الأربعاء 23/شباط /2005 العدد 8725
المصدر السياسي
قسم العناوين الأربعاء 23/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- رئيس الاركان حلوتس.
- التوقعات في السماء.
- عهد حلوتس .
- كابلنسكي قد يكون نائب رئيس الاركان.
- شارون يدعوه "داني".
- اليمين: رجل ممتاز. اليسار: مقرب.
- مسار الاقلاع.
- عزة سليلي ايران: لدينا رئيس، وزير دفاع ورئيس أركان.
- شعبة الاستخبارات: منظمات الارهاب تجري استعدادات لعمليات استرايتجية.
- فيشر يجتاز استجوابا في المخابرات.
معاريف:
- بن حلوتس هو رئيس الاركان القادم.
- رئيس اركان فك الارتباط.
- النائب ميخائيل ملكيئور يسافر في زيارة سرية الى قطر.
- الحلوتس (الطليعي) المركزي.
- مدير عام في بزة عسكرية.
- انتقاد حاد في اليسار على التعيين.
- الطيار الذي بلغ القمة.
- توقعات في السماء.
- السفير الاردني بات يتلفظ بكلمات بالعبرية.
هآرتس:
- حلوتس يعين رئيسا للاركان القادم؛ يعلون يعتزم تقديم موعد استقالته الى حزيران.
- التعيين سيستدعي تغييرات في هيئة الأركان.
- النائب العسكري العام: 672 ملف تحقيق فتح في الانتفاضة ضد جنود الجيش الاسرائيلي.
- رئيس قسم البحوث في شعبة الاستخبارات: منظمات الارهاب تواصل الاعداد لعمليات استراتيجية وانتاج صواريخ القسام.
- الصراع على الحكومة: - انتصار الجيل الشاب على جيل تونس.
- اجتماعات في غوش قطيف لاقناع السكان بعدم البحث في التعويضات.
-ابو علاء يعرض اليوم على البرلمان "حكومة خبراء" تتضمن عضوين من المجلس فقط. * * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأربعاء 23/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الجيش الاسرائيلي - هآرتس - من زئيف شيف:
التعيين سيستدعي تغييرات في هيئة الأركان../
هذه هي المرة الاولى التي يعين فيها رجل سلاح الجو، اللواء دان حلوتس رئيسا للاركان مما يفترض اعادة تنظيم هيئة الأركان. احدى مهمات حلوتس ستكون اعادة تنظيم مكانة الذراع البري وتحويله الى مسؤول عن القوات البرية - على نحو يشبه المسؤولية القيادية لسلاح الجو وسلاح البحرية على قواتها في الجو وفي البحر. وزير الدفاع، شاؤول موفاز اقترح على اللواء غابي اشكنازي الذي كان المرشح الثاني لمنصب رئيس الاركان - رئاسة الذراع البري المتجدد. اما اشكنازي فلم يرد بعد على اقتراح وزير الدفاع. وكان موفاز أبلغ رئيس الوزراء اريئيل شارون أمس قراره بالتوصية باللواء حلوتس كمرشحه لمنصب رئيس الاركان القادم للجيش الاسرائيلي. وبعد ذلك دعا موفاز اليه رئيس الاركان موشيه يعلون وابلغه بقراره. وفي اللقاء طلب موفاز من يعلون أن يساعد حلوتس على تسلم مهام منصبه. اما الثالث الذي تلقى البلاغ عن قرار موفاز فهو حلوتس. وبعد ذلك دُعي الى مكتب الوزير اللواء اشكنازي الذي لم يحظَ بالمنصب.
الاسئلة الفورية القائمة على جدول الاعمال في أعقاب التعيين الجديد هي:
• هل سيواصل رئيس الاركان يعلون ولايته حتى نهاية فترة الثلاث سنوات، في شهر تموز من هذا العام أم سيسعى الى الاكتفاء بفترة تداخل قصيرة مع حلوتس ثم يغادر. بمعنى أن تكون خدمته كرئيس للاركان أقل من ثلاث سنوات. ومعروف أن حلوتس يرغب في الخروج في اجازة قبل أن يتسلم مهام منصبه الجديد كرئيس للاركان.
• هل سيستجيب اللواء اشكنازي لعرض وزير الدفاع فيبقى في الجيش الاسرائيلي ليرأس الذرع البري. وكان اشكنازي شغل منصب نائب رئيس الاركان وبعد أن تسلم هذا المنصب حلوتس العام الماضي، توجه اشكنازي الى دورة ادارية في جامعة هارفرد. وبشكل عام يخرج المرشح الذي لم يحظَ بمنصب رئيس الاركان من الجيش الاسرائيلي.
• سؤال آخر هو من سيكون النائب الجديد لرئيس الاركان حلوتس. مرشحان محتملان هما قائد المنطقة الشمالية بني غينتس او القائد السابق للمنطقة الوسطى اللواء موشيه كابلنسكي. وفي حالة اختيار غينتس - ستكون حاجة الى تعيين قائد جديد للمنطقة الشمالية. اما كابلنسكي فيفضل منصب رئيس شعبة الاستخبارات في هيئة الاركان، والذي سيكون شاغرا مع نهاية العام.
• سؤال آخر ليس فوريا بسبب وقف النار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، يتعلق بالكفاح ضد الارهاب. في حالة خرق وقف النار ماذا سيكون هدف القتال لرئيس الاركان الجديد؟ الانطباع من الاقوال والتحليلات الميدانية في المناصب الأخيرة التي قام بها هو أن حلوتس رجل الرد المكثف والسريع. فهو لا ينتمي لاولئك الذين يعتقدون أنه في المواجهة المحدودة على الجانب المتضرر، اسرائيل، ان تقيد نفسها في ردود افعالها. فقد أدى حلوتس دورا مركزيا في ادراج سلاح الجو في القتال ضد الارهاب وفي الاحباط المركز.
أسئلة أساسية أخرى تطرح نفسها، تتعلق بالمدى الأبعد. أهمها هو حجم اعادة التنظيم والاتجاه الذي سيتخذه الجيش الاسرائيلي في السنوات القريبة القادمة. وكانت مسألة اعادة التنظيم في الجيش الاسرائيلي في مركز الحديث الذي أجراه موفاز مع حلوتس يوم أمس. ويسأل الكثيرون في قيادة الجيش الاسرائيلي هل سينجح رئيس أركان من سلاح الجو في أن يقود بالتوازن السليم بين سلاح الجو، الذي جاء منه، والقوات البرية وسلاح البحرية. أعضاء قدامى في لجنة الخارجية والأمن يقولون انه في مشاركات حلوتس في جلسات اللجنة تحدث بشك حتى الاستخفاف عن سلاح البحرية وعن المهام الاستراتيجية التي يراد تكليف الذراع البحري بها. والتقدير هو أنه في توزيع كعكة المصادر سيبقي حلوتس سلاح البحرية بعيدا في القعر، وكذا القوات البرية لن تحظى بالحصة الملائمة.
وفي الحديث قال موفاز لحلوتس أنه يتوقع منه أن يشدد الجهود كي يكون الجيش الاسرائيلي جيشا متعدد الأذرع - لا تنخرط فيه فقط الطيارات بدون طيار صغيرة أم كبيرة بل أيضا اقمار صناعية ونشاط في الفضاء. وسؤال يطرح نفسه هو كيف سيواصل حلوتس مجال استخدام الجيش الاسرائيلي، والذي بدأ به رئيس الاركان يعلون، التي حظي بثناء مهني كبير، حتى من جنرالات أمريكيين.
ومن الحديث بين الرجلين يتبين أن تغييرا آخر سيتم هو الغاء قيادة المنطقة الوسطى وتقسيم المنطقة بين قيادة المنطقة الجنوبية والمنطقة الشمالية. تغيير كبير آخر سيتم على ما يبدو في قسم التخطيط في هيئة الاركان. هذا التغيير بدأ عندما اقيم في وزارة الدفاع القسم السياسي - الأمني. والان يعتزم موفاز أن يقيم في وزارة الدفاع قسم للتخطيط أيضا.
مسألة أخرى قائمة تتعلق بقدر أكبر بموفاز. مرات عديدة جرى التلميح بان لحلوتس علاقة بعائلة رئيس الوزراء شارون، ولا سيما بنجله عُمري. ويُطرح السؤال كيف سيقبل وزير الدفاع وضعا يقيم فيه رئيس الاركان تحت إمرته علاقة مباشرة مع رئيس الوزراء. فلا يمكن لأي وزير أن يحب هذا الوضع.
من كان له فرصة للحديث في ذلك مع وزير الدفاع كان يمكنه أن يأخذ الانطباع بان هذه المسألة لا تشكل بالنسبة له قلقا خاصا وذلك شريطة الا ينقل رئيس الوزراء التعليمات والتوجيهات الى رئيس الاركان مباشرة، بل يمر عبره قبل ذلك.
(هآرتس)
النائب العسكري العام: 672 ملف تحقيق فتح في الانتفاضة ضد جنود الجيش الاسرائيلي../
أبلغ النائب العسكري العام الرئيس، العميد آفي مندلبليت أمس لجنة الدستور والقانون والقضاء بمعطيات تفيد بانه منذ بداية الانتفاضة فُتح 672 ملف تحقيق ضد جنود الجيش العاملين في المناطق. 195 تحقيقا من الشرطة العسكرية عُني بمخالفات أملاك، 234 بمخالفات عنف، 104 باحداث اطلاق نار، 138 في مواضيع اخرى. وبالاجمال رفعت 104 لائحة اتهام في مخالفات املاك، 28 في مخالفات عنف، 28 في مخالفات اطلاق نار و 13 في مواضيع اخرى، بما فيها الرشوة. 73 من الجنود الذين قدموا الى المحاكمة ادينوا، 67 منهم حكموا بالسجن الفعلي. وفي تطرقه الى قرار رئيس الاركان وقف هدم منازل المخربين لغرض الردع قال النائب العسكري العام ان أحد الاسباب الاساس لذلك هو ظهور شكوك بالنسبة لمدى نجاعة هذه الوسيلة وانه "اضافة الى ذلك طُرحت أدلة على ان هدم المنازل أدى الى كراهية شديدة في اوساط الفلسطينيين تجاه اسرائيل". واضاف بان القرار لن يتغير حتى لو استؤنفت العمليات الارهابية.
الاستخبارات - هآرتس - من جدعون الون وتسفي زرحية:
رئيس قسم البحوث في شعبة الاستخبارات: منظمات الارهاب تواصل الاعداد لعمليات استراتيجية وانتاج صواريخ القسام../
رئيس قسم البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد يوسي كوبرفاسر حذر أمس من نوايا منظمات الارهاب استئناف العمليات الانتحارية. ففي كلمة القاها في جلسة لجنة الخارجية والامن قال كوبرفاسر انه "في اوساط منظمات الارهاب يوجد نشاط حثيث للاعداد لعمليات استراتيجية في حالة توقف التهدئة… بعض هذه العمليات باتت جاهزة ويمكن اخراجها الى حيز التنفيذ على نحو فوري".
واضاف كوبرفاسر فانه على الرغم من الهدوء السائد هذه الايام الا ان منظمات الارهاب تواصل بناء بنية تحتية للعمليات، ولا سيما في غزة. وضمن امور اخرى فانها تواصل انتاج صواريخ القسام وقنابل الراجمات. ومع ذلك، فقد اشار كوبرفاسر الى تواصل ميل التحسن في النشاط الأمني الفلسطيني لمنع العمليات. وحسب أقواله فان "اجهزة أمن السلطة تعمل على منع العمليات. وعندما تكون لديها معلوما عن خطة لتنفيذ عملية فانها تجري اعتقالات وتعتقل المخرب الذي يوشك على تنفيذ العملية، ولكنها لا تعتقل مرسليه… أجهزة الامن تعمل على العثور والازالة للعبوات الناسفة ضد الجيش الاسرائيلي في القطاع وتتخذ نشاطات لمنع استمرار التهريب. حتى الان عثر الفلسطينيون على ثمانية انفاق في منطقة محور فيلادلفيا واغلقوها.
العميد غادي شماني، من قسم العمليات في هيئة الاركان قال ان الجيش الاسرائيلي أوقف الاحباطات المركزة وهو يركز الان فقط على اعمال الاعتقال ضد "القناة المتكتكة". في الايام العشرة الاخيرة اعتقل في هذا الاطار 12 مطلوبا. وفي رد على سؤال من النائب نوعامي بلومنتال من الليكود قال شماني ان احد المخربين الذي قتل الاسبوع الماضي في اشتباك في جبل براخا، كان من محرري صفقة تيننباوم.
وزير الدفاع شاؤول موفاز قال ردا على سؤال من النائبين ايهود ياتوم من الليكود واوري اريئيل من الاتحاد الوطني بانه لا يزال لم يتقرر بعد اذا كان اخلاء المستوطنات سينفذ يوم السبت أيضا. شخصيا كما اشار "برأيي لا يجب تنفيذ الاخلاء يوم السبت". وروى بان الجنود الذين سيشاركون في الاخلاء "في الدائرة الداخلية" لن يحملوا السلاح، ولكن اذا كانت هناك حاجة لاستخدام السلاح "فسيكون لذلك حل فوري". وحسب اقواله جرى البدء منذ الان بتدريب القوات استعدادا للاخلاء كما سيكون اعداد ذهني للجنود لتنفيذ الاخلاء. وفي التدريبات سيشارك الجنود وافراد الشرطة. وبتقدير موفاز، فانه سيشارك بالاجمال في حملة الاخلاء بضع عشرات الاف الجنود والشرطة.
السلطة الفلسطينية - هآرتس - من داني روبنشتاين:
الصراع على الحكومة: - انتصار الجيل الشاب على جيل تونس../
عرض حكومة خبراء فلسطينية، والتي يفترض ان تحصل اليوم على مصادقة المجلس التشريعي (البرلمان الفلسطيني) هو انتصار هام لاعضاء البرلمان الشباب وهزيمة لجيل القيادات القديمة الذين خدموا تحت ياسر عرفات.
رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء) اضطر أمس الى الخضوع لمطالب اعضاء المجلس، بعد ان فهم ان لا أمل في ان يصادقوا على التشكيلة الحكومية التي عرضها، والتي تشبه جدا تشكيلة كل الحكومات الفلسطينية التي تشكلت منذ اقامة السلطة الفلسطينية.
النزاعات الداخلية في قيادة فتح والتوتر بينها وبين الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، أدت الى أنه لم يكن ممكنا الوصول الى قائمة متفق عليها لوزراء الحكومة تلقى المصادقة من المجلس. وعليه فلم يكن أمام أبو علاء سوى التنازل وما ان أعلن بأنه سيشكل حكومة خبراء لا تضم اعضاء من المجلس (أي بدون سياسيين) شرع اعضاء كثيرون بالتصفيق. ويدور الحديث أساسا عن مجموعة من النواب من الحرس الفتي لفتح ممن يتهمون القدامى بالتبذير والفساد. ومع انه جرى الحديث أمس عن امكانية ان يكون في الحكومة الجديدة اثنان أو ثلاثة من اعضاء المجلس ولكنه واضح انه لن يشارك فيها شخصيات قديمة، ولهذا فهي ستكون أول حكومة فلسطينية دون الموالين القدامى لعرفات. أحد اعضاء المجلس الشباب قال أمس انه رغم ان من الصعب رؤية حكومة خبراء كثورة مضادة للعرفاتية، ولكن هذا بالتأكيد انتصار للاصلاحات، انتصار للديمقراطية وانتصار للحرس الفتي الذي يطالب باصلاحات في السلطة.
ومن شبه المؤكد ان يصادق المجلس التشريعي الفلسطيني اليوم على تشكيلة حكومة الخبراء، ولكن مع ذلك محظور المبالغة في أهميتها لانها ستؤدي مهامها لفترة قصيرة فقط. فبعد اربعة أشهر ستنعقد انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني، وفي هذه الانتخابات من المتوقع، لأول مرة ان تنافس حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية ممن قاطعت حتى الآن مؤسسات السلطة.
وبعد الانتخابات سيكلف الرئيس أبو مازن أحد المنتخبين بتشكيل حكومة جديدة، وعندها تنتهي حكومة الخبراء التي ستعرض اليوم. ومن سيتضرر شخصيا من تطورات الايام الأخيرة هو رئيس الوزراء أبو علاء الذي يرى فيه الكثيرون اليوم عضو في مجموعة القدامى الذين يجب إبعادهم. ولم ينجح أبو علاء في أداء ما كلف به والامر يمس جدا مكانته كرقم اثنين بعد الرئيس أبو مازن.
قطـر - معاريف - من بن كاسبيت:
النائب ميخائيل ملكيئور يسافر في زيارة سرية الى قطر../
نائب وزيرة التربية والتعليم، النائب الحاخام ميخائيل ملكيئور سافر امس سرا في زيارة الى امارة قطر في الخليج الفارسي. وقد اقلع ملكيئور الى قطر عبر عمان في أعقاب دعوة رسمية من صندوق الدوحة، الهيئة الرسمية التي تترأسها زوجة أمير قطر.
والتقى ملكيئور أمس مدير عام وزارة الخارجية القطري، الذي أعرب عن رغبته في حث العلاقات مع اسرائيل. وفي سياق الزيارة سيلتقي أيضا بزوجة حاكم الدولة وبصائب عريقات الذي يوجد هو الاخر في المكان. رئيس الوزراء اريئيل شارون الذي يطلع على صورة تفاصيل الرحلة بعث مع ملكيئور رسائل الى القيادة القطرية. هذا وسيشارك الحاخام ملكيئور اليوم في المداولات والمشاورات حول التغييرات في الشرق الاوسط ودور قطر في المنطقة. والحدث برمته مغلق امام وسائل الاعلام باستثناء صحافي الـ بي.بي.سي تيم سبستيان الذي حصل على وحدانية التغطية للحدث. زيارة ملكيئور الى الامارة هي طير السنونو الاول في موجة متوقعة لاستئناف وخلق علاقات بين اسرائيل ودول عربية في المنطقة.
وزير الخارجية سيلفان شالوم تطرق هذا الاسبوع الى امكانية أن يكون لاسرائيل في المستقبل علاقات مع عشر دول عربية. وفي محادثات اجراها مؤخرا قال ان ثلاث دول عربية تقيم منذ الان علاقات معنا (مصر، الاردن وموريتانيا) ثلاث دول عربية اقامت معنا علاقات في الماضي (قطر، المغرب، عُمان) ومع أربع دول اخرى يوجد احتمال لخلق ارتباط في المستقبل.
اتصالات غير رسمية تُجرى طوال الوقت بين مندوبين اسرائيليين والكثير من هذه الدول، بينها المغرب، عُمان وامارات اخرى. ويعتبر تسخين الاجواء مع قطر هو الاسهل والاسرع. فوزير الخارجية القطري حرص على مواصلة اللقاء مع نظرائه الاسرائيليين حتى في الايام الاصعب والان يقدرون في القدس بان استئناف العلاقات مع قطر قريب اكثر من اي وقت مضى.
الاردن - معاريف - من جاكي خوجي:
السفير الاردني بات يتلفظ بكلمات بالعبرية../
رغم انه مر أكثر من 72 ساعة على وصوله الى مقر السفارة في رمات غان ، فان السفير د. معروف البخيت يتلفظ بكلمات بالعبرية. "تودا ربا" (شكرا جزيلا) قال بالعبرية للمصورين وبعد أن انهوا عملهم قال لهم: "لهترأوت" (الى اللقاء). وكرس السفير المختار أمس يوم عمله لعقد لقاءات منتظمة مع 18 وسيلة اعلام في اسرائيل، بدا فيها متفائلا وإن كان متحفظا: "الافراج عن 500 سجين فلسطيني هو بداية طيبة ولكن هذا لا يكفي".
د. البخيت، 59 عاما، هو السفير الاردني الاول في اسرائيل بعد أربع سنوات الانتفاضة حيث ترأس السفارة مفوض فقط. ويدور الحديث عن أحد كبار الدبلوماسيين في بلاده، لواء سابق في الجيش الاردني، على علاقة مستمرة مع الملك عبدالله الثاني.
وبرأي السفير، فان اسرائيل والفلسطينيين قادرون على التوصل قريبا الى سلام دائم. "قرأت التقارير عن محادثات طابا ويمكنني أن اقول ان الطرفين كانا قريبين جدا من الاتفاق" يقول البخيت ويضيف: "اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو قابل للتحقق، ولكن علينا أن نتعلم من الاخطاء وعدم العودة الى اتفاقات طويلة المدى".
ويشهد د. البخيت على ان الملك الاردني حدد له خطوط توجه لعمله: الحفاظ على تطبيق خريطة الطريق، الاشراف على الاملاك الاردنية في القدس والسعي الى الافراج عن السجناء الاردنيين. السجناء الامنيون في اسرائيل هم احدى المسائل الاكثر اشتعالا في الاردن. فللاردن أربعة سجناء "مع دم على الايدي" ، ترفض اسرائيل الافراج عنهم. ويقول السفير الجديد ان "هذه مسالة إنسانية، ومثلما يوجد لديكم رأي عام لدينا أيضا. عليكم أن تردوا بالايجاب كي نتخلص من هذه المسألة. سنعمل بجد على الافراج عنهم، ويمكنني منذ الان أن اقول بان هناك شخصيات اسرائيلية عديدة تفهم موقفنا".
الاردن يريد السلام
معظم الاسرائيليين غير معنيين بما يجري لدى الجار في الشرق، ولكن خلف الكواليس الاردن هو شريك مركزي في مسيرة السلام. ويقول د. البخيت "كل المبادرات بعد الانتفاضة، طرحها الاردن. احيانا خططها واعطاها للاخرين. وحتى خريطة الطريق كانت مسودة اردنية بنى الامريكيون عليها الوثيقة بكاملها". وفقط قبل اسبوع غادر معروف البخيت منصبه كسفير للاردن في أنقرة وهبط في اسرائيل. ورغم ذلك يبدو أن تجارب خدمته هناك لا تزال قائمة لديه. فقد أجمل القول بان "الاردن يريد المساهمة في مسيرة السلام وقادر على ذلك. نحن نريد السلام في البيت والسلام في المنطقة".
------------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأربعاء 23/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 23/2/2005
بوش في بروكسل: السياق هو الرسالة
بقلم: أُسرة التحرير
من النظرة الاولى لم يكن هناك تجديد كبير في اقوال الرئيس الامريكي جورج بوش، في مسألة اسرائيل - فلسطين، في بروكسل أول أمس. فقد كرر بوش عمليا الخط المركزي لرؤيا الدولتين، فلسطينية الى جانب اسرائيلية، والتي كان أعرب عنها لاول مرة في حزيران 2002 وأكثر هو وكبار رجالات ادارته من تكرار الحديث عنها منذئذ، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية كونداليسا رايس. وللدولة الفلسطينية التي رُسمت صورتها على لسانه خصائص واضحة: يجب أن تكون قابلة للعيش، أي ليس كتلك التي يتعين فيها على الاجانب أن يمنحوها التنفس الاصطناعي من أجل العيش؛ عليها أن تقع على ارض مواصلة في الضفة الغربية، أن تكافح الارهاب وان تبني مؤسسات نقية من الفساد.
أهمية اقوال بوش في بروكسل ليست في مضمونها، بل في سياق قولها - الموعد، المكان، الجمهور المستهدف. فمنذ اطلاق رؤياه لاول مرة انطلق بوش الى العراق، ولم يُنقذ منه رغم أنه هزم فيه صدام حسين؛ ياسر عرفات مات وعلى كرسيه يجلس محمود عباس، الذي عمل على تحقيق وقف للنار وتبني سياسة اكثر اعتدالا؛ واريئيل شارون بادر الى اخلاء غزة برمتها، بقوات الجيش والمستوطنات التي فيها، واربع مستوطنات في شمالي السامرة. ومع أنه لم يذكر ذلك في خطابه في بروكسل، فان التأييد الواضح من بوش لخطة شارون، والذي يتضمن التوقع من اسرائيل بتحقيق اقتراح الاخلاء وكذا التعهد بمراعاة تطلعها للحفاظ على الكتل الاستيطانية في الضفة، هو حقيقة سياسية حاسمة - على الاقل طالما كان بوش هو الساكن في البيت الابيض.
مهم أيضا المكان الذي اختير لاطلاق اقوال بوش - بروكسل، عاصمة اوروبا، جلسة قيادات الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو. لقد جاء بوش الى بروكسل كمنتصر في الانتخابات في بلاده ومسيطر وحيد في سياسة ادارته التي طهرت من المتحفظين كوزير الخارجية السابق كولين باول. سياسيو اوروبا خائبو الامل ولكن واقعيين يقبلون التفويض الواضح من بوش مع انتخابه المتجدد والاستعداد لرأب الصدوع في العلاقات الجافة مع واشنطن. وفي الخلاف الراهن، على وتيرة التقدم نحو المحطة النهائية لخريطة الطريق، اي التسوية الدائمة، تقف اوروبا الى جانب الفلسطينيين، المعنيين بتلقي اعفاء من الحاجة لاقامة ادارة أمنية ومدنية ناجعة ومن واجب الصراع ضد الارهاب. اما بوش فقد أوضح لهم في أنه في هذا الخلاف يؤيد اسرائيل. وسيكون الفلسطينيون مطالبين باجتياز اختبار امريكي - والمختبران سيكونان رايس والجنرال وليم "كيب" وورد، المنسق الامني الذي سيشرف على تقدمهم.
الجمهور المستهدف من بوش يتشكل من الاوروبيين ولكن من عباس وشارون ايضا. فقد قيل لعباس ان الفرصة المتوفرة امامه لحظية وقابلة للانتهاء. اما لشارون - وربما ليس أقل من ذلك، لخصومه في الليكود، برئاسة نتنياهو، الذين يأملون بسحب خطة الاخلاء - فقد ذكّرهم بوش بان الدولة الفلسطينية لن تتشكل من بقع متناثرة من المحافظات. هذا الموقف الامريكي ليس مشروطا بهوية رئيس وزراء اسرائيل، مثلما هي المطالب من قيادات فلسطين لم تخَفف بعد انتقال القيادة من عرفات الى عباس.
-----------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأربعاء 23/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 23/2/2005
رئيس هيئة أركان على ارتفاع 40 ألف قدم
بقلم: ايتان هابر
رئيس ديوان رابين سابقا
ثمانية غرامات - هذا هو الوزن التقريبي لشعار ورقة التين المعدني الذي سيضاف الى الرتب الموضوعة على أكتاف من عُين رئيسا لهيئة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي. ورقة التين ستوضع الى جانب شعار السيف المصلب وغصن الزيتون. ولكن منذ ان وضعت ورقة التين على كتفي الفريق أصبح الثقل الملقى على كاهله كبيرا بدرجة لا توصف باعتباره الجندي رقم واحد في الجيش.
في الجيش الاسرائيلي، وربما أكثر من أي جيش آخر في العالم، يمتلك رئيس هيئة الاركان صلاحيات واسعة حيث تترتب عليها مسؤوليات ومهام كبيرة بالتالي. المسؤولية تتجسد عادة في خلاص المستوى السياسي دائما (تقريبا) من كل خلل وتحميله لرئيس هيئة الاركان الذي يقوم بدفع الثمن بدوره. في اسرائيل يعتبر رئيس هيئة الاركان رمزا مهنيا من الناحية الأمنية ويمثل خلاصه كل شيء في هذا المضمار.
تعيين دان حالوتص أمس رئيسا لهيئة الاركان الثامن عشر في ترتيبه، هو علامة فارقة في تاريخ الجيش: للمرة الاولى يُعين عسكري من سلاح الجو رئيسا لهيئة أركان خصوصا أنه عبر مسبقا عن وجود نظرية جاهزة وانقلابية حول هيكلية الجيش في جعبته. وهي أول مرة ايضا التي يقابل فيها تعيين رئيس هيئة الاركان بانتقادات سياسية من قبل ان يدخل الى منصبه.
من الجدير أن نذكر قبل كل شيء ان اللواء دان حالوتص هو الرجل الصحيح في المكان الصحيح: قائد ريادي ومقاتل وذو رؤية وبصيرة واسعة من ارتفاع 40 ألف قدم وذو وعي وعلم تكنولوجي ودراسة واسعة، فصيح في كلامه (زلّ لسانه مرتين)، لطيف المحيا.
ليس من الممكن القول ان تعيين حالوتص قد زعزع الفرائص أو فاجأ جهاز الدفاع. يجب الافتراض ان تعيينه قد صدر في نفس اليوم الذي صدر فيه قرار عدم التمديد ليعلون، إلا انه لم يعلن إلا بالأمس فقط.
الانتقادات الموجهة لحالوتص اليوم تتمحور في الامور التي قالها ("ضربة خفيفة في جناح الطائرة"، "أنام مطمئنا في الليل")، وقربه من اريئيل شارون ونجله عمري حسب ما يُقال، وكونه ذو ميول سياسية واضحة. منذ الآن حالوتص سيخضع لهذا السبب لاختبارات يومية، وكل كلمة تصدر عنه ستخضع للدراسة من خلال المجهر اليساري. الجمهور لا يعرف آراءه السياسية، وهذه مسألة جيدة.
تعيين حالوتص جاء على حساب مرشح ممتاز آخر. غابي اشكنازي، كان في الأجيال السابقة سينتخب رئيسا لهيئة الاركان مفضلا على غيره. سقوطه لم يحدث بسبب قدراته ومواهبه وماضيه العسكري المجيد الذي يفوق دان حالوتص والحاجة لاختيار واحد من بين الاثنين كانت ظلما وإجحافا بحقه. ولكن لا يوجد ما يمكن فعله هنا: هذه هي الحياة. في الجيش يصعد واحد فقط الى رأس الهرم. كثيرون من اصدقاء اشكنازي عضوا شفاههم أمس، وربما ذرفوا الدموع. خسارة. الآن أصبحت هذه مهمة شارون وموفاز ويعلون بأن يحرصوا على ان يواصل غابي اشكنازي الموهوب إسهاماته للدولة في مناصب بارزة. ممنوع إهدار هذه الطاقة وتضييعها.
هذا هو المكان والوقت المناسبين للثناء على يعلون في وجهه. إنهاء خدماته بالصورة التي تم بها أثار التقزز من الحائط الى الحائط. تقييم فترة يعلون سيتم في مناسبة اخرى، إلا ان هذا اليوم هو يوم دان حالوتص وحده.
رئيس هيئة الاركان الجديد من ارتفاع 40 ألف قدم (الذي يمكن منه رؤية عمان وقناة السويس وبيروت) يستحق منا ان نتمنى له (ولنا) ان يتمكن من جلب السلام والأمن على أكتافه.
------------------------------------------------------
هآرتس - مقال - 23/2/2005
القرار الأصعب في حياته
بقلم: عوزي بنزيمان
كاتب رئيس في الصحيفة
(المضمون: شارون يستحق التقدير لقراره التاريخي بالانسحاب من غزة، ولكن الأهم من ذلك هو تخليه عن اعتبار الارض قيمة أهم من الانسان - المصدر).
يجب أخذ أقوال شارون على علاتها: قرار اخلاء المستوطنات من قطاع غزة وشمالي السامرة هو القرار الأصعب الذي أقدم عليه في حياته. هذا ما قاله للأمة كلها بالعبرية الواضحة عندما ألقى خطابا أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في امريكا يوم الاحد ليلا. قبل ان يتوجه شارون الى الحضور بالانجليزية قرأ كلماته من الورقة المدونة أمامه بتعابير جامدة وكأنه يعيد ما يقرأه أكثر مما يعبر عن مكنونات صدره. كلمات شارون تلك هي كلمات عاطفية نابعة من جوارح نفسه، وليس مهما اذا كان هو الذي صاغها أم قام أحد مستشاريه للعلاقات الخارجية بالمهمة بدلا عنه. رسالته للناس هي ان خطة فك الارتباط هي القرار الأصعب الذي أقدم عليه في حياته الحافلة بالأحداث.
شارون - كما قال بنفسه في ذات المساء اتخذ "مئات بل وآلاف القرارات. بعضها كان كارثيا والبعض الآخر كان مسألة حياة أو موت - ولكن قرار فك الارتباط كان بالنسبة لي أصعبها جميعا".
هذا اعتراف مثير منه على افتراض ان قلبه ولسانه يتكلمان بنفس اللغة. الشخص الذي نفذ في الخمسينيات عمليات انتقامية بعضها كان مثيرا للخلافات وأصابت في نتائجها المسؤولين عنه بالذهول في أكثر من مرة بسبب الثمن الدموي الذي ترتب عليها، والرجل الذي أرسل مقاتليه الى ما وراء ممر المتلة في عملية كوديش في الخمسينيات (العملية البريطانية الاسرائيلية الفرنسية ضد مصر) في عملية أجبرته كمية الضحايا فيها الى إعطاء تقرير لمحقق عينه رئيس هيئة الاركان في حينه. الشخص الذي أثار سلوكه إبان حرب الغفران والاقتراحات العملياتية التي طرحها خلالها تحفظات واعتراضات لدى قسم من رفاقه في السلاح لاسباب منها عدد الضحايا والمصابين الذين سقطوا بسببها، الشخص الذي أدخل الجيش الاسرائيلي الى العمق اللبناني بالخداع الذي حول يومي الحرب المعلنين الى سنوات طويلة أسقطت مئات الضحايا في الجانب الاسرائيلي وآلاف الضحايا في الجانب اللبناني. هذا الشخص يأتي ليصرح الآن ان التنازل عن 1200 كيلومترا مربعا من الضفة وغزة هو القرار الأصعب في حياته من كل تلك القرارات.
هذه المقالة لم تأت لمهاجمة شارون ومناكفته. رئيس الحكومة جدير بالرغم من كل شيء بالتقدير على جرأته التي يبديها في مبادرة فك الارتباط التي طرحها. هو خلافا لسابقين والذين كان من بينهم اشخاص أدركوا منذ مدة طويلة عدم جدوى مواصلة الاحتلال الاسرائيلي للمناطق، إلا انهم لم يمتلكوا القوة النفسية المطلوبة لذلك. أما هو فقد عبر عن زعامته وقدراته القيادية. هو حازم وشجاع وهزلي بدرجة تكفي لتغيير جلده والتراجع عن معتقداته السابقة. هذا الشخص الذي كانت اقامة المستوطنات في المناطق مشروع حياته وعمره، يرفع ساطوره في وجه المستوطنين الآن ويعرض نفسه من جراء ذلك لخطر مباشر شخصي وكبير ويغامر بمستقبله السياسي. بذلك يكرس شارون سابقة لا تقارن من حيث الأهمية: حتى إذا كان يُسلي نفسه بأن فك الارتباط خطوة لمرة واحدة ولن تجر من ورائها خطوات اخرى مشابهة، وحتى اذا اعتقد ان ذلك سيمكن اسرائيل من النجاح في إبقاء سيطرتها الملموسة في الضفة أو على الأقل إبقاء التجمعات الاستيطانية الكبرى بيدها - مجرد الانسحاب سيكون مؤشرا نحو مسار الأحداث في المستقبل: في ظل قيادة شارون ستبدأ عملية الافتراق الاسرائيلية عن المناطق، وعليه، فهو يستحق ثناء كبيرا لهذه الانعطافة التي يجترحها في تاريخ الدولة.
إلا ان وصفه فك الارتباط على انه القرار الأصعب في حياته ينطوي على عبرة ورسالة أخلاقية وانسانية مثيرة للفزع: الارض بذاتها هي أكثر قداسة وأهمية من حياة الانسان. الانفصال عن رمال غزة وجبال السامرة التي ليست جزء من دولة اسرائيل والتي لا يمس التنازل عنها بوجودها أصعب على شارون من كل المحكات الشديدة الدموية التي اجتازها خلال حياته. حتى اذا كان قد قال أقواله تلك فقط من اجل إطراء السامعين من المستوطنين وأنصارهم، فقد كانت هذه هي القيمة العليا التي رغب في نقشها في وعي الشعب: الارض فوق كل شيء.
------------------------------------------------------
هآرتس - مقال - 23/2/2005
المالية خضعت للأمن
بقلم: رؤوبين بدهتسور
كاتب دائم في الصحيفة
(المضمون: الميزانية الدفاعية الاسرائيلية أضخم من مثيلاتها في الدول الغربية، وهي عبء كبير على الاقتصاد، إلا ان الأمن يبقى البقرة المقدسة في اسرائيل - المصدر).
في أغلبية القضايا التي رافقت قرار عدم تمديد ولاية رئيس هيئة الاركان، تم التأكيد ان أحد أكبر النجاحات التي حققها موشيه يعلون كان قدرته على الحفاظ على قوة الجيش الاسرائيلي، وحتى مواصلة خطة التسلح بالرغم من "التقليصات الكثيفة" في ميزانية الدفاع والأمن خلال سنوات خدمته في المنصب. يجب ان نقول بحق يعلون ان هذا كان بالفعل نجاحا، ولكنه لم يكن نجاحا مهنيا وانما اعلاميا فقط. ذلك لأنه بالرغم من صرخات قادة الجيش المستغيثة من التقليصات الخطيرة في ميزانيات الدفاع التي تتعالى كل سنة عشية المصادقة على الميزانية، فان الميزانية الدفاعية والأمنية لم تتقلص البتة في عهد يعلون. هذه الميزانية لم تقلص بالمرة خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة في الواقع. لا، بل انها ازدادت بصورة حقيقية في كل سنة.
حقيقة ما يدور حول الميزانية التي أُخفيت عن علم الجمهور والمعلقين السياسيين يمكن ان تكشف بسهولة. في موقع الانترنت التابع لوزارة المالية تظهر أهم بنود الميزانية في كل سنة ومن ضمنها المنحنى البياني الذي يصف تطور ميزانية الدفاع ويبرهن عن انه لا يوجد ولم يكن هناك تقليص في هذه الميزانية (
www.mof.gov.il/bndget2005/mainpagin.htm) (المنحنى المذكور موجود في الصفحة 63).
من قد يكون مندهشا من عدم تكرار الجدل الثابت المعروف في هذه السنة بين العسكريين الذين يستغيثون ويحذرون من التقليصات المزمعة وبين المالية، سيجد الجواب في القرار الذي اتخذته اللجنة المشتركة في الكنيست لشؤون الميزانية الأمنية في الاسبوع الماضي. بعد جلسة طويلة قامت وسائل الاعلام بتجاهلها تقريبا، صادقت اللجنة على الميزانية الدفاعية لعام 2005: 42 مليار شيكل. الميزانية مماثلة تماما لميزانية 2004. الامر الجديد الذي حال دون ظهور الجدل التكراري السنوي بين الجيش والمالية وعمليات الترهيب من المس الخطير بالأمن الذي قد يترتب على التقليص كان ذلك الاتفاق المسبق الذي تم التوصل اليه بين وزارة المالية والجيش. الجانبان شاركا في تلك اللجنة وحملا للنقاش اقتراحات متفق عليها.
واذا كان صحيحا ان الاتفاق المسبق حال دون عملية المساومة والبيع والشراء الشنيعة التي كانت تندلع في كل عام في السنوات السابقة، إلا انه أوضح ان المالية قد تنازلت عن فكرة إحداث تقليص حقيقي في الميزانية. رغم ان موظفي المالية يدركون جيدا المؤثرات السلبية على الانتاج التي تترتب على تحويل مبالغ ضخمة للميزانية الأمنية ويعرفون ان من الممكن تقليصها نتيجة للتطورات الاستراتيجية التي طرأت على المنطقة، إلا انهم يفضلون الخضوع لمطالب جهاز الدفاع. في المالية أدركوا انهم لا يملكون أدوات وآليات لمراقبة نجاعة مطالب الجيش المالية. المثال على هذا العجز يمكن ان نسوقه من النقاشات التي جرت هذه السنة. الجيش بدأ المداولات بالمطالبة بـ 3.3 مليارات شيكل من اجل تمويل خطة فك الارتباط، ولم تكن لدى المالية امكانية لدراسة المعطيات التي تقف من وراء المطلب، إلا انها ادعت ان هناك مبالغة في هذا المطلب. في نهاية المطاف تراجع الجيش الى 1.9 مليار شيكل. موظفو المالية على قناعة ان الجيش حاول الإثقال على بند فك الارتباط واستغله لزج نفقات اخرى داخله ليبرر بعض المبالغ، ولكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون البرهنة عن ذلك.
المسؤولون في وزارة المالية كتبوا في تقرير الميزانية خلال تطرقهم للنتائج الأمنية: "نسبة الميزانية الأمنية من الميزانية العامة تفوق مثيلاتها في الدول الغربية الاخرى بثلاثة أضعاف ونصف، رغم ان هذه الدول تشكل سوقا للصادرات الاسرائيلية ومنافسا للبضائع المحلية". ولكن بدلا من المطالبة بتقليص هذه النفقات سعوا لتجنب اتهامهم بالمس بالأمن وكتبوا: "مع ذلك هناك امكانية لدراسة امكانية الإبقاء على الحجم الحالي للنفقات الأمنية على المدى الزمني أو القيام بتقليصها بصورة ملموسة... آخذين بعين الاعتبار التغيرات الجيواستراتيجية الحاصلة في المنطقة...". هذا كل شيء. يُلمحون بوجوب وامكانية التقليص وليس أكثر من ذلك.
المالية رفعت يديها اذا، واستسلمت. اعضاء لجنة الميزانية والأمن لا يحاولون حتى مراقبة الميزانية الدفاعية والجمهور لا يبالي والاعلام يغض البصر. أما الجيش فبامكانه ان يواصل المطالبة والحصول على ميزانية ضخمة في كل عام.
وهذه ليست كل الحكاية: ميزانية الدفاع التي تصادق عليها الكنيست هي في أحوال كثيرة بلا معنى. في كل سنة تقريبا يحصل الجيش على إضافات للميزانية، وحتى آخر السنة تكون الميزانية قد ازدادت بعدة مليارات اخرى. من المؤكد ان ميزانية 2005 ستزداد هذه المرة ايضا. الجيش سيجد الذرائع المطلوبة للاضافات، ورئيس الوزراء أو لجنة المالية سيستجيبون للنداء ذلك لأن المس بالأمن خط أحمر.
------------------------------------------------------
يديعوت - مقال - 23/2/2005
ملاحظة تحذير
بقلم: يغئال سيرنا
كاتب يساري
(المضمون: هذا الهدوء مضلل فهو هدوء الضباط. ومن الان فصاعدا فان هؤلاء الضباط الذين سيشرفون على الهدوء هم مصدر النار فيما أن المسؤولين السياسيين فوقهم هم الاخرون ضباط لا يتحمسون للهدوء وليسوا سياسيين - المصدر).
في بداية العام 2005 مررنا تحت بوابة النصر لـ "نهاية الانتفاضة" مثل الدخول السعيد الى بيت جديد، ولكني أرغب في أن اسجل بذلك ملاحظة تحذير - مثلما عن العقار الذي لا يعود بكامله الى صاحبه. وكي لا نفاجأ ولا نشعر بأننا خدعنا أنفسنا: فالحديث لا يدور عن هدوء حقيقي. لا يوجد وقف للنار او هدنة. هذا هو "هدوء ضباط"، مهلة توقف في المعارك لغرض فك الارتباط، تقصير جبهة، انتقال سلس بين رئيسي الاركان وانتعاش الطرفين. هذا اتفاق عسكري غض خاضع برمته في يد الضباط، وليس في يد السياسيين. ليس مسيرة سلمية ولا حتى بداية مسيرة. ومنذ الاعلان عن الهدوء قتل حتى الان في الطرف الاخر عدد من الشباب بنار الجيش الاسرائيلي. الجمر يشتعل. المطاردة الخفية متواصلة.
في الجانب الاسرائيلي سيشرف على "هدوء الضباط" رئيس المخابرات الجديد ديسكن، مخطط الاغتيالات في عهد النار، والى جانبه رئيس الاركان القادم، دان حلوتس، أب الغارات الجوية على اهداف موضعية في المناطق. وفوقهما في القيادة المسماة مدنية، سيشرف موفاز، رئيس أركان اندلاع الانتفاضة ووزير الدفاع، وفوقه المدني الاكبر من الجميع، اريك شارون، ممثل اليد الحديدية الذي اجري له تحويل جزئي ليصبح راسم حدود ومقصر خطوط الجبهة. ليس سياسيا. موفاز وشارون مع حلوتس وديسكن سيحسمون في موضوع التسهيلات والبادرات الطيبة لابو مازن وابناء شعبه. حتى الان أيديهم مضمومة كيد بخيل مريض.
البادرات الطيبة الوحيدة من اسرائيل تجاه الطرف الاخر كانت حتى الان 500 سجين من الدرجة الثالثة وبعض مقابلات للصحافة. الابن البكر للبرغوثي، مع انه لم يفرج عنه كما تم الوعد، الا أن ابيه أجريت معه مقابلة في "معاريف". هناك تساهل ما في نزع الطابع الانساني عن الآخر. هذه بادرة طيبة مثيرة للانفعال. مسموح لزمن ما الحديث عن الشيطان من زاوية انسانية وما هو الاكثر انساني من محبة برنامج "بلاد رائعة". دوما أحببنا الاغيار الذين يعرفون كيف يقولون جملة بالعبرية. ولهذا مسموح الان الحديث عن السجين الاكبر، مروان البرغوثي كمن يحق ويستمتع بمشاهدة "بلاد رائعة"؛ كما أن المطلوب المعروف زكريا الزبيدي يعرف من مكان مخبئه ذات البرنامج. في هدوء الضباط لا يزال لا يوجد حتى ولو ذرة حل للحياة التي لا تطاق في الطرف الاخر، والتي تجري الان ايضا تحت عبء التطويق والاغلاق الساحقين.
وفضلا عن ذلك، ففي هدوء الضباط يوجد اخفاق داخلي هو قنبلة موقوته: الجيش الذي تحت شارون، الجنرالات، وقادة الالوية الذين يفترض بهم أن يوفروا الهدوء الحيوي هم لكارثته تلاميذه المخلصين. في بداية طريقه علم الضابط شارون الجيش الهياج والتحقير للسياسيين. التنفيذ تحت أنفهم لعمليات تجرهم الى المكان الذي يريده الجيش، خلافا للخط السياسي. أما الان فشارون هو هو القيادة السياسية التي تحتاج الى التعاون المخلص من الجيش. هدوء الضباط يوجد أيضا تحت تهديد هذا التحقير. للجيش ما يكفي من القوة والدوافع والنوازع لافشال كل مهلة وقف للقتال. يكفي استمرار المطاردة والنار هنا وهناك.
ومن أجل تعقيد صورة الهدوء المهزوز أكثر من ذلك أذكر هنا في ملاحظة تحذير هامشية ما رآه شاؤول غولان وعوديد شالوم في الخليل، في غرفة الحرب للمنزمت نوعام فيدرمان. فقد التقيا هناك باعداء الهدوء، بمقاتلي معركة فك الارتباط، الشقيقين الصغيرين ليغئال عمير قاتل رابين. احد الشقيقين لم يجند بعد فيما انهى الاخر ثلاث سنوات خدمة في الجيش الاسرائيلي تدرب فيها ليصبح قناصا. البارود جاهز إذن، اعواد الثقاب هنا، الدافع والرغبة للنار في متناول اليد، والمسؤولون عن الهدوء هم رجال النار. هدوء لطيف.
-----------------------------------------------------
معاريف - مقال - 23/2/2005
لتتوقف مسيرة البلاهة
بقلم: غادي بلتيانسكي
المدير العام لمقر قيادة مبادرة جنيف
(المضمون: لن يبقى ما وراء الجدار الفاصل بأيدي اسرائيل. ويحسن باسرائيل ان تبني الجدار بموافقة الفلسطينيين قبل ان تحتاج الى إزالة الأجزاء غير ذات الصلة منه - المصدر).
اتخذت الحكومة هذا الاسبوع قرارات مهمة جدا الى حد ان أحدا لم ينتبه الى القرار الذي لم يُتخذ. منذ ان انتخب، يدعو رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، الى البدء في مفاوضات على التسوية الدائمة. الحكومة، المقيدة بجدول اعمال حددته لنفسها في زمن آخر، تجاهلت الدعوة، وصوتت على خطوتين أحاديتي الجانب: اخلاء غزة، وبناء الجدار في الضفة الغربية. على هذه الوتيرة، سيبدأ الفلسطينيون يجولون في العالم مع شعار معروف جدا: لا شريك لنا.
إن ما احتل أساس الصدى الاعلامي والعام، بالطبع، هو قرار اخلاء المستوطنات. يوجد هنا توتر سياسي، ودراما انسانية، وتحول قومي. سيفضل التاريخ، كما يبدو، التركيز في القرار الثاني خاصة. إن إبقاء 93 في المائة من اراضي يهودا والسامرة خلف مسار الجدار يعين على أوضح نحو نقطة البداية لكل مفاوضات مستقبلية. اقتبست وسائل اعلام في البلاد والولايات المتحدة، مؤخرا، موظفا امريكيا رفيعا، مقربا من شارون ومن مواقفه، هو أليوت أبرامز، الذي يقول: "يعلم الجميع ان كل ما وراء الجدار لن يبقى في يدي اسرائيل". وفي الحق، كلنا يعلم.
الوعود الامريكية فيما يتعلق بكتل المستوطنات، وأفكار كلينتون، وتفاهمات جنيف، ومنذ الآن ايضا مسار جدار الفصل - كلها تشير الى الحدود الدائمة المستقبلية لاسرائيل. ستبدأ المحادثات على النسب المئوية السبع المشمولة بهذا الجانب من الجدار، وستنتهي الى ثلاث أو أربع نسب مئوية حيوية، وستستبدل بمنطقة بديلة غير مأهولة. اذن يمكن من الآن بناء الجدار بغير الحديث الى الفلسطينيين، وإنفاق المليارات، وتلقي النقد الدولي، وكل ذلك من أجل ان تُزال بعد ذلك أجزاء منه في الفصل الأخير من القصة المعلومة سلفا. ولكن يمكن فعل شيء مخالف ايضا.
يمكن ايضا القرار، بعمل زعامي يستطيعه اريئيل شارون، على إنهاء مسيرة البلاهة. بعد جيلين من حرب الايام الستة، وجيل واحد من الانتفاضة الاولى، أصبح يمكن ان نستقر عند قرار انه حسبنا دماً مسفوحاً، وحسبنا ما بُذر من المال بسبب قصر النظر والأوهام الذاتية. اذا كنا نتنبه من الأحلام، فقد يحسن في هذه الفرصة ان نقول للواقع: صباح الخير. لطيف ان أعرفك. الاعتراف بالواقع يوجب بدء مفاوضات على تسوية دائمة، انطلاقا من علم ان الاتفاق الذي يدافع عن مصالح اسرائيل الحقيقية يمكن الحصول عليه. اذا كنا قد وصلنا الى معرفة كيف ستكون النهاية، فواجب على القيادتين ان تأتيانا بهذه النهاية، لكي نحظى جميعا ببداية جديدة ننتظرها كثيرا ونستحقها جدا.
بدل ان نبني ونُزيل بعد ذلك، وبدل ان نُوطن ثم نُخلي بعد ذلك، وبدل ان نلد ثم ندفن بعد ذلك - يستحق مواطنو اسرائيل قيادة تقود بشجاعة وتستخلص العبر من النزاع ومن المحاولات الفاشلة حتى الآن لتسويته. لا يمكن اقامة جسر على هاوية بخطوٍ قصير مَقيس، ولا يجوز ان ندع الفرص تهرب انتظارا لحدوث شيء. يُحتاج الآن الى زعيم كبير يخطو خطوة كبيرة. والى ذلك الحين، قد يحسن ان لا يُظهر جهاز الأمن تعجُلا مفاجئا في بناء الجدار. الزمن الذي سيمر حتى إزالة الأجزاء غير ذات الصلة منه سيكون أقصر بكثير من الزمن الذي مرّ منذ بناء المستوطنات في قطاع غزة حتى إزالتها.
------------------------------------------------------
معاريف - مقال - 23/2/2005
لم يكذب شارون
بقلم: غاي معيان
(المضمون: دلّ الليكود بقبوله خطة الانفصال على إخلاصه لتاريخه وقيمه وتصوره الايديولوجي. لم يُخف شارون رغبته في اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل - المصدر).
يحتاج المركز السياسي الاسرائيلي الى كثير من الزمن كي يستوعب أنه لا مناص من حسم صعب، اذا كان يريد تعديل النزاع مع الفلسطينيين. في السنوات الـ 17 التي مرت منذ الانتفاضة الاولى حتى المصادقة على خطة الانفصال، صحا أكثر الجمهور اليهودي من حُلم ارض اسرائيل الكاملة. ربما كانت هذه الرؤيا الحالمة صحيحة الى سنوات الثمانين، ولكن منذ الساعة التي أبدى فيها الفلسطينيون بحزم رغبتهم في اطار وطني - اقليمي يخصهم، قُضي الامر. على ذلك، ليس قرار الانفصال عن قطاع غزة وشمالي السامرة تعبيرا فقط عن واجب حزب حاكم أن يواجه الواقع، بل هو خطوة، لو لم تُتخذ لكان الليكود قد خان كل ما فُرض عليه ان يمثله كحزب مركز محافظ في نظام ديمقراطي.
يمثل التأييد الجارف للانفصال نتيجة تصحب العمليات التي تنشأ في المجتمع الاسرائيلي، وفي رأسها تبلور مركز سياسي قوي. لأول مرة منذ جنون معارك 1973، نشأ اتفاق وطني واسع في شأن المساحة الاقليمية للدولة القومية الاسرائيلية، وهي: حدود 1967 مع الكتل الاستيطانية الكبيرة في يهودا والسامرة. في الواقع، هذه مصالحة بين وجهتي النظر الخلاصيتين المتطرفتين، من اليمين واليسار، اللتين فشلت احداهما تلو الاخرى - سواء في محاولات انشاء إجماع حولهما أو في اختبار الواقع.
تدُل استطلاعات الرأي العام، التي تبرهن على تأييد حاسم للانفصال، على شيء آخر: ليس أساس قوة المركز السياسية من الحواشي الجيوسياسية، بل من لُب لُباب الدولة وهو البرجوازية. بعد 57 سنة من اقامة الدولة تنجح البرجوازية في نهاية الأمر في استيعاب بديل عن الروح الريادية القديمة الطيبة. ولكن وقد أصبحت تقوم دولة قومية قوية، مزدهرة متطورة، ضاقت البرجوازية ذرعا بالحياة التي تطلب اليها ان تمول (بأموالها ودمائها) شراء بالجملة لدونمات وماعز. تبين ان أثمان قيم الماضي، التي كانت طيبة صحيحة فيما خلا، باهظة جدا.
في الواقع، الليكود هو الحزب الوحيد ذو الروح البرجوازية، الذي مثل في سنواته الحسنة البديل عن زيادة مباي، وقد رفض جابوتنسكي وأفراد (تساهر) لحينه، التصور الريادي الاشتراكي. كان الحزب الحُريّ طيب الله ذكراه القيِّم الرئيس على الخطاب البرجوازي. جاء رؤساء حكومات في الماضي من قبل الليكود (بيغن، وشمير ونتنياهو) من خلفية بر