أحفرُ بيديَّ القبرَ
اسقطُ الوقتَ
أدفنُ القدرَ أقتلُ الردى ...
فما عادَ صمتي صامتاً
أو رجّعَ صدى ...
مهرولةٌ عقارب الحياة
تسيرُ على أجسادنا
تحصدُ فتاتنا
تغتالُ أجملَ صباحاتنا
ولا ينفعُ تضرعٌ
لا تجّدي ولادة الصلوات ...
حياةٌ لم تذق طعم الحياة
فمن بقي فيها رحل
ومن ماتَ ظلَّ
ولماذا ظلَّ
مادامَ قد مات
ركبَ بساطَ عودتهِ
قصَّ شعاعَ عينيهِ
ونسيَّ انهُ عاشَ جسداً هنا
وارتجفَ عقلاً أياماً هناك
يبتلعُ حبوبَ الفراغِ
يستنشقُ مضادات المدى ...
أمسكُ بيديَّ العمرَ
واسقطُ الوقتَ
ادفنُ القدرَ
أقتلُ الردى ...
فما عادَ صبري صابراً
ولا عادَ صدري
ينضح بالهدى ...
فاقدةُ الحواس ذئبهٌ الحياة
تستقبلنا جثثً حية
وتقصينا ساعة الصفرِ
جثثً ميتة
وننسى أن كل ساعاتها صفرٌ
أجراسها بلا نبضات
تخطفُ لهاث الدهشةِ
تكممُ الأفواه
وتجلدُ خيلاً تمردا ...
حياةٌ لا تصهلُ بالحياة
تستلمُ بريدنا
توزعهُ
تقرأهُ
وتحرقهُ
فيطير فوق رؤوسنا رماد
ولا يبقى للساعي سوى هياكلٍ
يكنسُ عنها غبار الذكريات ...
ولا يبقى للقابع فوق لحده
سوى ظل روحٍ
تمتزجُ في السكون
تلاحقُ (( أنين نايٍ بقىَّ
بعد أن فُنيًّ الوجودُ )) .. تجمدا .......