البارحة بالذات مررتُ بموقفين دفعاني إلى التفكير ... سبحان الله يا جماعة التفكير حتة وحدة:D
المهم
الموقف الأول كان مع ضيف تركي في زيارة إلى السعودية لتوقيع اتفاقية مع شركتنا، خرجتُ وإياه لتناول الغداء وخلال الرحلة تحدث إلي عن فكرته عن السعودية وكيف أنها "مختلفة" وما إلى ذلك، كما تحدث عن رحلاته في دول الشرق الأوسط ... ما لفت انتباهي في معرض حديثه أنه علق لي قائلا بأن "الأردن أكثر انفتاحا وليبرالية من تركيا"!!!!
طبعا أنا لا شعوريا قلت بصوت عالٍ "شوووووووو؟؟؟":Dأو بالإنجليزي لغة المحادثة "what???" مع معالم وجه تدل على الدهشة لأنني بصراحة حسبما رأيت على شاشات التلفاز لا يمكن أن أصدق ما قاله، طبعا انتم يا جماعة بتحضروا مسلسل نور وسنوات التوهان على الmbc العادي ... لكن آه لو شفتم ما يتم عرضه على الmbc+ القناة المدفوعة، ولو رأيتم ما يتم حذفه من مشاهد من هذين المسلسلين:D
ما علينا، طبعا أنا لم أتوقف عند هذا الحد بل طلبتُ تعليلا لما يعنيه بعبارته، فرد قائلا ب"أننا في تركيا بدأنا نتراجع إلى عصر طالبان"!!!!! وهنا كانت الدهشة أكبر، وبما أنني لا أتابع الأخبار قلت لنفسي أنه ربما حصلت مستجدات عميقة جدا في تركيا أو أن الإسلاميين عملوا انقلاب أو أي شيء من هذا القبيل!!! وطلبت تفصيلا أكثر فأشار إلى مسألة أن الحكومة الحالية التي يترأسها حزب إسلامي في تركيا سمحت بدخول الفتيات المحجبات إلى الجامعات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هنا أنا اتصعقت برضه ... ما تفتكروش يعني أن الدهشة اختفت ... لكنني على العموم بقيتُ صامتا ولم أطلب مزيدا من التفسير على الرغم من أنه بدأ بالحديث المتواصل عن علمانية أتاتورك السائدة في تركيا وما إلى ذلك...
فكرت، العلمانية حسب فهمي المتواضع جدا هي فصل الدين عن الدولة .. أي فصل الدين عن آليات الحكم واتخاذ القرار في الدولة ... لكن ليس فصله عن مظاهر الحياة وكبته، يعني لماذا أمنع المسلمة من ارتداء الحجاب، أو المسيحية من ارتداء الصليب مثلا وما إلى ذلك؟؟؟
لكن في النهاية وصلت إلى المقاربة مع الوضع في السعودية حيث العكس يحصل فممنوع الخروج بدون حجاب إلخ إلخ إلخ ...
.......................ز
الموقف الثاني حصل أثناء تبادلي للرسائل الإلكترونية مع رجل بريطاني يعمل مع شركة أيضا بيننا وبينهم اتفاقية، وهو موجود في بريطانيا ... كنت قد أرسلتُ له يوم الأحد الماضي إيميلا أطلب منه تحديد موعد لمكالمة هاتفية مع أحد الزبائن الأسبوع القادم، يعني يوم الأحد القادم مثلا ... البارحة كان الإثنين رد علي قائلا بأنه سيعمل ما بوسعه لترتيب المكالمة لهذا الأسبوع...
أنا طبعا تنبهت لواقع أن يوم الأحد كان بالنسبة لهم "الأسبوع الماضي" لا "الأسبوع الحالي" كما هو الحال عندنا بسبب اختلاف مواعيد بداية الأسبوع ونهايته ... قمت أرسلت له رسالة قاصدا الدعابة وقلت له "بما أننا نعيش نفس الأسبوع الآن، أرجو جعل المكالمة الأسبوع القادم!" ....
بعد قليل وصلني منه إيميل يقول فيه "أعتذر لاعتقادي بأن أجندة عطلات نهاية الأسبوع عندكم تتوافق مع التي عندنا" أو شيء من هذا القبيل، لكنها كانت هذه الجملة فقط وناشفة وبدون حتى "شكرا" التي اعتاد إضافتها في رسائله السابقة ... طبعا أنا افترضت أنه فهم رسالتي الأخيرة فهما خاطئا وظن أنني أُعنفه أو أهينه فأرسلت مباشرة أعتذر إن كانت صياغة رسالتي خاطئة أو فيها شيء من الإهانة وأوضح قصدي ...
رد وقال لي :
In my last message to you I was merely offering you a well deserved apology for my assuming that everything revolves around our western calendar (it is usually Americans that assume everything is based on their way of thinking ).
ارتأيت أن أضعها كما هي أفضل...
طبعا هذا دفعني للتفكير أيضا ... أنا عن نفسي أعتقد بأننا في السعودية مثلا نخسر 4 أيام أسبوعيا بسبب اختلاف مواعيد عطلة نهاية الأسبوع بيننا وبين الغرب، حيث أن الواقع يقول أن الغرب أو أقصى الشرق هما المحركان الأساسيان للاقتصاد العالمي وحولهما يدور عالم الاقتصاد ... لكن بدأت أفكر أن الوضع الآن بدأ بالاختلاف، فمع زيادة أسعار النفط وزيادة القدرات الشرائية لدول الخليج مثلا، ومع اختلاف أنماط تفكير الدول الخليجية وبدء بعضها فعلا رحلة البحث عن التحول إلى دول صناعية في مجالات أخرى غير النفط والبتروكيماويات، ربما ينقلب الوضع مستقبلا وتصبح منطقة الخليج هي محور الاهتمام والمركز الذي يدور في فلكه الاقتصاد العالمي!!!!! فهل حينها سأكون في موقف يدفعني إلى الاعتذار لاعتقادي بأن كل شيء يدور في فلكنا؟؟؟؟ ... عن نفسي أتمنى ذلك:D
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
