اقتباس:وهو كلام مرسل قد يعجب بعضنا مما تروق له المفردات المتمردة والعبارات الثورية وفي رأيي الخاص أن مثل هذه السلوكيات -مع احترامي للماركسيين والليبراليين- تعجب المراهقين
هل يمكن ان تكون :
[QUOTE]حرية كل فرد في إبداع الأفكار وفي تفحص الاعتقادات وتغييرها ونقدها و.. نبذها أيضاً
هي ما يعجب المراهقين؟؟ هل ابداع الافكار و تفحص الاعتقادات و تغييرها و نقدها و نبذها من اعمال المراهقين ؟؟.. و اذا فلح المراهقين بهذه الفتوحات المعرفية الكبرى فما دور البالغين اذن ؟؟؟
و هل المراهقة هي في النهاية شتيمة او مرذلة.. كما صارت لدى المتدينين كل الاراء المخالفة من الراسمالية حتى الشيوعية مراذل و انتقاصات؟؟؟
هل تختصر عصر النهضة و فصل الكنيسة عن الدولة و الحد من سلطة الدين و من ثم العلمانية التي افرزت الديموقراطية حصرا و كل الابداعات التي نقدت الدين من ماركس الى سارتر مرورا ببودلير و رامبو و كانت و نيتشه ... والى اخره من ابداعات الحضارة التي لا يمكن ان تقوم لها قائمة الا بالفعل الثقافي التغييري و النقدي و نبذ السلطة الدينية القمعية التي تحبس الفكر البشري في عنق زجاجة الدين و ممثليه على الارض .. اي الثقافة التي تحدث عنها الحاج صالح باختصار ... هل تختصرها بافعال و افكار مراهقين و يا عجبي ؟؟؟
هل تظن فقط ايها الصديق اسماعيل ان الماركسيين وحدهم من آمنوا بالثقافة الابداعية النقدية التغييرية ؟؟؟ هل كل الانجازات الفكرية بدءا من الديموقراطية السياسية و حرية التعبير و النقد الى حرية الاجهاض و العيش خارج اطار الاسرة المقدسة و كل العلمانية و الالحاد و التفكير في حرية الراي و التعبير بعيدا عن سطوة الدين و المعتقادات و الخرافات التي تأصلت في شعب ما و مجتمع او آخر.. هي من فعل الماركسيين ؟؟
كلا ابدا ايها الصديق ان الماركسية كما رأينا تطبيقاتها من قبل الدولة و السلطات الشيوعية عبر نصف قرن تقترب اكثر من الافكار الجاهزة و التحريم و قمع الحرية الفردية التي لم يعترف بها ابدا الشيوعيين .. ان الشيوعية التي نكرت الدين جعلت من افكار الماركسية دينا آخر اشد قمعا من الدين..
اضف : ليست الشيوعية ابدا تهمة نستطيع الصاقها بكل من اراد التمرد على سلطات الدين و قيوده التي تسجن العقل و الروح و لا تتورع ابدا عن سجن الجسد و تأديب المخالف لما تعتبر قوانين الهية منزلة ..
الثقافة التي يتحدث عنها الحاج صالح .. لعلمك فقط لا تقترب ابدا من النظريات الماركسية التي
لها قوانينها الصارمة و الضيقة ايضا,,, علما انني لا اعرف صدقا توجهات الحاج صالح السياسية و لم اشتم منها اية روائح ماركسية او شيوعية...
اقتباس:سؤالي الآن للذين يشاركونه التصور -وإن كانوا دونه جمالا وذوقا وثقافة- هل من واجب غير الماركسيين إن أرادوا طرح مفاهيمهم حول الحرية والثقافة والحياة أن يتمركسوا حتى يستحقوا جنة اليسار وينجو من سليط الألسن، أم أنه من حق كل صاحب تصور وفلسفة واعتقاد أن يطرح رؤيته على شعبه كما هي دون تدليس، ويبقى جمهور شعبنا هو الفيصل في تبني هذا المشروع أو ذاك؟
هنا التناقض الاخر... بجرة قلم يحيل اسماعيل كل الفكر الغربي التحرري العلماني و الديموقراطية السياسية و الحريات الفردية الى غير مكانها معتبرا انها منجزا ماركسيا .. و ما هذا الا قصورٌ معرفي هائل بتاريخ الحضارة التي ساهم فيها الفكر الانساني و الثقافة المنفتحة و الحريات الفردية : التي لا تتعدى _
بالفعل و لو كان في قبلة اطبعها على شفة حبيبتي في حديقة عامة ... هذه القبلة ثقافة و فكر و هي على علاقة وطيدة بالحرية .. اما التعدي على حرية الآخرين فليس مطاطا نشده او نرخيه او نشنق به من يخالفنا بمفهوم التعدي على الآخرين ..
حين اقبض عليك يا اسماعيل و انت داخلا الى مسجد من اجل مجرد صلاة لربك .. هنا التعدي على حريتك في الصلاة .. و بالتالي القبض علي و انا اشرب الخمر في خمارة او ادخن سيكارة في رمضان او اجهض انا و زوجتي جنينا لا نرغب به هو التعدي المقابل على الحرية الشخصية ..
ان عدم التزامي بقوانين إلهية تفرضها ايماناتك و مقدساتك التي لا اعترف بها هو التعبير عن حريتي و كل انتقاص لها و لقدرتي على ممارستها هو تعدي من قبلك ...
القضية ليست ابدا قضية يسار او يمين انها قضية ثقافة الحرية و الديموقراطية و التعبير الفردي الحر عن الأراء و الافكار.. و لنا بالدول التي نجد فيها فعلا اليسار و اليمين الى جانب حرية الفكر و الثقافة و كل حقوق الفرد في خياراته الشخصية المثل الموضح ..
اما في النهاية فأظن ان ثورة غضبك قد {غبشت} قليلا من فهمك لما أنهيت به ردي عليك
يقول الصديق اسماعيل:
اقتباس:كون الأصالة كلمة بدوية فجة فهذا هو رأيك ولا ألزمك بسواه قهرا، كما أنه لن تصبح التبعية والاستلاب شيئا جميلا شاعريا غير فج لمجرد أنك تحاول إلباسها أثواب الحضارة! ويكفيني بكل صدق ورضى أن نتحاكم إلى شعبنا هل يقدم الأصالة على الاستلاب؟
كلي أسف على فهمك الخاطئ في مديحي لشخصك الكريم و طريقة تفكيرك و خصوصا في المقطع الأخير الذي اقتبسته من ردك و اثنيت عليه حيث ذكرت انا في ردي :
[QUOTE]
لا نتفاجئ ابدا حين نقرأ المقطع الأخير من رد اسماعيل حيث الأصل للأصيل بكل ما في معنى لهذه الكلمة البدوية الفجة من ديموقراطية نتمناها
كلنا على الأقل كسورييين
علما ان ما يناقض الاصالة لغويا و فكريا و عمليا ليس الاستلاب و انما
المعاصرة... و قد يكون الاستلاب للماضي احد اشكال الاصالة التي لم اقصدها هناك في هذا المعنى ...
مع كل المحبة و التحيات