{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
النظريات الدينية vs النظريات العلمية
Egyptian Humanist غير متصل
ملحد إنساني مصري
***

المشاركات: 84
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #1
النظريات الدينية vs النظريات العلمية
قد يعتبر البعض أو الكثير من الناس أن وجود الله حقيقة لا تقبل الجدل ..
في الحقيقة إن وجود إله هو نظرية واحدة من مجموعة نظريات مركبة تتبناها معظم الأديان :
- نظرية خلق الكون من عدم
- نظرية خلق الإنسان من طين
- نظرية وجود إله
- نظرية أن الخالق هو الإله و الإله هو الخالق
- نظرية الوجود الفائق للطبيعي
(وجود الآلهة و الملائكة و الشياطين و الجن و حدوث المعجزات و الخوارق و ما إلي ذلك)
- نظرية وجود بعث و حياة بعد الموت للإنسان فقط
- نظرية الاهمية الفائقة للإنسان عند الإله الخالق
- نظرية وجود حساب على عقائد و سلوكيات الناس بعد البعث
- نظرية وجود الجنة و جهنم
تلك هي أهم النظريات التي تتبناها الاديان و تروج لها على انها حقائق مؤكدة لا تقبل الشك.
و هي نظريات لو تم تجميعها لكونت قصة مسلية عن الحياة و الوجود قوامها الآتي :
هناك إله لديه القدرة على الخلق, خلق الكون من عدم و خلق الإنسان من طين و خلق الملائكة من نور أو نار او كليهما (الأساطير تختلف) و هذا الإله يفوق الطبيعة لانه صانعها و يهتم جدا بالإنسان دونا عن كل مخلوقاته و لذلك سيبعث الناس بعد الموت ليحاسبهم على سلوكياتهم و إيمانهم ليدخلهم الجنة / الملكوت او جهنم ...
عند هذا الحد تنتهي القصة و تبدأ الأسئلة.

هل هناك أدلة ؟

و اول و اهم سؤال هو : ما الدليل على أن أيا من تلك النظريات صحيح ؟
طبعا كل من يعترض على نظرية التطور يقول أننا لم نكن موجودين لآلاف السنين لكي نشاهد حدوث التطور و بالتالي ليس من حقنا ان نؤكد ذلك و يتجاهلون جبال الادلة على حدوث التطور ..
و لكن نظرية الخلق من عدم أو الخلق من طين لا يدعي أحد انه قد شاهدها بعينه و لكنه مع ذلك يؤكد حدوثها.
و بلا دليل ...
الفكرة هي أننا أمام مشكلة :
الكون موجود و الإنسان موجود .. كيف أتى كلا منهما للوجود ؟
هناك نظرية الخلق من عدم و الخلق من طين و هناك نظريات الإنفجار الكبير و بقاء المادة و التطور و ما إلي ذلك ..
الأولى نظريات بلا دليل تم إقتراحها في كتب صفراء متحفية من العصور القديمة و الوسطى ..
نظريات تحاول أن تفسر كيف اتى الكون للوجود من خلال قصص خيالية و أساطير شعبية ..
و الثانية نظريات مبنية على الكثير من الادلة يعكف آلاف العلماء يوميا على التحقق منها من اجل معرفة الحقيقة وراء نشاة الكون, و نشاة الحياة ..
الاولى هي دين مبني على الإيمان بغير دليل ..
و الثانية هي علم مبني على الادلة بغير إيمان ..
بالطبع القصص الدينية اكثر بساطة (و سذاجة) من القصص العلمية, فالأولى مثل حكايات قبل النوم فيها رجل طيب ملتحي لديه قدرات خارقة و يحب الإنسان حب عظيم بلا سبب و بنى له الكون ليعيش فيه ..
و الثانية نظريات معقدة تحتوي على معادلات و أبحاث و دراسات و إحصائيات و ترجيحات و في النهاية يقول العالم ان معلوماته ليست نهائية و أن من الممكن لاي شخص أن يكتشف خطأ أو نقص فيها او ان يضيف عليه أشياء.
من الطبيعي و المنطقي ان تجتذب النظريات الأولى البسطاء و أن تجتذب النظريات الثانية الأذكياء ..
من يريد التعقيد و الحذلقة العلمية على أي حال !!

الإيمان باب الجنة

لكن الجميل في الامر ان هناك من يكترث للحقيقة و يكترث للعلم و يكترث للحياة ..
متواضعين أمام الحقيقة و مجتهدين للحصول عليها ..
أما الكبرياء و الكسل فيؤديان إلي الجهل و خداع الذات.
هذا الكبرياء و تلك الشيخوخة التي تصيب الناس مرجعها وهم المعرفة المسمى إيمان.
أنا أؤمن يعني أنني أرفض ان اتعلم شيئا جديدا ..
أنا أؤمن يعني ان الحقيقة قد أصبحت في جيبي و لا حاجة بي للبحث عنها.
أنا أؤمن يعني أنني أرفض المراجعة و التجريب و تجديد معارفي ..
أنا أؤمن يعني أنني لا اتعاطى مع المنطق او العقل أو العلم ..
فالإيمان هو أن أصدق بلا سبب ..
هذا عن الإيمان من حيث المبدأ ..
أما عن الإيمان بالآلهة و الجنات و الملائكة و الشياطين و ما إلي ذلك فهو أمر آخر ..
يعني إذا كان الإيمان بوجه عام كسل فالإيمان بالتفاهات سفه و رعونة ..
و لا يمكن ان نعرف أبدا لماذا يكون للإيمان كل تلك الاهمية في الاديان ؟
في المسيحية : آمن فقط فتخلص و من آمن و إعتمد خلص
في الإسلام : من آمن بالله و اليوم الآخر و من آمن بالله و رسوله حسب من اهل الجنة
لا افهم ما هي اهمية الإيمان الفائقة تلك ؟
وجود إله حي و عاقل خالق للكون من عدم : هو نظرية لا أكثر ..
و الإيمان بأي نظرية لا يمكن ان يعد مقياسا لأي شيء ..
لا نظرية الخلق و لا نظرية التطور و لا أي نظرية ..
تتفوق فقط نظرية التطور على الخلق بانها تنتمي للعلم و الحقائق العلمية بأكثر من نظرية الخلق.
يعني المسألة ليست إيمان ضد إيمان بل هي إيمان ضد تجريب و إختبار و تحقق من صحة الأشياء.
و كما قال المسيح : طوبى لمن آمن و لم يرى, يعني طوبى لمن صدق الأشياء بغير أن يتحقق منها.
الدين يدعو الناس للتسليم الأعمى و التصديق بغير سبب سواء بنظرية خلق الكون من عدم او بنظرية وجود إله او بنظرية الوجود الفائق للطبيعي عموما ..
لكن كلها نظريات .. مجرد نظريات, بل و نظريات غير علمية بالمرة و هي نظريات قديمة قد تم إثبات بطلانها.
لكن تصديق مثل تلك النظريات المفروض انه يدخل الجنة .. مجرد التصديق الأعمى.
و كانها جنة للاغبياء الغير شكاكين ..

عفوا .. السذاجة باب الجنة

لا أعرف لماذا ترفع الأديان من اهمية عدم الشك و التفكير الجامد, هذا ضد المنهج العلمي بوجه عام.
و لا لماذا تؤكد على الإيمان الأعمى بدلا من ان تؤكد على الشك و التفكير و التجريب ..
الإنسان كائن غامض في أحيان كثيرة و يتصرف تصرفات غريبة ..
يقيم أديانا قوامها قصص خرافية صعبة التصديق و تعتمد بالكامل على تصديقها ..
القدرة على تصديق ما لا يمكن تصديقه عقلا هو لب الدين.
من يستطيع أن يصدق ان المسيح قد قام من الاموات بعد موته يكون متدينا ..
و من يستطيع ان يصدق ان محمد قد طار في الهواء و زار السبع سماوات يكون متدينا ..
و من لا يستطيع أن يصدق ينبذ و يعتبر كافر ..
سلوك إجتماعي غريب و غير مفهوم.
لماذا يهتم الناس بتصديق ما لا يمكن ان يصدق ؟
لماذا يعتبر الإيمان هو باب الجنة و الشك هو باب جهنم ؟
لماذا يعتبر عدم إعمال العقل ميزة يثاب عليها المرء ؟
لا أعرف و لكن مما لا شك فيه ان التدين هو سلوك غير عقلاني و يعتمد على العاطفة بدرجة كبيرة و لذلك من السهل ان يكون غير مفهوم و غير منطقي ..
لذلك فإن رفض التصديق الأعمى عموما و الإيمان بالخرافات هو أول السلم دائما و ليس آخر المطاف ..
في البداية ينكر المرء الخرافات ثم يلتفت للحقائق بعد ذلك ..
صحيح أننا يجب أن نتكيف مع الحقائق الموجودة إلا ان تحويل هذا التصديق المبني على الشك و التجريب إلي إيمان آخر يحول دون ان نكون علميين و باحثين عن الحقائق.

الإلحاد أول الطريق

يعني رفض الإيمان بنظريات وجود الإله و الخلق و الوجود الفائق للطبيعي هو بداية الطريق.
بعد ذلك نبدأ في تجميع الحقائق و نكون على إستعداد لان نحدث معلوماتنا اولا بأول ..
فنصدق نظرية التطور لان العلم و العقل يدعمانها و نرفض تصديقها لو نبذها العلم.
لكن المهم أن يتمتع المرء بحس تمييز الخرافة من الصدق ..
فنظرية خلق الإنسان من طين بواسطة إله ساحر و خارق هي نظرية عقيمة و باطلة بكل وضوح.
أسطورة و لها منشأ طبيعي جدا في وعي البشر ..
لكن ماذا يترتب على رفض الأساطير و الخرافات و الاديان و البدأ في تصديق العلم و إتباع المنهج العلمي ؟
النتيجة هي ربط حياتنا بالحقائق و تأسيس قيمنا على الواقع المعاش.
النضج الفكري هو سمة عصر العلم ..
و إذا كان العلم يملك الأدوات و مؤهل لسحق الخرافات و الهراء الفكري و المعرفي فالمسألة إذن مسألة وقت حتى يستتب الامر للعلم و العلماء.
لكن إذا كان العلم يؤدي إلي الإلحاد فما الذي يؤدي إليه الإلحاد ؟
أعتقد ان الإلحاد يؤدي بصاحبه للعلم لأن العلم و الإلحاد مرتبطان جدا.
الإلحاد يتبعه البحث عن فلسفة علمية في معظم الاحوال مثل الماركسية
أو روحانية عميقة مثل البوذية,
أو علمية أخلاقية مثل الإنسانية ..
الإلحاد يتبعه البحث و التجريب كما يسبقه البحث و التجريب.
الإلحاد ليس نهاية المطاف بل هو بداية لإعمال العقل و بعد ذلك فالطريق أمام الملحد يكون طويلا لمعرفة الحقائق.
اللاأدرية أيضا مثل الإلحاد تعتبر أن البحث في الإلهيات و الوجود الفائق للطبيعي يفوق المعرفة البشرية و لا يمكن البرهنة عليه و بالتالي لا حاجة لنا به ..
يعني ما بين تحييد النظريات الدينية (اللاأدرية) و رفضها (الإلحاد) يستطيع المرء ان ينتبه إلي ما هو مهم فعلا و حقيقي فعلا ألا و هو العلم الحديث و الرابطة الإنسانية.
لكن الوقوع في أسر النظريات الدينية هو سجن المرء لذاته في العصور القديمة و الوسطى.
النظريات الدينية تنفع الكسالى و محدودي الذكاء لكنها لا تنفع كل من له طموح للمعرفة و الإطلاع.
النظريات الدينية لا يمكن البرهنة عليها و لا تهتم أساسا بالبراهين لأنها تداعب غرائز البشر و آمالهم في السلطة و الخلود و التعويض بعد الموت, لكن هيهات ..
العلم هو الذي يبني بيوتا لا عماد لها و الجهل هو الذي يهدم بيت العز و الكرم.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-08-2009, 10:10 PM بواسطة Egyptian Humanist.)
12-08-2009, 10:08 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بنى آدم غير متصل
من أين جاء العالم وأين ينتهى ؟
*****

المشاركات: 2,287
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #2
RE: النظريات الدينية vs النظريات العلمية
أتعرف يا إنسانى أن عرض الأمور بطريقتك تلك هو شىء رائع

أذكر عندما طالعت أول قائمة للآلهة وساعتها خطر بذهنى خاطر بسيط للغاية ولكنه ذو أثر بالغ وهو : ( الله ) الخاص بالمسلمين أمثالى هو مجرد ( إحتمال ) ومن هنا ازداد نهمى للبحث وقراءة الآخر

استمر عزيزى .. أحسدك بصراحة على استمراريتك ودأبك أنت والزميل وليد
12-19-2009, 03:11 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Egyptian Humanist غير متصل
ملحد إنساني مصري
***

المشاركات: 84
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #3
RE: النظريات الدينية vs النظريات العلمية
شكرا لك يا صديقي على إهتمامك و متابعتك ..
بصراحة أنت شخص مفكر و عاقل و مكسب كبير للمسلمين أو لأي جماعة بشرية.

أحترمك مهما كان فكرك أو دينك.

كل ود يا جميل.
Rose_rougeRose_rougeRose_rougeRose_rougeRose_rouge
12-19-2009, 05:43 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  البوذية : الفلسفة الدينية و الدين الفلسفي منى كريم 21 5,775 01-07-2011, 12:13 AM
آخر رد: yasser_x
  الرد على إميل دوركايم ، من كتاب (الأشكال الأساسية للحياة الدينية) .. الــورّاق 0 1,884 10-27-2010, 05:04 PM
آخر رد: الــورّاق
  مفاهيم في الالحاد: الغاية العلمية Enki 4 1,868 09-11-2009, 09:14 PM
آخر رد: Enki
  عندما أعلن كفري بكل الملل الدينية الطانفي 8 2,617 04-22-2009, 10:41 PM
آخر رد: العلماني
  الحقائق العلمية في القرآن بين العجز والإعجاز وليد غالب 3 1,689 12-29-2008, 09:01 PM
آخر رد: خالق محجوب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS