ليلى كانت تحمل سلة فيها فواكه إلخ... وكانت تمشي في الغابة قاصدة جدّتها. نسيم الليل يداعب ضفائر شعرها ووجنتاها الورديتان تلمعان تحت نور القمر.
لكن بغتة ناداها الذئب من خلفها: هاي!
إلتفتت ليلى مذعورة فرأته وعرفت أنه الذئب.
قالت له إذن: أنت الذئب، أنا عرفتك وأعرف ماذا ستسألني!
قال الذئب بعينين متوهجتين ماكرتين: وماذا تظننين أنني سأسألك؟
أجابت ليلى: أعرف الحكاية، أنت سوف تسألني أين أنا ذاهبة. الحكاية معروفة وأكل عليها الدهر وشرب!
قال الذئب: لا، ليس كذلك، أنت تخلّطين بين الذئاب قديما كما في الحكايات وبين ذئاب اليوم.
قالت ليلى: فماذا تريد إذن؟
أجاب الذئب: وددت فقط أن أنبهك أن هناك حفر عميقة على الطريق في الغاب! نحن الذئاب اليوم أصبحنا نفضل افتراس العشب كالحملان ولم يعد يهمنا مقصد لا ليلى ولا لُبنى ولا عبلى! لكن احذري الحفر في الطريق، تلك الحُـفَر الفاغرة بالمرصاد هي ذئاب الطريق الشريرة وليس أنا!
قالت ليلى مندهشة: أنت طيب يا ذئب! لماذا لا ترافقني وتؤنسني قطعة من الطريق؟
أجاب الذئب: لايمكن، أنا متأسف، لديّ أهمّ من أن أرافق ليلى وأضيع وقتي.
ثم انسحب الذئب ومضى في سبيلة، بينما عينا ليلى تراقبان خياله الذئبي يسير تحت جنح الظلام ويتوارى بين أشجار الغابة كشبح من ضباب.
استدارت ليلى وتابعت طريقها لوحدها. وبينما كانت تسير، كانت عيناها تدمعان وهي تقول في نفسها: ليت هذا الذئب كان طمع في افتراسي، لماذا الذئاب أصبحت تتقيّأ من أمثالي!
لكن هيهات!
(بالمناسبة: طريق ليلى نحو جدتها يعني طريق الحياة: كل ليلى وكلنا نسير في طريقنا نحو مكان ومصير الجدّات والأجداد. لا أحد خالد فوق الأرض)!
03-31-2005, 02:47 AM
{myadvertisements[zone_3]}
Deena
عضو رائد
المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001