اخبرني استاذ ايطالي بجامعة جينوة كلية الحقوق، ان وحدة للبحث في العلوم السياسية قامت باستطلاع للراي عبارة عن تساؤل طرحته على عينة ممن اعتبرتهم نخبة مثقفة اي الحاصلين على الاجازة فما فوق، وفي مختلف الشعب.
المهم في الخبر ان هؤلاء توجهوا بسؤالهم الى دولتين عربيتين ودولتين اوروبيتين.ومكثوا في كل دولة 6 شهور. فاما الدولتين العربيتين فهما الجزائر وسوريا والاوربيتين فالبانيا التي عاصمتها تيرانا وجمهورية التشيك .
السؤال الذي طرح على مدى ستة اشهر على الف مجاز من كل دولة هو: اكتب في عشرة اسطر تعريفا موجزا لعلم الجمال .
النتيجة التي خلص اليها البحث كانت صادمة ففي الجزائر شخصين فقط كتبا شيءا ما والاخرون كانوا او كن يدفعون الورقة فارغة مؤكدين انهم لم يسمعوا بهذا العلم والمصيبة كانت في سوريا حيث دفعت الالف ورقة عذراء دون ان يراق حبر عليها. في البانيا الدولة المتخلفة اجاب 46في المائة مستشهدين بنظريات هيجل والاسطيتيقيين الالمان عموما
وفي التشيك اجاب بشكل جمالي اكثر من نصف العينة التي سئلت.
الخطير ربما في الامر لماذا اختار هؤلاء الباحثون في القانون شعبة العلوم السياسية سؤالا جماليا. هل للثقافة السياسية علاقة بالوعي الجمالي؟

[quote] azurite كتب/كتبت
اخبرني استاذ ايطالي بجامعة جينوة كلية الحقوق، ان وحدة للبحث في العلوم السياسية قامت باستطلاع للراي عبارة عن تساؤل طرحته على عينة ممن اعتبرتهم نخبة مثقفة اي الحاصلين على الاجازة فما فوق، وفي مختلف الشعب.
المهم في الخبر ان هؤلاء توجهوا بسؤالهم الى دولتين عربيتين ودولتين اوروبيتين.ومكثوا في كل دولة 6 شهور. فاما الدولتين العربيتين فهما الجزائر وسوريا والاوربيتين فالبانيا التي عاصمتها تيرانا وجمهورية التشيك .
السؤال الذي طرح على مدى ستة اشهر على الف مجاز من كل دولة هو: اكتب في عشرة اسطر تعريفا موجزا لعلم الجمال .
النتيجة التي خلص اليها البحث كانت صادمة ففي الجزائر شخصين فقط كتبا شيءا ما والاخرون كانوا او كن يدفعون الورقة فارغة مؤكدين انهم لم يسمعوا بهذا العلم والمصيبة كانت في سوريا حيث دفعت الالف ورقة عذراء دون ان يراق حبر عليها. في البانيا الدولة المتخلفة اجاب 46في المائة مستشهدين بنظريات هيجل والاسطيتيقيين الالمان عموما
وفي التشيك اجاب بشكل جمالي اكثر من نصف العينة التي سئلت.
الخطير ربما في الامر لماذا اختار هؤلاء الباحثون في القانون شعبة العلوم السياسية سؤالا جماليا. هل للثقافة السياسية علاقة بالوعي الجمالي؟

طبعا وإلا لماذا في نظرك يصبغ حسني مبارك شعره؟

ربمـا..
لأن الجمال ارتبط بالجسد.. والجسد بين تقييد وافساح من وجهة نظري يعتبر الجوهر الأساسي لتشكيل مناهج السياسة والحكم والتي طورت واشتدت علاقتها بالحرية الفردية.. ابتداءاً من تقديس الخصب والاحتفاء بالتعري مروراً بالعصر الوسيط وقبله وتدنيس الجنس.. ثم العودة إلى اظهاره علمياً في علم التشريح ورمزياً في النحت والرسم.. في أوربا هناك وعي مركز لحرية الفرد وحقوقه.. بينما تقبع المنطقة العربية تحت سلطة وسطوة قوة المجتمع وعاداته، الدين، القبيلة، النظام الأبوي..

وتسلم ايها الصديق على هذا الموضوع الممتع (f)

شكرا عربية فليكس.

بمناسبة موسم الاختبارات الحالي، وكمدرس سابق مارس عملية التصحيح، فإن موقفا كموقف الطلبة السوريين من هذا السؤال هو أهون ألف مرة من (رغي) حديث ينطلق من عقاله إلى غير ما وجهة!!

وفي الحديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)

نأتي الآن إلى علم الجمال...!

حين تتحول الموسيقى إلى علم!
والفنون التشكيلية إلى علم!
فمن الطبيعي أن يكون للجمال علمه!
وللذوق علمه!
وللأخلاق علمها!

على أنني كنت أفضل تناول هذه القيم بمصطلح غير هذا، وليكن: (تربية) أو أشباهه، ومع أنه لا مشاحة في الاصطلاح، غير أنني كنت أفضل أن تسمى العلوم المعيارية التي تستعين بالعقل لا بالتجربة ولا بالوحي بشيئ غير كلمة (العلم) لأن كلمة (علم) بالعربية تفيد القطع، فيما ليس ها هنا قاطعا!

وكون آلكسندر بومجارتن ابتدع اسم Aesthtik عام 1714 لا يكفي لتحويل هذه الاستيطيقا إلى علم!

فالأحكام التقويمية التي تميز بين الجميل والقبيح نسبية جدا

وهذا ما يجعل كل مفكر وباحث وعالم اجتماع يعرف هذا العلم اعتماداً على عقيدته وبيئته ومشربه الفلسفي أومذاهبه الفكري أو رؤيته الجمالية...

عربيا كانت هناك نظريتان أسهمتا في التأسيس لهذا الفن مبكرا
وكلاهما أفرزتا القيم تلقائياً إلى حسن وقبيح، وتميز ملامح الحق والخير والجمال من أضدادها،

النظرة السنية والنظرة المعتزلية، فعقليو الإسلام (المعتزلة) عرفوا: بالحسن أو القبح العقليين، أما سلفنا السنيون فقد التزموا النصوص ونادوا بالحسن أوالقبح الشرعيين.

من جهتي فلا أرى أي تضاد بين النظرتين لو استوعبتا بعضيهما! لأن كبريات القيم الإنسانية ما تزال موضع إجماع بين أبناء الحضارات المختلفة. وإن كان بعض هذا القيم بدأ يتعرض لهزات عنيفة تحت تأثير المنظور المادي المتطرف، وتخطيط السيطرة التعسفي على عقل الإنسان وإرادته لتحويله إلى سلعة في سوق الاستهلاك الإمبريالي. إن هذه الهزات لتستدعي جهداً جماعياً أكبر من أبناء الأمم التي تمتلك رصيداً أقوم من مسلمات القانون الطبيعي لإعادة التوازن إلى منظومة القيم المطلقة، لا أن تهرول هذه الأمم وراء حالة الانهيار القيمي ظانة أن كل ما يلمع ذهب.
وحين تفرض النسبية على القيم (المطلقة) فيصبح (الحسن) (قبيحا) أو بالعكس، فإنما ينشأ هذا عن اختلال في المفاهيم في بعض الأحيان. أو عن انحراف في الفطرة الإنسانية نتيجة تغلب الغرائز وانتصار الأهواء والشهوات على دواعي الفطرة، ونداء العقل. وقوله تعالى (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) يدل على أن الانحراف عن منهج الفطرة ليس حالةً (حداثية) كما يحاول أن يعبر عنها البعض، في ظلال من فلسفة الحرية الفردية المنفلتة، وإنما هو حالة (ذهانية) جمعية من الارتكاس الإنساني، والانحطاط من مراقي الإنسانية إلى دركات الحيوانية، كانت له في تاريخ الاجتماع الإنساني أمثلته الكثيرة، على أكثر من صعيد.

نعم الحسن الشرعي والحسن العقلي يلتقيان بل يتعاضدان ولا يتضادان.
فما الحسن الذاتي الذي تحدث عنه المعتزلة إلا الفطرة اليت فطر الله الناس عليها، وهذه الفطرة في حقيقة الأمر، هي ميزان الحق الأولي، في حالة النفوس السوية (بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره) (استفت قلبك ولو أفتوك وأفتوك..) وهذا الذي تعلق به المعتزلة حين قالوا بالقبح والحسن الذاتيين أو العقليين، فأكدوا على أن الحَسنَ حسن لذاته، والقبيح قبيح لذاته، أي أن هناك حسناً وقبحاً ذاتيين فطريين، يدركهما الإنسان بميزان خلقه الأول.
ولكن لما كانت النفس الإنسانية عرضة للزيغ والميل والانحراف، فقد تأكدت معالم (الحق) و(الباطل) في شرعة الإسلام بالنص الشرعي على هذه المعاني، وكان هذا التأكيد بمثابة قطع لأي شكل من أشكال النزاع حول قيم الوجود الأساسية، وهذا ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة بالقول بالحسن والقبح الشرعيين.
وفي إطار هذا الفهم يتبدى هذا الحق الأصيل في منظومة من القيم المطلقة التي لا يمس جوهرها زمان ولا مكان، ولا يعدو عليها إنسان إلا وقد ارتكس وانتكس في إنسانيته، وهو معنى (أسفل سافلين) الذي أشار إليه القرآن الكريم (لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين) ولكن لا بد للحقائق المجردة المطلقة دائماً من لبوسها (الزماني) (المكاني)، الذي تتجلى فيه حقائق ملموسة حية، وهذه الملابسة بالزمان والمكان، هي التي تجسد الفرق بين جوهر القيم المجرد المطلق، وبين صورها العملية في حياة الناس. وهذه الصور هي التي أطلق عليها القرآن الكريم مصطلح (المعروف، والمنكر).

عودة للجمال، وهو ما يرادف كلمة (حسن)، فلا شك أن للجمال أبعاد الذاتية والموضوعية، وهذا محل خصام كبير بين كل من خاض في هذا الفن، حتى انقسم أدعياء هذا العلم في اتجاهين شهيرين أو لنقل مدرستين متصادمتين!:lol:

فمن قائل كهيغل: (إن الجمال في الطبيعة لا يظهر إلا كانعكاس لجمال الذهني )، وهذه مدرسة!

ومن قائل كغوته: ( للإبداع الفني قوانين موضوعية )!

وبين حانا ومانا، لا كنا ولا علم الجمال كانا!:lol:

أما أن علم الجمال مرتبط بالسياسة، فأؤكد هذه النظرية خاصة بعد أن رأيت غاندي وجولدامائير وبيغن وبوش وعلي عبد الله صالح والبشير;)

ربما تقصد علم جمال الباطن، ومن يدري ربما يخرج غدا أخصائيون في هذا العلم، أو يخرج لنا التاريخ بأن إسماعيل أحمد في ذكرى النكسة كان أول من أبدع مصطلح (علم الجمال الباطن):lol2:

واسلموا لود واحترام(f)

اقتباس:  azurite   كتب/كتبت  
اخبرني استاذ ايطالي بجامعة جينوة كلية الحقوق، ان وحدة للبحث في العلوم  السياسية  قامت باستطلاع  للراي عبارة عن تساؤل طرحته على عينة ممن اعتبرتهم نخبة مثقفة اي الحاصلين على الاجازة فما فوق، وفي مختلف الشعب.
المهم في الخبر ان هؤلاء توجهوا بسؤالهم الى دولتين عربيتين ودولتين اوروبيتين.ومكثوا في كل دولة 6 شهور. فاما الدولتين العربيتين فهما الجزائر وسوريا والاوربيتين فالبانيا التي عاصمتها تيرانا وجمهورية التشيك .  
السؤال الذي طرح على مدى ستة اشهر على الف مجاز من كل دولة هو: اكتب في عشرة اسطر تعريفا موجزا لعلم الجمال .
النتيجة التي خلص اليها البحث كانت صادمة ففي الجزائر شخصين فقط كتبا شيءا ما والاخرون كانوا او  كن يدفعون الورقة فارغة مؤكدين انهم لم يسمعوا بهذا العلم والمصيبة كانت في سوريا حيث دفعت الالف ورقة عذراء دون ان يراق حبر عليها. في البانيا الدولة المتخلفة اجاب 46في المائة مستشهدين بنظريات هيجل والاسطيتيقيين الالمان عموما
وفي التشيك اجاب بشكل جمالي اكثر من نصف العينة التي سئلت.
الخطير ربما في الامر لماذا اختار هؤلاء الباحثون في القانون شعبة العلوم السياسية سؤالا جماليا. هل للثقافة السياسية علاقة بالوعي الجمالي؟

الزميل(ة) ازوريت

ان فيما اخبرتنا عنه مما اخبرك به ذلك الاستاذ الايطالي جملة من الامور المجافية للمنطق , و للعقلانية ...

الامر الاول هو ان وحدة البحث في كلية العلوم السياسية هي التي قامت بالاستطلاع عن الثقافة الجمالية!!!!!؟

الامر الثاني هو انك تقول من ناحية ان مجال البحث يشمل مختلف الشعوب , ثم تخبرنا فيما بعد ان الاستطلاع شمل اربعة دول فقط ..بل و اربعة دول صغيرة نسبيا...!!!؟

الامر الثالث هو ان فريق البحث امضى في كل بلد ستة شهور!!! - ولم كل هذا الوقت ؟! اما كان يكفيهم اسبوع او اسبوعين ؟!! - و هذا يعني انه امضى بالمجموع سنتين في بحثه المزعزم , و كل ذلك من اجل ماذا !!؟ .. من اجل ان يعرفوا مدى اطلاع خريجي الجامعات على مفهوم علم الجمال !!!!!!..... فيا له من موضوع قيم و هام جدا ليستهلك كل ذلك الجهد و المال و الوقت..... !!!؟

الامر الرابع هو لو ان ذلك الاستطلاع المزعوم اجري في بلدان اخرى كمصر او المغرب او السعودية فهل كانت النتيجة ستكون مختلفة عنها في سوريا او الجزائر ؟؟!

الامر الخامس هو لو كان السؤال عن شيء آخر فهل كانت النتيجة هي ذاتها؟ ؟ ... بالطبع ... لا ... فلكل شعب ثقافته و اهتماماته و ظروفه... و علم الجمال قد يكون مهما في الثقافة الاوروبية, بل انه عمليا صناعة اوروبية , و لكنه لا يكاد يمثل شيئا في الثقافة العربية او الاسلامية...

الامر السادس هو انه من المنطقي تماما ان لا تكون اهتمامات الشعوب العربية منصبة على مثل تلك العلوم الارستقراطية التي تكاد تكون ترفا فارغا, و لغوا لا طائل من وراءه, و خاصة و الشعوب العربية تواجه ما تواجه من ظروف و مشاكل اكثر اولوية بالاهتمام بها من "علم الجمال" السخيف ذاك....

و اخيرا اقول ان ذلك البحث المزعوم -ان كان اجري بالشكل الذي وصفت - هو بحث تافه ... و ان كان قد اجري فعلا فأهم نتيجة له هو ان القائمين به تافهون ... و في احسن الاحوال مجرد اغبياء......... و ان كنت اظن بالواقع ان الخبر مفبرك من الاساس.....

fekr

البحث سبق لي أن سمعت به قبل أن يذكره الزميل أزوريت هنا. وأذكر أن دولا أخرى كانت مشاركة وليس الدول الأربعة المذكورة أعلاه فقط. وأعتقد أن أزوريت ذكر تلك الدول لأن الجزائر وسوريا هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان شاركتا، أما التشيك وألبانيا فسجّل الباحثون فيهما أعلى نسبة ردّ على السؤال المطروح.

أما عن الهدف من البحث فتلك هي علامة الإستفهام. ليس من المستبعد أن تكون جهة أمريكية من ورائه لأمر في نفس يعقوب.

تحية لجميع الزملاء
(f)

في الحقيقة، وبعد قراءة الموضوع انتظرت فترة أن ينتبه أحد ويجري بحثاً في النادي عن موضوع له علاقة، وللأسف، لم يحدث.

وللأسف، أقول للأستاذ الإيطالي :saint: ، ولوحدة للبحث في العلوم السياسية تلك، أنه من سوء حظهم لم يقابلو
ني :D



صحيح أنني لست مثقفاً كفاية، وبكالوريوس الهندسة هو شهادة عادية، لكنني أعتقد أن رأيي كان من الممكن أن ينفعهم ولو قليلاً.

هذا المجال بالذات، علم الجمال، هو مادة تدرس في كلية الفنون الجميلة منذ تأسيسها منذ عقود، وأعجب كيف أن هذه اللجنة لم تصادف من الألف واحداً من خريجيها، أليس هذا مثاراً للعجب حول هدف تلك اللجنة؟

بدأ اهتمامي بدراسة علم الجمال منذ نهاية السبعينات :o ، وبالطبع فهذا الاهتمام لم يستمر لولا وجود العارفين والمهتمين الأُخر، الذين لم تصادف أحدهم تلك الوحدة.

نشرت بعضاً مما كتبته هنا في النادي بتاريخ 23 - 9 - 2004، واهتم به بعض الزملاء، وكانت لي مناقشة لطيفة مع بعضهم، إلا أن غيابهم عن النادي، ومن ثم ترك الموضوع وشأنه جعلني أحجم عن المتابعة لعدم وجود مهتمين، وكيلا يضيع جهدي هباءاً :saint:.

الغالي اسماعيل (f)
شكراً لإضافتك الثمينة حول مفهوم الجمال من الوجهة الدينية.

أدعوكم، إذا كنتم مهتمين، لمراجعة ذلك الموضوع، ولتفيدونا هناك بزياداتكم المثمرة علنا نستمر معاً في هذا الموضوع الهام. ستجدون فيه عرضاً لاراء فلاسفة عالميين، ومناقشة لآرائهم.

[URL=http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php?fid=101&tid=21919&page=1]وهذا هو الرابـــــــــــــط ، انقر هنــــــــا ...