تفاديا لمحاكمتهم خارج السودان
الخرطوم تحاكم‏164‏ متهما في جرائم أسفرت عن‏180‏ ألف قتيل علي مدي عامين
فرنسا تطرح علي مجلس الأمن غدا مشروعا لمحاكمة مجرمي الحرب أمام محكمة العدل الدولية

الأهرام المصرية بتاريخ 29 مارس 2005

الخرطوم ـــ عبدالواحد لبيني ووكالات الانباء‏:‏
في محاولة من حكومة البشير للقيام بإجراء وقائي لاستباق قرار مجلس الأمن حول جهة محاكمة مجرمي دارفور‏,‏ أعلن مصدر قضائي بالخرطوم انه تمت إحالة‏164‏ شخصا بينهم مسئولون حكوميون إلي القضاء السوداني بتهمة ارتكاب جرائم في اقليم دارفور علي مدي عامين‏,‏ وأسفرت عن مقتل‏180‏ ألف قتيل بسبب الجوع والمرض طبقا لتقارير الامم المتحدة‏.‏

وقال القاضي محمد عبدالرحيم علي رئيس اللجنة التي شكلها الرئيس السوداني عمر البشير للنظر في شكاوي المدنيين فيما يتعلق بانتهاكات وجرائم في دارفور‏,‏ إنه تم توجيه عدد من التهم للمعتقلين تشمل ارتكاب جرائم قتل عمدي واغتصاب‏,‏ وإشعال الحرائق‏.‏

وأوضح أن اللجنة التي يرأسها وجهت الاتهام إلي‏150‏ شخصا في ولاية شمال دارفور‏,‏ و‏14‏ في ولاية جنوب دارفور‏.‏

المشروع الفرنسي
وفي غضون ذلك‏,‏ تطرح فرنسا غدا علي مجلس الأمن مشروع قرارها حول محاكمة المتهمين بإرتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور‏,‏ أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي‏.‏
في حين تصر واشنطن علي انشاء محكمة خاصة للمتهمين في تنزانيا وذلك علي غرار محكمة مجرمي الحرب في رواندا‏.‏

اعتراض الخرطوم
في الوقت نفسه جدد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل أمس قوله إن أيا من مشروعي القرارين الفرنسي والامريكي غير مناسب وتعترض عليه حكومته التي لم توقع علي معاهدة إنشاء محكمة العدل الدولية‏.‏
وأضاف أن الخرطوم ضد أي قرار يتضمن محاكمة أي سوداني سواء أكان متمردا أم مسئولا حكوميا خارج بلاده‏.‏

مراقبة الاتفاق
وفي صعيد آخر‏,‏ أعلن الدكتور اسماعيل أن حكومته تلقت طلبات من عدد كبير من الدول المشاركة في بعثة قوات الامم المتحدة لمراقبة اتفاق السلام‏.‏
وأشار الي أن بلاده ومنظمة الامم المتحدة تسعيان إلي المزيد من المشاركة في تلك القوات‏.‏
وأضاف ان هذه الدول طلبت منح جنودها تأشيرات لدخول السودان‏,‏ وأوضح أن حكومته في انتظار توجيهات من الأمم المتحدة بمنح التأشيرات لأفراد تلك القوات‏.‏

سيادة السودان
من ناحية أخري جدد يان برونك ممثل الأمين العام للامم المتحدة بالسودان في تصريحات أمس‏,‏ تأكيد مجلس الامن علي الالتزام بسيادة ووحدة السودان واستقلاله بجانب التزامه بمباديء حسن الجوار‏.‏
ووصف برونك المشاورات التي أجراها مع قيادات حكومة الخرطوم والحركة الشعبية حول نشر قوات لمراقبة السلام بين الشمال والجنوب في السودان بأنها مفيدة‏.‏
وأكد أن الامم المتحدة هي الجهة المعنية فقط بتحديد الدول المشاركة في القوات الدولية‏.‏
وأضاف أن المنظمة الدولية ستبدأ في نشر‏40‏ في المائة من القوات الدولية لحفظ السلام في السودان خلال أيام علي أن تستكمل باقي القوات البالغ عددها‏10‏ آلاف و‏715‏ جنديا تباعا‏.‏

متمردو الشرق
وفي تطور آخر اتهم المتمردون في جبهة الشرق السودانية نظام الخرطوم الذي وعد ببدء محادثات السلام في اقرب وقت بأنه يريد كسب الوقت‏.‏
وأعرب صلاح برقين القيادي في مؤتمر اليجة ــ أحد فصيلين تتألف منهما جبهة الشرق السودانية مع فصيل الاسود الأحرار ــ‏,‏ عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك محادثات سلام‏.‏


-------------
تعليق: أين الذين كانوا ينفون وجود جرائم حرب فى السودان يشترك فيها عناصر من الحكومة او على الأقل مدعومة منها؟!

نظام الخرطوم هو المسؤول الاول والاخيرعن كل التدهور الذي حصل للسودان بسياساته الخرقاء الجاهلية ، ويجب أن يحاسب عليها ، يجب ان يحاكم مسؤولي النظام السوداني .