شيراك يتهم سوريا باغتيال الحريري
الرئيس الفرنسي يقول إن سوريا تفسد مشروع الديموقراطة الذي تمر به لبنان وهي تحاول أيضًا التأثير سلبًا على ترسيخ الديموقراطية في السلطة الفلسطينية أيضًا. البروفيسور زيسر: الاغتيال يضر بالمصالح السورية...
روعي نحمياس وأتيلا شومفيلبي
لم تمض بضع ساعات على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، وبدأت جهات دولية توجه أصابع الاتهام نحو سوريا. فقد صرح الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، في تعقيبه على نبأ الاغتيال بقوله إن لسوريا تأثيرًا سلبيًا على مشروع الدمقرطة الذي تمر به لبنان.
وأضاف شيراك وهو صديق شخصي للحريري، خلال اجتماع عقده، اليوم، مع وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، أن سوريا تمس بالجهود التي تبذلها لبنان في اتجاه التطور وتحاول التأثير على جهود ترسيخ الديموقراطية في السلطة الفلسطينية أيضًا. ودعا شيراك في بيان رسمي صدر عنه في أعقاب الحادث إلى إجراء تحقيق دولي في ملابسات الاغتيال.
ويتوقع أن تواجه سوريا في أعقاب اغتيال الحريري ضغوطـًا أكبر كي تطبق قرار الأمم المتحدة 1559 الذي يطالبها بسحب قواتها من لبنان. وكانت بلورة القرار وتمريره في الأمم المتحدة ثمرة تعاون وثيق تم بين واشنطن وباريس في هذا الشأن.
وسارعت سوريا إلى استنكار اغتيال الحريري ونفي أي دور لها فيه. وقال وزير الإعلام السوري إن دمشق تعتبر الحادث عملاً إرهابيًا وجريمة وهو يوم أسود للشعبين السوري واللبناني"، موضحًا أن بلاده تؤيد استقلال لبنان، ولم ينس الإشارة إلى الصراع التاريخي المشترك ضد إسرائيل. وقال وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، إنه يأمل بأن يكون الشعب اللبناني قويًا ويصمد أمام أي محاولة للتدخل الأجنبي في أموره.
البروفيسور زيسر: الاغتيال يضر بالمصالح السورية
يقول البروفيسور إيال زيسر، رئيس قسم الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، إنه "ليس واضحًا بعد من يكون وراء الاغتيال. لكن على ما يبدو لأول وهلة فإن لسوريا مصلحة في ذلك بسبب نشاط الحريري ضدهم واعتباره من قبل السوريين أنه كان أحد المبادرين إلى صدور القرار 1559. لكن الانفجار الدراماتيكي قد يضر بالمصلحة السورية بالذات وبجهودها لتحقيق الهدوء في لبنان وكأنها تفرض الاستقرار هناك".
ويضيف زيسر: "لا يوجد هناك أدنى شك في أن سوريا ستدفع ثمن هذا الاغتيال. مصالحها الاقتصادية في لبنان ستتأثر سلبًا، ناهيك عن وضعها السياسي. لقد أرادت سوريا توجيه الأنظار نحو المفاوضات مع إسرائيل وأن يتحدث الجميع عن إعادة هضبة الجولان إليها، لكن الجميع يتحدث الآن عن سوريا بوصفها دولة ترعى الإرهاب وتفسد جهود فرض الاستقرار في لبنان. هذه أزمة خطيرة جدًا بالنسبة للأسد وبمثابة صِـدام مباشر مع فرنسا. لقد ربطت علاقات صداقة شخصية بين الرئيس شيراك والحريري ولا شك في أنه سيمارس الآن ضغوطـًا على سوريا لتسحب قواتها من لبنان ويتعاون مع واشنطن في هذا الشأن".
ويرى زيسر أنه ثبوت التهمة على سوريا سيكون مفاجئـًا جدًا لأن ذلك لا يتماشى مع نهجها المعتاد في لبنان. فقد حافظت حتى الآن على العمل بشكل هادئ لكن هذا الاغتيال سيعلن خروجها إلى حرب معلنة لإبقاء تواجدها في لبنان". [U][SIZE=5]
وليس من المستبعد، بحسب أقوال زيسر، أن يكون تنظيم سوري قد نفذ الاغتيال بدون ضلوع نظام الحكم السوري بشكل مباشر.
:nocomment:
ويلخص زيسر أقواله بالإشارة إلى احتمال أن يبقى السبب والجهة وراء اغتيال الحريري مجهولين كما هو الحال بالنسبة لسلسلة اغتيالات وقعت في لبنان ولم يعرف من وقف وراءها حتى اليوم. هذا ما كان مع اغتيال الرئيس اللبناني رنيه معوض في 1989 واغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامة في تشرين الثاني/نوفمبر 1987.
http://www.arabynet.com/article.asp?did=127226.EN