(08-05-2009, 04:10 PM)المعتزلي كتب: نعلم جميعا أن البترول يكتشف على أعماق كبيرة من سطح الأرض، كذلك الأثار و المدن المطمورة فهل معنى ذلك أن الكرة الأرضية قد اكتست بعدة طبقات و بالتالي زاد حجمها و يزداد يوما بعد يوم؟؟
ان الطبقات التي يشار اليها في الكرة الارضية هي مسألة " تجريدية ورمزية" الى حد كبير، ودلالة على التغييرات الجارية بإستمرار لكمية واحدة ثابتة تقريبا.
ان الزيادة الوحيدة التي تحصل على " كمية الارض" هي النيازك الصغيرة التي تسقط على الارض والاشعاعات الكونية التي تتحول من خلال عملية التمثيل الضوئي الى مركبات كيميائية، وهي اضافات غير ذات اهمية من الناحية الكمية.
المدن المطمورة سببه التغير المناخي والجفاف، الذي يؤدي الى تحريك الرمال من منطقة الى اخرى ليطمر المناطق التي تفقد غطاءها الاخضر.. وبالتالي فهي حركة نقل من منطقة الى اخرى.. وليس فيها زيادة كمية..
في حين ان البترول كان سببه ان ترسبات الاحياء ( نباتات وحيوانات) في اعماق البحار جرى طمره بالرمال بفضل حركة الامواج الجارية، على مدى عصور جيولوجية طويلة، في خلالها صعدت قسم من قيعان البحار الى الاعلى لتكون جزء من اليابسة القارية، بفضل حركة الصفائح القارية وبفضل انتهاء العصور الجليدية التي خففت الضغط على الرصيف القاري..
وبعض المناطق الارضية لاتزال ترتفع حتى اليوم بفضل انتهاء العصر الجليدي القريب عنها، مثالا على ذلك جبال النرويج والسويد، والارتفاع لايتجاوز سم واحد سنويا.. وتلاحظ الفروقات عند بعض السواحل..
في حين ان البعض الاخر يرتفع بسبب اصجدام الارصفة القارية كما هو الحال مع مرتفعات هيمالايا، في حين تقوم الامطار الموسمية بعملية التعرية وتخفيض الارتفاعات..
هل يعني ذلك ان الارض يزداد حجمها ( وليس وزنها)؟
محتمل، ولكن الزيادة لاقيمة لها، إذ ان القشرة الارضية برمتها تشكل نسبة صغيرة للغاية من حجم الارض، في حين ان التغييرات المذكورة لها علاقة بالقشرة الارضية وحدها، وبذاتها تشكل نسبة صغيرة للغاية من القشرة الارضية، وبالتالي نسبة لاتذكر من الارض بمجموعها. عدا عن ان هذه الزيادة ليست مطلقة وانما متغيرة في المكان ، إضافة الى انها تغييرات صعودا وهبوطا، بحيث ان محصلتها النهائية ستكون صفر.
ان الارض لايضاف اليها طبقات جديدة، وانما تجرى حركة دائمة ومترابطة في مجموع طبقاتها، هو الذي يسبب إمكانية بقاء الحياة على الارض، وسبب اطلاق صفة " الكوكب الحي" عليه..