(08-27-2009, 09:35 AM)هلال 26 كتب: الاخ الكريم فيصل وزوز
بعد السلام والتحية الف شكر لكم على هذه الكتب
لقد قرات عن كتاب لاونامونو واظن ان اسمه الم الخلود او الخلود والالم مترجم الى اللغة الفارسية وهو حقا كتاب رائع وغني فكريا
وشكرا لكم
عزيزي هلال : ربما يسهم هذا التعريف المقتضب بالفيلسوف الاسباني في إلقاء بعض الضوء على نشاطه الفكري والفلسفي ، بما يعود بالخير الثقافي على القراء الاعزاء ، لذلك اسمح لي أن أستعمل موضوعك هذا للتعريف بالرجل .
أونامونو (ميغل ـ)
(1864ـ 1936)
ميغل أونامونوMiguel de Unamuno فيلسوف وأديب إسباني، ولد في مدينة بِلباو Bilbao على خليج الباسك (بسكاي) في شمالي إسبانية. حصل في عام 1884على درجة الإجازة في الآداب من جامعة مدريد برسالة حول اللغة الباسكية.
ومارس التعليم في مسقط رأسه حتى عام 1891، ثم عمل أستاذاً في جامعة سَلَمَنْقَة Salamanca بعد حصوله على كرسي اللغة والأدب اليونانيين في عام 1901. وفي عام 1914عُيِّن رئيساً للجامعة نفسها ثم أُقيل لاشتغاله بالسياسة.
كانت له فلسفتان: فلسفة قومية وفلسفة وجودية، وكان جوهر فلسفته القومية وحدة إسبانية وحياة الأمة الإسبانية. وعلى هذا الأساس كتب مقالات معادية للملكية عموماً وضد الملك ألفونسو الثالث عشر حُكم على أثرها بالسجن ست سنوات، لم ينفذ لصدور عفو عنه. وحارب ديكتاتورية بريمودي ريفيرا عام 1923، فأدى ذلك إلى نفيه عام 1924.
ومع ذلك لم تكن مواقفه القومية من دون ثواب، فبعد سقوط الديكتاتورية كرّمه الثوار أيّما تكريم وعُيّن رئيساً مدى الحياة لجامعة سَلَمَنْقَة، ومُنح عام 1935 أسمى وسام في الجمهورية الناشئة، وأسبغ عليه لقب «مواطن الشرف لعام 1935».
في الحرب الأهلية التي انفجرت عام 1936 وقف مع القوميين في مواجهة الشيوعيين ولم يمضِ وقت طويل حتى توفي في اليوم الأخير من الشهر الأخير من العام نفسه.
وفي إطار فلسفته الوجودية كان أونامونو يرى الحياة الإنسانية مأساة غير معقولة ولا يمكن معرفتها إلا عن طريق الإيمان. أما التغلّب على هذه المأساة ومشكلة الموت المزروعة في صميمها، وتحقيق نوع من الخلود فيكون عن طريق النضال، الذي يتحقق فيه قول كيركغارد: «المهم بالنسبة إلى الموجود أن يكون موجوداً وجوداً لانهاية له». فهو الذي وضع الوجود في وضع مناقض للفكر حتى إنه قال، مخالفاً ديكارت: «أنا أفكر لذلك أنا أتوقف عن الوجود». وهو الذي حدّد لوجود الذات خاصتين هما: العاطفة والإرادة. وهو نفسه الذي ألحّ على الإيمان فقال: إن الإنسان، حين يؤمن بالمطلق إيماناً مطلقاً سواء أكان المطلق هو الله أم الوثن فإنه يكون أمام المطلق، وحين تقوى العاطفة بلا نهاية تصير أمام اللامتناهي.
ويظهر تأثر أونامونو بنيتشه في مقالته «الفلانية» إذ يُبرز أونامونو فكرة الشخص (فلان) ويؤكد أن الميل إلى تشبيه الأشياء بالإنسان هو من أقوى الميول لدى البشر. هكذا، تُنسب الفلسفات إلى صانعيها فيقال، هناك كَنتية وهيغلية وغيرهما. هذه النزعة تُرى في ميدان العلم أيضاً في فكرة القوة والثبات كما تتبدى في الدين.
ومع أن أونامونو تأثر في بعض النواحي، بفكر كل من كيركغارد ونيتشه، فإن فلسفته الوجوديّة تفردت بإبرازه فكرة الخلود الذاتي المتحققة بالنضال لابالقعود عنه. وعلى ضوء هذه الفكرة وضع أونامونو كتابه: «حياة دون كيخوته وسانشو» عام 1905 الذي ضمَّنه قراءة جديدة تجلّى فيها دون كيخوته بطلاً وجودياً ورمزاً للنضال لامحلاً للسخرية كما أظهرته القراءات الأخرى لغيره. من أهم أعماله أيضاً كتاب: «في المعنى المأسَوِي للحياة» (1913) و«احتضار المسيحية» (1925).
ومن أشهر مقالاته: «الأصالة القومية»، و«الكرامة الإنسانية»، و«أزمة الوطنية»، و«الوحدة»، و«الفردية الإسبانية»، و«النزعة الأوربية»، و«الحضارة والمدنية»، و«الفلانية»، و«ماالحقيقة؟»، و«سرّ الحياة».