(1)

تلعن الوطن، وتبكي أصدقاءا صاروا أوغاداً فيما بعد

(2)

تكتبُ اسماء أصدقاءكاعداءك، وتبصق عليهم فيما بعد.

(3)
تشربُ جيركلاً كبيراً من المياه المثلّجة.

(4)

تقيءُ لأنّ طعم الماء مقرف.

(5)

تكتشف أنّ قناني المياه جميعها مقرفة. طعمها كالدماء.

(6)
فمك مليءٌ بالدم ؟
.
.

تتذكرُ السل اللعين

(7)

تسعل ثانية، على اسماء الأوغاد ذاتهم.

(8)
تمسح أثار الدماء المتناثرة.
وترتدي قميصا نظيفا، خارجاً بضجرٍ مريع.

(9)

تصفّرُ لعاهرةٍ على الرصيف المقابل، وتلوّح بأوراق نقدية.

(10)

تعقدُ حاجبيها كما طلبتَ. تنهمكُ بإزالة شعرهما الزائد.
حين ضحكت لغرابة منظرك، صارت عينها واسعةً لحدِّ الغواية ..

(11)
صرختْ.
شتمتك. نعتتك بالمجنون. فرّت وهي تُغطّي نصف وجهها الأيسر.

(12)

الدماءُ تمشي بخطٍ متعرّج وراءها.

(13)

تُلصق أنفك بالأرض. تشّمُ لزوجة القاني، وتلعقه.

(14)
تمسحُ بمنديل دمك، بقايا دمها.

(15)
تفتحُ دولابك الكبير، وتلتقطُ دبوساً
تعلّق به منديلك القماشي.

(16)
توسّع خطوتك إلى الوراء
يُدوخّك ما ترى:

" فراشاتُ بيضٌ، مغسولةٌ بالأحمر "

(17)
تُعيد رأسك قريباً:
واحد، إثنان، خمسة، عشرة، عشرين، خمسين؟

تفكر أنّك بحاجة إلى مناديلٍ جديدة،
ودولابٍ أكبر.

(18)
تدفع بجسدك إلى الداخل
تغلقُُ الباب.

(19)
تنام.

هي قصة الحالة ، نعم ، و جميلة بحق .
رسمٌ جميلٌ للحالة ، ولغةٌ أجادت التوصيل بالوصف الخارجي و الوصف الداخلي من خلال التدليل بالرمز والإشارة ...
فقط أسأل : لم هذا الشكل الذي توزّعت عليه الحمل ، و لم هذه التقسيمات طلما أنها لم توظّف لخدمة النص ؟ هو هذا التساؤل لا غير ، و عليه أقول : أجدتِ ، و بالتوفيق .

مع خالص الود .

فوزي

:wr::wr:

اقتباس:لم هذا الشكل الذي توزّعت عليه الحمل ، و لم هذه التقسيمات طلما أنها لم توظّف لخدمة النص

لا يوجد سبب!. حقيقة لا تعنيني الأسباب كثيراً، فوزي. ما يهمّ أنّها جاءت بالنصِّ على هيئةٍ تناسبني، وفقط:).

كابوس أم يقظة هذا النص ؟؟؟



هل سؤالي هذا
سؤال أم إجابة ؟؟؟؟


هل يتسع القول الى كل هذا الألم؟؟؟
هكذا يرسمُ المبنى المختار بدقة تضاريس المعنى هكذا يتلاقح الشكل بالمضمون ...
هل هو صوت المصاب بالسل .. هل هي ألفاظه المتقطعة التي تنفر دمنا في عيون القراء ؟؟

هل المرض جريمة ؟؟
هل إنهيار الاخلاق داء سلّ مزمن في الشعوب ؟؟؟

أسئلة و أسئلة يحركها النص أسلوبا و موضوعا






لكي تتفتحين أكثر
:wr: