القاهرة ـ من توم بيري:
برز رئيس المخابرات المصري عمر سليمان الي الحياة العامة في بلاده عندما القي كلمة اذاعها التلفزيون امام فصائل فلسطينية تجري حوارا قرب القاهرة مما عزز تكهنات بانه يجري الاعداد لتوليه منصبا اكبر. وكانت الكلمة التي القاها سليمان الثلاثاء اول مناسبة يسمع فيها كثير من المصريين صوت الرجل الذي تردد اسمه كثيرا خلال الاعوام القليلة الماضية بصفته وسيطا بين الفلسطينيين واسرائيل.
كما قام سليمان بمهام دبلوماسية رفيعة المستوي. ولا يعرف الاعلام والشارع المصري اي شيء تقريبا عن سليمان الذي يعتقد انه في منتصف العقد السابع من العمر. الا ان كثيرا من المعلقين يضعونه ضمن قائمة لخلفاء محتملين للرئيس المصري حسني مبارك تشمل ايضا جمال مبارك نجل الرئيس المصري. وقال المحلل السياسي محمد السيد سعيد اعتقد ان ظهور سليمان علي شاشات التلفزيون المصري قصد به تقديمه بصورة رجل دولة. لقد تأخر هذا طويلا .
وقال عصام العريان العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين المحظورة ان ظهور سليمان علي شاشات التلفزيون بهذا الشكل امر ملفت وانه ربما يكون اشارة الي دور جديد للمسؤول المصري وقد يكون مقدمة لتعيينه نائبا للرئيس. ولم يسبق ان عين مبارك (76 عاما) نائبا له. وقالت وسائل اعلام رسمية انه يجري بحث تعيين نائب للرئيس.
وفي كلمته في افتتاح اجتماع الفصائل الفلسطينية قرب القاهرة دعا سليمان الي ضرورة التوصل لاتفاق لضمان استمرار التهدئة الحالية مع اسرائيل. وكانت كلمة سليمان التي استغرقت عشر دقائق اطول واكثر تفصيلا من الكلمة التي القاها وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط خلال الاجتماع. ولم يسبق ان دعيت وسائل الاعلام لجلسة حوار بين الفصائل الفلسطينية.
وقيل ان نقل الجلسة عبر شاشات التلفزيون كان اشارة الي الثقة في توصل الفصائل الفلسطينية لاتفاق. وسيكون لتقدم من هذا القبيل آثار ايجابية علي صورة سليمان الذي رافق جثمان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الي رام الله لدفنه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقال السعيد المصريون اعتبروا انفسهم دائما مسؤولين اخلاقيا عن الحقوق الفلسطينية... وتقديم سليمان في صورة المطلع علي القضية الفلسطينية يمثل اختيارا جيدا وخاصة عندما يتصل الامر بقضية تتعلق بالاهتمام العام .
وقال المحلل السياسي ضياء رشوان ان الكلمة التي ألقاها سليمان ستشبع بعض الفضول العام المتعلق بالرجل لأنها ستظهره بشكل ايجابي كرجل يؤدي عمله ويساعد في الحفاظ علي الأمن القومي . (رويترز)