يعيش اللاجئون الإيرانيون في تركيا هاجسا كبيرا من النظام الإيراني لانهم لم يجدوا في بلدهم السلام المنشود، واليوم يشعرون بالخوف من عملاء الجمهورية الإسلامية، يوجد نحو اربعة الاف طالب لجؤ ولاجئ ايراني، من المنشقين وايضا من المثليين ومعتنقي المسيحية والبهائية، مسجلين في تركيا.
نوشهير: كغيرهم من مئات المعارضين الايرانيين، لجأ بهزاد وسياواشي وعلي الى تركيا بعد ان تعرضوا للتعذيب في السجون الايرانية او لتهديدات بالموت. لكنهم لم يجدوا هناك السلام المنشود ويعيشون في حالة خوف من عملاء الجمهورية الاسلامية.
وفي الوقت الذي تستعد فيه المعارضة الايرانية للتظاهر في ذكرى اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد المختلف عليها في 12 حزيران/يونيو 2009 يعيش بهزاد (اسم مستعار) منزويا في شقته بمدينة نوشهير بوسط تركيا.
ويؤكد الشاب الذي يقول ان جريمته الوحيدة هي المشاركة في تموز/يوليو الماضي في تظاهرة للطلاب المحتجين على نتائج الانتخابات ان "اعمال التعذيب التي عشتها والاخرى التي كنت شاهدا عليها اشياء لا يمكن حتى ان ترتكب بين الحيوانات".
ويعدد بهزاد وهو يعرض صورا لظهره وقد ادمته ضربات السياط، قائمة اساليب التعذيب التي تعرض لها خلال الاشهر الاربعة التي قضاها في السجن: من جلسات ضرب وحرمان قسري من النوم واغراق بالمياه المثلجة واعتداءات جنسية وايهام بالشنق ...
وقال "في النهاية اعترفت بكل شيء بعد ان خارت قواي وعجزت عن التحمل. كانوا يريدون الحصول على اعترافات بشان والدي وما اذا كانت له علاقات مع اميركا واسرائيل ... لقد اجبروني على ذلك".
وقد اتاحت له هذه الاعترافات استعادة حريته. وفي الاسابيع التالية عبر بهزاد الحدود الايرانية التركية على ظهر فرس مع عدد من المهربين مثل الكثير من المنفيين الايرانيين.
واستنادا الى احصائيات مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين يوجد نحو اربعة الاف طالب لجؤ ولاجئ ايراني، من المنشقين وايضا من المثليين ومعتنقي المسيحية والبهائية، مسجلين في تركيا بوابتهم الرئيسية للخروج من البلاد.
واوضحت المفوضية ان عدد طالبي اللجؤ الذي بلغ 1828 بين تموز/يوليو واذار/مارس لم يرتفع كثيرا منذ الانتخابات الرئاسية لكن طبيعتهم هي التي تغيرت.
وقال متين جراباتير المتحدث باسم المفوضية في تركيا "الكثير من الوافدين الجدد صحافيون وجامعيون او اشخاص يعتبرهم النظام مؤيدين للمعارضة".
ويواجه بهزاد في نوشهير، احدى 32 مدينة تركية صغيرة تستقبل طالبي اللجؤ، اياما صعبة بانتظار ان تبت الامم المتحدة في مصيره وان توافق دولة غربية على استقباله.
والشاب، الذي يعاني من اعاقة بسبب ساق متصلبة نتيجة قيام شرطي بضربه بالهراوة خلال تظاهرة، يعاني ايضا من مشاكل نفسية ومن الفاقة.
الا ان مشكلته الرئيسية هي الخوف.
ويقول "هنا اخاف من كل شيء: من الشرطة ورجال الاستخبارات الايرانيين ومن كل الايرانيين الموجودين الذين يمكن ان يقدموا تقارير عني. احيانا اخشى الخروج من منزلي".
ويرى بهزاد ان وجود عملاء ايرانيين يطاردون المنشقين في تركيا امر لا شك فيه: في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وصل لاجىء ايراني الى نوشهير وفي اليوم التالي اختفى ولم يبق منه سوى حقائبه التي لا تزال مغلقة.
من جانبه روى صديقه سياواش "في احدى الليالي عند منتصف الليل تقريبا حاول ثلاثة رجال سكارى اقتحام باب شقتي وهم يصيحون. لحسن الحظ تدخل جيراني الاتراك الذين يسكنون في الشقة التي تعلو شقتي".
ويظهر سياواش، الذي سجن لعدة اشهر في ايران، اثار حروق على فخذيه بسبب الصدمات الكهربائية.
ويتذكر انه بعد ان التقى احدى الصحافيين "هاجمني ثلاثة ايرانيين في شارع مهجور عند منتصف الليل وهددوني واضعين سكينا على رقبتي. وقالوا لي ان هذا اخر حديث صحفي ادلي به".
وردا على سؤال لفرانس برس اوضحت الشرطة المحلية انها تنصح اللاجئين الايرانيين بعدم التحدث الى وسائل الاعلام لتفادي تعرضهم لاعمال انتقامية.
ايلاف