ينقسم البشر إلى إيلوي ومورلوكس ؟!

بعد آلاف السنين من الآن، هل ينقسم البشر إلى جنسين متناقضين، أم يتوحدون في ملامح وسمات عالمية مشتركة؟!

... أنا شخصيا أطرح هذا السؤال وفي جعبتي آراء متضادة وفرضيات متساوية .. فهناك من يدعي أن ملامح البشر في طريقها للتشابه والتماثل لدرجة قد نصل بعد قرون الى وجه عالمي موحد . ويستدلون على هذا الرأي بوجود سمات مشتركة وملامح عامة للشعوب المختلفة تسمح لنا بالتفريق (من أول نظرة) بين الاندونيسي والمصري والهندي والبريطاني..

وهذا الاحتمال العجيب تم التعرض له في روايات خيالية كثيرة مثل (رجل تحت الصفر) لمصطفى محمود حيث يمتلك جميع البشر وجوها متشابهة بفضل انفتاح العالم واختلاط الشعوب وتمازج الأعراق.. أما في رواية فهرنهايت لجورج أوريل فتعمل الهندسة الوراثية على صهر الشعوب وتوحيد الصفات وظهور جنس سام موحد تفضله الدولة على كافة الأعراق!!

... وفي المقابل هناك من يفترض انفصال البشر مستقبلا الى قسمين رئيسيين الأول أكثر جمالا وتناسقا ونعومة، والثاني أكثر بشاعة وغباء وفظاظة . فكما ينفصل العالم حاليا الى أغنياء يزدادون ثراء وفقراء يزدادون فقرا سينقسمون مستقبلا إلى أذكياء أصحاء (ينجبون أطفالا أكثر صحة ونبوغا) وأغبياء متخلفين (ينجبون أطفالا معوقين ذهنيا وجسديا) .. وبعد آلاف السنين من مراكمة الصفات الوراثية الحميدة (من جهة) والصفات الوراثية السيئة (من جهه أخرى) سنصل في النهاية إلى جنسين متضادين بشكل واضح..

وهذه الفكرة الغريبة تعرض لها عدد من الأدباء أبرزهم الانجليزي جورج ويلز عام 1895 في روايته الجميلة آلة الزمن.. فجورج ويلز لم يبتكر فقط فكرة السفر عبر الزمن بل وأول من افترض انقسام البشر الى قسمين متقابلين ومتضادين؛ فحين يصل بطل الرواية الى أقصى المستقبل يكتشف أن البشر انقسموا إلى نوع متحضر ورقيق يعيش فوق الأرض (يدعى إيلوي) ، ونوع فظ متوحش يعيش تحت الأرض ويصعد فقط حين يحل الظلام ليقتات على الإيلوي (يدعى مورلكس)!!

*** *** ***

... والخلاف في رأيي ليس في إمكانية وقوع الاحتمالين بل في مقدار الرحلة التي سنقطعها في كلا الاتجاهين . فأنا أول من يعترف بأن كتاب الروايات الخيالية بالغوا في تخيلاتهم وأن وصولنا الى مستوى كامل من التشابه (كالموجود بين التوائم) أمر مستبعد وغير مقبول وراثيا .. ولكنني في المقابل أتقبل فكرة اشتراكنا مستقبلا بسمات عالمية موحدة بفضل انفتاح العالم واختلاط البشر مع بعضهم بنسبة أكبر .. واحتمال كهذا يسانده ماحدث في الماضي لشعوب تمازجت فيما بينها لفترة طويلة بحيث امتلكت في النهاية ملامح عامة وسمات مشتركة لا تخطئها العين (مثل وجود سمات موحدة بين هنود البيرو وجزر بولينيزا وسكان استراليا الأصليين).

... أما بخصوص الفرضية الثانية فلا ننسى أن البشر سبق وانقسموا لغويا وثقافيا ووراثيا وعرقيا ضمن شعوب ودول خاصة وبالتالي لا يوجد ما يمنع انزياحهم مستقبلا الى فرعين عظيمين ورئيسيين متضادين .. وكان البروفيسور أوليفر كاري (من جامعة لندن) قد نشر قبل أعوام دراسة تتوقع انفصال البشر في المستقبل القريب إلى "متواضعين" و"خارقين" .. وهي دراسة غير مفرطة في توقعاتها (كالروايات الخيالية) وتؤكد بأن النظام العالمي يعمل حاليا على إفراز شعوب تتمتع بصحة خارقة وتعليم متفوق وعمر يتجاوز 120عاما ، مقابل شعوب متواضعة ومتخلفة لا يتجاوز متوسط عمرها 40 عاما..

وحين نقارن أوضاع العالم اليوم نلاحظ أن أجزاء كثيرة في دراسة أوليفر تحققت بالفعل مثل تجاوز دخل وذكاء الفرد في شمال أوربا، معظم الشعوب الأفريقية .. أما متوسط العمر فيرتفع باستمرار في اليابان والسويد ولوكسمبورج (حتى تجاوز حاليا 82 عاما) مقابل انخفاضه المتواصل في الكونغو وسيراليون والغابون (إلى اقل من 30 عاما فقط)!!

*السؤال هو:

من أي الشعوب ستكون في المستقبل!؟ .. وهل ستملك في المستقبل وجها مشتركا كجميع الصينيين (اليوم) أم سيسمح لك الطب بتشكيل وجهك بنفسك؟!

سيدي الكريم ،

وجوه متشابهة غير واردة بالنسبة لي .

ولكن مع علم الجينات وثورتها استطيع القول ان المستقبل القريب سيحمل لنا الكثير من التغير .

stem cells الخلايا الجذعية هي ثورة بحد ذاتها .ان التغير الذي يقوم به العلماء في الخلية الجنسية الاولى من حيث يقوم العلماء-الاطباء باقتطاع التالف او الرديء منها واستبداله بجينات انسانية من انسان آخر او حيوان آخر هو مستطاع اليوم .قد اقول ان في المستقبل القريب جدا سيحمل بعض البشر صفات جينية من النوع الجيد والجيد جدا .والبعض الآخر سيكون غير قادر على استبدال جيناته الرديئة الموروثة من ابأئه وأجداده بسبب نقص الاموال، نعم هنالك طبقية جديدة قادمة.

كل شيء سيتغير ،وبالتالي كل القوانين ستتغير ، مثلا ما حكم الانسان الذي سيكون 60% من جيناته اتيت من حيوان ، اي قانون سنطبق عليه؟من سيعتبر الاب او الام ؟ واي مواطنية ستطبق عليه.

الآتي كبير وكبير جدا ، لا أحد يمكنه ان يحدد تفاصيله.

هنالك ملاحظة أخيرة : ان قررت كل نساء العالم التشبه بانجولينا جولي أوهيفاء وهبي ، طبعا ستكون النساء من وجه وجسد متشابه.جميلة الفكرة!!!!
بالنسبة للرجال الوضع مختلف ، انا احب ان اكون نفسي .

نسيت القول انه في المستقبل القريب من المتوقع ان تصدر قوانين عالمية ضاغطة تمنع الرجال والنساء من القيام بالعملية الجنسية الطبيعية لانجاب الاولاد لانهم يكونون ينجبون اولادا مرضى.الاولاد فقط تصنع في المختبرات بمواصفات مسبقة .

فلحقوا حالكم يا شباب

شكرا لك يا لطيف على مشاركتنا الموضوع.

موضوع جميل ...

الانقسام إلى اجناس مختلفة يتطلب الانعزال البيولوجي .... لذلك يلاحظ علماء الاحياء أن الحياة على الجزر دائما ما تكون مميزة جدا و هذا ما خلص إليه داروين بعد زيارته لجزر جالاباجوس في المحيط الهادىء.

بالنسبة للبشر فعلى الارجح فإن العملية لن تتم على طريقة الانتخاب الطبيعي بل الانتخاب الصناعي ، و يعود ذلك للتطور الحاصل في هندسة الجينات و كشف خارطة الجينوم البشري.

اقتباس:نسيت القول انه في المستقبل القريب من المتوقع ان تصدر قوانين عالمية ضاغطة تمنع الرجال والنساء من القيام بالعملية الجنسية الطبيعية لانجاب الاولاد لانهم يكونون ينجبون اولادا مرضى.الاولاد فقط تصنع في المختبرات بمواصفات مسبقة .

هناك فيلم خيال علمي رائع اسمه Gattaca يناقش قضية التمييز الجيني ( Genetic Discrimination) ، برايي من الممكن ان يصبح هذا النوع من العنصرية حاضرا إذا ما زادت الفروقات الجينية ما بين البشر.

الفيلم يحكي قصة شاب يريد الذهب لكوكب Titan ( قمر من اقمار كوكب زحل ) ، لكنه يعامل بعنصرية شديدة و يمنع من دخول مجالات العمل المهمة لأن جيناته ليست نخبوية ....

(02-02-2010, 08:30 PM)فلسطيني كنعاني كتب:  بالنسبة للبشر فعلى الارجح فإن العملية لن تتم على طريقة الانتخاب الطبيعي بل الانتخاب الصناعي

في الجانب العقلي لن تكون الكلمة الفصل لعلم الجينات في هذا القرن بل لعلم الـ Bionic بحيث سيتم دمج الذكاء الصناعي والطبيعي من خلال زرع شرائح في دماغ الإنسان وخلايا الكترونية تعمل إلى جانب الخلايا العصبية وتزيد من قوة الذاكرة الطبيعية لديه وتسرع من قدرته على معالجة المعلومات بشكل هائل وتلغي كل الطرق القديمة في التعلم التي تتطلب تخصيص وتفريغ جزء كبير من عمر الإنسان لهذه الغاية بحيث يتم نقل المعلومات للدماغ كم يتم نقلها بين اجهزة الكومبيوتر بحيث يستطيع الإنسان تعلم لغة كاملة بآدابها وفنونها أو قراءة كتاب في عدة ثوان.

هذا في الجانب العقلي أما في الجانب البدني فلا أعرف إذا كانت علم الجينات سيوظف بالمستقبل لإخراج انسان ذو قدرات بدنية عالية ولا أظن أن هذا الأمر هو في مصلحة البشرية.

أنا أعتقد أن الإثنان سيحدثان

الأولى أن البشر سنقسمون على أساس الكفاءة إلى أكفاء وغير أكفاء بما في ذلك الذكاء والغباء.

الثانية أنه بسب العولمة ستندمج الأجناس أكثر ويصبح التشابه أكبر.