القلم الحر ..... !!
حقاً إنها مفاجأة ... !
سعيد بتواجدك هنا ..... وأنا مدين لك بالمعلومات التي أثريت بها هذا النادي واستفدتُ منها كثيراً ...
لكن يارجل .... ابقَ على اسم واحد حتى نستطيع متابعة كتاباتك وحواراتك ...
تحية طيبة لك وللجميع (f)
وعودة إلى الموضوع ...
لكن اسمح لي أن أقتنص من كلامك عبارتين لم أستطع التوفيق بينهما :
اقتباس:قتالهم ببسالة لا يعنى بالضرورة انهم كانوا مقتنعين بعقيدتهم الشركية, و كم من معارك خاضها العرب قبل الاسلام لاجل اغراض تافهة
فهل كانوا مقتنعين بعقيدتهم .. أم كانوا غير مقتنعين .. ؟ !
على العموم نحن متفقان 50 % ... على أن من يعبد الله على بصيرته أو حتى لا يعبد الله على بصيرته أيضاً
فإنه سينجو من النار ، وهذا لا يؤيده الكثير من المسلمين .
أما الشيء الذي لا أقبله منك أن تحاول إثبات أن هناك من يؤمن بصحة عقيدة ما في هذا الوجود لكنه يتركها تكابراً أو عناداً ... أو لأي سبب .
هل يمكن أن يكون هناك مسيحي ـ مثلاً ـ ثبت له بالحجة صدق رسالة محمد ومن ثم صدق به ، لكنه لا يتمثل لها عناداً ...
وهل يمكن أن يكون هناك جاهلي مشرك آمن بصدق دعوة محمد في قلبه ... ولم تؤمن جوارحه ...
هل يمكن أن يوجد مسلم آمن بالمسيح إلهاً ومخلصاً ، ويؤدي الفرائض الإسلامية عناداً وتكبراً ...
؟؟
!!
المسيحي ـ مثلاً ـ حينما يعلم بدنو أجله فإننا نراه يتشبث بعقيدته وصليبه ويعبد الله على دينه إلى آخر نفس يتنفسه ..
إنه يموت وهو قابض على الصليب إيماناً وتصديقاً بما لديه ...
نحن لا نعلم أن هناك من يترك دينه في آخر لحظات الموت التي هي من المفترض أن تكون الدليل الفاصل على صدق إيمان المرء ، بل على العكس تماماً إن الأشخاص أكثر ما يكونوا مؤمنين مخلصين ... هو في آخر لحظات حياتهم ...
هذا الكلام ينطبق على الجميع المسلمين والمسيحيين والمشركين واليهود وغيرهم ...
إذا كان الجاهلي يعبد صنماً وهو مدرك لصدق دعوة محمد ـ كما تقول ـ فهو يدرك حتماً حجم المأساة التي يرتكبها مهما بلغ جهله ، لذا فإنه سيعود لتصديق الرسول ولو في آخر لحظات الموت ، وهذا ما لم نسمعه أبداً
لا في الجاهلية ولا في أي عصر ولا في أي دين .
ما زلت لا أعرف كيف يمكنك تصور إنسان يعبد شيئاً وهو مؤمن بشيء آخر ... لا أعرف .. ؟ !
اقتباس:عندما قلنا انهم كانوا معاندين فلان هناك دلائل واضحة على ذِلك :
فكما سبق فان العقل يحكم بفساد عقيدة الوهية الاصنام فليس من المنطقى انهم كانوا مقتنعين حقا بان هذِه الاصنام الهة ؟!!
بل كانوا يعبدونها تعصبا لدين ابائهم ليس اكثر, و قد جادلهم النبى (ص) و اقام عليهم الحجة على فساد معتقدهم الوثنى ,و لم يقدموا اى ردمنطقى او حجة, بل اصروا على وثنيتهم تعصبا لدين ابائهم ليس اكثر
و كما سبق فانهم كانوا يدركون جيدا ان محمدا (ص) ابن بيئتهم الساذِجة الجاهلة لا يمكن ان يكون هو مؤلف هذِا القران العظيم , لذِا اجمعوا هم و سائر الكفار من اهل الكتاب و غيرهم على انه لا بد من وجود مصدر خارجى تلقى منه محمد (ص) هذِا القران ,لكن كفار مكة عجزوا تماما عن اثبات اى مصدر بشرى منطقى لهذِا القران كما تجلى ذِلك فى اتهامهم اعجمى بانه مصدر القران , و هو اتهام يثبت افلاسهم و عنادهم فى تكذِيب النبى (ص) و عجزهم عن اثبات اى مصدر بشرى منطقى لهذِا القران
الذي نعرفه أن من ثبتت لديهم الحجة فهم الذين آمنوا وصدقوا بمحمد سواء كانت الحجة القرآن أو غيره ...
أما الذين لم يؤمنوا ولم يقتنعوا فهم المشركين الذين أنكروا رسالة محمد والوحي الذي ينزل عليه ..
هناك المشركين والمسيحيين واليهود أيضاً كانوا وما زالوا يبرهنون ويسوقون الأدلة النظرية والعقلية على بطلان هذه الرسالة دليلاً على عدم إيمانهم بها ...
والقارئ المتفحص والمدقق لما يسوقه هؤلاء من أدلة وبراهين تجعلنا ندرك أن إنكارهم لدعوة محمد نابعة من عدم التصديق بها وليس عناداً ...
هل تستطيع أن تقول أن ما يردده المسيحيين وغيرهم عن محمد هي أدلة واهية منهارة ...
إننا نعلم إن الجميع يختزن أدلة وبراهين كثيرة هي التي تجعله ينكر العقائد الأخرى ...
وأما القرآن فلم يكن كافياً ـ بالنسبة لهم ولغيرهم ـ كدليل على صدق نبوته ... هناك علماء في اللغة ونوادر في البيان والبلاغة ومع هذا فقد أنكروا دعوة محمد ... وعلى مرور الوقت وتعاقب الأزمنة فإنه ما زال هناك من
لا يقنعه القرآن ( أعلم أن موضوعنا ليس ، هل القرآن حجة أم لا ) لكن العرب الجاهليين وغيرهم لم يقنعهم ما جاء به محمد ، بل لو افترضنا أن القرآن كان حجة دامغة في ذلك الوقت لأصبح الإيمان به شيئاً غير محرج للجاهلي ولأعلن إسلامه دون تردد ...
لو كان الرفض من المشركين الجاهليين فقط لقلنا أن تعصبهم لعقيدة آبائهم هو ما يمنعهم من اتباع محمد ، لكن الرفض كان من الكل الجاهلي والمسيحي واليهودي والصابئي ...