لنتخيل أن سين من الناس كتب موضوعاً مثيرا للحنق وراح يخالف المألوف إنطلاقا من قناعة يؤمن بها.. سوف نجد أن هناك فئة من الناس الذين أثارهم الموضوع يطالبون بحذف الموضوع أو معاقبة الكاتب أو إقفال الجريدة أو الموقع وسيحاولون تحريض الآخرين على المسؤول وعلى الكاتب ويعملون على تأليب الرأي العام .

دعونا نضرب مثالا على ذلك حتى يتم إيصال الفكرة الرئيسية لهذا الموضوع الذي أكتبه لكم .:

كتب أحدهم مقالة يدعوا فيها المسلمين الى الصلاة في منازلهم بدلا من المسجد وأثار هذا المقال مجموعة من الناس وراحوا يطالبون بمحاكمة الكاتب لتعرضة الى مشاعرهم الدينية وما أعتادوا عليه. وطلب بعضهم أن يوقف الكاتب من الكتابة نهائيا (تذكروا قصة نصر حامد أبو زيد) وقد أضطر الكاتب الى الإعتذار منهم مؤكدا أنه لم يكتب إلا رأية الشخصي الذي لا يجبر المسلمين عليه .

السؤال هنا : لماذا ثار المسلمون على الكاتب ؟ لماذا لا يعتبرونه رأي شخصي يعبر عن صاحبة؟

السؤال الأهم : لماذا تشعر أن موقفهم الحدي هو موقف غريب وأغرب من المقالة فهي ستمر مرورا هادئا لو صمتوا؟ لماذا تشعر من إنفعالهم بأن المقال موجه اليهم شخصياً بمعنى أن المقال يهدد مصالحهم ووضعهم ويهدد أنفسهم ؟

أليس الكون كبير ؟ لماذا إذن يتم الإنفعال والاثر النفسي والسلوكي الذي يحدثه . لماذا لا يمرّون على ما يخالفهم مرورا هادئا دون توقف يثير الغرابة ؟؟