{myadvertisements[zone_1]}
تقييم الموضوع:
- 0 صوت - 0 بمعدل
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
دين بلا رب
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
نبع الحياة
عضو متقدم
   
المشاركات: 286
الانضمام: May 2008
|
دين بلا رب
كتاب دين بلا رب، وقفات نقديّة
بعد استعراض مسهب واستخلاص لأفكار كتاب دين بلا رب واستدلالاته، من المناسب مراجعته مراجعة نقدية ولو باختصار.
1 ـ أحد صفات الكتاب، التي قد تزعج القارئ، أسلوبه اللاذع وأحياناً استهزاءه ببعض الطقوس والعقائد المسيحية. والمثال على ذلك ما ورد في الصفحة 138 من الكتاب، والذي يصف فيه المؤلف شغف المسيحيين الإنجليين بالعبادات ((ﺒالاشباع الذاتي الديني((. فأمثال هذا التعبير الغير لائق، يجعل لغة الكتاب وخاصة في الفصول الجدلية، دفاعية وانحيازية. إضافة لذلك، بعض الأحكام القاسية التي يصدرها دون تقديم أبسط دليل، تضاعف من ثقل هذه النقاشات الجدلية. فعلى سبيل المثال، في الصفحة 129 من الكتاب، يعتبر ((العظة على الجبل(( (إنجيل متى، 7: 5) تفسيراً رائعاً من البوذية دون أن يقدّم أدنى دليل لذلك.
ويعدّ هذا النوع من النواقص هامشي، ولو لم يتطرّق الكاتب لأيّ منها لما نقص من استدلالات الكتاب شيء. وإتيانه بها ما أضاف شيئاً على احتجاجات الكتاب، سوى أنّه كشف عن فقدان الحيادية العلمية في بعض الفصول. وأكتفي في هذا القسم، بذكر هذا القدر من النواقص ونقاط الضعف، وأتناول في النقاط التالية أموراً تخصّ صميم الفكرة واستدلالاتها.
2 ـ أهم هدف للكتاب، حسب ادعاء المؤلّف، فتح أبواب التجربة الدينية لأكبر عدد ممكن من الناس، من خلال تخليص التجربة الدينية وتنقيتها من الرب والدين والإلهيات. ويبدو أنّ أهم توقع يحصل عند كلّ قارئ مهتم، هو توصيف التجربة الدينية التي يدعو الكاتب لها وتعريفها، أو على أقل التقادير، تحديد مراده منها بشكل دقيق. لكنّه لا يجد تلبية لتوقعاته. فلا نجد في الكتاب كلّه شيئاً عن كيفية التجربة الدينية أو العرفانية التي يدعو لها، أو عن خصائصها أو علاماتها، سوى توصيفات في غاية الإبهام وخالية من أيّ إبداع، ((ﻜالتجربة أمر إلهي(( أو ((الفناء في اللانهاية(( التي لا تتعدى شرح الأسماء أو استبدال إبهام بآخر. وتتضاعف هذه الإبهامات حين انضمام بعض التناقضات إليها في مجال ظروف تحقق التجربة الدينية. فمثلاً، حين يريد تعميم دائرة إمكان الاستمتاع بالتجربة الدينية إلى جميع الناس، في آخر الصفحة السادسة من الكتاب، يعدّ هذه التجربة غير متوقفة وحتى غير مرتبطة بالأمور الفوطبيعية. بينما يعتبر الفرد المتدين في ما بعد الحداثة معتقداً ببعد غير مادي لعالم الوجود، حين يذكر خصائصه في الصفحة 137. وهذا البعد يقوّم حدوث التجارب العرفانية. ويؤكّد المؤلّف في الصفحة 17 من الكتاب على وجود عالم ما وراء الطبيعة وعدم احتياج معقوليته إلى إلهيات ربانية.
3 ـ تتجلّى في الفصل الرابع، خاصة من الصفحة 33 فما بعد، عدم رغبة المؤلّف في الاستدلالات التي أقيمت لصالح الوحدانية، وفي الغالب يطرحها بشكل مبسط وسطحي ولا يراعي في طرحها جانب الأمانة العلمية. ويتجاوز الموضوع دون أدنى إشارة إلى الجهود الجديرة بالاهتمام لبعض المتألّهين، الذين تناولوا الموضوع بشكل تحليلي. فعلى سبيل المثال، لم يشر نهائياً إلى الإلهيات الطبيعية11 التي طرحها سوينبرن، ودبليو.ال.كريغ، وجي.بي.مورلند التي لا تعاني بشكل عام من المشاكل النظرية التي أشار لها. كما لم يول اهتماماً في دراسته النقدية لعلم المعرفة المعدّل وأبرز منظّريه.
4 ـ يبدو أنّ المؤلّف وضع العناصر العرفانية المتوفرة في النصوص والخلفيات الدينية والثقافية المختلفة إلى جانب بعضها دون مراعاة الدقة التحليلية المفروضة. ثمّ قام بتكرار ادعاءه في تقدّم التجارب العرفانية الشرقية على التجارب العرفانية الوحدانية علواً، من دون تقديم أيّ دليل واضح. إضافة لذلك، يبدو أنّ الكاتب مزج بين العرفان الطبيعي والعرفان الوحداني بتحليل سطحي، وغضّ النظر تماماً عن العرفان الإلهي. وكان بإمكانه منع الاضطراب في التحليلات، لاسيما في الفصل الخامس من الكتاب، بالالتفات إلى هذا التفكيك الثلاثي الذي ذكره لأول مرة آر. زينر في كتاب ((العرفان: لاهوتي وناصوتي((.
5 ـ يبدو أنّ بيلينغتون سعى كثيراً للخروج بقاسم مشترك بين جميع أصناف العرفان، وطرحه كجوهر التجربة العرفانية. لكن افتراضات منحى كهذا تعاني من نفس المشاكل التي يعاني منها منحى ((الحكمة الخالدة(( والمنحى الكلاسيكي. المشاكل التي تشاهد في الاعتقاد الجازم بالأحدية12 قبل وأكثر من أيّ منحى آخر. طرح دبليو. تي. استيس هذا المنحى وناقشه في معرض كلامه عن العرفان والتجربة الدينية في كتابه التقليدي ((العرفان والفلسفة((، وكذلك الدوس هاكسلي في الحكمة المتعالية.
6 ـ من جملة المشاكل التي نشاهدها في الكتاب غفلة الكاتب عن الكتب التي قدّمت استدلالات فلسفية لصالح التجارب الدينية المؤمنة بالله، وذلك لتغاضيه عن العناصر الدينية والثقافية للتجارب الدينية. فعلى سبيل المثال، تجاوز الكاتب أفكار وليام السطون وكيت يندل دون إبداء أيّ اهتمام بها.
7 ـ كحكم ختامي على الكتاب بمجموعه، علينا القول بأنّ الكتاب ومن خلال مجموعة المقدمات التي ضمّها إلى بعضها، قلّما قدّم نقطة إبداعية. إضافة إلى أنّ بعض هذه المقدمات لا تتمتع بالانسجام مع بعضها. والأهم من هذه المقدمات، لا يبدو أن النتيجة النهائية (أي أنّ الدين خال من الرب والكتاب المقدس والأسوة والأخلاق وحتى هموم الصدق والحقيقة) ناتجة عن تلك المقدمات وتركيبتها الاستدلالية. كما لا يمكنه أن يتمتّع بقيمة معرفية أكثر من كتب كيوبيت وكرن ارمسترونغ التي أشرنا لها سالفاً. وعلى الرغم من ذلك، يمكن لهذا الكتاب أن يكون عنصراً مفيداً في أيّ مكتبة مختصّة في ما يتعلق بالدين والتجربة الدينية وفلسفة الدين. ويمثّل هذا الكتاب منحى مهتماً بالعرفان، لاسيما في التراث الشرقي دون الإيمان بالرب.
الهوامش
* هذا المقال مراجعة ونقد للكتاب التالي: Ray Billington, Religion Without God, Routledge, 2002.
1. Friedrich Wilhelm Nietzsche.
فردريك (فردريش) فلهلم نيتشه (1844ـ 1900)، فيلسوف ألماني.
2. Existentialism.
3. Soren Aabye Kier Kegaard.
سورين آبي كيير كغارد (1815ـ 1855)، فيلسوف دنماركي.
4. Martin Heidegger.
مارتن هايدغر (1889ـ 1976)، فيلسوف ألماني.
5. ? Sartre.
جان بول سارتر (1905ـ 1980)، فيلسوف وكاتب وناقد فرنسي.
6 . نشرت دار نشر مركز، ترجمة فارسية له تحت عنوان ((معرفة الله منذ إبراهيم إلى اليوم((.
7 . ترجمه للفارسية حسن كامشاد، ونشرته انتشارت طرح نو عام 1999.
8. Ludwig Wittgenstein.
لودفيغ فتغنشتين (1889ـ 1951)، فيلسوف ومنطقي نمساوي.
9. Post - Nihilism.
10. Mediation.
11.Natural Theology.
12. Monism.
حولية نصوص معاصرة، العدد السادس، ربيع 2006
تم المقال :محمد مهدي مجاهدي
ترجمة: مشتاق عبد مناف
لمذيد من الاطلاع (المعهد العراقى لحوار الاديان والثقافات)
http://iraqidialogue.org/node/63
|
|
10-25-2008, 10:28 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|
يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}