الحقيقة أن ما فعله الحضرى هو تصرف شخصى، والإنسان حر فيما يفعل، وإن كان هناك شرطا جزائيا فى العقد بينه وبين النادى الأهلى فى حالة إنهاء العقد من طرف واحد ففى هذه الحالة فكل ماهو مطالب به عصام الحضرى هو أن يدفع للنادى الأهلى قيمة الشرط الجزائى (فى حالة وجود مثل هذا الشرط)، هذا من الناحية القانونية، أما من الناحية الجماهيرية والإعلامية، فإنه من المعروف أن أجهزة الإعلام يريدون (جنازة حتى يشبعوا فيها لطم)، ومن أطرف ما قيل أن هروب الحضرى هو "مؤامرة يهودية" للقضاء على فرحة مصر بكأس أفريقيا وكما جاء فى إيلاف بالنص:"يتردد في الشارع الكروي العربي والمصري على وجه التحديد شائعات ومبالغات لا يمكن تصديقها وتعتمد بشكل كبير على نظرية المؤامرة، حيث يتردد أن الوسيط المغربي ورئيس النادي السويسري أقنعا الحضري بالهروب من أجل إجهاض الفرحة المصرية بالفوز ببطولة أفريقيا، ولم يكن ذلك سوى مؤامرة يهودية، حيث أن كلاهما يهودي..!"
..........
ولقد تخيلت أن رئيس المجلس اليهودى العالمى قد دعى المجلس إلى عقد جلسة طارئة فى مدينة بازل فى سويسرا، وكان الموضوع الوحيد على جدول الأعمال هو:"كيفية سرقة فرحة 75 مليون مصرى بكأس أفريقيا"
وقد بدء رئيس المجلس الحاخام الأكبر (إفرايم جولدبرج) بإلقاء كلمة الإفتتاح:
لقد دعوتكم اليوم لهذا الإجتماع الطارئ وذلك لبحث الخطوات العملية للقضاء على فرحة مصر بفوز فريقها لكرة القدم بكأس أفريقيا لعام 2008، ولقد شاهدتم جميعا على شاشات التليفزيون الفرحة المصرية العارمة لهذا الفوز، وإذا تكررت تلك الفرحة بهذا الشكل، فليس من المستبعد أن ينهض المصريون من سباتهم الذى دام طويلا، والحقيقة أن اليهود قد تقاعسوا فى إجهاض الفرحة المصرية عندما فازت مصر بكأس أفريقيا عام 2006 فى القاهرة، وأنا أعادهكم بأننا لن نكرر هذا الخطأ مرة أخرى، لذلك دعوتكم لإتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة للتعكير على مزاج المصريين، وكما تعرفون بأننا دائما نتآمر على المصريين رغم أن سيدنا موسى قد ولد وترعرع فى مصر إلا أننا لن ننسى أبدا الطريقة المهينة التى طردنا بها من مصر مع نبينا موسى، وتاه جدودنا فى صحراء سيناء أربعون يوما حتى وصلوا إلى أرض الميعاد.
وأرجو أن يكون إجتماع اليوم قصيرا، فأنا أعرف أننى دعوتكم على عجل وتركتم أعمالكم وأسركم لحضور هذا الإجتماع الهام، والآن أعطى الكلمة للحاخام (آريل آيسبرج):
الحاخام آيسبرج يتقدم للمنصة، ويبدأ موجها حديثه للمجتمعين:
أنا لن أطيل عليكم، ولكننى لدى خطة تآمرية (ما تخرش المية) لإجهاض الفرحة المصرية، إذا نظرنا إلى التركيبة المصرية، نجد أن الأحزاب الكروية المصرية هى الأحزاب الحقيقية فى مصر، فيوجد حزب الأغلبية وهو حزب النادى الأهلى، يليه حزب الأقلية وهو حزب نادى الزمالك، ويليهما بمسافة أحزاب صغيرة مثل الإسماعيلى والمصرى، وإذا نظرنا إلى الفرحة المصرية نجدها تتركز على أداء اللاعبين والمدير حسن شحاتة، فالجماهير المصرية والأهلوية على وجه الخصوص فرحانة بأداء لاعبيها عصام الحضرى وأبو تريكة، وعصام الحضرى كان له الفضل الأكبر للفوز المصرى، لذلك إذا إستطعنا إختطاف عصام الحضرى من مصر وإحضاره إلى أوروبا سوف تكون هذه ضربة قاضية فى صميم الفرحة المصرية.
مقاطعة من الحاخام الأكبر (جولدبرج):
ولماذا لا نختطف أبو تريكة وهو أكثر اللاعبين شعبية، وسبب لإسرائيل إزعاجا كبيرا عندما أظهر تضامنه مع أهالى غزة.
الحاخام آيسبرج يستأنف حديثه:
أنا سعيد أنك أثرت هذه النقطة، صحيح أن أبو تريكة أكثر اللاعبين المصريين شعبية، كما أنه يسبب لنا صداعا مستمرا بسبب تدينه، ولكن إختطاف عصام الحضرى سوف يكون أسهل نظرا لأن عصام الحضرى قد بلغ 35 سنة ويرغب فى السفر للخارج بأى شكل، لذلك فهو عجينة جاهزة، أما أبو تريكة فهو مازال صغير السن نسبيا، كما أنه عنيد ولا يمكن إقناعه بسهولة بترك مصر، لذلك فإننى أعتقد أن عصام الحضرى هو المرشح الأول. ويوجد نادى هنا فى سويسرا أبدى إستعداده من قبل فى الحصول على الحضرى لكى يلعب فى صفوفه، ورئيس النادى من جماعتنا وكذلك وكيل اللاعبين مغربى يهودى، لذلك فسوف يتعاونا معنا إلى أقصى درجة.
الحاخام جولدبرج يأخذ الكلمة مرة أخرى:
هل هناك أى إقتراحات أخرى؟
السيدة إستر فريدمان تطلب الكلمة:
أنا أقترح أن نطالب رئيس نادى سيون السويسرى بأن يجبر السيدة حرم عصام الحضرى على خلع الحجاب كشرط من شروط التعاقد معه، لأنه لا يصح أن تظهر سيدة محجبة فى مدرجات نادى سيون السويسرى.
الحاخام الأكبر (جولدبرج):
هذه فكرة ممتازة، وسوف تكون ضربة قاصمة للإتجاهات المتطرفة، وخطوة ممتازة فى حربنا ضد الإرهاب، وسوف ابدأ الآن فى أخذ الأصوات على الإقتراحين،
أغلبية... أشكركم على الحضور، وسوف أتولى بنفسى تنفيذ الإقتراحين.
...............
وأخيرا همسة فى إذن إدارة وجماهير الأهلى الغاضبة، كما ترون من الصورة عصام الحضرى مازال يرتدى الفانلة الحمراء، ومتى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم إمهاتهم أحرارا.
samybehiri@aol.com
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
03-01-2008, 01:02 PM
{myadvertisements[zone_3]}
bassant
egyptian cat
المشاركات: 1,007
الانضمام: Dec 2007
هو كل حاجة تحصل فى العالم نلزقها لليهود المساكين الغلابة ؟
انت فكرتنى بقصة مسيحية كنت بسمعها زمان ومصدقها
مرة كان رئيس الدير بيمر على قلايات الرهبان اثناء الصيام وبعدين شم ريحة أكل, قام قعد يدور على القلاية اللى طالع منها ريحة الاكل لحد موجدها , وبعدين لقى راهب بيسلق بيضة على الشمعة , قام وبخة وقاله ازاى تعمل كده يابونا فى الصيام , ندم الراهب وقاله معلش يا ابويا الشيطان غوانى , لكن ساعتها الشيطان ظهر وقاله حرام عيك دى الفكرة دى عمرها ما خطرت لى انا شخصيا ده انت استاذ .
04-07-2008, 03:20 PM
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
أنا مطمئن تماما إلى أننى لن أصاب بأى جروح قطعية فى الوجه إذا ما قرأت زوجتى تلك المقالة، لسبب بسيط أنها لا تقرأ مقالاتى كنوع من الإحتجاج على عدم جودة المقالات من جهة، ومن جهة أخرى تحاول أن تعطينى رسالة خلال السنوات الماضية ومفادها أن ما أكتبه لا يعنيها فى شئ لأننى أضيع وقتى وكان الأحرى بى أن أفعل شيئا مفيدا فى حياتى مثل أن أشترى لها خاتما من الألماس!! حتى أنها لم تقرأ روايتى اليتيمة إلا بعد إلحاح وصل إلى حد التقريع من بناتى، ويبدو أنها لم تكملها أو لم تعجبها لأنها لم تفاتحنى فى موضوع الرواية مطلقا، وفى رأئى أن هذا أفضل لإستمرار علاقتنا الزوجية وكفى الله المؤمنين شر القتال.
وأنا بطبيعتى لا أحب القتال وخاصة القتال على الجبهة الداخلية، ففى خارج البيت من الممكن أن أكون قاسيا فى صراع العمل مع الآخرين أما فى البيت فأنا حمامة وديعة، ما أن تبدأ زوجتى فى الشجار معى حتى أترك لها البيت متظاهرا بأننى لا بد أن "أمشى" كلبى كوكى، فيزداد صراخ زوجتى قائلة:"خليك هنا وتعالى إتخانق معايا زى الرجالة"، وبما أننى لست مثل كل الرجال، فإننى أقول لكلبى كوكى:"يلا بينا ياكوكى نخرج نتمشى فى الجو الجميل ده"، فيوافقنى كلبى ويهز ديله بغباء كما يفعل دائما فهو يهز ديله عمال على بطال. وعندما أعود إما أن تكون زوجتى قد هدأت ونسيت موضوع الخناقة أو تكون قد راحت فى سبات عميق، فأستمتع بهدوء جميل فى البيت. وفى الحقيقة منذ أن تزوجت منذ أكثر من عشرين عاما وأنا أتسائل عن سبب عشق بعض الزوجات للخناق مع أزواجهن أكثر كثيرا من أن يكون لمعظم الأزواج نفس الرغبة، وقد حاولت تشكيل لجنة لتقصى الحقائق من الأزواج "المنكد" عليهم ففشلت فى تشكيل اللجنة لعدم وجود النصاب القانونى وهو ثلاث أعضاء!! ولا أدرى سبب إحجام الأزواج عن الإشتراك فى تلك اللجنة: هل هو إيثار السلامة؟ أم لأن معظم الأزواج سعداء فى حياتهم وأن معظم ما يقال من عشق الزوجات للخناق ماهى إلا إشاعات مغرضة تطلقها أبواق الدعاية الصهيونية والمعادية بطبيعتها للسعادة الزوجية!!
وحاليا أقرأ كتابا للكاتب الكولمبى المبدع جابرييا جارسيا ماركيز وعنوانه "خبر إختطاف"، ولقد لفتت نظرى عبارة فى الكتاب يقول فيها بالحرف الواحد :" كانت مشاجرتها مع زوجها تثبت أن لديها قدرة على الغضب ومخيلة لتوجيه الشتائم تصل أحيانا إلى ذرى الإلهام"!! إذن فنحن أمام مشكلة كونية أو مايمكن أن نسميه ب "عولمة" نكد الزوجات فما نراه فى الشرق الأوسط نراه فى الولايات المتحدة وحتى كولومبيا بلد ماركيز، وتحضرنى فى هذا المجال تقريرا للشرطة الأمريكية يقول :"أنه فى تاريخ حوادث العنف الأسرى، لم يحدث أن أطلقت زوجة النار على زوجها أثناء قيامه بغسيل الأطباق"، لذلك فندائى اليوم هو :"ياأزواج العالم إتحدوا وإبدأوا بغسيل الأطباق"!!
وعندما كانت بناتى أطفالا فى حاجة إلى رعاية مستمرة شكرت زوجتى لأنها ضحت بوظيفتها المرموقة حتى تقوم برعاية البنات، وفى المقابل كان مسلسل النكد يبدأ بمجرد أن أعود من العمل منهكا، وكان هذا المسلسل يستمر أحيانا لعدة شهور، وكانت أحد الحلول الخبيثة من جهتى هو نجاحى دائما فى إقناعها فى أنها فى حاجة إلى أجازة وأن عليها أن تسافر مع البنات فى أجازة إلى مصر وتستمع بقضاء وقتا حميما مع حماتى العزيزة وفى نفس الوقت يستمتع البنات بتدليل جدتهم فى مصر، وكانت دائما تستجيب لإقتراحى وتشكرنى لأننى زوج متفهم وهى لا تعلم بالطبع نيتى السيئة، وما أن تغادر الأسرة أمريكا إلى القاهرة حتى أعود من المطار للإستمتاع بالهدوء و"الصمت الرهيب"، وكانت فى مكالمتها التليفونية من القاهرة تستكر علىّ الهدوء وتقول :"طبعا ياعم زمانك مهيص دلوقت لوحدك" وهذا إقرار منها بذنب "النكد" لأنها تعرف أنه عندما أكون لوحدى أصبح "مهيصا"، ولما كبرت البنات شجعت زوجتى على العودة للعمل على أمل أن يتوقف مسلسل الخناق، ولكن هذا المسلسل أخذ شكلا جديدا فأصبحت زوجتى أكثر قوة وأعطاها عودتها العمل ثقة أكثر فأصبحت أكثر قدرة على الخناق بل وبدأت فى إستخدام تقنيات جديدة "تصل أحيانا إلى ذرى الإلهام" على حد قول عمنا ماركيز!
وحديثا كنت مدعوا لحفلة بمناسبة مرور خمسة وعشرون عاما على زواج أحد الزملاء، وقلت له أمام زوجته:"هل تعلم أنك لوكنت سجنت بتهمة قتل شخصا ما من 25 سنة كان زمانك خارج السجن الآن"!! ولم تضحك زوجته على الدعابة ولكن صديقى ضحك بملء فمه قائلا:"آه والله عندك حق". وسألت العديد من الأزواج والذين يعانون من الإضطهاد العنصرى من جانب الزوجات ضد عنصر الأزواج، ومعظمهم أجمع على أنهم يقعون ضحية لهذا الإضطهاد ولكنهم لم يستطيعوا تبريره، بل وحاول البعض منهم كنوع من تعذيب الذات أن يبرروه قائلين بأن عنصر الأزواج يستأهل كل ما يحدث لهم من عنصر الزوجات المتفوق، ففى معظم الحيونات فإن الإنثى هى العنصر المتفوق دائما، ولكن فى جنس الإنسان يعتقد معظم الرجال أنهم العنصر الأفضل لذلك فإن نكد الزوجات ما هو إلا رد فعل طبيعى على تفوق الرجل منذ بدء الخليقة. ولم أنجح تماما فى تحليل تلك الظاهرة، فأرجو من القراء والقارئات أن يدلين بدلوهن فى تحليل الأسباب، لأننى أريد أن أعرف نظرا لأن لدى بنات وأرجو من الله أن يمنحهن أزواجا صالحين لكى ينكدن عليهم عيشتهم!! وسوف أكون صريحا على كل من يتقدم لخطوبة بناتى على أنه سوف يضحى بحريته وهناء عيشته فى مقابل سويعات لا تتكرر كثيرا من الغذاء والحب، فهل يعتبر هذا قسمة عادلة؟ وعلى العريس أن يقرر.
وختاما أختم بنكتة قديمة: كان فيه زوج يشتكى على طول من أن زوجته تتخانق كثيرا وتنكد عليه عيشته فقال لها أنا مش حأقدر أعيش بالشكل ده على طول، إيه رأيك نخللى يوم للنكد ويوم من غير نكد عشان حياتنا تستمر، وتعجب الزوج عندما وافقت زوجته فورا، فكانت تنكد عليه يوم النكد كعادتها، وما أن يجئ اليوم التالى حتى تظل طوال اليوم تغنى له: "بكرة النكد بكرة!!"
samybehiri@aol.com
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
06-07-2008, 11:48 PM
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
هناك مهووسون بكرة القدم أوالشطرنج أو الرقص. ولكن هناك أيضاً مهووسون بالقضية. أية قضية؟ لايهم.المهم أن تكون هناك قضية ينذرون أنفسهم لها. لايهدأ بالهم مالم تكن ثمة قضية تشغلهم. وظيفتهم الكبرى هي السهر على هذه القضية ورفع لوائها على طول الخط. بالنسبة لهم لامعنى للحياة من دون قضية. ولامعنى للقضية مالم تكن بين أيديهم. إنهم، هم، الساهرون على القضية ولقد قرروا أن يحملوا شعلتها التي ستنير طريق الخلاص. الخلاص من ماذا؟ لايهم.
لايجد هؤلاء حاجة إلى تبرير وظيفتهم. من طلب منهم حمل القضية على أكتافهم ومن اختارهم ليكونوا حماتها وإلى أي حد يخدم عملهم القضية التي يزعمون أنهم يعملون من أجلها ولماذا يشكلون، هم من دون العالمين، الطليعة المدافعة عن القضية التي لايأتيها الخطأ من أي صوب؟
إذا قيل لهم ما النفع في ما تفعلون ردوا ساخطين: إننا نناضل ونتعب من أجل القضية ويأتي من ينتقدنا. هم ينهرون المنتقدين أياً كانوا وإذا ما تجرأ فرد وتمادى في نقدهم يهب واحدهم ويقرر أن هذا الذي ينتقد لايفعل ذلك إلا لأنه باع نفسه للأعداء وهو يتلقى منهم الأموال والتعليمات. ثم ينفجر بخطاب حماسي عن الطابور الخامس والسادس ويهدد ويتوعد. يتحدث عن نضال الخنادق ونضال الفنادق، عن الوطنيين والعملاء، عن المخلصين وغير المخلصين. يشعر المنتقد بالذعر ويركبه إحساس من ارتكب جريمة.
يتم إلغاء الفاصل بين الواقع والخطاب. ما يقوله حارس القضية هو الحقيقة وعلى الجميع قبول ذلك كإحدى المسلمات في هذه الحياة. يجري خلق مناخ شعائري يتحول فيه العقل إلى عبء. لامكان هنا للوقائع. لامكان للتشكيك. لامكان لتفاصيل العيش اليومي. لاصوت يعلو فوق صوت القضية.
ينبغي أن تبقى القضية وهاجة لاتنطفأ. وهي، لهذا، بحاجة إلى قرابين. لابد من تهييج الناس ورميهم في أتون القضية في كل لحظة.
من أجل أن تبقى القضية حية لامناص من الذهاب إلى الموت. يتم اختراع المعارك وفبركة الصراعات من أجل أن تبقى شعلة القضية مضيئة. إذا انطفأت نارالقضية ضاعت الأمة واضمحل الشعب. فليمت الناس كي تستمر القضية.
أن يموت الناس وتتحطم أسباب عيشهم وتنهار أعمالهم وتضمحل سبل رفاهم، هذا أمر بسيط مقارنة بضخامة القضية. القضية أكبر وأهم من الناس. وظيفة الناس هي أن يكونوا في خدمة القضية.
يؤسس حراس القضية حزباً بدعوى خدمة الشعب فينتهي الأمر بالمقلوب. يصبح الشعب خدماً للحزب. ثم يتلخص كل شيء وكل شخص في شخص زعيم الحزب الذي يغدو هو الشعب.
تتغير الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية، تتبدل الشعارات القريبة والبعيدة، ولكن يبقى هدف واحد لايتبدل : بقاء الزعيم. تتحول أشياء من قبيل الوطن والأرض والتحرير والشعب والأمة إلى ملحقات بشخص الزعيم ويبقى الشعار الوحيد المرفوع أبداً هو بقاءه. لقد أصبح هو القضية.
نزار آغري
06-12-2008, 02:10 PM
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
أشمئز من كل الفئران الموجودة فى العالم بإستثناءأربعة فئران: فأر الكومبيوتر، والفأر جيرى، والفأر ميكى ماوس، والفأر المكسيكى "سبيدى غونزاليس" لذلك قررت تأييد فتوى الشيخ محمد المنجد والذى هاجم الفئران، ولكنه أختلف معه فى مهاجمته لجيرى وميكى ماوس، ويمكنك مشاهدة فتوى الشيخ المنجد بالضغط هنا:
وفى الحقيقة فإن الشيخ المنجد يمثل طائفة من المشايخ يهاجمون أى شئ جميل ويخشون من مجرد الشعور بالسعادة، فالشعور بالسعادة أو سعادة الآخرين تجلب لهم التعاسة، لذا تجدهم يهاجمون كل شئ جميل فى حياتنا أو حياة أطفالنا مثل ميكى ماوس أو توم وجيرى، وهؤلاء المشايخ أحرار فيما يعتقدون، ولكنهم ليسوا أحرار فى تحويل حياتنا إلى مستنقع تعاسة، والشيخ المنجد لم يكلف خاطره ويسأل نفسه: إذا كانت الفئران بمثل هذا الشر ويلزم إبادتها (بما فيها الفئران الغير حقيقية والكرتونية)، فلماذا خلقها الله، ألا يعتبر هذا إعتراضا على خلق الله سبحانه وتعالى، وإذا كان الشيخ المنجد يكره الفئران الحية فما هو ذنب الفئران الكرتونية الخيالية، وتفسيرى أن طوفان الفتاوى الذى يهاجمنا فى السنوات الأخيرة ماهو إلا إعصار ضد الحياة وضد كل ما هو جميل أو مفرح فى حياتنا، والنتيجة الحتمية بعد كراهية حياتنا، هو أن نضع حزاما ناسفا للتخلص من حياتنا الكئيبة وبالمرة من الممكن أن نقتل معنا عددا من الأبرياء، ولا يهم إن كانوا من أبناء الوطن أو العقيدة، المهم هو أن نحاول أن نخلصهم من تلك الحياة الفانية...
.ولقد إنزعجت جدا من فتوى الشيخ المنجد، وقررت التوجه إلى مدينة ديزنى للإطمئنان على ميكى ماوس، ودفعت ما يقرب من السبعين دولار ثمن تذكرة دخول مدينة ديزنى، ولكنى قلت مش خسارة فى سبيل مقابلة ميكى ماوس، وعندما توجهت إلى بيت ميكى ماوس داخل مدينة ديزنى، وجدت حراسة مشددة وقوات من المارينز (مشاة البحرية الأمريكية)، والحرس الوطنى الأمريكى وعدد لا بأس به من ضباط المباحث الفيدرالية الأمريكية بنظاراتهم السوداء وسماعات الإذن والبدلات الداكنة وربطات العنق السوداء ويبدو أنهم يراقبون كل الزوار بما فيهم الأطفال، وإقتربت من بيت ميكى، فظهر لى أحدجنود المارينزودار بيننا الحوار التالى:
وسألنى: أنت هنا لوحدك
- أجل
- أين أطفالك
- أطفالى تعدوا سن الطفولة ويدرسون فى الجامعة والثانوى
- لا يمكن أن أسمح لك بالدخول بدون طفل معك
- ماذا حدث؟
- يوجد تهديد على حياة ميكى ماوس من قبل متشددين وإرهابيين
- أنا صحفى جاء ليأخذ حديثا مع ميكى ماوس عن تلك التهديديات التى يتناولها الناس على شبكة الإنترنت
- دعنى أرى تحقيق شخصيتك
(وأخرجت له ماطلب فنظر إلى ونظر إلى الصورة مرارا، وقال إسمك: سامى البهيرى!!)
- أجل- ماهذا الأسم؟ من أين أنت؟
- أنا أعيش هنا فى أمريكا بولاية كاليفورنيا
- ما أقصده أين بلدك الأصلية، من أين هاجرت؟
- أنا أصلا من مصر.
- آه يعنى أنت من الشرق الأوسط
- أجل
- هل أنت مسلم؟
- أعتقد أن هذا شئ يخصنى ولا علاقة له بمقابلتى بميكى ماوس
- جاوب على السؤال، هل أنت مسلم؟
- أجل
- أعتقد مستر البهيرى أن هناك إستحالة أن نجعل مسلما من الشرق الأوسط فى مثل هذه الظروف أن يقابل ميكى ماوس
وطلبت مقابلة رئيسه، وأخيرا سمحوا لى بمقابلة ميكى ماوس بعد تفتيشى تفتيشا ذاتيا، وأصروا أن يحضر المقابلة الصحفية أحد جنود المارينز، ودخلت على ميكى ماوس، فوجدته فى حالة بائسه ويرتعد خوفا:
- صباح الخير ميكى
- حييجى الخير منين
- إن شاء الله خير
- إنت بتقول "الله" هو إنت منهم؟
- ماتخافش أن بس جاى آخد حديث معاك، طبعا سمعت عن فتوى الشيخ المنجد فى الشرق الأوسط والتى طالبت بالقضاء على كل الفيران فى العالم
- أيوه ياسيدى سمعت، ومن ساعتها وأنا حياتى أصبحت لا تطاق، واصبحت مثل الكاتب البريطانى سلمان رشدى، ومش قادر أخرج وأقابل الأطفال وألعب معاهم زى ماكنت بأعمل قبل الفتوى دى، ألاقيش معاك حتة جبنة رومى؟- أنا كنت جايب معايا هدية ربع قالب جبنة سويسرى، لكن رجال المباحث الفيدرالية أخذوها منى عند التفتيش، خايفين تكون مسممة.
- والناس فى الشرق الأوسط رأيها إيه فى الفتوى دى؟
- الحقيقة همه منزعجين جدا وبخاصة الأطفال إللى بيحبوك جدا.
- بلغهم تحياتى.
- ماتخافش ياميكى، إنت شكلك كده عام زى "الفأر المذعور".
- أنا فأر مذعور ياصديقى.
- وإيه الإحتياطات الأمنية إللى الحكومة الفيدرالية عملتها لحمايتك؟
- بلإضافة إلى قوات المارينز والقوات الأخرى إللى شفتها برة، علماء جامعة هارفارد صمموا مخصوص "جحر فأر" ضد القنابل الذرية.
- ياه للدرجة دى؟
- آه خايفين إيران تحصل على قنبلة ذرية، ويكون "جحر الفأر" بتاعى أحد الأهداف الإستراتيجية.
- معقول ده؟! إنت بتبالغ ياراجل (قصدى إنت بتبالغ يافأر)
-إنت أصلك مش فاهم، ميكى ماوس ده أحد أهم معالم الثقافة والحضارة الأمريكية، وإذا أمريكا خسرت ميكى ماوس يبقى إيه إللى فاضل؟ تمثال الحرية؟! فحمايتى هو حماية للحضارة الأمريكية.
- طيب وإيه فى رأيك العواقب الإقتصادية للموضوع ده؟
- إنت شايف الشهر ده السوق المالية الأمريكية كانت على وشك الإنهيار بسبب الموضوع ده لولا تدخل الحكومة الفيدرالية، لأن إختفاء ميكى ماوس من الخارطة الأمريكية تعنى إختفاء إمبراطورية ديزنى، وإختفاء إمبراطورية ديزنى تعنى إنهيار جزء لا يستهان به من أمريكا.
- وياترى إيه رأى المدام فى إللى بيحصل ده؟
- مدام مينى ماوس الحقيقة حزينة جدا، وبصفة خاصة إن حركتنا أصبحت مقيدة وبقينا خايفين من كل شئ حتى من بعض الأطفال.
- وياترى إيه تفسيرها للموضوع ده؟
- المدام بتعتقد إن إللى حصل ده هو مؤامرة من القط توم (عارفه طبعا بتاع توم وجيرى)
- آه عارفه طبعا، أنا حتى حاولت أتصل بالفأر جيرى، لكن يبدو إنه كان قافل الموبايل بتاعه.
- تصور المخابرات المركزية الأمريكية منعت إننا نستخدم الموبايل، لأنهم خايفيين إن الإرهابيين ممكن يعرفوا أماكن تواجدنا عن طريق تتبع الموبايل.
- لكن إيه حكاية مؤامرة القط توم دى؟
- المدام بتعتقد إن القط توم بعد أن فشل على مدى أكثر من نصف قرن فى التخلص من الفأر جيرى، توصل إلى إبرام صفقة مع عدد من المتشددين والإرهابيين للتخلص من كل الفئران الموجودة فى العالم بما فيها فئران أفلام الكرتون، وشوف القسوة وصل الأمر لمحاولة التخلص من فئران التجارب.
- وياترى إيه رد فعل باقى شخصيات الكرتون.
- وصلتنى برقيات تأييد كثيرة، وأهمها رسالة إلكترونية من الفأر المكسيكى "سبيدى غونزاليس" يقول فيها أن أى إعتداء على ميكى ماوس هو إعتداء على دولة المسكيك!!
- ده شئ جميل جدا، وأنا بصفتى من مصر أحمل لك رسالة تأييد من "فأر السبتية" والمسئول الرئيسى عن إنقطاع الكهرباء فى القاهرة يقول فيها: "بالروح والدم نفديك ياميكى ماوس"
samybehiri@aol.com
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه