حادثة الاغتيال في لبنان ركزت الانتباه الأمريكي على سوريا، فما هو الثمن الذي سيدفعه الأسد؟ مقالات مترجمة
ملف خاص سوريا تشعر بالانعزال، وأعتقد أن الجماعة في واشنطن يرون أن هذه الحالة مناسبة لدخولهم

إن مثل هذه الأمور لم يشهدها العالم العربي من قبل، فهي حقاً حقاً أمور غير عادية وغريبة كغرابة أن تطير الجمال.

تفضل الولايات المتحدة أن يتم الانسحاب السوري بطريقة منظمة مما يعطي القوات اللبنانية الوقت اللازم لملء الفراغ الأمني الحاصل



نتابع اليوم معكم أهم المقالات التي جاءت في الصحافة العالمية ، حيث لاحظنا انحسار المقالات التي تتعرض للشأن السوري واللبناني في الصحافة العالمية وخاصة فيما يتعلق باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري ، ويعود السبب برأينا إلى بدء الرئيس الأميركي جورج بوش زيارته إلى أوربا حيث تصدر هذا الحدث معظم الصحف الأميركية والأوربية ليوم أمس .. نبدأ مع التايم ..


التايم : المشكلة مع سوريا

حادثة الاغتيال في لبنان ركزت الانتباه الأمريكي على سوريا، فما هو الثمن الذي سيدفعه الأسد؟


عندما عاد الحريري لى بيروت ويده مربوطة برباط طبي قال بعض الهازئين أنه تعرض هناك إلى لوي ذراع مؤلم. لكن المقربين من الحريري كان لديهم تفسير آخر: أن الرباط كان أسلوباً مسرحياً في التعبير عن اختلافه مع السياسات السورية. لكن يبدو أنه كان إشارة تحذير له من الموت.

كان الحريري أكثر من غيره معنياً بإخراج لبنان من الفوضى والمشاكل التي أحدثتها الحرب الأهلية، وخلال عهده ظهرت الفنادق الفاخرة والأبراج السكنية على طول شاطئ بيروت. ربما لهذا السبب تم اختيار ذلك المنعطف على الكورنيش بالقرب من فندق فينيقيا ليكون مسرح الانفجار الذي دمر موكب الحريري المصفح وقتله مع 14 آخرين. و في الوقت الذي كانت فيه شظايا الزجاج تتطاير بفعل الانفجار وأعمدة الدخان تتصاعد، توجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى سوريا. وعلى الرغم من إنكار دمشق تورطها في الحادث إلا أن المشاعر المعادية لسوريا اجتاحت شوارع بيروت حيث تجمع عشرات الآلاف من المشيعين من جميع ألوان الطيف السياسي اللبناني وحولوا الجنازة إلى مظاهرة مطالبة بالحرية وبإنهاء الاحتلال السوري للبنان.

قال بوش أن سوريا لا تتوافق مع السياسة الأمريكية في المنطقة، في حين أن أعضاء في الكونغرس دعوا أمريكا إلى معاقبة حكومة الأسد بسبب جرائمها المستمرة.

حتى قبل حادثة الحريري كان صبر أمريكا تجاه سوريا قد بدأ ينفد. الدعم السوري للجماعات المسلحة المعادية لإسرائيل، إلى جانب تحالفها الوثيق مع طهران كانت دائماً عوامل إزعاج بالنسبة لواشنطن. إلا أن التقارير التي تتحدث عن تدخل سوريا في العراق كانت العامل الذي سبب أكثر قدر من الحنق. في إحدى المرات ظن الدبلوماسيون الأمريكيون أنهم قد أحرزوا تقدماً في إقناع دمشق باتخاذ خطوات صارمة لمنع الإمدادات النقدية والبشرية التي تقول إدارة بوش بأنها تتدفق عبر الحدود السورية إلى المتمردين في العراق.

مسؤول في البنتاغون أخبر جريدة التايم أن الولايات المتحدة تعتقد بأن ضباط عسكريين سوريين توجهوا إلى الفلوجة لمساعدة المتمردين قبل الهجوم الأمريكي على المدينة في الخريف الماضي. وأضاف المسؤولون أنه من المستحيل ألا تكون الحكومة السورية على علم بنشاطات هؤلاء الضباط.

في كانون الثاني توجه ريتشارد أرميتاج مساعد وزير الخارجية إلى دمشق وأعطى الأسد قائمة تتضمن أسماء 34 مسؤول سابق في حزب البعث العراقي والذين يزعم أنهم يدعمون التمرد انطلاقاً من سوريا، وكانت الولايات المتحدة تريد من النظام السوري تسليم هؤلاء. مسؤول أمريكي رفيع المستوى أخبر مجلة التايم أن الولايات المتحدة ضغطت على سوريا من أجل اعتقال سليمان خالد درويش وهو رجل سوري تتهمه واشنطن بأنه الممول الرئيسي للزرقاوي، العقل المدبر للإرهاب في العراق، إلى جانب كونه أهم العناصر التابعة للزرقاوي بالنسبة للشؤون اللوجستية وتطويع المجاهدين. وقال المسؤول أن درويش كان يرسل النقود "عبر الحدود السورية بواسطة سيارات يقودها مراسلون يحملون أكياساً من النقود"، وهذه النقود تسلم إلى المساعدين الشخصيين للزرقاوي. وأضاف المسؤول أن رد فعل الأسد على المطالب الأمريكية كان باهتاً.

يقول المسؤولون الأمريكيون أن اللغة القاسية التي استخدموها الأسبوع الماضي كان الهدف الرئيسي منها هو لفت انتباه الأسد، حيث كانت هناك تلميحات إلى احتمال أن تسمح الولايات المتحدة لقواتها بتنفيذ مطاردات "حارة" للمتمردين عبر الحدود وداخل سوريا. كما وقفت الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع فرنسا، التي تسيطر منذ وقت طويل على لبنان، لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية –أي السورية- من لبنان. لكن دمشق تجاهلت القرار.

الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وهو صديق شخصي للحريري، قام بتعزية العائلة الأسبوع الماضي في بيروت وقد يجعله هذا أكثر حماسة لأن يرمي بثقل أكبر من أجل تطبيق القانون. بدون دعم واسع من أوربا لن يكون لدى واشنطن وحدها قوة كافية للضغط على سوريا. لقد قامت الإدارة في أيار 2004 بفرض عقوبات اقتصادية، وبوسعها أن تزيد على هذه العقوبات واحدة أو اثنتين. وعلى الرغم من أن واشنطن سحبت سفيرتها من دمشق في حركة رمزية تدل على غضبها لمقتل الحريري، إلا أنه ليس من المتوقع أن تحذو الدول الأوربية حذوها في ذلك لأن هذه الدول تفضل التعاطي مع الأعداء بدل العمل على عزلهم..

تفضل الولايات المتحدة أن يتم الانسحاب السوري بطريقة منظمة مما يعطي القوات اللبنانية والدولية الوقت اللازم لملء الفراغ الأمني الحاصل، لكن المشاعر التي أججها اغتيال الحريري زادت احتمال حصول الكثير من الفوضى. العديد من اللبنانيين يعتقدون ان الاغتيال كان محاولة من دمشق لمنع اتساع رقعة التحدي لسيطرتها. أما في دمشق فإن المواطنين السوريين يتساءلون ما إذا كان الغضب تجاه مقتل الحريري سوف يؤدي إلى إثارة هجمات انتقامية ضد القوات السورية، الأمر الذي سيشعل الحرب الأهلية اللبنانية من جديد. يبدو أن الانفجار الذي وقع في بيروت لن يكتفي بحصد حياة الحريري وحده.

جورج بغدادي وسكوت ماكلاود-دمشق، نيكولاس بلانفورد - بيروت، سالي دونلي وإيلين شانون وأدم زاغورين - واشنطن، جيمس غراف- باريس.