أربعائيات: الذين يدفنون أحياءً!!
أكتب للذين يدفنون وهم أحياء. ما أقسى أن يدفن الإنسان حياً!!

المبدعون والأذكياء والمخلصون الذين وجدوا أنفسهم في وظيفة بيروقراطية مملة لا تعرف الإبداع. يعانون من تخلف الإدارة ومن قيادات تافهة تتسلط على هؤلاء المبدعين فتحيل حياتهم جحيماً.

يقول رجل نابه يتم دفنه حياً، لقد كان أمامي أن اختار بين كرامتي أو وظيفتي ففضلت أن أنزوي في بيتي رغم خبرتي الطويلة وعمري الذي لم يتجاوز الخمسين بعد!! مديري في العمل يحمل شهادة النفاق والتزلف بدرجة الامتياز، يجيد الكذب ويأكل من فتات الموائد ولذلك تتم ترقيته بسرعة البرق!!

الأمهات اللواتي يتسلط عليهن إنسان ظالم فيعاملهن مثل أية قطعة أثاث في المنزل. النساء اللواتي يتعرضن للضرب أمام أطفالهن في آلاف البيوت العربية. والنساء اللواتي تمتهن كرامتهن بألف طريقة وطريقة، يدفنون وهم أحياء والمجتمع يلقنهن مقولة الأفلام العربية «ظل راجل ولا ظل حيطه»!!

العائلات التي اضطرت تحت ضغط البحث عن لقمة العيش أن ترسل أطفالها للأعمال الشاقة، يتركون مقاعد الدراسة كبديل وحيد لإعالة أفواه مفتوحة تحتاج الخبز والدواء كل يوم. والآباء الذين يضطرون للغربة لسنوات طويلة تاركين خلفهم عائلات يقتلها صقيع التغرب كبديل وحيد لاستمرار الحياة!!

الشعوب التي يتسلط عليها قادة لا يخافون الله، ليس لهم ضمير، ولا إحساس بالمسؤولية فيحيلون بلداناً بأكملها إلى سجون كبيرة تنتهك فيها كرامة الإنسان، وتحتكر فيها الثروات، وتمتلئ فيها السجون بأصحاب الرأي!!

لا تصدقوا أن هناك ظالما صغيرا وآخر كبيرا. فالذين يدفنون الناس وهم أحياء لا فرق بين غنيهم وفقيرهم.. كبيرهم وصغيرهم !! لا فرق بين من يقتل إنسانا أو يقتل ألف إنسان. القضية قضية مبدأ وليست قضية تفاصيل.

رائع