{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 1 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شرك الخندق-1
فخري الليبي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 123
الانضمام: Jan 2008
مشاركة: #1
شرك الخندق-1





شرك الخندق


...... لا تستنسخ الأجيال، إذ لا يبقى جيل على حال، أما التمسك بالمعطيات الماضية، في تجمد ينسب إلى الله زورا ، فهو يناقض سنة الحياة ، محاولا تجميد الأجيال و من ثم استنساخها بتخلفها عينه، ولذا فهو يسير عكس إرادة الحياة، و يقهقرنا إلى مزيد من التخلف المستطرد التوالد.
.....
أريد أن أقول : إن الدول التي لامست القمر بأقدامها والمريخ بتقنياتها ، لم تقفز قفزة واحدة من عصر رعاة البقر إلى عصر رعاة القمر، بل حدث ذلك بالتدرج الطبيعي ، بالتعليم الذي يتطور فيقود تلقائيا إلى المزيد من التطور، بالمفكرين الذين استبسلوا فأوجدوا لأنفسهم حرية كافية لنشر تصوُراتهم و آمالهم التقدمية لصالح البشرية كافة، ثم خططوا لتحقيقها لشعوبهم، في تؤدة متعقلة في نظم ديمقراطية، تأخذ بيدهم ، تشجعهم و تكرمهم. حتى انتصروا في صراعهم الدموي ضد الكنيسة، ساحقين في طريقهم كل معوقات ماضية، تنتسب للأعراف المقدسة وهماً، متحصنين، في مسيرتهم السلسة رغم صعوباتها، بحرية مكفولة للرأي والإبداع.
قيل : كل ما هو عظيم وملهم.. فكر عمل في حرية.
......
ذلك العبور التدريجي من عصور الظلام ، إلى المدنية الحديثة وعصرنا الحالي ، لم يحدث عندنا!! قفزتنا جاءت في غير تمهل ، كمن هرول باندفاع فتفاجأ بخندق عريض وعميق، ولم يستطع ضبط خطواته لكي يقف و يبني جسرا يعبر عليه بثقة، بل دفعته قوة الدفع الذاتي إلى الوقوع في الهوة. و أخذ يخوض في مياهها النتنة محاولا الخروج ..وما زال.

قفزنا بدون أيديولوجية ولا تكتيك، مندفعين بجيناتنا الطموحة وغيرتنا الوطنية ، الأمر الذي جعل قفزتنا متهورة في ظروف خلت من الحكمة والتدبر.
.....

نحن امة استـُعمرت فكافحت مستعمرها حتى نالت استقلالها و حريتها، وهبها الله المزيد من خيراته ، فقفزت بحكم جيناتها الطموحة إلى التقدم والمدنية، من أقطار زراعية ، أو بدوية ، إلى مرحلة التمدن والصناعة، نقلة نوعية ، من ثقافة متخلفة إلى مدنية متقدمة، قفزة مفاجئة أصابتها بالإجهاد الشنيع، فضعفت أفرعها وأصبحت مرتعا للسوس. لقد وقع الاجهاد نتيجة الصراع الحتمي بين عصرين متباعدين، تداخلا فتشابكا داخل كل بيت من بيوتنا العامرة ، وبالتالي تأثرت كتل مجتمعاتنا فولـَّدت كتل معقدة من التشوهات ، والأمراض الاجتماعية ، التي تحتاج لعلاج جريء يـُوجب سحق كل معوقات ماضية تنتسب للأعراف المقدسة وهماً . هذا ما يجب العمل عليه أولا و قبل قبول التحديات التي تتطلبها الظروف السياسية ومعطيات الحياة. غير ذلك من السخف البذيء، هو تغوط في البحر.
إن المحاولات المتشبثة في محاولات مفترسة لشدنا إلى عصور ماضية ، متحصنة بحجج سخيفة ، تدعي العودة للدين والمحافظة على الأخلاقيات و الأخلاق الحميدة والأعراف التي وجدنا عليها أبائنا الأولين ، هي نتيجة لوقوعنا في خندق التهور مندفعين بعين ثقافتنا المشوهة ذاتها. هذا كل ما في المسألة التي هي ليست معضلة لكل ذي عينين يرنوين بدون خلفية مسبقة، وليس تحتهما ذقن غير مهذب شنيع .
.....
المشبعين بتلك الثقافة المغرضة والتي تتجاهل أن الدين لله وحده و هو بين المرء و ربه، و أنه لا وصاية لأحد ولا احتكار ولا كهنوت في ديننا، هم يكابرون بغباء عقيم، يعتبر أن كل المستمعين جهلاء لا يفقهون دين ربهم، ولا ما يحث عليه من الأخذ بأسباب التطور، و أنها فرصتهم السانحة ليقودوا ذلك القطيع إلى حيث يشاء أربابهم . مما يجعلني أضعهم محل ريبة واتهام صريح بالخيانة العظمى، بدون تردد.

.....
أقول لهم - بدون تعميم - أنظروا إلى ما كان و ما يزال يحدث في أغلب بيوتنا :

التعليم عندنا أخذ أغلبه عن مناهج ٍ لدول متقدمة ، نـُلقنه لأجيالنا الناشئة، على أمل أن يأخذوا بنا إلى مصاف قريب من ذلك التقدم ، لكننا نسينا ، تعليم الآباء ، الذين هم من جيل ما قبل القفزة، أو تنويرهم نحو ما يتلقاه أولادهم، لتقترب عقولهم شيئا مما يتلقاه الجيل التالي. فزادت الهوة بين الجيلين، صار الابن الذي أصبح موظفا و تعلم كيف يرتدي البدلة و ربطة العنق، صار يرتبك قلبه حتى قرب التوقف لرؤيته والده البدوي أو الفلاح ، إذ يراه رجلا – متأخرا – فيما يقطب الأب وجهه ويتهم ابنه بأنه أصبح – متمدنا ابن مدارس – باعتبار أن تلك سبة قذرة !! و بعد فترة يعلن الأب أنه يريد أن يفرح بابنه، وأنه خطب له فتاة مثل القمر، و يثور الابن الموظف على التدخل في شؤونه و يطالب بحرية الاختيار، و يواصل الصراع نموه، ليس بين جيلين، بل بين ثقافتين مختلفتين ، ويواصل الصراع غليانه ، فالعرس مشكلة، وليلة الدخلة مشكلة، و طهارة الولد مشكلة، والإقامة المستقلة عن الأهل مشكلة ...وهكذا. لا نهاية للصراع ولا نقطة التقاء واحدة وهذا ( بدون تعميم ) بين اقرب أثنين في مجتمعاتنا. كل يسير تجاه انفه.
.....
....
ولكن، قبل أن أصل بكم للب المقصود، وللضرورة، لنبحث عن مثال آخر يخص المرأة، ولن أطيل.
....

يتبع في (2)


..............
فخري الليبي

103
06-06-2009, 10:07 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فيريل غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 74
الانضمام: May 2009
مشاركة: #2
RE: شرك الخندق-1
أخي الليبي :

بانتظار يتبع 2
تحياتي
06-07-2009, 04:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  شرك الخندق - 2 فخري الليبي 20 3,466 06-09-2009, 11:59 PM
آخر رد: Jugurtha
  شاهد فلم عن غزوة بدر ، أحد ، الخندق ( فيديو ) عاشق القمم 1 2,665 04-07-2005, 01:34 PM
آخر رد: عاشق القمم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS