السلام للجميع :

يقال ان رزق الهبل على المجانين ..

يبدو ان هذه المقولة صدرت عن اهل دراية وتجربة مع العرب ولهم تاريخ طويل من المماحكات والمهاترات والحوارات البيزنطية والنقشبندية ..
والغرب فطن فى مرحلة تاريخية متقدمة بهذه الميزة واستفاد من هذه المقولة ايما استفادة فدخل نابليون مصر تسبقه كراماته وان حامى حمى الاسلام ووصلت اخبار هتلر البلاد العربية بانه سيمحى اليهود عن وجه البسيطة وانه سيعلن بعد ذاك اسلامه واستقبل موسولينى فى طرابلس استقبال الفاتحين ( مرحبيتن بحاكم رومة .. من غيره ما نبوا حكومة ) و بنى الاستعمار صوامع مزيفة للاولياء فى طول الصحراء وعرضها من اجل تأمين الطرق ابان الحرب العالمية الثانية ... ووعدد الامة العربية باستقلالها فخرج ليعود بصورة جديدة اكثر محلية وان كانت اشد استعمارا وتخلفا عن اى حقب ثانية ... فتكونت انظمة ولدتها المقولة السابقة وكانت تحمل اسم الحداثة ولكنها فعلا تعيش على الاستهبال ففيما تعافى المستعمر من تلك المقولة او اهملها فقد تمسكت به الانظمة العربية وادمنتها اناء الليل واطراف النهار ثم جاء الاعلام العربي الرسمى والخاص ليكمل مسيرة الاستهبال والاسترزاق ولم يترك فى سبيل ذاك اى وسيلة الكترونية كانت او ورقية ..
وهكذا صار استعباط واستهبال الشعوب العربية امرا واقعا وروتينيا وهو فى تصاعد مستمر وقد وصل الى ابأس حالاته واكثرها درامية قبيل واثناء وعقب غزو العراق وسقوط بغداد ( المخطط له فى اشد الروايات است.... )

وان كان الاعلام العربي الرسمى فاقد للاهلية والشرعية وغير قادر على المنافسة حتى فى هذا المجال نتيجة لقدم ادواته وتقادم رجالاته وتهلهل عباراته فان الاعلام العربى الخاص لم يتوقف عن الاستفادة من كل مدخل لكى يجرعنا كؤوس الاستعباط كأس تليها كأس .... والاعلام العربي الخاص وحتى لا نجمع الكل فى سلة واحدة فانا اقصد به الاعلام الخاص المتمم لرسالة الاعلام الرسمى القائم على اساس ان طاعة السلطان من طاعة الله واللى ما لوش كبير يشتريله كبير ...

وهذا الاعلام الاستعباطى يقوم على مبادىء او ثوابت لا يحيد عنها البته وهو نتاج لمرحلة تاريخية وقع فى اسرها ولم يعد باستطاعته تجاوزها .. مرحلة تقع بين هلالين اولهما عبد الناصر واخرهما حرب العبور مع اسقاط قائد تلك المرحلة السادات .
مرحلة تنفست فيه العقول العربية هواء مخلوطا باكاذيب احمد سعيد وتخريجات هيكل و تحليلات الشاذلى وخطابات ناصر واستعراضات السادات ... مرحلة عاش فيها العقل العربي حالات استرخاء ( عجب )
وادمن هذا الهواء لدرجة اصبح فيها من المباح الكذب على رؤوس الاشهاد لاجل ان تستمر الاغماءة ولعل هذا يصل بنا الى الواقع اليوم حيث ان درجات الاستعباط ووموشحات الردح قد وصلت الى مستوياتها العليا وذلك من اجل نفث المزيد من ذاك المناخ فى العقل العربى واطالة نومته بعد زلزال العراق الذى لميتؤثر فى هذا الاعلام كما لم يؤثر فى الانظمة العربية الا باتجاه المزيد من السلبية والاستعباط والاستهبال والضحك ..
ولكم فى قصص الاصلاح ومناقشة قوانين الانتخاب و فكرة تداول السلطة الامثولة وكذلك قصص الانفتاح السياسى والاقتصادى وصولا الى الزيارات المكوكية الى حيث اسياد الكوكب بغرض تادية واجب الطاعة والحصول على المباركة البوشية على ما يقومون به من ذر للرماد فى عيون العبط .... واللى هما نحنا ....

فماذا بعد .....؟

وما علاقة القاعدة بكل هذا ؟

على رأى أخى المعري انتظروا فإنا متابعون ..


والى لقاء قريب.....