الثقب الأسود هو تعبير عن منطقة مجهولة من الناس ، كالتاريخ الملكى المصرى أو تاريخ الغربيين فى مصر ، أو تاريخ الفلاحين أو التاريخ القبطى ( عند معظم الناس ) ، وحتى تاريخ الدولة الإسلامية الحقيقى غير معروف حيث يتم تدريس دعايات عن تاريخ الدولة الإسلامية وليس الحقيقة ، وحتى تاريخ الثورة ( ثورة يوليو ) أصبح غير معروف

من مجموع هذه الثقوب السوداء يتشكل عالم كامل أسود ، فهو يقولوا أن الماضى أسود والغرب أسود والإستعمار أسود واليهود سود والباشاوات سود ، والرأسمالية سوداء ، ومن تحت لتحت بيقولوا إن الأقباط أو المسيحيين عموماً سود ، ولايحظى برضاهم سوى الثوار المسلمين والفاتحين المسلمبن فهؤلاء هم النور وغيرهم ظلام

عشنا فى هذا العالم وتعبنا ، فكل شىء موصوف بالظلام ، وحياة الثوار المحدثين تتركز على الثورة والحروب ، وحياة أولاد المدارس فراغ وعقم ، والتعليم من خلال الكم الهائل من التزييف فيه لاتستطيع الحصول منه على بشر تستطيع أن تتفاعل معهم وتشعر بهم ، فالبشر أما أشرار يجب أن تكرههم وتلفظهم وتحاربهم ، أو أخيار يعرضوا فى شكل الآلهة التى لاتخطأ فلاتستطيع الإحساس بهم ، وهكذا نعيش فى وحدة وظلام .. مجردين من الجمال والحقيقة والبشر وسط كم هائل من التزييف والدعايات ونداءات الحرب والجهاد والخطب والأناشيد الحماسية الفارغة ، ولله الأمر من قبل ومن بعد

عشنا فى الثورة مجردين من الجمال ، فالجمال سلعة غير معروفة عند الثوار ( وبالمناسبة هم ثوار على الغرب ) ، والمال ايضاً كان سلعة غير موجودة بسبب جمعه لصرفه على شراء السلاح وتجهيز الجيوش وخوض المعارك التى لاتنتهى
عشنا فى شوارع متربة بسبب عدم التنظيف الجيد ، وبيوت متريبة ( بسبب تقييد الإيجارات فأصبحت البيوت ملكاً لمستأجريها أكثر من أنها ملكاً لمالكيها ) فأهمل الملاك العقارات التى أصبحت بلون التراب ، وجرائد غير جميلة لأنها مدعمة ولأن كتابها والعاملين فيها هم موظفين ، ومدارس غير جميلة لأنه مطلوب تقديم خدمة التعليم للملايين فيكفى أى مبنى لعمل المدرسة أى كان ، وفصول جرداء فقيرة ، وكتب قبيحة رمادية ، مليئة بمعلومات الكذب والتحنيط ، وقد فصلونا عن العالم كله ليستفردوا بنا لنعيش فى عالم الكذب والفراغ والغش والتحيز
معظم السلع من إنتاج القطاع العام الذى ينتج سلعاً قبيحة ، فما الذى يهم الموظف حتى ينتج شيئاً جيداً ، كما أن الشركات تحتكر السوق ولايهمها سوء الإنتاج فالمستهلكين لابد ياخذوه لأنه مافيش غيره