هذا هو حال الرأسمالية الغربية المتوحشة ورأسها في الولايات المتحدة عندما حاولت أن تستعمل الإسلام السلفي لتخوض به حربها ضد الشيوعية / الإتحاد السوفييتي.
وهذا هو حال الولايات المتحدة عندما وضعت الإسلام هدفاً ومحوراً عقائدياً تستعمله في عملياتها المتعددة للسطو المسلح على النفط حول العالم.
...
وقف الرجل الكهل مرتجفاً، كثّ اللحية، رثّ الثياب، متعرق الوجه، شاخص العينين، قابضاً بيديه على قضبان قفص الشاهد في المحكمة، يستمع لشهادته المكتوبة تلقى على مسامعة امام القاضي وهيئة المحكمة. يقرّ فيها أن أحد المتهمين، وهو ابن اخيه، هو ارهابي ولص، كان يسرق النقود ليبعث بها إلى أسامة بن لادن ! وأنه سافر بالفعل إلى أفغانستان لكي يقابل هناك زعيم تنظيم القاعدة!

سأله القاضي :- هل كانت هذه هي شهادتك ؟
أجاب الرجل الكهل، بصوت متهدج، وعروق مشدودة تنبض بها قسمات وجهه :- ولكنها شهادة انتزعت مني تحت التعذيب يا سيدي القاضي !
قال القاضي :- لقد تم رفض الدفع بحصول التعذيب سابقاً في ملف هذه القضية، وبالتالي فذلك الدفع تم إسقاطة ولا يمكن التحجج به به مرة أخرى في هذه القضيّة!
ارتفع صوت الكهل :- ولكنّهم عذّبوني يا سيدي القاضي! لقد عذّبوا حفيدي أمامي يا سيدي! لقد ضربوه على خصيتيه، ووضعوا الكهرباء على جسمه، لقد وضعوا على رأسه كيساً، وحبسوا تنفّسه، لقد اغتصبوه بزجاجة خمر، لقد أحضروا حفيدتي أمامي وهددوني بإغتصابها بوحشيّة! وقالوا أن علي أن اقول تلك الشهادة وأن أوقع عليها، وإلا اغتصبوها... لقد كانوا طول الوقت يصرخون بي ويرددون اسامه بن لادن أسامه بن لادن... نحن فقراء يا سيدي، فلاحين بسطاء من انديجان ... نحن مسلمين يا سيدي ... ولكن ماذا نعرف عن أسامه بن لادن؟

ورغم أن صوت الرجل الكهل كان يرتفع ، إلا أن جسده كان يتهدل وينحني ... ثم يتهاوى على الأرض !

ولكن القاضي قرر بسرعة حينئذٍ أن علاقة المتهمين بأسامة بن لادن غير ذات محلّ شك ، وأن تلك الشهادة التي انتزعت من ذلك الكهل كافية لإدانة المتهمين بالجرم المنصوص عليه في لائحة الدعوى!

هكذا قرر القاضي وهكذا قررت المحكمة ، ويبدو أن الصحفي الذي شاهد تلك الواقعة قرر عندئذٍ أنه رأى ما فيه الكفاية ... وغادر تلك الغرفة القذرة التي جرت فيها تلك المحاكمة القذرة!

وعندما جلس في السيارة ... سمع صوتاً عرف أنه صوته هو نفسه ... وكأنما شخص آخر ينطق بلسانه بصوت خافت المتهدّج ... يتلو صلاة كان يظن أنه قد نسيها !

...

في صباح اليوم التالي بقيت فكرة واحدة تدور وتدور في ذهنه : إذا كانت هذه ، هنا و هكذا ، هي الأرضية الأخلاقية للحرب على الإرهاب ، فكيف يستطيع بوش وبلير ومن على شاكلتهما أن يتشدقا ، بل حتى أن يحلما بالنصر ... أي نصر يمكن أن يحدث بعد كل هذه الجرائم؟

كان يستحضر في ذهنه الأحداث والحوادث التي قادته إلى ما هو فيه ، وفي غمرة ذهوله مر عليه الوقت بسرعة عجيبة ، وعندما أفاق فجأة من ذهوله إلى صوت الهاتف ، كان الملحق القانوني في القنصلية البريطانية وأسمه "كريس" على الطرف الآخر من الخط ، وطلب اللقاء فوراً ، وبالفعل فلقد حضر بسرعة و حتى قبل أن يجلس ... القى اليه برزمة كبيرة من الأوراق في مغلف ورقي بني اللون، وقال :
- ربما لا تريد أن تشاهدها ... لأن بعضها بشعة جداً!
و ظن الصحفي انه يستطيع أن يخمّن محتوى تلك الصور ، بعد ما رأى وسمع في هذه البلاد منذ أن جاءها يسعى لمعرفة جزء من الحقيقة، قبل نحو أسبوع، ولكن تلك الصور كانت أبشع كثيراً ، لدرجة الصدمة، مما توقّع في ظنّه!

ولكن الصدمة التي لم يتوقعها البتّة ولم يحذره أحد منها ، كانت صدمته التي وجد نفسه فيها بغتة ، عندما فكّر بالموقف الذي هو فيه عندئذِ
إذا كان هذا هو الملحق القانوني في القنصلية البريطانية، يريد لسبب ما أن يطلب مساعدة صحفي مثلي لنشر قصّة مثل القصة التي تحكيها هذه الصور هذه ، فكم قصّة مثلها نريد لنرى الحقيقة، حقيقة الوحشية التي نحن عليها عندما تسقط عنها كل الأغطية الكاذبة ... حريّة ... ديمقراطية ... حقوق إنسان ... ما الذي بقي من قيمة الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ، وما الذي بقي من قيمة إتفاقيات جنيف ، وما الذي بقي من قيمة القانون ، أي قانون ، أمام كل هذه الوحشية والإجرام بإسم الأمن وبإسم الحق وبإسم العدالة وبإسم الحرية والمواثيق والإتفاقيات والأمم المتحدة والضمير العالمي ! أي كذبة هشة تلك كلها لتعريها حقيقة تفضحها صورة واحدة من تلك الصور ... التي لم تنشر بعد !

كالضوء الذي أضاء فجأة ، توضحت له فكرة في رأسه ، وعرف تماماً ما سوف يفعله:

...

كانت تلك الصور كلها لجثة واحدة ، جثة رجل في منتصف العمر، وجه قرمزي متشمّع ... ومن الصدر فما دون تتداخل الأطراف والأعضاء، منصهرة لونها بين الدم والوحل!
ياه ... كم يشبه ذلك تداخل الألوان في تلك اللوحة المعارضة للحرب كلها، تلك التي رسمها فنان ليصوّر بها بشاعة الحرب الإسبانية !
تلك الخواطر والصور لم تكن لتفارق مخيّلته ، ولم يجرؤ لا على الحديث ولا على الصمت، وكان لابد له أن يفعل شيئأً ما ... لنفسه أولاً !

...

وشيئاً فشيئاً تبلورت القصّة .. جثّة الرجل عادت لأهله في تابوت حديدي مغلق مع حارسين وتعليمات واضحة ومشددة بعدم فتح التابوت تحت أي ظرف كان ... والحارسين ما كانا ليفارقا التابوت ... لولا أن الأم العجوز احتالت عليهما بشيئ أنامهما، وفتحت التابوت بيديها ... وساعدوها أيضاً ... لترى جثة أبنها ... تريد أن تراه ... هي أمه وتريد أن تراه .. مهما كان .. وكان ... ولم يكن ما رأته بعيداً جداً عن ما توقعت أن تراه ... وكانت تعرف تماماً مالذي يجب أن تفعله ... أعطت الكاميرا للولد وجعلته يصوّر جثة والده ... وللبنت ... وجعلتها تصوّر جثة والدها ... وللزوجة وجعلتها تصوّر جثة زوجها ، وبعد أن أخذ الأخ والأخت صورهما للجثة ، حملت الأم العجوز الكاميرا والتقطت لإبنها الميت صورة ... ثم صورة أخرى ..ثم صورة أخيرة.

لم يدر أحد أي غريزة أو أي فطنة أو أي قوة تلك التي تملّكت الأم العجوز وجعلتها تفعل ذلك .. ولا كيف امتلك أولئك كلهم انفسهم وهم يلتقطون صور جثة الأب والزوج والأخ !
هل سيخطر في ذهن أحدهم ، سأل الصحفي نفسه ، ااتساؤل حول السبب الذي حاول من أجله الأبناء والزوجة التركيز على ملامح الأب الميت ، بينما حاولت الأم والأخوة التركيز على تشوه الجثة !

...

Governor’s Office
RECEIVED
April 11, 1997

April 3, 1997

Kenneth J. Lay
Chairman and
Chief Executive Officer

Enron Corp.
P.O. Box 1188
Houston, TX 77251-1188
(713) 853-6773
Fax (713) 853-5313

Via Fax: 512/463-1849

The Honorable George W. Bush
Governor of the State of Texas
PO Box 12428
Austin Texas

Dear Governor Bush [Salutation title crossed out in original letter, replaced by “George” handwritten above]:

You will be meeting with Ambassador Sadyq Safaev, Uzbekistan’s Ambassador to the United States on April 8th. Ambassador Safaev has been Foreign Minister and the senior advisor to President Karimov before assuming his nation’s most significant foreign responsibility.

Enron has established an office in Tashkent and we are negotiating a $2 billion joint venture with Neftegas of Uzbekistan, and Gazprom of Russia to develop Uzbekistan’s natural gas and transport it to markets in Europe, Kazakhstan, and Turkey. This project can bring significant economic opportunities to Texas, as well as Uzbekistan. The political benefits to Uzbekistan and the United States are important to that entire region.

Ambassador Safaev is one of the most effective of the Washington Corps of Ambassadors, a man who has the attention of his president, and a person who works daily to bring our countries together. For all these reasons, I am delighted that the two of you are meeting.

I know you and Ambassador Safaev will have a productive meeting which will result in a friendship between Texas and Uzbekistan.

Sincerely,
[Signed] Ken

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الحرب السورية التركية ..الدفرسوار في الشمال... بقلم نارام سرجون‏	فارس اللواء	2	1,017	11-02-2012, 02:17 PM آخر رد: فارس اللواء
	من يسخن الحرب الباردة بين السعودية وايران؟	فارس اللواء	0	539	11-24-2011, 08:31 PM آخر رد: فارس اللواء
	نصر الله: الحرب على ايران وسورية ستتدحرج في المنطقة	fahmy_nagib	0	882	11-12-2011, 06:09 PM آخر رد: fahmy_nagib
	تلجراف: إسرائيل تدق طبول الحرب على إيران	fahmy_nagib	3	1,577	11-09-2011, 12:34 AM آخر رد: fahmy_nagib
	أبو شادى: الخلافة الإسلامية قادمة.. وأمام النصارى الجزية أو الإسلام أو الحرب	الحكيم الرائى	6	2,343	09-02-2011, 10:55 PM آخر رد: مسلم