{myadvertisements[zone_3]}
خالد
عضو رائد
المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
|
الهوية القومية .. وطنية ام عربية ؟ , مصر نموذجا
اقتباس: ليبرالي_مصري كتب/كتبت
رائع الوطنية اصبحت شوفينية منذ متي ؟؟
:?:
ماذا عن الحركة القومية التي تنادي بوحدة الجنس الأري العربي ؟؟
اليست شوفينية هي الأخري ؟
اما عندما ننادي ان تصبح مصر خالصة للمصريين و العراق خالص للعراقيين
فتلك شوفينية و طائفية
عرب عاربة و عرب مستعربة و اينما حل العرب حل الخراب
كما قال ابن خلدون
(f)
ابن خلدون تكلم عن الأعراب وليس العرب، لو أنكم قرأتم مقدمته من أولها دون اجتزاء.
لم كانت مصر خالصة للمصريين والعراق خالصة للعراقيين؟ من هم المصريين والعراقيين؟
ألا يشبه ذلك أن أنادي بأن تكساس خالصة للتكساسيين وكاليفورنيا خالصة للكاليفورنيين؟ ألا يشبه أن أنادي أن مرسيلية خالصة للمرسيليين وباريس خالصة للباريسيين؟
لو أن أهل مصر بقواهم الذاتية قد أنشؤوا تلك الدولة المسماة مصر، لفهمنا ذلك الدعاء. أما أن الدولة قد أسست بقرارات دولية لخدمة أطراف دولية، ثم نأتي لنجعلها دعوة تضرب في القدم وراء ألفين وخمسمئة عام؟
هل أن وجود دولة الفراغنة في هذا البلد ذات مساء سحيق بمبرر كاف لاعتبارها قارة منعزلة غن غيرها تابى إلا العزلة عنهم والقطيغة مع ماضيهم المشترك؟
إن كان لا بد من العودة لماض، فأرى أن ماض قريب كالدولة الفاطمية والمملوكية هو أقرب تصورا للعودة إليه من ماض فرعوني، سيما وان مصر كانت هي العاصمة.
مع تصوري الواضح لسيئات المماليك والفاطميين، لكن بمقارنة نسبية مع الفراعنة والعصر الحالي، أجد أن أفضل ما مرت به مصر في تاريخها دنيويا كان العصر الفطمي ثم العصر المملوكي.
يكفي مصر أنها كانت مركزا لدولة مترامية الأطراف لها من النفوذ السياسي على جزر كل المتوسط وجنوب إيطاليا، ومن النفوذ العلمي ما جعلها تنافس بغداد وتتفوق عليها أحيانا، ومن النفوذ المعنوي ما جعلها تصل الهند، وهو ما لم يتوفر لمصر لا لاحقا ولا سابقا.
ويكفي مصر في عهدها المملوكي أنها صدت في وقت واحد أعنف عاصفتين واجههما الشرق، الصليبيين والتتار المغول. أما اليوم، فهي أضعف من أن ترد هجوم الجراد والبعوض.
لم يكن أبدا الانتماء إلى تراب أرض بعينها بمبرر للانحياز بها وفصلها جراحيا عما يجاورها بحجة أن لا نهضة إلا بهذا الطريق. لم تمارس ذلك أي أمة قد نهضت في التاريخ.
الأمة أي أمة لا تتحدد بحيز جفرافي مميز، بل هي طريقة حياة وطريقة تفكير توجد في واقع البشر، فيتميزوا عن غيرهم رغم قدومهم من مصادر شتى وعيشهم في أصقاع متباعدة، فيأتي إنسان من هاواي وآخر من ألاسكا وثالث من كاليفورنا ورابع من نيويورك وخامس وسادس، ويقولون جميعا نحن الأمة الأمريكية.
واخيرا وليس آخرا، فإن موضة الدولة القومية التي قد سادت ذات مساء بعد توحد ألمانيا على يد بسمارك، قد دفنت عشية انتهاء الحرب العالمية في أوروبا. لكن ماذا أقول لقومي الذين يصرون على تجربة المجرب؟
|
|
04-17-2005, 01:36 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Magdi Sami Zaki
عضو فعّال
المشاركات: 105
الانضمام: Jan 2005
|
الهوية القومية .. وطنية ام عربية ؟ , مصر نموذجا
Paris,le 17.04.05
Mr Arab Horizon, bonjour,
Encore une fois, le vrai sectaire , et vous le savez bien, est l'Etat islamiste qui inonde la société et l'espace public de références islamiques et même wahabites exclusives:
Voir les programmes scolaires.
Voir les programmes télévisés.
Voir les feuilletons télévisés à la gloire d' Amr Ibn Aç et du Cheik Charawi.
Voir Al Azhar qui exclut de ses facultés laïques,telle la Faculté de médecine, pourtant financées en partie par les contribuables coptes, tous les non musulmans, alors que les enfants musulmans peuvent fréquenter les écoles coptes et catholiques.
Voir les cartes d'identité portant mention de la religion des titulaires.
Voir l'attitude de Moubarak, de Sourour, de la Cour de Cassation, à l'égard du pogrom anti-copte d'El Kocheh.
Voir la complaisance de la police vis-à-vis des rapts de fillettes coptes.
etc, etc..
Salut.
Magdi Sami ZAKI
|
|
04-17-2005, 04:20 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Magdi Sami Zaki
عضو فعّال
المشاركات: 105
الانضمام: Jan 2005
|
الهوية القومية .. وطنية ام عربية ؟ , مصر نموذجا
Paris,le 17.04.05
Mr Liberal Egyptian (agnostic), bonjour,
Vous êtes attaché, à juste titre, à l'Egypte égyptienne, tout comme Tawfiq El Hakim , Hossein Fawzi et Louis Awad.
Vous citez Ibn Khaldoun (1332-1406), selon lequel les bédouins, dès qu'ils l'emportent sur un pays ,finissent par le ruiner.
Voir Moqaddima, Beyrouth, 1978, ch. 26, p.149 et s.
Dans ce même ouvrage capital ,Ibn Khaldoun dit que le calife Omar (634-644) ordonna à Saad Ibn Waqas de noyer les bibliothèques en Perse, lesquelles furent soit noyées, soit brûlées, v. p.480.
Selon Ibn Khaldoun, la civilisation arabe est due à des "Persans, Syriaques, Coptes, Juifs, Grecs, Latins", v. p.404, et p.543.
Insoumis, les Arabes , dit encore Ibn Khaldoun, ne peuvent avoir qu'un pouvoir à caractère religieux, dominé par un prophète, v. p.151 et s.
Bien cordialement.
Magdi Sami ZAKI
|
|
04-17-2005, 04:34 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Magdi Sami Zaki
عضو فعّال
المشاركات: 105
الانضمام: Jan 2005
|
الهوية القومية .. وطنية ام عربية ؟ , مصر نموذجا
Paris,le 17.04.05
Mr Khaled, bonjour,
Selon vous, les Fatimides et les Mamelouks furent, malgré leurs défauts, les meilleures périodes de l'Egypte.
Il ne faut pas oublier que le souverain fatimide Al Hakam (996-1021)h a fait détruire trente mille églises.
Voir, Makrizi, Khitat, t.3, p.542
Il imposa aux Coptes de porter au cou une croix de cinq kilos
Voir, Makrizi, t.1, p.182.
Il est coupable du second génocide des Coptes.
Quant aux Mamelouks, ils ont régné sur l'Egypte pendant plus de cinq siècles : d'abord seuls, de 1250 à 1517, puis avec les Turcs, entre 1517 et 1798.
C'est au cours de leur règne qu'a eu lieu le 4ème génocide des Coptes.
Les Mamelouks sont condamnés par Makrizi (1364-1442).
La nocivité des Mamelouks Bahrites s'est amplifiée.
"Ils ont exagéré dans le brigandage, de sorte que si les Francs s'étaient emparé du pays, ils n'auraient pas commis tant de crimes".
Makrizi, Suluk, 1, 2, p.380 (648 H).
Makrizi dit encore "Le brigandage des Turcomans (Mamelouks) s'était aggravé; ils capturent les femmes dans les rues ainsi que dans les établissements de bains et les dépouillent de leurs vêtements".
Voir Suluk, 3, 2, p.628 (791 H).
Sur les excès et la barbarie des Mamelouks, voir aussi, Ibn Iyas (1448-1523), Badaï al Zehour, 6 tomes.
En réalité, la modernité de l'Egypte commence avec l'Expédition de Bonaparte (1798-1801).
Elle se poursuivit avec la dynastie de Mehemet Ali (1805-1952) et par le combat de tous les libres penseurs égyptiens, syriens, libanais, iraqiens, etc, etc.. comme je l'ai longuement expliqué dans mon livre, Histoire des Coptes d'Egypte, Editions de Paris, 2005.
Chers amis,
Les Egyptiens de toutes confessions s'arrangeront entre eux sans avoir besoin des bédouins qui veulent transformer l'Egypte en "domestique à gages", à leur service, pour emprunter l'expression de Tawfiq El Hakim (1898-1987)dans un article publié dans Al Arham du 13 avril 1978, article repris dans Alfikr Al.Arabi du 15 septembre 1978, p.212.
Bien cordialement.
Magdi Sami ZAKI
|
|
04-17-2005, 05:01 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
الهوية القومية .. وطنية ام عربية ؟ , مصر نموذجا
من كتاب "مقالات في الهوية" الصادر عن "جماعة تحوتي للدراسات المصرية"
عن دار "المحروسة" للنشر و الخدمات الصحفية و المعلومات
المقدمة : يكتبها "فتحي سيد فرج"
==========
هناك من يرفض مفهوم الهوية من منطلق انه لا توجد مقومات ثابتة و كل شئ قابل للتغيير و أن التوقف و الدفاع عن هوية بعينها هو دفاع عن الثبات و الجمود.
بل ان الامر قد وصل إلي التشكك في مفهوم الهوية أساسا بإعتبار ان الهوية عبارة عن تجريد قسري و قمعي للخصوصيات في خصوصية بعينها و يتم تحويل الهوية إلي ساحة حرب, فالفكرة تتحول إلي مبدا للسيادة و الهيمنة, و تجري عملية تقديس اي عزل عن التناول الموضوعي لتصبح مبدا قيميا يدور حول ثنائية الخير و الشر فالمدافعون عن الهوية المختارة هم انصار الخير حملة العقيدة في حين يتحول رافضوها إلي خونة لذا فان كل الهويات ملعونة, الهوية الحاكمية ملعونة, و الهويات الوطنية قومية او فرعونية ايضا ملعونة.
و يبدو ان السبب الرئيسي للغلحاح و التركيز على طرح موضوع الهوية في هذا الوقت بالذات هو المفارقة التي تعيشها مصر و المتمثلة في حالة التردي العام على المستوى الغقتصادي و الثقافي و الإجتماعي و التي لا تتناسب مع مقدراتها من الثروات الطبيعية و إمكاناتها من القوى البشرية و عدم تبوئها مكانها اللائق في مصاف الدول الناهضة هذا في وقت يبدو ان بعض المصريين قد بداوا ينتبهون فيه إلي إمكانية غعادة النظر في الكثير من المسلمات و البحث عن اسباب هذة المفارقة من اجل العمل على إستنهاض هذة الامة.و في حقيقة الامر انه ليست هناك شعب تعرضت هويته لمثل ما تعرضت له الهوية المصرية.
فبالرغم من ان هذا الشعب كانت له حضارة متميزة استمرت لاكثر من ثلاثة آلاف عام تعتبر واحدة من أعظم الحضارات الممتدة عبر التاريخ و كان لهذة الحضارة انجازات مازالت الشواهد التاريخية و الأثرية باقية عليها تتحدى الزمن.
و قد تميزت هذة الحضارة بمجموعة من السمات و الخصائص و المقومات برزت من خلال صراع و تفاؤل الإنسان مع البيئة و الطبيعة و تتمثل هذة المقومات في تحقيق الوحدة القومية و بروز دور فعال للدولة المركزية. و اهمية النظام و الإنضباط في التعامل مع نهر النيل.
و كانت مصر في فترات الإزدهار تتمتع بالإستقلال و وجود صفوة من رجال السيف و القلم من ابنائها و يتم إحترام التعددية في الإنتاج و المعتقدات. و سيادة روح العقلانية و العلم و كان الإنسان المصري دائما شديد التمسك بالأرض و الإنتماء للوطن. كما كانت المراة تتمتع بكامل حقوقها وتشارك في الحياة العامة و العمل المنتج. كما تميزت الحضارة المصرية بغبداع فكرة المؤسسات و آليات العمل المستمر. فأسست المعابد كمؤسسات علمية و روحية و أنشات المدارس.
و كانت الدولة المركزية تقوم بمهامها الأساسية في حماية هذة الواحة الممتدة بطول الوادي و العمل على صيانة الموارد الطبيعية و المحافظة على عناصر الإنتاج خاصة نهر النيل و العمل على ان يتم توزيع المياة بحيث يحقق أكبر قدر من الإنتاج و في ظل هذة الحضارة الراسخة توصل المصريون من خلال دورة الفيضان و الزراعة و الحصاد إلي التقويم الشمس المتوافق مع إستمرارية الحياة و الوجود و وهبوا الوعي بالضمير لكل البشرية.
كما كانت الأبجدية الهيروغليفية اول أبجدية للكتابة مما جعل "ألان جاردنر" عالم المصريات يشير إلي ان التاريخ قد ظل في حكم العدم حتى إستطاع المصريون إكتشاف الكتابة قبل نهاية حقبة ما قبل الأسرات. و قد سجل المصريون بهذة الأبجدية كل ما توصلوا إليه من علوم و فنون و فلسفات و أصبحت هذة اللغة هي أرقى اللاشكال التعبيرية عن الحضارة المصرية مما دعا "جيمس هنري بريستيد" الي القول : إن قهر المصريين للمعادن و تقدمهم في إختراع أقدم نظام كتابي قد وضع في أيديهم السيطرة على طريق التقدم الطويل و الحضارة.
و قد ظلت المقومات الاساسية للحضارة المصرية قوية و فاعلة فيما عدا بعض فترات الإضمحلال التي إنحلت فيها و تدهورت بعض هذة المقومات حين تعرضت الوحدة القومية للضياع و سقطت الدولة المركزية و تعددت العواصم و الملوك خلال فترات قصيرة.
و مع ذلك إستمرت مصر دولة مستقلة متماسكة تحت حكم أسرات مصرية خالصة حتى قرابة القرن العاشر قبل الميلاد. و لكن منذ أوائل الألف الأول قبل الميلاد شهدت مصر تطورات سريعة متلاحقة أدت إلي سقوط العنصر الوطني و خضوع البلاد لسلسة من البيوت الأجنبية الحاكمة.
و قد بدات عوامل الضعف منذ الأسرة العشرين بمواجهة ألوان من الخطر الداخلي يتمثل في الفتن و الحروب الأهلية و انحلال القوى العسكرية بدخول المرتزقة الي الجيش المصري. و كان ذلك بفعل سيطرة الكهنة و رجال الدين على كثير من مناصب الدولة. و قد أدى ذلك إلي سهولة خضوع البلاد للإحتلال الفارسي فالإغريقي فالروماني و من ثم إلي قبول و عدم مقاومة الغزو العربي.
و قد تعرضت مصر منذ الغزو الفارسي لإستلاب الهوية و ضياع أغلب مقومات الحضارة المصرية و طمس معالم الشخصية القومية. و إنحلت الوحدة القومية و إرتدت إلي الحكم الموزع بين الأقاليم كما أن الحروب مع الآشوريين و الفرس أدت الي القضاء على الطبقة العسكرية بالإعتماد على الأغارقة المرتزقة في الجيش المصري و من ثم إندثار العزة القومية.
و في ظل حكم الغزاة دخلت المسيحية إلي مصر و بعد إعتمادها كدين رسمي دخل المتعصبون المسيحيون في صراع مع العبادات المصرية القديمة مما ادى إلي تدمير المعابد و تعذيب الكهنة و العلماء و تخريب المتاحف و المكتبات و إذا كان المصريون قد إحتفظوا بلغتهم خلال هذة العصور إلا أنهم كانوا يكتبونها بحروف يونانية مما ادى إلي ضياع مفتاح الكتابة الهيروغليفية.
و كانت مراحل الإحتلال الفارسي و الإغريقي و الروماني مرحلة ذات طابع خاص في تاريخ مصر اندمج فيها المصريون في بوتقة العالمية و لكنهم ظلوا يقاومون الغزاة و الإحتلال الأجنبي.
غير أننا ما ان نصل إلي العصر العربي الإسلامي في القرنين السابع و الثامن الميلادي حتى نجد فجوة تفصل بين حاضر مصر و ماضيها أن مصر التي ألفتها العين سواء كانت مستغلة أو مستعمرة تبدو و كانها إختفت تماما و فقدت أي تميز قومي و أصبحت جزءا من العالم الإسلامي الذي تنازعته و مزقته بعد ذلك الحروب و الخلافات و عوامل التحلل و الإنهيار.
و أخطر ما واجهته مصر و أحدث قطيعة مع سياقها التاريخي كان التعريب الذي لم يقتصر على الشكل او المظهر و إنما مس صميم الجوهر و الموضوع فلم يكن العرب فاتحين هدفهم الإستيلاء أو الإستيطان بل كانوا حملة رسالة هدفها تغيير النفوس من الداخل و عقيدة تستطيع ان تتسلل إلي الوجدان, يستطيعون حمايتها و نشرها بالجدل و السيف معا.
و لعل ذلك ما جعل جمال حمدان يرى أن إنقلب التعريب إنما يشكل إنقطاعا هاما للغاية في الناحية اللامادية أي في الحياة الثقافية و الروحية للشعب المصري.
و هذا الإنقطاع يمثل نقطة تحول حاسمة و خط تقسيم فاصل في وجودها اللامادي و هكذا نجد ان كثير من مقومات الثقافة المصرية قد تم طمسها. و ان الإنسان المصري قد أصبح بلا ملامح و ان الهوية الوطنية قد تم تغييبها أو إستلابها. و قد ادى غنهيار الحضارة الفرعونية و طوال فترات الإحتلال الاجنبي و الصراع بين المسيحية و الأديان المصرية القديمة و تعريب مصر و دخولها في عصور الإنحطاط و الإستبداد تحت نير الحكم العثماني الذي قضى على ما تبقى و ادى إلي طمس ذاكرة المصريين التاريخية.
و الشواهد على ضياع مقومات الشخصية المصرية كثيرة فقد توقفت حركة الإبداع و التطور الحضاري و سقطت الإرادة السياسية للافراد و المجتمع و تحولت مصر من مجتمع منظم و متحضر إلي مجرد مجتمع بشري و إنكفأ اللفلاح المصري على العمل الزراعي و سادت مصر ثقافة ذات مرجعيات غريبة عن الشعب المصري و خارجة عن صلب تكوينه و مصالحه و تشتت القدرات و غاب الإطار المنتظم و برزت ظواهر الإستلاب المعنوي و طوال فترات الإحتلال الحضاري لم يبرز أي فرد مصري في مجال العلوم او الفنون بأي مساهمة حقيقية في تطور الإنسانية.
و ادى إحتلال الفرس و اليونان و الرومان و العرب لمصر إلي ضعف الإحساس بالروح القومية و ضاعت ملامحهل التي كانت تستمدها من خصائصها الذاتية و لم يعد المصريون يعود أنهم أصحاب قومية خاصة. و حدث تحول كامل في حياة مصر فصلها فصلا تاما عن تاريخها السابق. و أصبح المصري المسلم ينظر إلي الإسلام كأساس لحضارته و يعتبر العصور السابقة على الإسلام و كأنها تاريخ شعب آخر إنتهى امره.
كما ان فرض لغة أخرى مخالفة للغاة القومية و ضياع هذا المنجز الحضاري الفريد المتمثل في اللغة المصرية القديمة أدى إلي إنطفاء مشعل الحضارة و أصبح الإنسان المصري يقف مشدوها أما ما هو منحوت من رموز و كتابات على المعابد و في البرديات التي خطها اجداده و وضعوا فيها خلاصة جهدهم مثله في ذلك مثل أي اجنبي لا ينتمب إلي هذة الحضارة.
و غذا كانت مصر قد بدات تدفع الجزية للاجانب بشكل منتظم منذ الغزو الفارسي و حتى وقت قريب و طوال هذة الفترات كانت قوة عمل المنتجين المصريين تسقط في أيدي الغزاة الذي يكونوا يكتفون بالإستيلاء على الإنتاج و غنما كانوا ينزحونه إلي خارج البلاد. مما كان يصيب مصر بالمزيد من الفقر و يصيب أوضاعها الإقتصادية بالإضمحلال.
كما أن تخلي الحكام الاجانب عن القيام بدور حماية و صيانة الموارد الطبيعية أدى إلي إندثار أفراع النيل و غنخفاض مساحة الأرض الزراعية و إنتشار المجاعات و التي كانت تصل إلي مجاعة كل 8 سنوات خلال الحكم المملوكي و العثماني. و من ثم إنخفاض عدد سكان مصر خلال فترات الإحتلال.
و لكن يبقى أن أبرز عوامل ضياع الشخصية المصرية جاءت بعد حرمان المصريين من حمل السلاح فطوال فترات الإحتلال حرص حكام مصر من الاجانب على إبعاد المصريين عن حمل السلاح او الدخول إلي الجيش.
و إذا كان الجيش الوطني هو الرحم الذي يتولد في داخله الإحساس بالإنتماء و تنمو في النفوس مبادئ التضحية و القداء من أجل الغستقلال و الحرية فغن حرمان المصريين من حمل السلاح كان له مجموعة من الظاهر السلبية في حياة الامة و الافراد من أهمها ان مهمة الدفاع عن الوطن في أيدي قوى أجنبية غازية مما ادى إلي تدهور و ضمور الصفوة المصرية. و فقدان المواطن المصري لدوره في حماية كيانه الوطني مما افقده عزته الوطنية. و من المعروف ان من يملك مصادر القوة تكون له اليد العليا في صيلغة اسس الحكم. و طوال فترات الإحتلال كانت القوة في يد الغزاة الاجانب مما ادى إلي فقدان الإنسان المصري لمصادر القوة الحقيقية و إلي دخوله غلي حالة من الإنسحاب الحضاري و لم يكن له دور سوى الإنتاج و تدبير كل ما يلزم لمن يوفر له الحماية و قد أسهم هذا الوضع في شيوع السلبية و اللامبالاة و عدم الإنتماء و إستلاب الهوية.
إلا يحق لشعب عانى كل ذلك أن ياتي يوما ليتساءل و يبحث عن جذوره القومية و هويته الحقيقية. و هل يكون أي شعب ان يكون قادرا على تحديات الحاضر و إستشراف آفاق المستقبل دون أن يكون على وعي كامل بحقيقة هويته ؟
|
|
04-20-2005, 07:36 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
الهوية القومية .. وطنية ام عربية ؟ , مصر نموذجا
من كتاب "مقالات في الهوية" الصادر عن "جماعة تحوتي للدراسات المصرية"
عن دار "المحروسة" للنشر و الخدمات الصحفية و المعلومات
المقدمة : يكتبها "فتحي سيد فرج"
==========
هناك من يرفض مفهوم الهوية من منطلق انه لا توجد مقومات ثابتة و كل شئ قابل للتغيير و أن التوقف و الدفاع عن هوية بعينها هو دفاع عن الثبات و الجمود.
بل ان الامر قد وصل إلي التشكك في مفهوم الهوية أساسا بإعتبار ان الهوية عبارة عن تجريد قسري و قمعي للخصوصيات في خصوصية بعينها و يتم تحويل الهوية إلي ساحة حرب, فالفكرة تتحول إلي مبدا للسيادة و الهيمنة, و تجري عملية تقديس اي عزل عن التناول الموضوعي لتصبح مبدا قيميا يدور حول ثنائية الخير و الشر فالمدافعون عن الهوية المختارة هم انصار الخير حملة العقيدة في حين يتحول رافضوها إلي خونة لذا فان كل الهويات ملعونة, الهوية الحاكمية ملعونة, و الهويات الوطنية قومية او فرعونية ايضا ملعونة.
و يبدو ان السبب الرئيسي للغلحاح و التركيز على طرح موضوع الهوية في هذا الوقت بالذات هو المفارقة التي تعيشها مصر و المتمثلة في حالة التردي العام على المستوى الغقتصادي و الثقافي و الإجتماعي و التي لا تتناسب مع مقدراتها من الثروات الطبيعية و إمكاناتها من القوى البشرية و عدم تبوئها مكانها اللائق في مصاف الدول الناهضة هذا في وقت يبدو ان بعض المصريين قد بداوا ينتبهون فيه إلي إمكانية غعادة النظر في الكثير من المسلمات و البحث عن اسباب هذة المفارقة من اجل العمل على إستنهاض هذة الامة.و في حقيقة الامر انه ليست هناك شعب تعرضت هويته لمثل ما تعرضت له الهوية المصرية.
فبالرغم من ان هذا الشعب كانت له حضارة متميزة استمرت لاكثر من ثلاثة آلاف عام تعتبر واحدة من أعظم الحضارات الممتدة عبر التاريخ و كان لهذة الحضارة انجازات مازالت الشواهد التاريخية و الأثرية باقية عليها تتحدى الزمن.
و قد تميزت هذة الحضارة بمجموعة من السمات و الخصائص و المقومات برزت من خلال صراع و تفاؤل الإنسان مع البيئة و الطبيعة و تتمثل هذة المقومات في تحقيق الوحدة القومية و بروز دور فعال للدولة المركزية. و اهمية النظام و الإنضباط في التعامل مع نهر النيل.
و كانت مصر في فترات الإزدهار تتمتع بالإستقلال و وجود صفوة من رجال السيف و القلم من ابنائها و يتم إحترام التعددية في الإنتاج و المعتقدات. و سيادة روح العقلانية و العلم و كان الإنسان المصري دائما شديد التمسك بالأرض و الإنتماء للوطن. كما كانت المراة تتمتع بكامل حقوقها وتشارك في الحياة العامة و العمل المنتج. كما تميزت الحضارة المصرية بغبداع فكرة المؤسسات و آليات العمل المستمر. فأسست المعابد كمؤسسات علمية و روحية و أنشات المدارس.
و كانت الدولة المركزية تقوم بمهامها الأساسية في حماية هذة الواحة الممتدة بطول الوادي و العمل على صيانة الموارد الطبيعية و المحافظة على عناصر الإنتاج خاصة نهر النيل و العمل على ان يتم توزيع المياة بحيث يحقق أكبر قدر من الإنتاج و في ظل هذة الحضارة الراسخة توصل المصريون من خلال دورة الفيضان و الزراعة و الحصاد إلي التقويم الشمس المتوافق مع إستمرارية الحياة و الوجود و وهبوا الوعي بالضمير لكل البشرية.
كما كانت الأبجدية الهيروغليفية اول أبجدية للكتابة مما جعل "ألان جاردنر" عالم المصريات يشير إلي ان التاريخ قد ظل في حكم العدم حتى إستطاع المصريون إكتشاف الكتابة قبل نهاية حقبة ما قبل الأسرات. و قد سجل المصريون بهذة الأبجدية كل ما توصلوا إليه من علوم و فنون و فلسفات و أصبحت هذة اللغة هي أرقى اللاشكال التعبيرية عن الحضارة المصرية مما دعا "جيمس هنري بريستيد" الي القول : إن قهر المصريين للمعادن و تقدمهم في إختراع أقدم نظام كتابي قد وضع في أيديهم السيطرة على طريق التقدم الطويل و الحضارة.
و قد ظلت المقومات الاساسية للحضارة المصرية قوية و فاعلة فيما عدا بعض فترات الإضمحلال التي إنحلت فيها و تدهورت بعض هذة المقومات حين تعرضت الوحدة القومية للضياع و سقطت الدولة المركزية و تعددت العواصم و الملوك خلال فترات قصيرة.
و مع ذلك إستمرت مصر دولة مستقلة متماسكة تحت حكم أسرات مصرية خالصة حتى قرابة القرن العاشر قبل الميلاد. و لكن منذ أوائل الألف الأول قبل الميلاد شهدت مصر تطورات سريعة متلاحقة أدت إلي سقوط العنصر الوطني و خضوع البلاد لسلسة من البيوت الأجنبية الحاكمة.
و قد بدات عوامل الضعف منذ الأسرة العشرين بمواجهة ألوان من الخطر الداخلي يتمثل في الفتن و الحروب الأهلية و انحلال القوى العسكرية بدخول المرتزقة الي الجيش المصري. و كان ذلك بفعل سيطرة الكهنة و رجال الدين على كثير من مناصب الدولة. و قد أدى ذلك إلي سهولة خضوع البلاد للإحتلال الفارسي فالإغريقي فالروماني و من ثم إلي قبول و عدم مقاومة الغزو العربي.
و قد تعرضت مصر منذ الغزو الفارسي لإستلاب الهوية و ضياع أغلب مقومات الحضارة المصرية و طمس معالم الشخصية القومية. و إنحلت الوحدة القومية و إرتدت إلي الحكم الموزع بين الأقاليم كما أن الحروب مع الآشوريين و الفرس أدت الي القضاء على الطبقة العسكرية بالإعتماد على الأغارقة المرتزقة في الجيش المصري و من ثم إندثار العزة القومية.
و في ظل حكم الغزاة دخلت المسيحية إلي مصر و بعد إعتمادها كدين رسمي دخل المتعصبون المسيحيون في صراع مع العبادات المصرية القديمة مما ادى إلي تدمير المعابد و تعذيب الكهنة و العلماء و تخريب المتاحف و المكتبات و إذا كان المصريون قد إحتفظوا بلغتهم خلال هذة العصور إلا أنهم كانوا يكتبونها بحروف يونانية مما ادى إلي ضياع مفتاح الكتابة الهيروغليفية.
و كانت مراحل الإحتلال الفارسي و الإغريقي و الروماني مرحلة ذات طابع خاص في تاريخ مصر اندمج فيها المصريون في بوتقة العالمية و لكنهم ظلوا يقاومون الغزاة و الإحتلال الأجنبي.
غير أننا ما ان نصل إلي العصر العربي الإسلامي في القرنين السابع و الثامن الميلادي حتى نجد فجوة تفصل بين حاضر مصر و ماضيها أن مصر التي ألفتها العين سواء كانت مستغلة أو مستعمرة تبدو و كانها إختفت تماما و فقدت أي تميز قومي و أصبحت جزءا من العالم الإسلامي الذي تنازعته و مزقته بعد ذلك الحروب و الخلافات و عوامل التحلل و الإنهيار.
و أخطر ما واجهته مصر و أحدث قطيعة مع سياقها التاريخي كان التعريب الذي لم يقتصر على الشكل او المظهر و إنما مس صميم الجوهر و الموضوع فلم يكن العرب فاتحين هدفهم الإستيلاء أو الإستيطان بل كانوا حملة رسالة هدفها تغيير النفوس من الداخل و عقيدة تستطيع ان تتسلل إلي الوجدان, يستطيعون حمايتها و نشرها بالجدل و السيف معا.
و لعل ذلك ما جعل جمال حمدان يرى أن إنقلب التعريب إنما يشكل إنقطاعا هاما للغاية في الناحية اللامادية أي في الحياة الثقافية و الروحية للشعب المصري.
و هذا الإنقطاع يمثل نقطة تحول حاسمة و خط تقسيم فاصل في وجودها اللامادي و هكذا نجد ان كثير من مقومات الثقافة المصرية قد تم طمسها. و ان الإنسان المصري قد أصبح بلا ملامح و ان الهوية الوطنية قد تم تغييبها أو إستلابها. و قد ادى غنهيار الحضارة الفرعونية و طوال فترات الإحتلال الاجنبي و الصراع بين المسيحية و الأديان المصرية القديمة و تعريب مصر و دخولها في عصور الإنحطاط و الإستبداد تحت نير الحكم العثماني الذي قضى على ما تبقى و ادى إلي طمس ذاكرة المصريين التاريخية.
و الشواهد على ضياع مقومات الشخصية المصرية كثيرة فقد توقفت حركة الإبداع و التطور الحضاري و سقطت الإرادة السياسية للافراد و المجتمع و تحولت مصر من مجتمع منظم و متحضر إلي مجرد مجتمع بشري و إنكفأ اللفلاح المصري على العمل الزراعي و سادت مصر ثقافة ذات مرجعيات غريبة عن الشعب المصري و خارجة عن صلب تكوينه و مصالحه و تشتت القدرات و غاب الإطار المنتظم و برزت ظواهر الإستلاب المعنوي و طوال فترات الإحتلال الحضاري لم يبرز أي فرد مصري في مجال العلوم او الفنون بأي مساهمة حقيقية في تطور الإنسانية.
و ادى إحتلال الفرس و اليونان و الرومان و العرب لمصر إلي ضعف الإحساس بالروح القومية و ضاعت ملامحهل التي كانت تستمدها من خصائصها الذاتية و لم يعد المصريون يعود أنهم أصحاب قومية خاصة. و حدث تحول كامل في حياة مصر فصلها فصلا تاما عن تاريخها السابق. و أصبح المصري المسلم ينظر إلي الإسلام كأساس لحضارته و يعتبر العصور السابقة على الإسلام و كأنها تاريخ شعب آخر إنتهى امره.
كما ان فرض لغة أخرى مخالفة للغاة القومية و ضياع هذا المنجز الحضاري الفريد المتمثل في اللغة المصرية القديمة أدى إلي إنطفاء مشعل الحضارة و أصبح الإنسان المصري يقف مشدوها أما ما هو منحوت من رموز و كتابات على المعابد و في البرديات التي خطها اجداده و وضعوا فيها خلاصة جهدهم مثله في ذلك مثل أي اجنبي لا ينتمب إلي هذة الحضارة.
و غذا كانت مصر قد بدات تدفع الجزية للاجانب بشكل منتظم منذ الغزو الفارسي و حتى وقت قريب و طوال هذة الفترات كانت قوة عمل المنتجين المصريين تسقط في أيدي الغزاة الذي يكونوا يكتفون بالإستيلاء على الإنتاج و غنما كانوا ينزحونه إلي خارج البلاد. مما كان يصيب مصر بالمزيد من الفقر و يصيب أوضاعها الإقتصادية بالإضمحلال.
كما أن تخلي الحكام الاجانب عن القيام بدور حماية و صيانة الموارد الطبيعية أدى إلي إندثار أفراع النيل و غنخفاض مساحة الأرض الزراعية و إنتشار المجاعات و التي كانت تصل إلي مجاعة كل 8 سنوات خلال الحكم المملوكي و العثماني. و من ثم إنخفاض عدد سكان مصر خلال فترات الإحتلال.
و لكن يبقى أن أبرز عوامل ضياع الشخصية المصرية جاءت بعد حرمان المصريين من حمل السلاح فطوال فترات الإحتلال حرص حكام مصر من الاجانب على إبعاد المصريين عن حمل السلاح او الدخول إلي الجيش.
و إذا كان الجيش الوطني هو الرحم الذي يتولد في داخله الإحساس بالإنتماء و تنمو في النفوس مبادئ التضحية و القداء من أجل الغستقلال و الحرية فغن حرمان المصريين من حمل السلاح كان له مجموعة من الظاهر السلبية في حياة الامة و الافراد من أهمها ان مهمة الدفاع عن الوطن في أيدي قوى أجنبية غازية مما ادى إلي تدهور و ضمور الصفوة المصرية. و فقدان المواطن المصري لدوره في حماية كيانه الوطني مما افقده عزته الوطنية. و من المعروف ان من يملك مصادر القوة تكون له اليد العليا في صيلغة اسس الحكم. و طوال فترات الإحتلال كانت القوة في يد الغزاة الاجانب مما ادى إلي فقدان الإنسان المصري لمصادر القوة الحقيقية و إلي دخوله غلي حالة من الإنسحاب الحضاري و لم يكن له دور سوى الإنتاج و تدبير كل ما يلزم لمن يوفر له الحماية و قد أسهم هذا الوضع في شيوع السلبية و اللامبالاة و عدم الإنتماء و إستلاب الهوية.
إلا يحق لشعب عانى كل ذلك أن ياتي يوما ليتساءل و يبحث عن جذوره القومية و هويته الحقيقية. و هل يكون أي شعب ان يكون قادرا على تحديات الحاضر و إستشراف آفاق المستقبل دون أن يكون على وعي كامل بحقيقة هويته ؟
|
|
04-20-2005, 07:38 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|