تشير وقائع هذه القضية إلى أن «ع» و«ر» توأم وهما أكثر من توأم فهما كما يقول المثل «حبة ومقسومة» ليس بالشكل وحسب وإنما بالحب والحنان والمودة والأخلاق درس الشقيقان في الصف ذاته بل وفي المقعد الدراسي نفسه منذ المرحلة الابتدائية وحتى نهاية المرحلة الاعدادية... كانا كالظل فهما يمسكان بيد بعضهما عند الذهاب إلى المدرسة والعودة منها... يذكر الأخ «ع» في مراحل التحقيق أنه ذات مرة عندما كانا في الصف السادس وهما يقطعان الشارع قاصدين المدرسة وهما يمسكان بيد بعضهما جاءت سيارة مسرعة ولأن قلبهما كما يقول الأخ واحد شدّا على يد بعضهما بدلاً من الهرب وقد صدمتهما السيارة المذكورة وتكسرت أيديهما وأرجلهما آنذاك ومرت الأيام وفي أثناء الصيف كان الشقيق «ع» يصطحب أخته إلى شيخ القرية لتعلم قراءة القرآن الكريم.. ظلا على هذه الحالة حتى أنهيا المرحلة الإعدادية معا ويداً بيد..



‏

ولكن الحظ لم يحالف الأخت «ر» هذه المرة ولم يتسن لها دراسة العامة وإنما بدأت تدرس الفنون النسوية في ذات القرية وقد تفوقت بها بينما شقيقها التوأم درس العامة وتفوق فيها ودخل الجامعة «طب» بينما شقيقته اكتفت بالحصول على الثانوية النسوية وبدأت تطبق ماتعلمته من حياكة.. وخياطة ونسج وتفصيل وطبخ وحفظ المواد... مرت الأيام والسنون وأصبح الأخ التوأم يذهب من الفجر ليصل إلى الجامعة في الوقت المناسب ويعود مساءً ولكن قلبيهما كانا معاً وفي تلك الأثناء كانت الأخت تشكو لأخيها التوأم وجود آلام في معدتها فكان يعزيها الأخ إلى كثرة التعب والتفكير والجهد والقلق وهذا يؤدي إلى تشنج الأمعاء ... والمعدة... وفي السنة الرابعة والخامسة أقام الشقيق التوأم في دمشق ليتسنى له حضور المحاضرات المسائية والستاجات في المشافي الحكومية وهذا ما أبعده عن قلب أخته التي كانت تحس بالسقم ولاتجد من تشكو له وفي الوقت نفسه كان أبناء القرية «القريبة جداً من دمشق» يلوكون سمعتها وبدأ الكلام عليها بل كثر وأصبحت سيرتها على كل لسان في القرية ليس لوجود مؤشرات وإنما بطنها قد كبرت وهي جالسة في البيت لاتخرج وهذا كان السبب برأي أهل القرية.. كان أخوها الأكبر يسألها من هو حبيبك أيتها الفاجرة ترد وهي تبكي وتقسم بأنها لاتعرف أحداً وليس لها عشيق بل هي شريفة وعفيفة وإنها مستعدة للذهاب إلى أي حكيم في البلدة أو حتى إلى دمشق.. يشاء القدر... عفواً... بل مشيئة الجهل والتخلف أن تصطحب الأم ابنتها إلى أم «ح» الداية التي يضرب بها المثل بالشطارة والمهارة على حد قول أهل القرية... وفعلاً كشفت على البنت وتخرج لتبارك للأم أن ابنتها حامل وأن جنينها بصحة جيدة ولكن يجب عرض الصبية على طبيب لأن الجنين لايتحرك أبداً.. جن جنون الأم وأيقنت عند ذلك أن كلام القرية صحيح... ولانار من دون دخان، وبدأت الأم تزفر وتنفر وتحمر وتزرق وتضرب أخماساً بأسداس وبدأت تسير خطوة نحو البيت وترجع ثلاثاً... ماذا تقول لوالدها وأخيها الأكبر وهما اللذان أرسلاهما إلى الداية وهما بانتظار الخبر.. قررت الأم مصارحة الأب والأخ وفعلاً فور وصولهما أبلغت الوالد بما صار وجرى... وكانت ليلة سوداء على الشقيقة التوأم لا من الضرب والرفس وشد الشعر وإنما على هذا الخبر... ولمعرفة اسم المجرم الذي ضحك عليها.. فتجيب والدم والدمع اختلط ببعض والله لا أعرف أحداً حرام عليكم أنا مريضة أرسلوا بطلب أخي «ع» هو الذي يفهمني ويصدقني...ولكن الخبر انتشر في كل أنحاء القرية على أنها حامل وأصبحت سيرتها على كل لسان... ولا يلم الخبر إلا الدم... اجتمعت الأسرة «الوالد... الشقيق الأكبر.. أعمامها... أخوالها» وقرروا ذبحها على أن يقوم بتنفيذ الحكم أخوها الطبيب كونه الأصغر... وفعلاً أرسلوا بطلب الشقيق التوأم «الطبيب» اعتذر عن المجيء لأن الامتحانات على الأبواب... فذهب الوالد إليه منذ الصباح الباكر فلم يجده في البيت الذي يستأجره فذهب إليه إلى قاعة المحاضرات وطلب منه حزم ثيابه فوراً.... فأصبحت الهواجس تأخذه وتجيبه.. هل أمي ماتت... أخي... عمتي.... الجواب ... لا.... إذا لماذا..... يخبر الوالد الابن أن اخته «عابت» ويجب قتلها لغسل العار... لم يصدق الشقيق ما سمع عن اخته فهي أشرف من الشرف أخيراً وصل الأب والابن إلى القرية التي طبلت وزمرت.. وفوراً تم عقد مجلس الحكم «العائلة الموسعة» القرار هو ذبح الفتاة لأنها دنست شرف العائلة على أن ينفذ الحكم أخوها الطبيب... الأخ الطبيب رفض فكرة ذبحها على أيدي أي أحد والمطلوب عرضها على الأطباء في دمشق وعدم الحكم عليها من خلال الداية.. رفض الجميع واتهموه بالجبن وعدم الاحساس بالكرامة.. دخل الشقيق إلى غرفة الاعدام فوجد شقيقته في حالة يرثى لها فهي محرومة من الطعام والشراب منذ أيام ناهيك عن الضرب والحالة النفسية رمت بنفسها إلى حضن أخيها وضمته وكأنها طفل غاب عن حضن أمه لأيام لم يسألها لأنه يعرفها تماماً بعد لحظات عاد إليهم بعد أن ودعها لأنه يعرف أنهم سوف يذبحونها قال لهم: أريد أن آخدها معي إلى دمشق وأنا المسؤول عنها وأنا أتحمل كل مافعلته وتعهد بعدم عودتها إلى القرية... ولكن هيهات لمن يسمعه حاول ولكن دون جدوى القرار اتخذ...الأخ الطبيب يدافع عن أخته إنها مريضة في معدتها وقد يكون سبب انتفاخ بطنها هو هذا المرض... لكن القرية تنتظر صوت النار ولون الدم.. لمحو العار... رفض الطبيب أن يكون الذباح وأداة قتل.. انتخى الأخ الأكبر لأنه الشهم والرجل ولأن أخاه قلبه رقيق وابن مدارس؟! يدخل الأخ الأكبر وهو يحمل سيخ مطعم كبير فيضربها على نصف رأسها فيشقه إلى قسمين ليخرج والدماء قد نفرت على وجهه وكلابيته البيضاء من شدة الضربة ليعلن للجميع أنه غسل العار وتبدأ النساء بالزغردة... بعد لحظات يصل الخبر إلى مخفر الشرطة المجاور بعد الإخبار عن جريمة قتل ويأتي الطبيب الشرعي ويكشف على الجثة.. فيتبين أن الفتاة عذراء وهي ليست حاملاً وأن سبب انتفاخ بطنها وجود كتلة «أو ورم في معدتها»... ولكن ماذا يفيد هذا بعد الذبح وتنفيذ حكم العشيرة... ثم إحالة الأخ إلى قاضي التحقيق الذي اعترف في جميع أدوار التحقيق في محضر الشرطة وأمام المحكمة بأنه هو من قام بالذبح لأن أخته «عابت»... وهو غير نادم وقد قدم الوالد طلباً إلى هيئة المحكمة يسقط حقه في الإدعاء... يذكر أن الأخ الطبيب كان في امتحانات سنته الأخيرة «الفصل الثاني» بعد ذلك لم يكمل دراسته ولم يقدم امتحانه ولم يذهب إلى الجامعة وقد حاول الانتحار وتبين أنه حبيس البيت وبحالة نفسية ومرضية صعبة.. وحيث إن هيئة المحكمة ومن خلال الأدلة والشهود واعترافات المتهم بما أسند إليه بأنه هو الذي قتل أخته بدافع شريف.. تقرر وضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة 7 سنوات ونصف السنة ولكون القتل بدافع شريف تنزيل العقوبة إلى ثلاث سنوات ونصف السنة... ولكون المتهم قد طلب الشفقة ولعدم وجود مدعى عليه تنزيل العقوبة إلى وضعه في السجن ذاته لمدة سنة واحدة واحتساب مدة توقيفه من أصل محكوميته. ‏

عن جريدة تشرين
MANKOUL

هؤلاء العائلة ككل الانمظة العربية السياسية !! اذ ان الحكم والتنفيذ قبل المداولة !!

مؤلمة هذه القصة حد الضحك سخرية من هذا التخلف الذي ما ساعد على بقائه الا الانظمة التي لا تريد للمواطن ان يتطور ويعي كي لا يطالب بحقه ! فقتلته مرتين
الاولى بحرمانه من حقوقه
والثانية بحرمانه من الفهم العام

إسبانية تجمع مليون توقيع لتعديل قانون عقوبة الأحداث
مدريد: صبيح صادق
استعدادا لمحاكمة ثلاثة مراهقين اليوم (الاثنين) بتهمة الخطف والاعتداء الجنسي والقتل، قدمت يوم الثلاثاء الماضي الاسبانية ماريا دي المار الى مجلس النواب الاسباني مليون توقيع جمعتها من مختلف انحاء إسبانيا تؤيد تعديل قانون عقوبة الاحداث، وتدعو لاضافة مادة يتم بموجبها اكمال المراهق للعقوبة حتى بلوغه سن الثامنة عشرة في السجن، وليس كما يجري الآن، اذ يحتفظ بهم في مكان منعزل مريح.
والقانون الذي يعمل به حاليا، الذي صدر عام 1991، يتسامح مع المراهقين حتى في حالات القتل او الاغتصاب، حيث تكون العقوبة رمزية بعيدة عن ظروف السجن الاعتيادي.
وكانت ماريا دي المار قررت جمع مليون توقيع [SIZE=5]بعد مقتل ابنتها ساندرا عام 2003 من قبل ثلاثة مراهقين، سيقدمون للمحاكمة اليوم، وفي جميع الاحوال، فإن الحكم سيكون خفيفا لانهم كانوا احداثا وقت اقتراف الجريمة.
وتريد ماريا دي المار، ان تكون مبادرتها حافزا لتعديل القانون. وتقول «اريد ان يكون مقتل ابنتي حافزا لتعديل القانون في المستقبل، وألا يشعر الاحداث بأن اقتراف جريمة يكلفهم رخيصا جدا كما هو الآن».