آه! لو كانوا يبذلون لاستئصال الرذائل وغرس الفضائل، ما يبذلون من النشاط لإثارة المناقشات ، لما حدثت تلك الشرور والمعاثر الجسيمة في الشعب، ولا ذلك التراخي في الأديار.
من الثابت أننا إذا حل يوم الدين، لن نسأل عما قرأنا بل عما فعلنا، ولا عن درجة فصاحتنا في الكلام بل عن مقادر تقوانا في الحياة.
قل لي : أين هم الآن جميع أولئك السادة والمعلمين الذين عرفتهم جيدا وهم أحياء زاهرون بالعلوم؟
إن وظائفهم يشغلها الآن آخرون، ولا أدري هل هم يخطرون على بال هؤلاء. لقد كانوا في حياتهم يبدون كأنهم شيء عظيم أما الآن فليس من يأتي بذكرهم.(( سرعان ما يزول مجد العالم)).
ليت سيرتهم كانت على وفق علومهم إذن لكانوا أحسنوا الدرس والمطالعة.
ما أكثرهم في العالم، أولئك الذين يهلكون بسبب العلم الباطل، وقلة اهتمامهم بعبادة الله!
فإنهم لإيثارهم العظمة على التواضع، يضمحلون في أفكارهم.
العظيم حقا ، من كانت محبته عظيمة.
العظيم حقا ، من كان صغيرا عند نفسه، وحسب كل ذرى المجد كلا شيء.
الحكيم حقا ، من عد الأرضيات كلها أقذارا ليربح المسيح.
والعالم العالم حقا ، من يعمل إرادة الله، ويهمل إرادة نفسه.

كان الشيخ محمد الغزالى رحمه الله يقول انه لا توجد خرافة لقيت من الانتشار و الرواج مثل خرافة الوهية المسيح

هى خرافة كبرى بالفعل ,لكن للاسف تجد من يصدقها ممن لا يستعملون عقولهم , و العجيب انك عندما تقرا ما يسمونه بالعهد الجديد لا تجد فيه نص واحد قطعى الدلالة على لسان المسيح يدعى فيه انه الله
بل ستجد نصوصا واضحة تنفى الوهيته , و منها هذا النص الواضح الحاسم الذى يثبت جهل الابن

و هنا يتجلى التعصب المسيحى و تظهر التاويلات الركيكة :

فيقال ان المسيح قال هذا حتى لا يلح التلاميذ في طلب معرفة ذلك اليوم وتلك الساعة ولأنه أرادهم أن لا يشغلوا أذهانهم بالتركيز على حساب الأوقات والأزمنة ،

فهل هذا كلام مقنع ايها المنصفون ؟

هل عجز المسيح عن ارشادهم الى عدم شغل اذهاتهم بذلك دون ان يقول لهم انه جاهل ؟!!


قيل ايضا انه قال ذلك لأنه أتخذ صورة العبد وصار إنساناً ، وكإنسان ، تدبيريا ، بناسوته ، وبسبب احتجاب لاهوته في ناسوته وظهوره في الجسد ووجوده في الهيئة كإنسان ، قال أنه لا يعرف اليوم والساعة

فهل هذا كلام مقنع ؟

معنى هذا ان لاهوت المسيح كان عالما بينما ناسوته جاهل !!

فلماذا لم يتعلم ناسوته من لاهوته ؟!!

اليس فيكم رجل رشيد يعترف بالحقيقة ؟!

الخلاصة اننا امام نص صريح فى اثبات جهل الابن

و كل ما قيل من تاويلات لهذا النص الواضح تاويلات متهافتة لا تصمد امام النقد العلمى

أعتقد أن البعض أساء فهم رسالتي السابقة

إن معرفة المرء بالشيء تقوم على اثنين :
1- القدرة على المعرفة
2- الرغبة بالمعرفة

إذا رغب و لم يقدر لن يعرف، و إذا قدر و لم يرغب لن يعرف.

قال الرب له المجد أنه لا يعرف الساعة و لم يقل أنه لا يستطيع أن يعرف الساعة !!

ذلك ليقول لنا ما معناه أنه لا يرغب بمعرفة موعد الساعة. و هذا يعني ضمناً أنه لن يدين عن حقد أو انتقام، إذ لوكان ذلك لكان استعجل موعد الساعة و رغب في معرفته، و ليقول لنا أيضاً ألا يكون لنا نحن فضول في معرفة هذا الموعد.

ظهرت خلال التاريخ و لا سيما في السنوات الأخيرة عدة بدع قالت أنها تعرف موعد الساعة و قادت أتباعها إلى الهلاك و كان جواب المسيحية الواضح على هذه البدع في هذه الآية.

هذه آخر مرة أكرر هذه الرسالة و أعتقد أن الذي يروم الحقيقة سيتأكد على الأقل أن عدم معرفة الابن بالساعة لا تنفي ألوهيته