"توفيت" سلحفاة صديقي...
هذا النص مهدى الى صديقي الذي فجع "بغيلم" كان يربيه.

أكره الحيوانات...جميعها..القطط ,الكلاب ,الثعالب, السناجب, الأسود ,الفهود, القرود السعادين والحرادين, و انفر من الطيور الشحارير و الزرازير و الناعق و الباعق و كل ما يدب على أربعة أو يقفز على أثنتين.و هذا الكره كبر معي و قد كنت صغيرا أستمتع بتعذيب الكلاب, القطط و خاصة الصغار منها ,وقد علقت مرة" هارونا" و الهارون ذكر القطط السمين علقتة من رقبته على شجرة و تركته يرفس الهواء برجليه كالمجنون و لم أنزلة حتى كادت تزهق روحة.و كثيرا ما كنت أنصب الكمائن للكلاب الشاردة لأذيقها من العذاب أمره.

كرهي للحيوانات أستمر معي ,و أخذ اشكالا جديدة من الحسد و الغيرة لأن بعضها مدلل مرفه.فقد تصادف وجود ببغاء عند السيدة رينية التي اعتدت ان أتلقى دروسا بالفرنسة عندها,ببغاء رينية جزء من حياتها ليس لديها زوج ولا اولاد لديها ببغاء فقط.لا يمكن أن تبدا الدرس قبل ان اتلقى درسا في كيفية التعامل مع ببغاء رينيه و هي تصر على أن الأصوات الغبية التي يصدرها عبارة صباح الخير بالفرنسية.بقلها يامدام رينيه معقولة هادا عم يصوصي متل ديك الحبش شو جاب صباح الخير.ترفع حاجبها أستنكارا و تصرخ نو مسيو..صباح الخير بترجاك سماع منيح.الببغاء بصراحة لم ينزل لي من زور له عرف أحمر كعرف الديك و رقبة مسلوخة ليس بها اي ريش او شعر يحركها مع حركة رينيه و كانه بالفعل يعرفها.كنت استغل غياب رينيه لأحضار قلم أو وسادة فاتذكر صباي المشاغب فادس قلما بين قضبات القمص محاولا غرسة في ظهره فيتملص اللعين مطلقا صياحا منكرا فتركض رينيه فرحة مسرورة و هي تقول شفت مسيو عم يقول صباح الخير.

أماجمعيات الرفق بالحيوان و هذه اصبحت أقرب الى التموض و لا يكتمل التحضر ألا بالتبرع ألى أحداها أو مسندتها بأضعف الأيمان,اما اذا لم تظهر الألم عند مشاهدة كلب شارد أو جحش زائد الحمولة فأنت عديم الرحمة قاسي القلب.و للتدليل على صدق العاطفة تجاه الحيوانات لا يكاد يخلو بيت من من قطة ناعمة ملساء أو جوز حساسين و لا تكاد تخلو حديقة من جرو بفرو وثير ,حتى اصبح في بعض البانيوهات تماسيح لطيفة تبلعط بالشامبو ذو الرغوة الوفيرة.لا أعتقد أن هذا الأنجرار حقيقي و صادق و يحمل بعضة الكثير من الملق الأجتماعي بغية رسم صورة ما .مثلا أصرار بارجيت بوردو على رفع لواء الحمير رغم أن الحمير أكثر من البني آدمين,و يا لتعاسة بريجيت باردو لو لمحت "أتان" معذبة أو "كر" مضطهد و الطامة الكبرى أذا تحث أحدهم امام "نغل" ما عن اصل الأنواع.

الكلام أعلاه معلوك و انا شخصيا اعلك به كلما جفت مصادري و لكني استحضره الآن و انا أواجة مأساة من نوع حيواني فريد .فقد تعرض احد اصدقائي الى صدمة قاسية بفقدة "سلحفاة" كان يربيها في منزلة "شوفو الأجدب" و قد كان يعتقد انها تجلب الحظ السعيد كنت ألمحها في زياراتي تقبع خلف الابواب أو على الشرفة و قد حشرت نفسها داخل درعها الصخري حتى تحسبها قطعة من البازلت.عندما يقدم لها ورقة خس مثلا كانت تخرج راسها بتكاسل و تقضم قطعة صغيرة و تعود مرة ثانية الى ركودها الحجري.بلادة هذه السلحفاة و بطئها الممل علاوة على شعوري القديم جعلني أنفر و أدبر لها مقلب عويصة فكثيرا ما كنت أقلبها على ضهرها و أتركها برأس مدلاة و أربع أرجل مرفوعة ضارعة. و حين لا يتسنى لي ذلك أدس قلمي في أحدى فتحات درعها الجانبي .لم تكن تصدر صوتا و لا حركة فأعجب من ألمها الصامت.

كانت السلحفاة تقبع على حافة النافذة الخارجية عندما حاول صديقي فتحها فاصدمت بوابة النافذه بالسلحفاة و هوت "كجلمود صخر حطه السيل من عل" من الطابق الثامن عشر ليس على الأرض و لكن على رأس عاثر حظ كان يسير اتفاقا في ذلك المكان.

أدين صديقي بتهمة التسبب بقتل حيوان مهدد بالأنقراض و حكم علية بالسجن لمدة شهر في اعمال الخدمة الأجتماعية.اما عاثر العظ الذي تلقى سلحفاة على رأسة فتبين انه رقيق الجمجمة فحصل على كسر فيها اخذه في سبات عميق و قد ينهي صديقي خدمتة قبل ان يستيقظ أخونا.....و صديقي ما زال يصر على أن وجود السلحفاة فأل خير.

عزائي الحار لأهل الفقيد/ة ، والله يحفظ الحكومة فوق راس الجميع :D


[quote] جقل كتب/كتبت


حتى اصبح في بعض البانيوهات تماسيح لطيفة تبلعط بالشامبو ذو الرغوة الوفيرة.
_____

:o يا خبر !