«روبوتات ـ جنود» أميركية و«روبوتات ـ قناصة» كورية لمهمات القتال في العراق
مدججة بالسلاح ثمن الواحد منها 200 ألف دولار
لندن: «الشرق الأوسط»
بعد أن قامت بالتجسس على العدو ورصد الأسلحة الكيميائية والإشعاعية، والتضحية بنفسها لتفجير قنابل الإرهابيين، أصبحت الروبوتات الآن مستعدة لحمل البنادق وخوض غمار الحروب أيضا.
ويتوقع أن يقوم الجيش الأميركي ربيع هذا العام، بنشر 18 روبوتا من نوع «تالون» Talon، داخل العراق. وستكون هذه الآلات شبه المستقلة في نشاطاتها قادرة على استخدام البنادق والرشاشات الأوتوماتيكية وقاذفات القنابل والصواريخ بدقة أكبر من دقة الجنود البشر. وتعتبر هذه الروبوتات الجديدة آخر خطوة في مجال استخدامها داخل ساحات القتال، بعد ان أخذت، يوما بعد يوم، تؤدي أعمالا عسكرية أكثر خطورة.
يقول محلل السياسة الأمنية جون بايك والذي يشرف على موقع globalsecurity.org الإنترنتي الرصين ان «هذا الابتكار سيؤدي الى تغيير جذري في معادلة الحرب..في البداية كان هناك بشر بدون آلات، ثم كان هناك بشر مع آلات، وأخيرا سيكون لديك آلات من دون بشر».
} روبوتات الحرب وبينما هناك عقد من السنين يفصلنا قبل أن تصبح الروبوتات قادرة على إطلاق النار لوحدها فإننا نجد اليوم نسخا من أجهزة التشغيل عن بعد «ريموت كونترول» قد غيرت قواعد الحروب، فعن طريق تغيير الحرب إلى «لعبة فيديو» تجعل الآلات أكثر سهولة بالنسبة للجنود كي يقتلوا بدون أن يشعروا بالندم حينما تتم إزالة الإنسان عن ميدان القتال. وتستخدم نظم روبوتية قتالية شتى منها طائرات «بريديتور» من دون طيار، المخصصة للتجسس والتي استخدمت لأول مرة في نزاع البوسنة سنة 1995. وفي الفترة الأخيرة أطلقت طائرات «بريديتور» صواريخ من نوع «هيل فاير» ضد أهداف أرضية في العراق. كما استخدم الجيش على الأرض روبوتات تنزع الألغام لسنوات كثيرة. وفي أفغانستان والعراق سجلت هذه الآلات رقما قياسيا من حيث الاستعمال.
ومن بين هذه الآلات هناك «باك بوت» وهي عربة صغيرة صممتها شركة «آي روبوت» في ولاية ماساشوسيتس. وقد تم حملها في حقيبة الظهر إلى أعالي الجبال في أفغانستان لاستكشاف الكهوف التي استخدمها أعضاء القاعدة وطالبان مخابئ لهم ولأسلحتهم، حسبما قال خبراء الشركة.
ومن خلال تزويد هذه الروبوتات بأذرع لمسك الأشياء، فانها تتمكن في فحص جثة بقرة أو عنزة تعتبران من أفضل الأمكنة التي يزرع المتمردون فيها متفجراتهم. ومع زعنفتين صغيرتين في المقدمة تستطيع هذه الروبوتات تسلق السلالم. وهي مقاومة للماء وقادرة على السياقة وسط أنهار ضحلة المياه كذلك تغطي التجاعيد الخشنة جسمها. وسقط أحد روبوتات «باك بوت» 25 قدما (7.5 متر) أثناء استكشافه لكهف في أفغانستان لكنه تمكن من تعديل قامته وأعاد الاتصال مع مسيّره خارج الكهف حسبما قال أنجل. وتستعمل روبوتات «باك بوت» حاليا كل يوم لتقصي وجود قنابل على حافات الطريق. أما بالنسبة لروبوتات «تالون» التي ستصل إلى العراق هذا الربيع لن تكون الأولى من نوعها. فهناك تقارير تتحدث عن قيام كوريا الجنوبية بنشر روبوتين قناصين في مدينة أربيل بشمال العراق. ويقال إن بندقيتيهما تضربان الأهداف بدقة هائلة خلال كل وقت استعمالهما.
ولم يتحقق هذا الإنجاز بفضل ابتكار واحد. إنه بكل بساطة ناجم عن كون مركبات الأجهزة العالية التطور من الناحية التقنية أصبحت وبشكل متواصل أصغر وأسرع وأرخص. ويتم بناء الروبوتات مع الكثير من قطع غيار مهيأة لاستخدامات أخرى خاصة بالمستهلكين وهي تسمى في الغالب بـ «روبوتات الكومبيوترات الشخصية». إضافة إلى استخدام التقنية الخاصة بأنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية والمعروفة باسم «GPS» وهذا ما قلص تكاليف تطوير أنظمة روبوتية قائمة بذاتها.
يقول خبراء الروبوتات ان الولايات المتحدة تسعى الى تحقيق ثلاثة أهداف من استخدم الروبوتات يمكن تلخيصها في تقليل الاصابات، وترشيد الإنفاق، والوصول الى مستوى أداء اكثر فعالية من اداء الانسان. ربما يبدو الروبوت الذي يكلف اكثر من 200 ألف دولار، مثل تالون، مرتفع الثمن، ولكن في الحسابات المروعة للحرب يجب الاخذ في الاعتبار انه يصبح من الضروري في بعض الأحيان استبدال الجندي العالي التدريب وإخلائه من ميدان المعركة في حال تعرضه لإصابة بالغة او قتله. اما اذا تعرض الروبوت الى التدمير، فليس هناك ضرورة لكتابة خطاب تعزية الى ذويه، كما لن تكون هناك قائمة طويلة للخسائر البشرية.
الى جانب «تالون»، الذي جرى تحويله من إبطال مفعول القنابل، هناك روبوتات اميركية اخرى يجري تطويرها للمشاركة في ميدان المعركة. اذ سيستخدم «آرغاتر»، الذي جرى تركيبه بواسطة «آيروبوت»، في عمليات ومهام خطرة. وسيخدم الروبوت، وهو موجود الآن على متن مركبة جون دير «ام ـ غاتور» في العراق، لأداء مهام مثل أعمال الدورية والحراسة والمراقبة والاستطلاع وحتى الإمدادات باستخدام نظام تقنية تحديد المواقع. ويمكن تشغيل «آر ـ غاتور» يدويا او عن طريق التحكم عن بعد، ويمكن توجيهه لمتابعة الجنود او لتحديد خط سير. ومن المقرر انتاج اول دفعة من «آر ـ غاتورز» منتصف العام الحالي، ويتوقع ان يتم انتاجه بطاقة كاملة ابتداء من العام المقبل. ويتوقع ان تنتج مستقبلا مركبات روبوتية، وهي عبارة عن سيارات اسعاف مصفحة، لإخلاء الجنود الجرحى من ميدان المعركة. وبهدف ترقية البحوث في هذا المجال رصدت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) مبلغ مليوني دولار كجائزة لأي مصمم ينجح في تصميم مركبة روبوتية تقطع 175 ميلا من الاراضي الصحراوية من دون مساعدة بشرية. } أبرز معالم تطوير الروبوتات } 1922: ابتكر الكاتب المسرحي التشيكي كارل كبيك مصطلح «روبوت» (بمعنى «عمل» باللغات السلافية).
1942: كتب اسحق عظيموف المؤلف المتخصص في مجال الخيال العلمي قصة «راناراوند» التي تضمنت ثلاثة قوانين للروبوتات، ينص اولها على ان الروبوتات يجب ألا تحلق ضررا او اذى بالانسان. 1961: انتجت شركة «جنرال موتورز» اول روبوت صناعي «يونيميت» في احد مصانعها بنيو جيرزي. 1970: اصبح «شيكي»، من انتاج «اس آر آي انترناشونال» اول روبوت متنقل يتم التحكم فيه بواسطة الذكاء الصناعي. 1994: اكتشف الروبوت «دانتي 2»، الذي صممته مجموعة من علماء جامعة «كارنيجي ميلون»، بركانا في ألاسكا. 1999: انتجت شركة «سوني» اول كلب روبوتي «آيبو». 2003: بدأت الروبوتات المنزلية تكتسب أهمية شأنها شأن روبوتات المصانع، ويتوقع ان يصل عدد الروبوتات المنزلية المستخدمة الى 4.1 مليون والصناعية مليون واحد بنهاية العام 2007 .
http://www.asharqalawsat.com/view/technolo...05,02,06,281254