(12-06-2009, 09:17 PM)هاله كتب: يا عزيزي السلام الروحي
دعك من الغرب و الشرق فنظرية ولاية الفقيه و التي تجعل منه ديكتاتورا من الطراز الفاخر ما عادت تتماشى مع العصر الذي تميز بتكنولوجيا الاتصالات و باتت الشعوب بفضله تعلم كيف يعيش الآخر متمتعا بحقوق انسان و ديمقراطية و تعددية ...الخ. و من جهة أخرى فلا الغرب ولا أنظمتنا المتهالكة هي المسؤولة عن الفشل في التصدي للتحديات الداخلية و تردي أحوال الشعب على كل الصعد و في مقدمتها الصعيد الاقتصادي ثم الحقوقي. العلة في الداخل أولا و ثانيا و تاسعا. أن يرحب الغرب بمنتظري أو طالقاني أو خاتمي فهذا لا يقلل من عدالة القضايا التي ينادون بها و لا من خطورة استمرار الفشل الداخلي. بل على العكس فانهم يقومون بدور وطني بامتياز حين ينبهون الى هذا الفشل القادر على حفر قبر النظام كله مستقبلا.
حسنا أيتها الكريمة العله اولا وآخر بالداخل فعلى من تراهنين؟
بما أنك لا ترين أدنى مسؤولية بالأنظمة المستبدة الذي تحكمك ولا بالغرب الذي يحاربك في عقر دارك ويغتصب جزءا من أرضك فبالضرورة لن تعولي عليهما بالنهوض قلم يبق لك غير أن تجلدي نفسك بالسياط أو العيش مع أحلام اليقظة أو حتى المنام.
حدثيني عن الواقع كيف سيتغير بدون لعنه وللشعوب أن تنهض دون أن تنقصي من شأنها
هنا فرق جوهري من خلال الرؤية للشعوب كيف يمكن أن تتحرك ، رؤية تريد الشعوب أن تفكر مثل ما هي تفكر فإذا كنت مثلا أحلم بالحرية والديمقراطية والعلمانية فعلى الشعوب أن تفكر مثلي حتى يتحقق النهوض وكأنه لا يوجد معوقات في هذا الطريق المقصود فإذا أغمضت عيني عن وجود حكم استبدادي أو هيمنة خارجية كما ذكرت تمثل معوقات أمام النهوض المطلوب فقد خرجت من الواقع بكل بساطة.
هذا التغير المقبل بسبب التكنلوجيا وثورة التصالات والتعددية الذي تتأملين فيه في إيران من قبل إصلاحيين هم نتاج الثورة لماذا لا يفعل فعله في الشعوب العربية على امتداد الوطن العربي؟
التغيير لا يمكن أن يأتي من قبل هذا بل من قبل تحريك موروث ثقافي داخل الشعوب يثور على الاستبداد والهيمنة الخارجية والدليل أن الثورة الخمينية حركت ملايين الناس بالكاست لأن الموروث الثقافي تم تحريكه بفعالية مع ضعف وسيلة الاتصال.
ماذا لديك في إيران غير الثورة على ولاية الفقيه وهذا ما لم يتجرأ عليه واحد من هؤلاء الإصلاحيين لأن الموروث الثقافي للشعب الإيراني لن يحمل غير ولاية الفقيه بفعالية وسيرمى بهم مثل ما رمي بالشاه من قبل وسيخرج إصلاحيون من المحافظين المعتدلين ليسدوا فجوة هؤلاء الإصلاحيين وهذا ما سيحدث وسيصبح كروبي وموسوي في خبر كان والأيام قادمة.
وكما ذكرت سابقا ولاية الفقيه هي الضمانة للأمة الإيرانية لمواجهة هيمنة الغرب وطغيانه وأطماعه وما يفعله الغرب الآن من وقوف في وجه إيران من وجهة نظري يقوي ولاية الفقيه أكثر وأكثر لا كما يتصور البعض وسيتعين على إيران أن تنتج سلاحا نوويا يكون ضمانة للشعب الإيراني وعندها ستتحول ولاية الفقيه إلى وظيفة تشريفية.
هناك معادلة ، ولاية الفقيه توازن السلاح النووي فإذا شعر متخذ القرار بتهديد ما على ولاية الفقيه فسيسعى للسلاح النووي ليكون بديلا عنها.
أخيرا لاحظي أنه بعد شغور هذا المنصب من المرشد الحالي فإن مدى صلاحيات المرشد الجديد ستكون مرتبطة بعلاقات إيران الخارجية وبظروفها الداخلية فيمكن أن تستمر كما هي ويمكن أن تتقلص بناء على الظروف الخارجية.
أتمنى من الأخ العزيز علي نور الله أن يفيدنا بأكثر شخص أو أشخاص يمكن أن يتولوا منصب مرشد الثورة بعد خامنئي.
تحياتي..