اقتباس: لأن الاشكال الأساسي موجود في "الواقع" المحيط و ليس في النص.

اقتباس:الايعني ذلك انه اما ان لااحد فهم النص، او لااحد يريد ان يفهمه، او ان النص غير مفهوم او ان النص لم يقدم مايساعد على تغيير الواقع بالرغم من ان كل الواقع يجري تحت ستار النص وبالتالي فالنص لم يتمكن لا من تقديم واقع افضل ولا من منع استغلال النص بل على العكس اعطى كل المبررات لسوء استغلاله. الا يعني ذلك ان النص والواقع لايلتقيان بالضرورة؟

كما ان استغلال النص في التسلط يدلل على تاريخية النص، وعلى ان التطبيق خاضع للثقافة، وهو امر يعكس ضرورة تحريم استخدام النص في السلطات لمنع سوء الاستخدام الكارثي والمستفحل والذي لامناص منه لعدم وجود الميكانيزم الملائم والفعال لا في الشريعة ولا في القانون الوضعي.

نعم يا عزيزي. هذا ما يعنيه كلامي.
فكيف لا يكون النص تاريخيا و هو ألعوبة و ملطشة بين يدي البشر و "خاضع" -أو مفعول به- تحت رحمة تغيرات المجتمع و ثقافته المتغيرة؟
بل ان القول بألوهية هكذا نص هو بهدلة للاله نفسه المفروض أنه كامل الأوصاف و لا ينتج عنه الا ما هو كامل.

لكن الفئات المهيمنة عبر التاريخ كانت تحرم الاقتراب من مسألة بحث تاريخية النص لحماية قدسيته التي تتيح لها التنكيل بالبشر أشكالا و ألوانا باسم تلك القدسية. و حتى نجردها من ذلك السلاح المفترس لا بد من تحريم استخدام النص في السلطات و احالته الى التقاعد بعيدا عن السياسة و الدولة.

انا متابع بشكل يومي وانتظر وجهة نظر طريف سردست .

الاعزاء
بعد سماعي المجهد لجميع اجزاء محاضرة نصر ابو زيد اجد بضعة نقاط مثيرة:

1- من الصعوبة بمكان فهم مصطلحات وصياغة المحاضر بالذات لانه محكوم بمراقبة شديدة من قوى طاغية.
2- يستنتج ان القرأن لايجعل المسلمين اهل كتاب، لكون القرآن ليس كتاب وانما خطاب. ولذلك لم تكن اجابة القرآن على تحدي اهل الكتاب بتعبير "الم هذا الكتاب لاريب فيه"، وانما " ذلك الكتاب"..
3-لايوجد دين جديد للرسول ، إذ ان الجميع مسلمين منذ فجر الخليقة، ويبقى اتباع محمد هم " المؤمنين" تحديدا، وذلك يعني ان الحكم بينهم لله وحده في الاخرة.
4-التعامل مع القرآن على انه نص هو المشكلة لان ذلك يعني ان كل مختص يقوم بإستقطاع النص المناسب لاختصاصه وبناء الفضاء الخاص به وانتهاك بقية فضاءات القرآن الاخرى، وبالتالي فالقرآن لايمكن ان يكون اساسا تشريعيا لان التشريع هو فضاء واحد يخص السلطة والوصول اليه يعني بالضرورة الخضوع لقوة منطق السلطة القائم على التفرد والاستفراد والاقصاء والمصالح السياسية. في ذلك يعني ان قراءة القرآن كخطاب لاستخلاص التشريع منه بالضرورة يجب ان يكون في سياق ديمقراطي والا يجري انتهاك روح القرآن.
5- فهم القرآن يتطلب فهم ليس النص وحده، إذ عندها سيكون نصا تاريخيا وثقافيا، وانما بالضرورة يجب فهم الترابط المادي مع مجتمع ماقبل القرآن، مع فلسفة ماقبل القرآن، ويجب فهم لغة القرآن (التي لم تعد لغة المتلقي اليوم) ويجب فهم عقلية المتلقي واهداف الخطاب.
6- التأويل والمجاز والرمز جميعهم تعابير على الازمة بين القرآن والنخبة المتلقية التي فقدت السيطرة على مجموع معاني القرآن، وانكسرت الى فضاءتها المصلحية والمهنية.

من كل ذلك، وكخلاصة اصل الى ضرورة وجود نخبة كهنوتية متخصصة بدراسة القرآن من اجل المام بجميع جوانب القرآن التي صعبت حتى على العربي في بدايات الدعوة فكيف على انصاف العرب اليوم!
غير ان الخلاص في الاعتراف بأن القرآن هو كتاب " خارطة طريق" وليس كتاب ديني، وبالتالي التخلي عن محاولة فرضه نصا كسكة حديد واعتاق العقل العربي بدون حدود وفي نطاق الايمان وحده.

في الحقيقة ان فهم المحاضر لايلغي تاريخية النص تماما، وانما يحاول اعلامنا ان القرآن هو كتاب عبقري في كيفية السيطرة على العديد من العوامل اللحظية، مثل المتلقي واللغة والمستوى الثقافي والهدف التكتيكي والاستراتيجي. كل ذلك يعني ان " تعريف القرآن الجديد" هو ام الكتب في السياسة والاخلاق والايمان لايمكن التفريق بينها بين اصحاب " الاختصاص".

ماذا يترتب على ذلك!!

(07-11-2010, 05:07 PM)طريف سردست كتب:  3-لايوجد دين جديد للرسول ، إذ ان الجميع مسلمين منذ فجر الخليقة، ويبقى اتباع محمد هم " المؤمنين" تحديدا، وذلك يعني ان الحكم بينهم لله وحده في الاخرة.

عزيزى الاستاذ طريف

النقاط التى ذكرتها يا عزيزى نقاط رائعة تستحق المناقشة ولكن تحتاج الى تدبر قبل نقاشها حتى نصل الى فائدة منها ، فهى فعلا جديرة بالدراسة.

واتفق معك فى ما توصلت له من ان الجميع مسلمين منذ بدء الخليقة وهذا ايمانى واعتقد انه ايمان كل المسلمين وهذا معنى إن الدين عند الله الاسلام. فليس المسلم فقط هو متبع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولكن كل متبعى الانبياء هم مسلمون ، واتباع النبى محمد يؤمنون بذلك ولكن يؤمنون ايضا بأنه حدث تحريف بشرى للرسالات السابقة ولا علم كاف لدى المسلمون بالامم السابقة ولكن محور الديانة عندهم هو النبى ابراهيم عليه السلام.

ولا نقول ان النبى محمد عليه الصلاة والسلام قد أتى بدين جديدة ولكن جاء مكملا وناسخا لمن كان قبله من الانبياء ، وقد تكون هناك اختلاف فى وصايا الاديان السابقة عن الاسلام ولكن الاصول واحدة والإله واحد.

==========

واسمح لى ان اعود لنقطة قديمة كنت ذكرتها لك عن الشجرة التى فى القرآن (سدرة المنتهى) فقد وردت قصة العروج للسماء فى الكتابات المصرية القديمة وأنقل لك نص ما قرأته فى كتاب غريب جدا يحتاج لك لقرائته وهذا بسبب اهتماماتك
والكتاب اسمه الجبتانا اسفار التكوين المصرية وجمعه مانيتون السمنودى الكاهن بمعبد سبينيتوس بقرية سمنود عام 270 ق.م حيث يقول فى السفر الثالث من سفر "رؤيا مانيتون السمنودى"

أختفى الثالوث المقدس. وحملنى "جبار" على ظهره الذى يشبه ظهر الحصان. وطار بى. مستخدما أجنحته الذهبية صاعدا الى السماء. وتوقف جبار عند الجميزتين السماويتين المقدستين. اللتين تقفان شامختين عند مدخل طريق النور المؤدى الى العرش السماوى. وخلع جبار اجنحته الذهبية وركـّبها فى كتفى. واشار لى أن اواصل الطريق إلى عرش رب الأرباب. وفهمت منه أ،ه لا يستطيع تجاوز الجميزتين المقدستين وإلا احترق.

واعتذر عن ادراج موضوع خارج الموضوع الذى تطرحه ولكن لاحظت شغفك بالتاريخ ولا داعى للرد على هذا التعليق حتى لا نخرج عن شريطك الحوارى ولكن يمكن قراءة هذا الموضع

http://www.arab-rationalists.com/forums/...php?t=2230

تحياتى

اخي الكريم علي عزت
النقاط التي ذكرتها كانت محاولة بدائية لتلخيص محاضرة نصر ابو زيد. والاهم في معاني قراءة ابو زيد الاعتراف بأن القرآن هو خطاب، وذلك يتضمن ان اي معالجة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الفضاءات بذات الوقت وليس الاقتصار على فضاء واحد يروق للمعني,

وتاسيسا على ذلك فإن القول بأن الجميع مسلمين منذ فجر الخليقة، يعني ان الرسول لم يأتي بدين جديد، ويوضح نصر ابو زيد ان اتباع محمد هم المؤمنين بمحمد تحديدا كرسول بدون كتاب، إذ ان الكتاب بقي كتاب الاولين وليس القرآن، بدليل ان القرآن " خطاب"، وبدليل ان الله قال " ذلكم الكتاب لاريب فيه" وبدليل ان القول بأن القرآن كتاب يجعله نص مقدس، وبالتالي يجعله نص تاريخي الامر الذي يوقعنا في مأزق الاضطرار الى التأويل والمجاز والرمز والناسخ والمنسوخ وهي بذاتها تعني الاضطرار الى تعديل النص المقدس ليواكب الحياة. منه يصبح النص المقدس منفصل عن الحياة بدون مساعدة الانسان. هذه المعضلة هي التي يتصدى نصر ابو زيد لحلها، وهذه المعضلة لايمكن حلها من خلال الموافقة فقط على ان الاسلام دين قديم والالتفاف على ذلك بالقول " مكملا وناسخا" إذ ان التكميل والنسخ هو " نص" وبالتالي نسقط بالتناقض مع الواقع.

والقول ان القرآن خطاب ينفي عنه احتوائه على " تكميل ونسخ" وانما طريقة معالجة ازمة زمانية، وبالتالي فهو منهج عمل وتليم لكيفية التعامل مع المشاكل الحياتية بإبداع حسب المتلقي وحسب الزمن وبدون الفصل بين الروحي والاخلاقي والتشريعي والفلسفي. ومثل هكذا طرح ديناميكي يفترض اللامركزية في الابداع وعدم الاعتماد على " نص" ثابت.

لهذا السبب الافضل ان نبدأ بالتساؤل : ماهو المقصود ان القرآن خطاب وليس نص؟؟؟

ليس لدي اي شك في صحة تحليل نصر ابو زيد من ان النظر الى القرآن كنص جرى في مسيار ترسخ الانفصال الوظيفي بين النخبة الدينية ومهمات السلطة السياسية ومصالح النخب الاجتماعية، الامر الذي جعل الفلاسفة والفقهاء والروحانيين كل منهم يتناول الجزء الذي يخصه. بذلك يكونوا قد خربوا امكانية النظر اليه على انه وحدة متكاملة. غير ان المثير ان ابو زيد وكأنه يشير الى ان علي بن ابي طالب وحده من تمكن من الانتباه الى بنية القرأن الخطابية او الوحيد الذي فهم ابتعاد جوهر القرآن عن ان يكون كتاب نص مقدس تؤخذ من التعليمات الجاهزة.

والمتلقي والقارئ هما اللذان يقرران فيما اذا كان القرآن نصد تاريخي مقدس او انه مجرد خطاب ابداعي. وكلا الامرين يقدمان حلولا لمعضلات معينة ويقدمان معضلات لحلول قائمة، وهو الامر الذي يفسر قوة المعارضة في المؤسسة الدينية ومؤسسة السلطة لنظرة نصر ابو زيد.

غير ان الاعتراف به خطابا وحده الذي يمكن ان يحل مشكلة النهضة في العالم الاسلامي، الا ان ذلك مستبعد ان يحدث في المستقبل المنظور وقبل ان تستفحل ازمة العالم الاسلامي النهضوية والحضارية الى حدودها القصوى. ان تحرير عقل الفرد لايشكل اولوية من اولويات الانظمة المستبدة طالما ان هناك بدائل اسرع وارخص واقدر على ارضاء العامة

(07-09-2010, 10:42 AM)thunder75 كتب:  مع أنني كنت قارئ نهم لجميع انتاج نصر حامد ابو زيد لكني لا أريد الآن أن أبدأ نقضي لفكر الدكتور الآن ولم يمضي على وفاته أيام معدودات ، ولا أريد أن أنشر السجال الذي دار بينه وبين الدكتور محمد شحرور على صفحات مجلة الهلال المصرية سنة 1991م حول مفهوم تاريخية النص ردا على نقد الدكتور ابو زيد لكتاب "الكتاب والقرآن" عند صدوره.

حاولت الحصول على هذه الردود بين شحرور و نصر أو زيد ولم أوفق إلا بالعناوين:

التلفيقية في التجديد الإسلامي (قراءة نقدية لكتاب محمد شحرور) ، مجلة الهلال ، القاهرة ، أكتوبر 1991، ص: 18-25.*

رد محمد شحرور-حول القراءة المعاصرة للقرآن-، مجلة الهلال، القاهرة، يناير 1992، ص: 128-134.*

المنهج النفعي في فهم النصوص الدينية (رد على شحرور) ،
مجلة الهلال ، القاهرة ، مارس 1992. ص: 54-61.*