ايها السلفيون، تعلموا الأسلام، من مسيحيي العراق!!
كثيرا، ما كنا نمزح في البصره، مع صديقنا المسيحي باسم، القادم من قرى الموصل، بأنه مسيحي من اهل النجف . على اساس ان مدينة النجف مقتصرة على المسلمين من العراقيين، وبالتحديد على الشيعه. ولا اظن ان صدام تركها كذلك.
باسم هذا،وبعد المدرسه، كان يعمل، حتى ساعة متاخرة من الليل، في مطعم والده. وفي احدى ليالي عاشوراء، وقتها "يحج" المسلمون الشيعة خاصة (في محلتنا كان الجميع يحج تلك الليله). اي تبقى الناس ساهرة حتى الصباح، تستمع لقصص السبي الحسيني، وتحي ذكراه. وتنتظر خروج مواكب " ضرب القامه" الرهيبه. كنا نحن الشباب نجتمع، وقليل منا، من كان مؤمنا. امام احد البيوت، او مجلس عزاء المحله، لنؤدي واجب التضامن، مع الثائر الحسين بن علي، ورفاقه الأبطال. كان باسم حديث العهد في المحله، لكنه دخل قلوب الجميع لخلقه الرفيع، وادبه، وحبه لمساعدة الغير، ودعمه، واحترامه الكبيرين لوالده المسن.
جاء باسم في تلك الليله، ألقى التحيه، وجلس الى جوارنا. وكان يبدو متعبا جدا. يغفو، ويصحو على صوت الصراخ، او العويل، او الضحكات من هنا، وهناك. سألته لماذا لايذهب الى بيتهم وينام. فرد ان ابيه لا يوافق. وأنه قال له اصدقاءك "سيحجون" الليله، وستحج معهم. ولكنهم مسلمون وشيعة. فسالني اذا لم تكن شيعيا لماذا توزع "ماء السبيل" اذن على الماره؟ ولما سكت. قال اليوم كلنا مسلمون، وكلنا شيعه. كيف تتخلى عن اصدقاءك في هذا اليوم، ومن ستجد غدا لتتحدث معه؟ اذا اردت ان تنام الليله، فليس في بيتي على أي حال. عطفت عليه كثيرا. وزاد حبنا، واحترامنا للعم ابو باسم وكبرت مكانته في اعيننا اكثر. كنا نجلس امام بيتنا فقلت له: اصعد، ونم في غرفتي. ولكنه رد خائفا، مترددا: وماذا لو جاء الوالد يتفقدني؟
سنخبره انك ذهبت لشرب الماء، او اي حجه اخرى. اذهب، ونم يا أخي. لكنه فضل ان يغفو على ارضية الرصيف.
تذكرت باسم هذا، يوم امس، عندما كنت في مجلس عزاء وفاة والدة احد الأصدقاء، واسمه قريب من اسم باسم. هو مسلم، وزوجته مسيحيه. اخوة زوجته كانوا معه يستقبلون الناس، ويتقبلون التعازي. ويخدمون المعزين. كان صديقي، يسهو احيانا، منشغلآ بالسلام على المعزين، او مجاملتهم. فينتهي شريط القرآن، دون ان ينتبه. فيقوم اخ زوجته المسيحي لتشغيله من جديد. وكانوا يقرأون الفاتحه، مع من، يقرئها من المسلمين.
فمن أفضل يا ترى؟ الزرقاوي المجرم الذي يفجر كنائس المسيحيين التاريخيه، في العراق، ويقتل المسلمين المصلين في جوامعهم، ام هذا المسيحي، الذي يحي وقفة الحسين الثوريه؟ أو هذا المسيحي الذي كان اكثر انتباها، من نسيبه المسلم الذي سها عن القران؟ او اخوته، الذين يقرأون سورة الفاتحه، على روح مسلم متوفى؟ ان تراب احذية ابو باسم، وابنه، وزوجة صديقي، واخوتها أشرف، من كل عمائم التكفير، والجهاد ضد الديمقراطيه.
هل رأى، أو، سمع، هؤلاء الذين يتبجحون، يالأخلاق ألأسلاميه، والجهاد ألأسلامي، كيف يتظاهرمسيحيو العراق في قرى الموصل، ليصوتوا حبا بالعراق "المسلم" ودعما للديمقراطيه، ورغبة المساهمه، في البناء؟ في وقت يواصل القتله الوهابيون، وحلفاءهم البعثيون الفاشست قتل اطفال العراق، وحرق كنائس المسيحيين، وزرع الرعب في نفوس المسلمين العراقيين. أن جهاد مسيحبي الموصل في سبيل الديمقراطيه، وحق المشاركه في تقرير مصائر الوطن، هو الجهاد الحقيقي، وليس تفجير السيارات المفخخه في صفوف الناس المسالمين، العزل. وشتان بين المنافق، والصادق.
لعله بقيت هناك فسحة قليله من ادمغتهم، لم تغسل بدماء التكفير، وقتل ألأخر، فيتعلموا من مسيحيي العراق شيئا من تسامح المسيح، ورقة اهل البيت، وعطف النبي محمد على اعدائه. حسب رواياتهم هم. لا تقتلوهم اذا القيتم القبض عليهم! دعوهم يتعلموا ألأسلام في اديرة المسيجيين العراقيين، وكنائسهم. لعلهم يدخلون الجنه عبر الحب المسيحي. فجنة بن لادن، والزرقاوي، والقرضاوي، والضاري، والكبيسي، وغيرهم، افلست، واغلقت ابوابها.
رزاق عبود
31/1/2005
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=31019