعداد لان تزداد شدته في البدء، يمكن ايضا ان تخرج كميات كبيرة من المواد المخاطية من الانف والجيوب والحلق والمهبل والكولونات، الا ان كل هذا يحدث بشكل مؤقت. كما تشاهد كميات كبيرة من الافرازات المخاطية تخرج من المهبل والرحم عند النساء.. وفي جميع الحالات فان هذه الزيادة ما هي الا مؤقتة لا تلبث ان تزول ثم تبدأ هذه الاعراض بالتراجع التدريجي الى ان تختفي.
صحة الصوم :
ليس الصوم لعبة يمكن للجاهل ان يتسلى بها واذا اردنا الشروع في صوم طويل فيجب علينا ان نعرف كل التفاصيل المتعلقة بالصوم.
أ – الراحة : يجب الراحة ولذلك فاننا نفضل ان يبقى الصائم في سريرة مرتاحا. وانني اؤكد ان هذه الطريقة تعطينا نتائج افضل واسرع.
ب – ان اعداء الشخص هم افراد اسرته الذين يعيش معهم في منزل واحد. اذا امتنع الصائم عن تناول وجبة واحدة من الغذاء فقد يؤدي امتناعة هذا الى اعلان الضغط المستمر عليه من افراد اسرته حتى يقطع صومه ويباشر الطعام من جديد. وان الصوم ليس عملا شائعا، لذلك كان من الطبيعي ان يترافق الصوم الاول بالقلق غير المعلل وبحالة من عدم الثقة ومن الخوف ايضا، ان الغثيان والضعف والالم والاقياء والصداع وغيرها من العلامات التي تحصل احيانا عند الصائم ويمكن ان تدفعه الى قطع الصوم بشكل مبكر الامر الذي قد يعود بالضرر على الصائم.
ج – يجب ان لا يستمر الصائم في صومه اذا تولد لديه شيء من الخوف وخصوصا اذا اصبح يعيش بين الخشية والرعب ذلك انه يمكن للخوف ان يوقف عمليات التنظيف والاطراح في العضوية.
د – يجب ان تكون غرفة الصائم مهوة ليلا نهارا.
هـ - المناخ الدافىء : البرد هو احد الاسباب الهامة التي تولد للصائم التعب والارهاق اذا انه يمنعه من الراحة والنوم كما انه يوقف عمليات الاطراح والافراز كما يمكن ان يسبب في بعض الحالات الغثيان والاقياء والالم. ولا يجوز ان يتعرض الصائم للبرد بشكل من اشاكله، لانه يوجد لدى الصائم ميل للتأثر بالبرد بسهولة واذا اهمل الطبيب او الممرضة هذه الناحية فان الصائم يمكن ان يموت بسبب البرد، حتى ولو في اشهر الصيف، كما ان من احد اسباب الوفيات عند الصائمين في الشتاء هو التعرض للبرد القارس بعدم اخذ الحتياطات الواجبة.
و – العمل اثناء الصوم : هناك مبدأ عام في الصوم يقول : انه خلال الصوم لفترات طويلة يجب ان يمتنع الصائم عن كل عمل. اما في فترات الصوم القصيرة فلا بأس على الصائم من متابعة عمله خصوصا اذا لم يكن العمل شاقا.
ز – يجب ان يتجنب الصائم كل درجات الحرارة العالية لذلك يجب عليه ان يغسل جسمه بسرعة وان لا يبقى وقتا طويلا داخل الحمام.
ح – تصدر عن فم الصائم رائحة كريهة خلال القسم الاعظم من مدة الصوم ويمكن تخفيف ذلك باستعمال الفرشاة يوميا.
ط – تناول الماء اثناء الصوم : شرب الماء بكثرة اثناء الصوم ليس ضروريا وليس له فائدة كبيرة، ويكفي ان نعتمد على حاسة العطش في تناول الكميات الكافية من الماء، فنشرب حين نحس بالعطش فقط ونتوقف عن الشرب حين لا نحس بذلك. وعلى كل حال فانه يجب تناول الكمية الكافية من الماء حين يكون حس العطش موجودا. وفيما عدا ذلك فاننا ننصح بعدم الاصرار على تناول كميات كبيرة من الماء، ذلك ان هذه الكميات الكبيرة من الماء تطرح دون ان تعمل على تخليص الجسم من مزيد من الفضلات، بل انه لمن الممكن ان تعمل على تخفيض كمية طرح الفضلات. والقاعدة هي لابد من اخذ الكمية الدنيا من السوائل وهي ليتران يوميا لتأمين تروية الكلية وطرح البول والتعرق. كما انه ليس من المقبول ابدا ان يشرب الصائم الماء المثلج مهما كانت الظروف. غير انني لا اجد مانعا من شرب الماء البارد قليلا او المنعش.
قطع الصوم : بوجه الاجمال ان الدلائل الاتية هي التي تشير الى الوقت الذي يجب فيه قطع الصوم:
أ - ان يعود حس الجوع بشكل دائم وغير متبدل.
ب - عندما تعود رائحة الفم الطبيعية بعد ان ظلت فترة من الزمن كريهة لا تطاق.
ج - عندما يصبح اللسان نظيفا، اذ ان الطبقة السميكة التي كانت تغطيه اثناء الصوم تختفي.
د - عندما تعود حرارة الجسم الى المستوى الطبيعي بعد ان كانت اعلى او اخفض من مستواها الطبيعي اثناء الصوم.
هـ- عندما يصبح القلب وعدد ضرباته طبيعين.
و - عندما تختفي التظهرات والارتكاسات الجلدية.
ح - عندما يختفي الطعم السيء داخل الفم.
ط - عندما يعود افراز اللعاب الى وضعه الطبيعي.
ي - عندما تصير العيون براقة، ويطرأ حسن على البصر.
ك - عندما تفقد المواد المطروحة خارج الجسم رائحتها ويصير البول رائقا.
بالاضافة الى ذلك فان البرفسور (لوفانزان) يضيف علامة اخرى، وهي ما سماه بالاحساس بالرضى والثقة بان المريض قد تخلص من مرضه تماما، هذا الحساس وهذه الثقة يعتبرات ايضا من الدلائل الهامة التي تشير الى ان الصوم يمكن قطعه عندها.
ومهما يكن من امر فان العلامة الاساسية التي تدل على انه يجب قطع الصوم عندها هي رجوع حس الجوع، اما العلامات الاخرى فهي ثانوية وغالبا ما يكون واحد او اكثر من هذه العلامات غائبا عندما يجع حس الجوع. وعلى هذا الاساس فانه ينبغي عدم الاستمرار بالصوم حين عدوة حس الجوع حتى ولو بقي اللسان متسخا على سبيل المثال. وبذلك فان راينا متفق مع راي العالم (كارينتون) الذي يقول: ان حس الجوع الطبيعي وحده هو الذي يجب ان يشير علينا بنهاية الصوم.
اما العناية التي ينبغي توفيرها للصائم حين انهاء صومه، فتتناسب مع مدة صومه ومع حالته العامة.. وبوجه الاجمال فان الطرق العملية المدروسة تفضل حين قطع الصوم تناول الاغذية السائلة مثل عصير الفواكة، وعصير البندورة او تناول الفواكة الخفيفة كالبطيخ مثلا او الخضار المسلوقة. وان كنا ننصح بعصير الفواكة وعلى الاخص عصير البرتقال فيمكن ان يعطى نصف كأس من العصير في البداية وبعد ساعة يمكن للمريض ان يأخذ نصف كأس اخر، كما يمكن للمريض ان يتناول عصير الفواكة كل ساعة خلال اليوم الاول من الافطار.
وفي اليوم الثاني يمكن ان يعطى الصائم كأسا كاملا من العصير كل ساعتين اما اليوم الثالث والرابع فيمكن له أكل برتقالة او قطعة من الكريفون بشكل كامل وفي الخامس يمكن له ان يضيف اصنافا اخرى.
وفي جميع الاحوال يجب عدم اعطاء وجبة كبيرة قبل مضي اسبوع على انتهاء الصوم، ان التعليمات تتطبق بشكل خاص على الصوم الطويل اما حالات الصوم القصير فان قطعة يتطلب احتياطات اقل صرامة.
الجوع بعد قطع الصوم:
ان فترة الجوع التي تلي صوما طويلا قد تدوم اسبوعين او اكثر ، وغالبا ما يشتكي المريض خلال هذه الفترة باننا لا نعطيه ما يكفي من الطعام. انه من المؤكد ان الصائم سوف يستعيد قواه ووزنه كما سوف يشعر بالتحسن العام ولكن سيبقى الطلب الملح لكمية اكبر من الغذاء. واذا ما ترك المريض وشانه في تناول المزيد من الغذاء فان هذا سيؤدي به الى حالة من فرط التغذية التي تولد له كثيرا من الازعاجات والتعب ان الطلب الملح للغذاء يمكن تلافيه بتقديم اغذية خفيفة خلال اسبوعين على الاقل، وبعد ذلك فان المريض لن يجد ما يدعوه الى الالحاح. واما المرضى الذين لا يطبقون تلك التعليمات او يرفضون هذه المراقبة على تغذيتهم خلال هذه الفترة ويأكلون كثيرا فان اوزانهم ستزداد بشكل سريع وستنتفخ وجوههم وسائر اعضاء اجسامهم من جراء فرط الاشباع الغذائي وعلى كل حال فانهم سيفقدون قسما كبيرا من الفوائد التي ترتجى من الصوم.
بعد قطع الصوم والبدء في تناول الاغذية يجب ان نعير اهتمامنا الى نوعية الغذاء المقدم فمثلا لاينصح باستعمال عصير البرتقال المحفوظ ضمن زجاجات او علب بل اننا ننصح باستعمال الفواكة والخضر الطازجة. كما انه بعد فترات الصوم الطويل ، هناك حاجة ملحة للمواد البروتينية والسكريات ذلك ان العضوية التي صامت فترة لا باس بها من الزمن لن تلبث ان تعمل بسرعة على بناء انسجتها من جديد ومن اجل ذلك فانه يلزمها الكثير من البروتينات وخصوصا تلك التي هي من نوعية جيدة، غير انه يجدر الانتباه الى انه يجب عدم اعطاء الصائم الكمية اللازمة من البروتينات منذ اول يوم من قطع الصوم وانما يفضل اعطاء هذه المواد بالتدريج.
ان انهاء صوم طويل يتطلب الكثير من الحذر، ولذلك يجب على المريض ان ينتقل من الصوم الى فترة الوجبات الكاملة بالتدريج.
استعادة الوزن بعد الصوم :
ليس من الضروري اتباع حمية غذائية خاصة من اجل الحصول على السمنة وانني اعتقد ان الزيادة السريعة في الوزن تهدر جزء من فوائد الصوم التي جناها المريض. لذلك فانني افضل الفواكة والخضر الخضراء الطازجة وبكمية وافرة. وفي الوقت نفسه اعطي للصائم كميان محدودة من البروتين والسكر والشحوم.
طراز الحياة والعيشة بعد الصوم :
الادوية تكتفي بازالة اعراض المرض بطريقة ما حتى يحصل التجدد والنشاط بالجسم. إلا ان ازالة الاعراض هذه لا تشكل بحد ذاتها طريقة التجدد والشفاء. اما الصوم فانه يزيل الاسباب الداخلية للمرض ازالة تامة. فينقي العضوية من كل ما بها من شوائب وسموم، ولذلك فان الشفاء والتجديد الحاصلين بهذه الطريقة هما امران حقيقيان ولا يقتصر الامر فقط على اختفاء الاعراض المؤقت. ولكن يجب ان نعلم انه ليس معنى ذلك ان الصوم يكسب الجسم مناعة ضد المرض، بل انه اذا كان هناك نمط معيشة وتغذية سيئة فانه حتما سيكون معرضا للاصابة من جديد، اللهم الا اذا غير هذا الصائم بعد صومه هذا الطراز والنمط السيء من المعيشة فانه لن يحتاج الى الصوم مرات متكرره كل فترة للتخلص من المرض.