قسم العناوين الثلاثاء 22/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- ضربة جريمة.
- شوارع بدون قانون.
- موفاز: مصلحة رسمية استدعت رئيس أركان جديد.
- "قريبا: ارتباطات مع سبع دول عربية اخرى".
- رأس برأس - رئيس الوزراء السابق ايهود براك يهاجم: "شارون وعائلته فاسدون"../ مقربو شارون يردون النار: "براك وقح، يفضل أن يسكت".
- هكذا تحول حديث مع قائد سلاح الجو الى تهديد على ايران.
- الشرطة: هكذا سنخلي غزة.
- بادرة طيبة لابو مازن: 500 سجين عادوا الى المناطق.
- بوش: على سوريا ان تنهي الاحتلال في لبنان.
- بعد اسبوع من اغتيال الحريري: مظاهرة ضخمة في بيروت.
معاريف:
- جيش المستوطنين.
- هكذا يعتزم مجلس "يشع" التشويش على فك الارتباط.
- جيش المقاومة.
- 68 في المائة يؤيدون فك الارتباط.
- شارون يحذر: سنرد بالنار بشكل قاس.
- المفتش العام للشرطة: الشرطة مستعدة لعزل القطاع.
- الفلسطينيون راضون، ولكن يريدون المزيد.
- حر ومهدد (صورة لسجين محرر يرفع يده حاملا مسدس لاطلاق النار في الهواء).
هآرتس:
- بوش في بروكسل: تواصل اقليمي للدولة الفلسطينية.
- ابو مازن ضد ابو علاء - هكذا هو الحال عندما لا يكون رب للبيت.
- و علاء لم يتمكن من إقرار حكومته الجديدة في المجلس التشريعي.
- تقرير: اسرائيل وعدت الاردن بالافراج عن سُجنائه.
- تقرير: واحد من كل اربعة عجائز في اسرائيل يعاني من الاهمال.
- براك يهاجم من جديد: عائلة شارون فاسدة حتى الاساس.
- في فتح يخشون من أن عدم الافراج عن السجناء القدامى والحكومة المقترحة سيدهوران مكانة الحركة.* *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الثلاثاء 22/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - هآرتس - من داني روبنشتاين:
ابو مازن ضد ابو علاء - هكذا هو الحال عندما لا يكون رب للبيت../
الجلبة أمس في المجلس التشريعي الفلسطيني والتي في أعقابها تأجل التصويت على الثقة بالحكومة الجديدة، هي نتيجة التوتر المتصاعد بين رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء احمد قريع (ابو علاء). ومع أن للرجلين خلافات في مواضيع سياسية إلا أن التوتر بينهما هو اساسا صراع على الصلاحيات.
ابو علاء يدعي بأنه يطلب لنفسه بالضبط ذات الصلاحيات التي طلبها رئيس الوزراء ابو مازن في صيف 2003 من رئيس السلطة في حينه ياسر عرفات. وقد اضطر ابو مازن الى الاستقالة لان عرفات رفض منحه الصلاحيات التي طلبها. أما الان، بينما ابو مازن هو الرئيس فانه يرفض إعطاء كامل الصلاحيات لابو علاء.
بين رئيس الوزراء ابو علاء وبين اعضاء المجلس التشريعي، المسؤول عن المصادقة على قائمة الوزراء، يوجد شرخ مستمر، منذ عهد عرفات. فمجموعة كبيرة من أعضاء المجلس من حركة فتح يطالبون منذ زمن بعيد أن يصرف ابو علاء من حكومته وزراء التصقت بهم الشبهة بالفساد. أما ابو علاء فيرفض. في الماضي عندما لم يحصل ابو علاء على اسناد عرفات مقابلهم، هدد بالاستقالة. ويبدو أن الان أيضا ينقصه هذا الاسناد - ابو مازن لا يساعده وهناك من يعتقد إنه حتى يحاول إفشاله. كما أن هناك مجموعة من اعضاء المجلس تسعى الى الاطاحة بابو علاء.
يوم السبت، بعد فترة طويلة لم يتحدثا الواحد الى الاخر تقريبا، التقى ابو مازن وابو علاء في حديث مطول لاجمال من سيكون اعضاء الحكومة الجديدة لابو علاء. وتجادل الرجلان أساسا على مصير الوزراء القدامى: وزير الخارجية المنصرف نبيل شعث، وزيرة الشؤون الاجتماعية انتصار الوزير (ام جهاد)، وزير الاقتصاد ماهر المصري ووزير شؤون المفاوضات صائب عريقات. وقد سعى ابو علاء الى الابقاء على معظمهم فيما طلب ابو مازن صرفهم. وبعد اللقاء عقدت مداولات عاصفة في قيادة فتح وفي ختامها تحقق ظاهرا حل وسط على قائمة الوزراء.
ولكن عندما وصل ابو علاء أمس الى البرلمان في رام الله تبين أن الجدالات لم تنتهي وانه ليست مضمونة الاغلبية للحكومة الجديدة. وفي الجلبة التي نشبت في المجلس طُرح ادعاء وحيد في أن هذه "حكومة جديدة مع وجوه قديمة". وأكثر من كل شيء تفيد أحداث امس بالوضع المهزوز لقيادة حركة فتح. زعماؤها يتنازعون الواحد مع الاخر، إذ أنه منذ أن مات عرفات، لم يعد هناك رب بيت.
هآرتس - من ارنون ريغيولر:
ابو علاء لم يتمكن من إقرار حكومته الجديدة في المجلس التشريعي../
"الجميع هنا يصرخون وينتقدون الحكومة، ولكن لا يوجد هنا أحد آخر مستعد لان يأخذ على نفسه المسؤولية ليشكل حكومة اخرى"، قال أمس بغضب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) موجها حديثه لاعضاء المجلس التشريعي الذي انعقد في رام الله. واجيب ابو علاء بهتافات "يوجد، يوجد" من كل أرجاء القاعة. كانت هذه لحظة الذروة في اجتماع المجلس، تبين في سياقها انه لا توجد اغلبية للحكومة الجديدة التي عرضها ابو علاء على المجلس.
الاطلاع على قائمة الـ 23 وزيرا المقترحة يظهر على الفور بان الحديث يدور عن حكومة "عرفاتية" نموذجية، ليس فيها تجديدات كبيرة. أربعة وزراء جدد فقط - وزير الداخلية الجنرال نصر يوسف، وزير الخارجية ناصر القدوة، د. جاد اسحق المرشح لوزارة السياسة ودلال سلامة وزيرة الشؤون الاجتماعية. كل الباقين، في هذه المرحلة أو تلك كانوا وزراء في حكومات السلطة في الماضي.
في ساعات الظهيرة طرح أبو علاء القائمة على أعضاء المجلس وفي خطابه ادعى بحماسة بان الحكومة ستتصدى للمهام الثلاثة الاساس - الأمن، الاصلاحات والاعداد للانتخابات المحلية والبرلمانية في الاشهر القريبة القادمة، ولكن رغم خطابه المتحمس تبين في غضون دقائق ان قسما هاما من كتلة فتح في المجلس يعارضون حكومته ولا سيما يعارضون ابو علاء شخصيا.
"لا يوجد أي شيء جديد هنا. كفانا كلام جميل. حان الوقت للتغيير"، قال لابو علاء حسن خريشة نائب رئيس المجلس وأحد أبرز الشخصيات المعارضة. وطالب الكثير من رجال فتح في المجلس أن يكلف رئيس السلطة محمود عباس بمهمة تشكيل الحكومة شخصية اخرى. والكثيرون ذكروا صراحة اسم وزير المالية سلام فياض. ورجال ابو علاء الذين تراكضوا في الاروقة في مبنى المجلس وفي اقبيته، مثابة "كافتيريا الكنيست" الفلسطينية، سمعوا من صوب مطلب الجيل الشاب في فتح بتعيين عشرة وزراء جدد.
وبعد أن تبين بأن لا أمل للحكومة الجديدة بنيل الثقة قرر رئيس المجلس روحي فتوح تأجيل مشروع الثقة الى اليوم، بدعوى أن الكثير من اعضاء المجلس طلبوا القاء كلمات وهم لن يتمكنوا من ذلك.
كتلة فتح في المجلس التقت أمس حتى الثالثة فجرا في المقاطعة بحضور ابو علاء وابو مازن، المختلفين في مسالة تركيبة الحكومة وذلك من أجل تحديد موقف موحد للحركة. في الماضي، كانت جلسات كتلة فتح مع ياسر عرفات عشية التصويتات الهامة الاداة المركزية التي بواسطتها فرض ارادته على الاعضاء الذين صرخوا وعارضوا ولكنهم في النهاية صوتوا في المجلس كما يشاء. أما المشاركون في جلسة أمس فقد شهدوا بأن ابو علاء كاد لا يتدخل في النقاش. ومع أن رجال ابو علاء يدعون بأن المشاركين في الجلسة أيدوا الحكومة المقترحة، الا أنه تبين أمس ان ليس هذا هو الوضع.
اذا لم تحصل الحكومة الجديدة على ثقة المجلس اليوم فيحتمل أن يكلف ابو مازن بمهمة تشكيل الحكومة شخص آخر. يحتمل أيضا أن يتفق في اللحظة الاخيرة على منح ابو علاء مهلة زمنية اخرى لعقد التركيبة الجديدة، لتكون مقبولة من رجال فتح.
العلاقات الخارجية/الأردن - هآرتس - من يوآف شتيرن وجدعون الون:
تقرير: اسرائيل وعدت الاردن بالافراج عن سُجنائه../
استضاف وزير الخارجية سيلفان شالوم أمس السفير الاردني الجديد، معروف البخيت. وأشار الرجلان الى ان العلاقات بين الدولتين تتوثق.
والى ذلك، أفادت أمس صحيفة "العرب اليوم" الاردنية بان اسرائيل تعهدت أمام الاردن بالافراج عن 22 سجينا اردنيا في الاسبوعين القريبين. وحسب التقرير فان الناطق بلسان السفارة الاردنية علي العايد أبلغ ذلك للسجناء الاردنيين في لقاء عقده في سجن نفحة مع أحد منهم. ولم يتلقَ النبأ أي تأكيد آخر.
مصادر دبلوماسية في الاردن ادعت بان زيارة شالوم الى الاردن المخطط لها هذا الاسبوع تأجلت بسبب خلافا في الرأي في موضوع السجناء.
شالوم الذي حضر أمس جلسة لجنة الخارجية والامن قدر بان على الاقل عشر دول عربية اخرى ستعزز علاقاتها مع اسرائيل في اعقاب قرار مصر والاردن اعادة سفيريهما الى البلاد. واضاف بان الساحة الدولية تتعامل برضى جم مع انتخاب ابو مازن رئيسا للسلطة.
وحسب شالوم فان انتخاب ابو مازن أدى الى تغيير في علاقات اوروبا مع اسرائيل. فمنذ موت عرفات وانتخاب ابو مازن، زار اسرائيل 22 وزير خارجية. وشدد شالوم على أن ابو مازن لم يتخذ بعد قرارا استراتيجيا بتفكيك البنى التحتية للارهاب.
واشار شالوم الى ان اسرائيل تضغط، بواسطة دول اخرى، على سوريا لاخراج قواتها من لبنان. وحسب ما قال فان حزب الله استثمر 9 مليون دولار في دعم الارهاب واقام 36 خلية ارهابية في المناطق و 15 خلية في اسرائيل.
مدير مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية، هاري كاني - طال أبلغ اللجنة انه بعد استكمال فك الارتباط، سيعلن ابو مازن للعالم عن استكمال المرحلة الاولى من خريطة الطريق وأن في نيته حث المسيرة.
وحسب أقواله فانه يمكن التوقع بأن توازن الولايات المتحدة تأييدها للنزاع، بمعنى أن تخلق وضعا يكون فيه "لاعب" جديد في الساحة يلقى التأييد من الولايات المتحدة.
(يديعوت)
"قريبا: ارتباطات مع سبع دول عربية اخرى"../
وزير الخارجية سيلفان شالوم يقدر بان "اعادة سفيري مصر والاردن ستؤدي الى توثيق العلاقات مع سبع دول عربية اخرى".
وكان شالوم اطلق هذا التقدير المتفائل امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست وفي اثناء لقاء مع السفير الاردني في اسرائيل. "اؤمن انه يمكن فتح سبع ممثليات عربية اخرى في اسرائيل، والتي مع الممثليات القائمة لمصر، الاردن وموريتانيا، ستصل الى عشر ممثليات عربية. في الماضي كانت لنا علاقات مع المغرب، مع تونس، مع عُمان ومع دول اخرى. واؤمن أنه يمكن العودة الى استئنافها"، قال شالوم.
وفي اثناء اللقاء مع السفير الاردني الجديد، د. معروف البخيت، اقترح شالوم تشكيل لجنة تحث التعاون بين الدول في سلسلة من المواضيع.
هذا وكان مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية برئاسة هاري كاني - طال عرض أمس تقديره الاستخباري السنوي على لجنة الخارجية والامن.
وقد حذر المركز في أن الدول العربية اضعف اليوم من اي وقت مضى، تعاني من أزمة اقتصادية حادة ولهذا فانها عرضة للارهاب وعدم الاستقرار. ويقدر المركز بان روسيا ستصعد بيع السلاح للمنطقة.
أما بشأن الفلسطينيين فالتقدير هو ان ابو مازن سيواصل محاولة ادراج منظمات الارهاب كشركاء سياسيين في المؤسسة الفلسطينية الجديدة.
ايران - يديعوت:
هكذا تحول حديث مع قائد سلاح الجو الى تهديد على ايران../
نبأ خاطىء نشرته وكالة الانباء "اي.بي"، يقول ان قائد سلاح الجو اليعيزر شكدي قال ان اسرائيل يجب ان تكون مستعدة لمهاجمة ايران - أثار أمس عاصفة دولية. وبعد ساعتين من بث النبأ أعلنت وكالة "اي.بي" بان النبأ لاغ.
في استعراض للصحافيين قدمه شكدي لاربعة صحافيين أجانب بحضور ممثل الناطقة العسكرية اتفق بان لا تعزى الاقوال الى الجنرال بل الى مصدر عسكري كبير فقط.
وقالت مصادر عسكرية بان احدى المراسلات سألت شكدي عن خطط اسرائيل في موضوع التهديد النووي الايراني. فأجاب شكدي: "اذا ما وعندما تقرر الحكومة بان ثمة حاجة الى عملية عسكرية، فان علينا أن نقدم الجواب". فسألت المراسلة هل ان اسرائيل مستعدة لان تنفذ مهمة كهذه وحدها، فقال شكدي بانه "لا يريد الدخول الى الامور الاستخبارية. علينا أن نكون مستعدين لكل وضع". ورفض التطرق الى مسألة تتعلق بخطة احتياط في الموضوع النووي الايراني: "لن اقول اي كلمة في هذا. نحن مسؤولون عن اعداد أنفسنا لغرض الامر".
وسُئل شكدي هل يمكن لاسرائيل ان تتغلب على القدرات الايرانية التي تحسنت منذ أن قصفت اسرائيل المفاعل في العراق فاجاب: "بالتأكيد".
وكانت وكالة "اي.بي" بثت نبأ اقتبس فيه شكدي يقول ان اسرائيل ملزمة بان تكون مستعدة لمهمة قصف جوي لايران. واثار النبأ عاصفة وفي الجيش الاسرائيلي غضبوا من الاقتباس غير السليم.
وفي اسرائيل خشوا من أن تفسر الامور غير الصحيحة كاستفزاز لايران.
الساحة السياسية - يديعوت:
رأس برأس - رئيس الوزراء السابق ايهود براك يهاجم: "شارون وعائلته فاسدون"../ مقربو شارون يردون النار: "براك وقح، يفضل أن يسكت".
رئيس الوزراء السابق ايهود براك هاجم أمس بشدة استثنائية رئيس الوزراء اريئيل شارون.
"عائلة شارون هي عائلة فاسدة حتى الأساس، وفي كل دولة سليمة كان شارون سينصرف من السلطة"، قال براك في مقابلة مع قناة الكنيست. "أنا افترض بان شارون لن ينتخب في الانتخابات القادمة، ضمن امور اخرى بدافع هذا السبب"، قدر براك. وكرر القول انه في ضوء هذا التراكم من القضايا، فانه كان على شارون أن يخلي منصبه وان يستقيل دون ان ترفع بحقه لائحة اتهام.
وفي مكتب شارون عقبوا بان "الشعب قال قولته في صندوق الاقتراع، براك اقصي من منصبه باغلبية هي الاكبر في تاريخ الدولة، من أجل ايقاف خططه التي عرضت أمن الدولة ومواطنيها للخطر. براك يتصرف بوقاحة. بالذات فانه يجدر بمن حقق معه ايضا بسبب الجمعيات والمخالفة ظاهرا لقانون تمويل الاحزاب، يجدر به، براك، أن يملأ فمه بالماء. مقربه، تل زلبرشتاين، سيقدم الى المحاكمة، ومقربون آخرون حقق معهم في القضية. براك مستعد لعمل كل شيء كي يعود الى الاضواء".
النائب روني بار-أون من مقربي شارون: "لا حدود للخجل. فلم تصمت بعد اصداء حادثة اختطاف الميكروفونات، حتى عاد براك الى الاستيطان على حدود الجنون ليطلق النار على كل من يتحرك. الرجل، الغارق حتى الرقبة في الفساد المالي للجمعيات الانتخابية، الرجل الذي ترك مساعديه لحالهم عرضة للوائح الاتهام، يتجرأ على المزايدة على الآخرين. فليخجل".
أما براك فكان كفاحيا على نحو خاص ايضا في جلسة كتلة العمل في الكنيست. فقد وجه انتقادا على انضمام العمل الى الحكومة وقال: "هذا هو الوقت للنهوض من السقطة وقيادة الوضع بدل الانجرار من تحت فستان شارون. هذا هو الوقت لتحديد مواقفنا في المواضيع السياسية والاقتصادية - الاجتماعية، وعلى حزب العمل أن يصبح حزب المعارضة الرئيس". وهاجم براك تجميد بيرس للمستشار القانوني للحزب، المحامي الداد ينيف لانه يحذر من تنفيذ الاتفاق مع كتلة شعب واحد. فغضب بيرس وقال: "الحزب يدار باستقالة وعدل. وحتى عندما اختطفت الميكروفون لم يكن لهذا داع".
رامون: "أنا فخور لان اخدم فك الارتباط الذي هو على اي حال لشارون: في الحملة الانتخابية للعام 2001 لم يكن هناك ولو كلمة واحدة عن جدار الفصل او فك الارتباط. العمل رفض، في مؤتمره، قبول هذه المواقف، ولما لم تكن أنت معنا كثيرا في تلك الفترة، فجدر إذن أن تعرف أن هناك أيضا من رفضوا ذلك. الرجل الوحيد الذي يمكنه أن يخلي 50 الف نسمة في هذه اللحظة هو شارون".
براك: "هذا خطاب يناسب شخصا يعتقد أن حزب العمل انهى مهمته". رامون: "اصنع معروفا، كان يهمك في حينه اسرائيل واحدة. حزب العمل همك كثلج العام الماضي".
فك الارتباط - معاريف:
استطلاع هائل - 68 في المائة يؤيدون فك الارتباط../
ليس مؤكدا أن تتمكن هذه المعطيات من اقناع المؤيدين للاستفتاء الشعبي بالتنازل عن الفكرة، ولكن في استطلاع هاتفي لا سابق له في حجمه اجري هذا الاسبوع يتبين أن مواطني اسرائيل يؤيدون فك الارتباط باغلبية كبيرة جدا: 67.9 في المائة، مقابل 32.1 في المائة فقط يعارضونه.
وقد اجري الاستطلاع بمبادرة حركة "كيشت يسرائيل" في اوساط عينة ضخمة ضمت 100 الف من مواطني الدولة. وهم عينة تمثل السكان الراشدين. شلومو جلبوع، عضو المجلس البلدي في حيفا ومن نشطاء "كيشت يسرائيل" روى أمس بان العينة الهائلة اختيرت بشكل محوسب من بين ملايين ارقام الهواتف الخاصة في ارجاء الدولة. وطلب من المستطلعين الاجابة على سؤال واحد ووحيد: هل انتم مع ام ضد فك الارتباط. وحسب اقواله فانه بسبب الحجم غير المسبوق للاستطلاع يمكن التعاطي معه كبديل مناسب وملائم للاستفتاء الشعبي: "نتائج الاستطلاع تؤكد ما يعرفه كل طفل في اسرائيل - الاغلبية الساحقة من مواطني اسرائيل تؤيد فك الارتباط".
وفي مكتب رئيس الوزراء أيضا تبنوا أمس بحرارة الاستطلاع وادعوا بان نتائجه مماثلة على نحو مذهل نتائج الاستطلاعات المتوفرة في ايديهم: "هذا برهان آخر على أن لا حاجة للاستفتاء الشعبي، ذلك أن هذا جرى عندما انتخب اريئيل شارون لرئاسة الوزراء وتلقى التفويض للقيام بتنازلات اليمة"، هكذا جاء من المكتب.
-----------------------------------------------------

المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 22/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 22/2/2005
كراهية تغشي العيون
بقلم: أُسرة التحرير

إذا لم ينجح رئيس الوزراء في إقرار الميزانية حتى نهاية اذار، فان الدولة ستتوجه الى الانتخابات في حزيران، وفك الارتباط الذي صوتت عليه الحكومة أول أمس سيشطب عمليا من جدول الاعمال. والحساب على هذا الاخفاق التاريخي سينبغي للناخب أن يرفعه الى حزب شينوي، الذي يرفض تأييد ميزانية الدولة مع أنه يوافق على السياسة الاقتصادية التي تعبر عنها الميزانية. ولسوء الحظ، فانه ليس فقط شينوي بل كل مواطني الدولة سيدفعون ثمن الرفض.
في شينوي بالذات، التي تسخر بمن يطع دون شك عظماء التوراة، من الصعب سماع نقد او جدال داخلي، تلميح بالشك في طريق الزعيم يوسف لبيد الذي قرر بان شينوي ستصوت ضد الميزانية بسبب 290 مليون شيكل وعدت بها يهدوت هتوراه. يبدو أن صمتا من الطراز المناهض لليبرالية بشدة فرض على 16 نائبا من الحزب الليبرالي في كل ما يتعلق بتصويتهم المرتقب على الميزانية؛ التصويت، الذي يخرج معناه التاريخي الى ما هو أكثر من مجرد المصادقة على الميزانية.
نواب شينوي يقلون جدا في التعبير عن أنفسهم على الملأ لدرجة تثير الاشتباه بأنهم يخشون من فقدان مكانهم في الكنيست القادمة اذا ما اطلقوا اقوال كفر بزعيمهم. ويمكن الافتراض بانهم، مثل ناخبي الحزب، يفهمون بان التصويت على الميزانية سيحسم مصير الانسحاب من غزة وشمالي السامرة. وعليه فان الاصرار على عدم التصويت في صالح الميزانية مذهل بتفاهته وبقصر نظره.
لقد كانت شينوي شريكا كاملا في بلورة سياسة اريئيل شارون سواء في المجال الاقتصادي أم في المجال السياسي. وكان يمكن التوقع بأن تجني ثمار نجاحها من خلال تأييد قاطع سواء للميزانية ام لفك الارتباط. وكان التأييد سيثبت أن هذا ليس مجرد حزب موضوع واحد أو كراهية واحدة متآكلة حتى التعب. القرار بعدم تأييد الميزانية، والذي من شأنه ان يسقط الحكومة، ليس موضوعيا، بل ينبع من اعتبارات انتخابية، اساسها الرغبة في نفخ روح حياة في الاجندة المناهضة للاصوليين. كان يمكن التوقع من نواب الحزب ان يقودوا الجمهور الذي بعث بهم وان يعرفوا كيف يميزوا اساسا على ماذا ينبغي الصراع وعلى ماذا ينبغي التنازل.
نواب ياحد، وشاس يعارضون الميزانية لاسباب مبدئية، والمرتبطة بسلم افضليات تمس بالضعفاء، وهم يطالبون بتغيير الميزانية بحيث يتمكنوا من تأييدها. ياحد، رغم تحفظها، لن تصوت على ما يبدو ضد الميزانية، اذا ما عرض التصويت وجود الحكومة للخطر. اما مقابلها فان شينوي تؤيد المبادىء التي تعكسها الميزانية، ورغم ذلك فانها تعتزم التصويت ضدها. هذا سلوك لا يطاق من ناحية عامة. من يؤيد الحكومة ويرى في سياستها انطلاقة تاريخية على الدرب يجب أن يلائم سلوكه السياسي مع حجم الحسم، او أن يعرض ذاته لخطر ان يفقد تماما مصداقيته ومكانته الجماهيرية.
معارضو رئيس الوزراء يرون في افشال الميزانية فرصة أخيرة لاحباط فك الارتباط. على شينوي أن تساعد شارون في أن يفكك في أقرب وقت ممكن هذا التهديد.
-----------------------------------------------------












المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 22/2/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 22/2/2005
الجريمة والمعيار
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

تستمر الزيادة في الجريمة العنيفة في اسرائيل. وتحتل الجريمة تدرجا مكان الارهاب الفلسطيني وتصبح عامل خطر رئيسا على استقرار المجتمع وعقبة أساسية في تصريف شكل حياة سويّ. الظاهرة مقلقة على نحو خاص لانها تعارض الميل الموجود في أكثر دول الغرب المتقدمة - وفي رأسها الولايات المتحدة - التي تتضاءل فيها الجرائم العنيفة تضاؤلا متواصلا. في الماضي غير البعيد نسب جزء من زيادة الجريمة في البلاد الى الحدود المخترقة بين اسرائيل والمناطق الفلسطينية؛ بعد ذلك جُعلت الانتفاضة عاملا خارجيا يضغط الجمهور الاسرائيلي، ويضعف ضوابطهم الداخلية ويقوي الميول الى العنف. ولكن في العام الماضي ضُيق الارهاب الى الحد الأدنى، وبنيت مقاطع اخرى في جدار الفصل بين اسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية. وبالرغم من ذلك لم تقف الزيادة في الجريمة. لقد زيدت سُرعتها. لماذا؟ لا يجب البحث عن الإجابات بعيدا. انها معلومة معروفة: فجو الفساد في القيادة، وجعل المعايير الاجتماعية تنحني وتكون أكثر مرونة من اجل راحة المسؤولين الكبار وأصحاب القوة، وغض بصر القضاء عن أخذ وإعطاء الرشوة، والتسليم بعد الفعل بتصرف غير اخلاقي، والنقص الشديد من قوات الشرطة ذات الخبرة وانعدام فرض عشرات القوانين والقواعد القانونية في مستوى محلي وقطري.
وكذلك: الزيادة الضخمة في المال الاسود، والنشاط الاقتصادي الاسود والتملص من الضرائب، وانتشار ظاهرة القمار غير الشرعي، والتسويف الدائم في المحاكم، والاكتظاظ الفظيع في السجون، والتهديد الذي تنجح في غرسه في محيطها عائلات الجريمة المحلية، والحدود المخترقة لاجتلاب جريمة دولية، وعدم انشاء جهاز شرطة مدني ناجع، والبطالة التي تدفع أناسا الى اليأس، وشعور خيبة الأمل والعداوة للمؤسسة الاسرائيلية بين ظهراني الأقليات الدينية والقومية والصفح عن الجريمة التي تُرى "خفيفة".
هذا تعداد (غير تام) لاسباب الإحصاء الشائه للجريمة. يمكن علاجها كلها؛ فدول كثيرة فعلت ذلك بنجاح - أما اهمالها فسينشيء مُستراحا أكبر للجريمة المتزايدة في اسرائيل.
تقترب اسرائيل بخطوات هائلة الى مكانة دولة نسب الجريمة العنيفة فيها هي تهديد حقيقي لأسس المجتمع المدني الديمقراطي.

اليسار والاستفتاء
فرصة كبيرة نجمت في طريق اليساس الحمائمي (غير السهل) في اسرائيل. بدأ رئيس الحكومة اريئيل شارون، وهو الروح الحية لمشروع الاستيطان اليهودي وراء الخط الاخضر، في هذا الاسبوع حملة مضنية لاعادة اسرائيل الى حدود 1967. ستصحب الآلام الحملة، والاختلافات، والتعويقات والانفجارات، ولكن القطار قد خرج من المحطة.
اليسار الحمائمي، وذلك مفهوم ضمنا، يؤيد الانسحاب والاخلاء.
الآن يأتي جمهور المستوطنين، الذي يشعر - وبحق - انه قد خانه تحوّل شارون، ويطلب اجراء استفتاء شعبي قبل الانسحاب والاخلاء. يرى المستوطنون الاستفتاء الشعبي صمام أمان لإبطال تهدد حلقات الغُلاة. ستعتبر نتائج الاستفتاء، كما يعدون، لديهم حسما واضحا نهائيا للشعب، لن يخالفه أحد بعد. مثل حل عُقدة نفسية تطهيري يرأب الصدوع في الشعب.
يرفض اليسار الحمائمي فكرة استفتاء الشعب رفضا باتا.
لكن اليسار يخطيء. فالحديث عن استفتاء شعبي ستقوم فيه قيادة الليكود: اريئيل شارون، وسلفان شالوم، وشاؤول موفاز، واهود اولمرت، في رأس مؤيدي الانسحاب من المناطق واخلاء المستوطنات هناك. هذا وضع مذهل، بلا سابقة، كان يجب على المعسكر الحمائمي ان يقفز اليه كمن وجد غنيمة عظيمة. زيادة على ذلك، انه لا يوجد "للحمام" ما يخافه من نتائج الاستفتاء - وهو الخوف الذي كان يقوم على أساس متين قبل موت عرفات. في استطلاعات الرأي العام الأخيرة أصبحت خطة الانفصال تحظى بتأييد ثلثي مواطني اسرائيل من البالغين.
ينتسب الاسرائيليون في أكثريتهم الى المعسكر القومي المعتدل؛ وتأييدهم للانسحاب من المناطق ولاخلاء المستوطنات حاسم في شأن تسوية سلمية مستقبلية بيننا وبين الفلسطينيين. يجب إقناعهم. استفتاء الشعب في الانفصال عن غزة هو المنطلق الأفضل الممكن - من وجهة نظر اليسار الحمائمي في اسرائيل بالذات - لحملة الإقناع الطويلة هذه.
كان يجب على اليسار ان يؤيد بحماسة استفتاء الشعب الآن. لكنه يعارضه بغضب؛ هذا عمى سياسي، قد يكون ذا ثمن باهظ جدا.
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 22/2/2005
الى أن تتقطع الخيوط
بقلم: ألوف بن
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: بعد الانسحاب سينفرط عقد الوحدة الوطنية الداخلية ويحتدم الجدل مجددا حول الخطوة التالية: تسوية دائمة كما يريد العمل أم تسوية انتقالية كما يريد الليكود - المصدر).

في اليسار يحتفلون لأن ارض اسرائيل الكاملة قد رحلت وبتوقيع من رئيس وزراء يميني ودعم من اغلبية وزراء الليكود. مرة اخرى يبدو ان هذه هي نهاية الاحتلال تماما كما ساد الاعتقاد بعد اوسلو. ويبدو وكأن معسكر السلام قد انتصر في الجدل التاريخي الدائر مع المعسكر الوطني. وان معارضي المستوطنات والسيطرة على المناطق قد كانوا على حق منذ اليوم الاول. الشعور ايضا هو ان السابقة الأولية قد فرضت وعليه سيرحل المستوطنون ايضا عن ظهر الجبل وغور الاردن والخليل عما قريب بعد خطوة صغيرة اخرى على هذا الطريق.
نتيجة قرارات الحكومة أمس الاول حول اخلاء قطاع غزة وشمالي السامرة وتجدير التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية يستجيب لتطلعات اليسار الذي لم تجرؤ حكوماته على اخلاء مستوطن واحد حتى. ولكن هذا لا يحول ليمور لفنات وتسبي لفني وسلفان شالوم وابراهام هيرشزون الى اعضاء في المعراخ. حكومة الليكود برئاسة اريئيل شارون تبنت برنامج عمرام متسناع الانتخابي إلا انها لم تتبن ايديولوجيته.
الاختلاف الايديولوجي بين اليسار واليمين حول حدود البلاد سيتواصل بعد الانسحاب من غزة الذي يبدو اليوم مؤكدا أكثر من أي وقت مضى. يهودا والسامرة ستصبحان في بؤرة الجدل السياسي ايضا غداة فك الارتباط. الأحاديث حول "الفرقعة الكبرى" التي سيتم من خلالها اعادة ترسيم الخارطة الحزبية وتقسيمها بين مؤيدين للتسوية والانسحاب (من شارون يسارا) ومعارضين (من بنيامين نتنياهو وما على يمينه) هي أُمنية فقط من السياسيين الذين لا يحبهم اعضاء مركز حزبهم (اهود اولمرت وحاييم رامون) أكثر من كونها خطة سياسية عملية.
وما إن يُستكمل فك الارتباط ويرتاح مستوطنو غزة في منازلهم الجديدة ستتقطع الخيوط الصلبة التي حاكتها حكومة شارون - بيرس خصوصا اذا تم الحفاظ على وقف اطلاق النار. الخلاف السياسي الداخلي سيزداد حدة ويتجدد حول مسألة الى أين المسير من تلك النقطة: هل هو نحو التسوية الدائمة أم التسوية الانتقالية، الانسحاب نحو الجدار الفاصل أم البقاء في بيت ايل وعوفره والقدس الموحدة أم المقسمة. ولن ننسى ايضا هضبة الجولان التي ينجح شارون في تخبئتها عن الجدل الجماهيري. صراع الخلافة في حزب العمل والليكود سيزداد حدة حينئذ ويزيد من النزاع الايديولوجي.
الانتخابات القادمة ايضا وليس مهما من سيترشح فيها، ستجري حول المناطق والحدود والعلاقات مع العرب. حزب العمل سيدعو الى تسوية سريعة مع محمود عباس، والليكود سيقول انه مستعد للتنازلات، ولكن رويدا رويدا وبحذر. عندما سُئل شاؤول موفاز لماذا انضم لحزب الليكود وليس العمل قال ان الفرق بينهما يكمن في ترتيب الخطوات: في الليكود يضعون الأمن أولا ومن ثم السلام، وفي اليسار يفعلون العكس.
سيكون الوضع صعب على الليكود بعد فك الارتباط بسبب الضغوط الدولية المتوقعة للانسحاب من الضفة. اذا نجح نتنياهو في خلافة شارون في الليكود فسيحاول فرملة التنازلات من خلال مطالب تبادلية والدمقرطة في الجانب الآخر. واذا توجه شارون لولاية ثالثة فسيقلل من شأن الانسحاب غير المحبوب في حزبه ويبرز الانجازات: الانتصار على الارهاب والدعم الدولي والازدهار الاقتصادي. وعن المرحلة القادمة سيقول بأنه من الواجب التقدم في خطوات صغيرة وليس "باندفاع عديم المسؤولية" كما يقترح حزب العمل. وفي واقع الامر ليس مهما ما سيقوله شارون قبل الانتخابات كما يظهر لنا الآن من خلال فك الارتباط. رسالته ستكون "قولوا للختيار نعم" مثل استاذه الكبير بن غوريون الذي قال نفس الشيء بعد عملية الهجوم الثلاثي على مصر والانسحاب من سيناء.
التاريخ سيحكم على انسحاب اسرائيل من المناطق وتحديد حدودها في خطوة واحدة بدأت بعد حرب الغفران ولم تستكمل بعد. ولكن حتى اذا بدا وكأن النتيجة معروفة سلفا، فما زال الدرب طويلا وحافلا بالمطبات والآلام.
------------------------------------------------------









هآرتس - مقال - 22/2/2005
ليس قائدا بما فيه الكفاية
بقلم: يوئيل ماركوس
معلق دائم في الصحيفة

(المضمون: نتنياهو وأمثاله غارقون في مساعيهم للعودة الى الحكم ولو على حساب أمننا الوطني والأمن العالمي، ويهددون بضياع اتفاقاتنا مع امريكا - المصدر).

عندما كان بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء اعتبر نفق حائط المبكى المسمى نفق الحشمونيين بأنه "صخرة وجودنا". من الصعب ان نصدق بعد كل هذه السنوات وبعد ان اعترف انه قد استفاد من دروس الماضي، انه ما زال ينظر الى واقعنا من خلال نظارة عكسية التي تظهر له الاشياء الكبيرة على انها صغيرة. تصويته ضد فك الارتباط يذكرنا بمقولة هنري كيسنجر غير الايجابية في صالح اسرائيل: "ليس لدى اسرائيل سياسة خارجية وانما لديها سياسة داخلية فقط".
الآن تحديدا، حيث لم تكن العلاقات مع الولايات المتحدة أفضل حالا مما هي عليه، يصعب ان نصدق انه ما زال هناك سياسيون غارقون في حلم العودة لرئاسة الوزراء، ولذلك يصوتون الى جانب المتطرفين والمتمردين لعرقلة تقدم خطة فك الارتباط عن غزة وضد ارادة اغلبية الشعب وضد مصالح صديقتنا الكبرى، امريكا. كل هذا يحصل حيث تتحول ايران الى رأس الحربة لمليار مسلم في العالم أعلنوا الجهاد ضد العالم الديمقراطي المتحضر. وفي مركز الصراع تقع امريكا واسرائيل باعتبارهما هدفين مركزيين لما يُطلق عليه بوش "محور الشر".
اسم اسرائيل سطع في المؤتمر الصحفي الذي عقده بوش قبيل رحلته الهامة الى اوروبا. بوش يقول: "لو كنت زعيما لاسرائيل وسمعت تصريحات آيات الله في ايران بصدد أمن بلادي لقلقت جدا من وجود سلاح نووي لديها. نحن ايضا بدورنا ومعنا باقي دول العالم قلقون من ذلك". بوش أنهى الفصل الاسرائيلي بالقول ذو المعنى الازدواجي: "اسرائيل هي حليفتنا، وقد تعهدنا لها بصورة قوية جدا بأن ندعمها. سندعمها عندما يكون هناك تهديد على أمنها".
مغزى هذه الاقوال الضمني هو انه اذا تعرض أمن اسرائيل للتهديد فقد تدعمها الولايات المتحدة من خلال عملية وقائية من النوع الذي أقدمت عليه اسرائيل ضد المفاعل العراقي سابقا. نائبه، ديك تشيني، سبقه في القول بصورة فظة وصارخة انه اذا لم يوقف العالم ايران، فان اسرائيل ستتولى أمرها وتترك لنا من خلفها كل القذارة. في الوقت الذي بدت فيه تصريحات تشيني أشبه بالتحذير لاسرائيل، فان ما قاله بوش ورد بلهجة متفهمة متعاطفة. على أية حال الرئيس الامريكي ونائبه على حد سواء يستخدمون اسرائيل لكونها هدفا معلنا أوليا لايران - حتى يُجندوا اوروبا لتوحيد الجهود الدبلوماسية معهم من اجل ايقاف المشروع الايراني. سواء كان صدفة أم لا، فقد أقدمت الصحيفة الالمانية الاسبوعية "دير شبيغل" على نشر جدول تحتل فيه اسرائيل المرتبة الخامسة في العالم في الترسانة النووية بعد امريكا وروسيا والصين، ولكن بين فرنسا وانجلترا، حيث تملك أكثر من 200 رأس نووي.
المشكلة هي - انه لا يوجد خطر من السياسي الذي يفسر ما يسمعه بصورة خاطئة. قبل 23 سنة فسر وزير دفاعنا، اريئيل شارون، تصريحات وزير الخارجية الامريكي حينذاك، الكسندر هيغ، على انها ضوء أصفر لمهاجمة لبنان، وبعد ثلاثة اسابيع تمت إقالة هيغ، أما نحن فعلقنا في لبنان 18 عاما. صدام حسين هو الآخر فسر رد السفيرة الامريكية في بغداد، ابريل غيلسبي، على انه موافقة ضمنية لاجتياح الكويت. غيلسبي أُقيلت، وامريكا تورطت حتى الآن في حربها الثانية في الساحة العراقية.
من المهم ان ندرك ان الولايات المتحدة تستغلنا لاقناع اوروبا بأن ايران هي تهديد استراتيجي، وان هناك حاجة للقيام بعملية كبح مشتركة لها. امريكا لن تسمح لنا ان نتحرك وحدنا، وهي لا تريد زعيما يمينيا متطرفا يؤجج الاوضاع على رأس الدولة.
بوش يطمح الى ان تقوم اسرائيل بتطبيق خريطة الطريق حتى يطفيء بؤرة النار في منطقتنا. الخوف هو ان اقتراب موعد تنفيذ خطة فك الارتباط قد يدفع اسرائيل الى الغرق في مشاكلها الداخلية. السياسيون قصيرو النظر والقامة الذين يرغبون في نيل رضى المتمردين سيغضون البصر عن التمرد الاسلامي العالمي ويتسببون في فقدان وضياع الاتفاقات والتفاهمات مع واشنطن.
نتنياهو هو أكثر المخيبين للآمال حيث يقوم باحصاء اصوات اليمين التي ستوصله الى سدة الحكم، إلا انه ليس قائدا بما فيه الكفاية حتى يرى التسونامي الاسلامي المتطرف الذي يتصاعد ويتعالى في الأفق ويشكل تهديدا لنا وللسلام العالمي بأسره.
------------------------------------------------------








هآرتس - مقال - 22/2/2005
التبريد لا يكفي وهناك حاجة للتجميد
بقلم: أمير أورن
مراسل الصحيفة لشؤون الجيش
(المضمون: يجب إطالة الفترة الفاصلة بين الخدمة في الجيش ومنصب وزارة الدفاع لمنع ظاهرة الكراهية وتصفية الحسابات التي كانت قضية موفاز - يعلون آخر واحدة فيها - المصدر).
رئيس هيئة الاركان، موشيه يعلون، يرهق نفسه في الايام الأخيرة في دور البائس المذهول ضحية شاؤول موفاز. يعلون اكتشف فجأة وبصورة صادمة ان الدسائس تصل حتى مستوى القيادة الأمنية ذاتها، وان موفاز لا يتوانى عن إبعاد الضباط الكبار ذوي الحقوق الكثيرة عندما يشعر انه في موقع تهديد أو تحدي. هذا الاكتشاف المدوي اختفى عن أعين يعلون قبل عشر سنوات، ومرة اخرى قبل خمس سنوات. في عام 1955تشاجر رئيس هيئة الاركان، أمنون ليبكين شاحك، أمام سمع الجميع وبصرهم مع خليفته في رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، اوري ساغي، الذي رغب في زحزحته عن منصبه ومن الجيش بعد ان أحبط تعيينه نائبا ثانيا لرئيس هيئة الاركان اهود براك بسنة واحدة.
بموافقة وزير الدفاع، اسحق رابين، دفع شاحك ساغي نحو الخارج. هذا الانقلاب تسبب في ترقية العميد قائد قاعدة تساليم الى رتبة لواء وتنصيبه في مكانه رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية، ومنحه جسرا لمواصلة الترقي. اسم هذا الضابط هو "بوغي" يعلون.
في عام 2000 عمل رئيس هيئة الاركان التالي، شاؤول موفاز، على إزاحة نائبه عوزي ديان، وكان المستفيد السعيد من ذلك: يعلون مرة اخرى. يعلون لم يحتج على تلك المعاملة التي لقيها عوزي ديان، ولم يقل كلمة حول ما فعلوه لاوري ساغي من قبل. صحيح انه لم يشارك في ذلك، إلا ان ساقه دخلت لحذاء المطرودين من المنصب بلا تردد. الآخرون قاموا بالمهمة بدلا عنه. ربما خدع نفسه وأوهمها بأنه منيع من ملاقاة نفس المصير الذي لقيه شاحك وديان.
اضافة الى خليفة يعلون المجيد الذي لم يزعجه بناء نفسه من التنكيل بسابقيه، كان لهذه القضايا صفة مشتركة اخرى: خليفة وزراء الدفاع رابين وبراك وموفاز الآن، كل واحد منهم (وموشيه ديان قبلهم)، كان رئيس هيئة اركان سابق، أسير في نادي الضباط الكبار ومُشبع بالترسبات من فترة الخدمة العسكرية.
رئيس الوزراء اهود براك عين نفسه وزيرا للدفاع لاربع سنوات ونصف فقط بعد ان توقف عن أداء هذا الدور. رابين، المتقاعد المخضرم من الجيش، بقي أسيرا ومقيدا بالشعور بأنه لا يريد ان يفعل لرئيس هيئة الاركان الذي يعمل معه ما رفض ان يفعلوه له عندما كان رئيسا لهيئة الاركان في الستينيات. في فترة رابين الاولى كوزير للدفاع في الثمانينيات تسببت سابقته الشخصية في مساعدة موشيه ليفي. رابين، في عام 1967، كان رئيس هيئة الاركان الثاني (ديان كان قبله فقط)، الذي تم تمديد سنواته الثلاث الى اربع. ليفي أحسن استخدام هذه الميزة وحظي بسنة رابعة حيث اعتبر حرمانه منها إقالة له من منصبه.
لدى اربعة من كبار الضباط برتبة فريق متقاعد حساباتهم واحدا تلو الآخر عندما كانوا رؤساء هيئة اركان محبطين. ويضاف لهؤلاء وزراء الدفاع عيزر وايزمن واريئيل شارون واسحق مردخاي وجنرالات الاحتياط كل بدوره.
موفاز الذي بُني على أساس الضغينة لاسحق مردخاي ومتان فلنائي ساند يعلون كرئيس لهيئة الاركان من بعده حتى يفرمل تعيين ديان. يعلون النزيه لم يكن ليتصور ان عليه ان يعين تاريخ تسريح زائف حتى يحصل على امتيازات مثل حق الترشح للكنيست. ولكن عندما طالب موفاز المتشوق لهذا المنصب بذلك وتم تسريحه في نهاية تموز وليس آب، صمت يعلون وغطى عليه.
قضية موعد تسريح موفاز أُثيرت عشية انتخابات 2003 بسبب البدء في تطبيق قانون تبريد الضباط الكبار (الفترة الانتقالية الفاصلة بين الجيش والسياسة).
القانون اكتفى بسنة انتظار بين تسريح الضابط وبين دخوله الى الكنيست أو الحكومة، وهذه كانت أقصر مدة استطاع الحصول عليها المبادر للقانون، موشيه آرنس. ولو كان هذا القانون قد طُبق في الكنيست السابقة لمنع موفاز من الانضمام للحكومة بعد إنهاء منصبه بأقل من اربعة أشهر.
المشكلة تزداد حدة عندما يندفع متقاعد كبير وجديد في الجيش نحو وزارة الدفاع حيث يستطيع من خلال هذا المنصب ان يحدد مصير كبار الضباط الذين خدم معهم بالأمس القريب. هذه الامكانية التي بلغت ذروتها بتقصير فترة تبريد مردخاي وموفاز، يجب ان تتحول من تبريد الى تجميد تام. في مناسبات سابقة رفضت في اسرائيل اقتراحات للحذو وراء النموذج الامريكي حيث يحظر تعيين ضابط سابق وزيرا للدفاع قبل مرور عشر سنوات على تسريحه من الجيش.
وعند الضرورة يمكن سن قانون إعفاء شخصي، حسب متطلبات الساعة. هذا الوضع حدث مرة واحدة عند تعيين الجنرال المتقاعد جورج مارشال في ذروة الحرب الكورية وبعد مرور ست سنوات على تسريحه. لا مانع من دخول ضابط كبير لأي منصب آخر في ذات الوقت في الادارة بما في ذلك رئاسة الولايات المتحدة.
أما في اسرائيل فقد اتبعوا مسارا عكسيا من السياسة نحو الجيش في حالات الطواريء -ديان ومطلبه قيادة المنطقة الجنوبية في عام 1967، وشارون وحاييم بار ليف في عام 1973. على ارض الواقع تم اغلاق هذا الاتجاه منذ ذلك الحين. قضية موفاز - يعلون تذكرنا بالحاجة الى تمديد الفترة الفاصلة بين الخدمة العسكرية ومنصب وزارة الدفاع لفترة طويلة.
------------------------------------------------------
يديعوت - مقال - 22/2/2005
خُذ إصبعا، هات يد
بقلم: ب. ميخائيل
كاتب يساري
(المضمون: اسرائيل تعود مرة اخرى الى مناوراتها في تقديم جزء بائس هزيل لتجني ثمنا كاملا ومبالغا فيه بحيث ان المشكلة ستعود لتتفجر من جديد - المصدر).
موضوع غريب: توجد أمور لا تنجح حكومة اسرائيل (مثل معظم سابقاتها) بأي حال في أن تتعلمها.
وقد نجحت أخيرا في ان تتعلم، على ظهر آلاف الضحايا، بأن فقط بارقة أمل سياسية، حتى وان كانت بائسة وتومض بصعوبة، يمكنها أن توقف حمامات الدماء الدوارة. فقد أفلحت، على الاقل لزمن ما، في أن تفهم بان النبوت لا يخضع ولا يحسم الامر بل يؤلم فقط. فهمت، بتأخير 36 عاما، بان "مشروع الاستيطان" هو وحش يصر على الثورة على خالقه. وهي تدعي، على الاقل من الفم وخارجا، بانها استوعبت بانه لا يوجد أي سبيل آخر للسيطرة على شعب آخر والنجاة. بل ومؤخرا نجحت في أن تستوعب بان هدم المنازل الثأري للابرياء يصب الزيت على شعلة العنف وليس الماء.
فقط شيء واحد لا تنجح في عمله. أن تأخذ كل هذه الدروس التي اكتسبت بالكد وبالدم، وأن تضمها الواحد للاخر وان تستخلص منها الفهم الأساس اللازم والواضح: طالما لم ينتهِ الاحتلال حتى النهاية، وليس فقط الثلث او الثُمن، فاننا سنواصل أكل الاسماك الفاسدة وسنواصل تلقي السياط الى أن في نهاية الامر نطرد من المدينة.
هذه الحكمة محرومة هي منها. عملية الربط لا تزال صعبة عليها.
وهاكم موضوع غريب آخر: لا يشتبه أحد بشارون في أنه يقول الحقيقة. لا يتصور أحد بانه بالفعل يعتزم مواصلة "خريطة طريق" كهذه او كتلك. لا أحد يفكر بجدية بأنه عن حق وحقيق سيتوجه الى مفاوضات صادقة وفهيمة وانطلاقا من هدف الوصول الى تسوية. أحد لا يفترض، يقدر أو يتوقع بان يتقدم شارون حتى ولو ملمتر واحد الى ما هو اكثر من الاصبع الصغيرة التي يمدها الان ليترك خلفه أرضا محروقة.
الجميع يعرفون أنه بالاجمال يسعى إلى تزيين الوجه البشع لاسرائيل بحيث يتمكن خلف هذه الزينة من إختطاف كل اليد، بثمن الاصبع الذي أعطاه.
وعلى الرغم من الاجماع بعدم الثقة هذا، فان الجميع خلفه. كل وأسبابه معه.
هناك من يقفون خلفه انطلاقا من الايمان بانه في واقع الامر يعتزم إفشال نفسه. وهناك من يأملون في أن يفشله الآخرون. وهناك من يعلقون آمالهم بـ "سابقة"، ويأملون في أن تكون الريح التي تهب بعد السابقة شديدة بما فيه الكفاية لفرض السياق. وهناك بالطبع أيضا من يحسبون في بواطن قلبهم سنوات شارون، في السلطة وفي العالم، ويؤمنون بأن التالي وراءه هو هو الذي سيجلب الخلاص الكامل. ولكن أحدا (باستثناء أبناء العائلة والمشاركين في الاستطلاعات) لا يتصور بأن فمه وقلبه متساويان.
وهكذا فان اسرائيل وهي عسيرة التعلم، يقودها غاشي العيون، عادت لتنطلق في واحدة اخرى من مناوراتها "اللاذعة". مرة اخرى محاولة فاشلة لاعطاء نصف بضاعة مصابة بالخلل لجباية ثمن مبالغ فيه. مرة اخرى "انسحاب من سيناء - ولكن بدون طابا". ومرة اخرى "انسحاب من لبنان - ولكن فقط حتى الحزام الأمني"، وبعد ذلك "انسحاب من لبنان - ولكن بدون مزارع شبعا". مرة اخرى "غزة وأريحا أولا" من أجل نيل كل الباقي.
وكل جيش المحللين (حسنا، معظم جيش المحللين …)، الذين يسمعون الاصوات ويعرفون النفوس العاملة، يملأون العناوين الرئيسة بكلمات منفعلة عن لحظات تاريخية، نهاية عصر، موت حلم، نهاية احتلال، انقلاب طريق.
وحتى الحقيقة البسيطة في أنه في ذات اليوم نفسه صادقت الحكومة على مسار آخر للسور، ليس فيه حتى ولو سنتيمتر واحد لا يسلب شيئا من اراضي الغير، لتثبت من جديد الطبيعة الحقيقية لفك الارتباط وللسور، لم تثقل على فرحة اللحظة التاريخية، على موت الحلم ونهاية الاحتلال.
سنة اخرى، سنتين، ربما اكثر وربما أقل، سواء نفذ الانسحاب أم لا، سيكتشف الفلسطينيون بأنهم مرة اخرى حاولوا الضحك عليهم. انهم مرة اخرى لوحوا امام عيونهم بعود ثقاب من الامل من أجل العودة الى تعميق الخناق حول الرقبة. وعندها ستعود المنطقة لتتفجر.
والحكومة التي ستسيطر في حينه علينا وعليهم، ستدور العيون المليئة بالمفاجأة وتفرك اليدين إحساسا بالصدمة وتعلم شعبها ووسائل اعلامها كيف تقول بصوت باك: "أولم نُعطهم كل القطاع!. أولم نعد اليهم كل نصف شمال - غرب السامرة!. أولم نفك ارتباطنا عنهم حتى طريق 443!".
ومرة اخرى سيكون بوسعنا أن نستند الى النبأ المواسي في أنه ليس هناك مع من يمكن الحديث، وليس هناك على ماذا يمكن الحديث. وبعون الله، سيكون بوسعنا أن نعود مرة اخرى الى غزة واريحا أولا، كي نستعد لفك الارتباط التالي.
وكعادة كاتو الشيخ نعود لنقول حتى يعيل الصبر: انسحاب كامل قد يؤدي ربما الى سلام كامل. فُتات إنسحاب، مثلها مثل قرص التهدئة لمريض السرطان: لا يؤلم، ولكن أيضا لا يمنع المرض من مواصلة العربدة.
------------------------------------------------------
يديعوت - تقرير - 22/2/2005
شوارع بلا قانون
بقلم: عمير بن دافيد
موجة الارهاب هدأ سيرها؛ وزئيف روزنشتاين، "هدف الشرطة الأول"، موجود من وراء القضبان؛ لكن الجريمة - وخاصة في المجالات الأكثر إقلاقا للمواطنين - تضربنا أكثر فأكثر.
في السنة الماضية فُتح في شرطة اسرائيل 517.238 ملفا - أي ارتفاع نسبته 2 في المائة مقارنة بعام 2003. ولكن طرأ ارتفاع أعظم على المخالفات الشديدة، التي ينضم اليها العنف بين الناس والمس بملكهم الخاص. الإبلاغ عن حوادث اغتصاب قفز بنسبة 16 في المائة، ومخالفات العنف ازدادت بنسبة 3 في المائة، وسرقات السيارات قفزت بنسبة 20 في المائة، واختراق البيوت ارتفع بنسبة 10 في المائة. لا يُتوقع ان يكون العام القادم أفضل: فقد قدر القائد العام للشرطة، الكولونيل موشيه كرادي، مع تلخيص عام 2004 أن تخصيص القوات لمعالجة الانفصال سيمس الخدمة التي سيحصل عليها المواطن من الشرطة ويتسبب بارتفاع الجريمة. وزاد كرادي قائلا "إننا نفترض أن تحسن الوضع الأمني سيجلب ارتفاعا في سِعة الحوادث الجنائية في اسرائيل"