وجدت كتاب يوسف صايغ سيرة غير مكتملة
انصح المهتمين بتاريخ المنطقة والقضية الفلسطينية بقراءته
وهذا هو رابطه
http://www.4shared.com/document/KznczMEJ/__-__.htm
وهنا معلومات عن الكتاب منقولة من صحيفة اوان
«سيرة غير مكتملة».. يختصر فلسطين والمنطقة
الفكرالاقتصادي والاجتماعي الجاد لا مكان له في الثورة
بيروت - إبراهيم حيدر
يختصر الدكتور يوسف صايغ تاريخ فلسطين والمنطقة في «سيرة غير مكتملة»، فهو بحسب أنيس صايغ، صرف وقتا في وضع إستراتيجيات لتطوير اقتصاد وتنمية عربيين موحدين، فأشرف على دراسة للجامعة العربية عن «الكيان العربي الموحد اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا»، وضعت على الرف.
«سيرة غير مكتملة» كتاب ليوسف صايغ صدر عن دار رياض الريس للنشر، وفي السيرة يظهر يوسف صايغ محتضنا قضايا مجتمعه وهموم شعبه الفلسطيني طوال ستين سنة، خدم فيها في المؤسسات الفلسطينية، وقدّم مشاريع وخططا على الاصعدة المختلفة، ولا سيما الاقتصادية والعلمية خدمة للثورة وتقدمها، لكن قيادات الثورة كانت تحبطها وتشوه نتائجها بسلطوية متفاقمة.
العمل الاول في خدمة الثورة كان في «بيت المال العربي» الذي وضع اسسه باشراف الحاج امين الحسيني وهو «اول صندوق لدعم النضال يعتمد الاسلوب الحديث والشفافية في تمويل الثورة».
ويقول أنيس صايغ في هذا الصدد: «إن يوسف كرر تلك التجربة بعد عشرين سنة، وقد ضاعت فلسطين كلها، وافلست قياداتها معنويا وان اتخمت ماليا، فاشرف على الصندوق القومي الفلسطيني وادخل فيه عناصر الحداثة والتنظيم الرفيع، واسس مركز التخطيط ليكون العقل المفكر للثورة الفلسطينية الى جانب مركز الابحاث العقل المنقب. وبعد سنوات من العمل الشاق في اعداد اول واوسع دراسة استراتيجية شاملة لتحرير فلسطين بمساهمة العشرات من النخب الثقافية الفلسطينية والعربية، انتهت تلك الجهود الى سلال المهملات، لا لان القيادة السياسية، لم تقتنع بها، بل لانها افتقدت الرغبة والنيّة في الاطلاع عليها».
ورغم الاحباط وانحرافات القيادة، بقي يوسف يعمل لفلسطين من دون منة، فكرر التجربة بعد عشرين سنة في تونس، اذ صرف سنوات في وضع خطة مفصلة وعملية لفلسطين الغد، كانت الاشمل والارقى، فنالت اعجاب خبراء الدول المانحة والهيئات المختصة في الامم المتحدة والبنك الدولي، لكن القيادة الفلسطينية استعاضت عن الخطة باجراءات عشوائية، ادت الى حال الفساد المالي والاهتراء الاداري والظلم الاجتماعي السائد لدى فئات واسعة من الشعب الفلسطيني.
في السيرة، يجري التركيز على خطط يوسف صايغ الاقتصادية، لكنه قبل ذلك كان يؤمن بتحرير فلسطين كاملة من نهرها الى بحرها، من الناقورة الى رفح، انما «لو اختزلت فلسطين في بضع مئات من الكيلومترات المربعة، فانها يجب ان تكون قدوة في الطهارة الثورية». وبناء عليه لم يرفض يوسف صايغ اتفاق اوسلو، لكنه اعترض على نتائجه التي كان يمكن تحسين شروطها في المفاوضات مع الاسرائيليين قبل توقيع الاتفاق.
ويقول انيس صايغ: «ان يوسف لم يكن حالما مثاليا، بل كان صاحب مشروع واقعي. استنفد طاقاته العلمية والصحية كلها لتهيئة مجتمع افضل للفلسطينيين وللعرب. ويوما ما سيجد الجيل الطالع المتحفز لتطوير بلده مادة خصبة من البحوث والمشاريع التي تركها هذا الرائد الكبير».
الكتاب الضخم الذي يتجاوز الاربعمئة صفحة من القطع الكبير، يزخر بالتفاصيل عن الحياة الشخصية، حتى الحميمة أحيانا، والاجتماعية والعامة في مجتمعات لبنان وفلسطين وسورية والعراق، حيث كانت ليوسف صايغ محطات دراسية وتعليمية وحزبية ونضالية وغيرها. ويتقاطع في بعض المراحل مع مذكرات أخيه أنيس، خصوصا فيما يتعلق بالدراسة في مدرسة «الاميركان» الانجيلية الوطنية في صيدا ثم في الجامعة الاميركية، وتمضية الصيف في جبل لبنان، والاقامة والعمل في طبريا. ويكشف الكتاب الكثير عن المجتمعات العربية آنذاك، فلبنان كان مميزا في المنطقة العربية منذ أربعينيات القرن الماضي، وما زال على رغم الحروب ذات اليد المتعددة التي دمرته وخرّبته، أما التخلف العربي فمتجذر ولم يتغير ايضا، في حين ان الصراع المذهبي في العراق ودونية المرأة قديما العهد في العراق، وفساد القيادات العربية وتخاذلها، ولا سيما الفلسطينية، لم يتغيرا.
زوجة يوسف روزماري، التي سجلت سيرته حين كان طريح الفراش العام 1989، كتبت في التمهيد للكتاب: «ان مذكرات يوسف، عند أي مهتم بتاريخ هذه المنطقة، لها قيمة كنافذة على مرحلة من التوسع الصهيوني وتصاعد التدخل الخارجي والتغير الاجتماعي والثقافي في المنطقة». وتضيف: «يصعب على كثيرين ان يتذكروا كيف كانت الحياة في قرية من قرى جبل الدروز والجليل قبل جيل واحد فقط: ماذا كان الناس يلبسون ويأكلون؟ كيف كانت البيوت؟ وكيف كانت تتم تنشئة الابناء؟ كيف كانوا يلعبون؟ وما أشكال الثواب والعقاب؟ وكيف تبدو مدرسة داخلية من مدارس الارساليات في ذلك الوقت؟ واليوم بقي عدد قليل من الناس ممن عاشوا أيام النكبة».
لماذا السيرة غير مكتملة، لأنها لا تغطي كل شيء عن يوسف صايغ الاقتصادي والمعلم والقومي العربي والكاتب المتحدث في المؤتمرات، ولأنها افتقدت «تأملاته الاكثر عمقا في أمور حياته وزمانه، والتي كان يمكن ان تقدمها مراجعة ثانية للتسجيلات، كما تقول روزماري، ولأنه لم يتح له تحليل أسباب فشل القومية العربية العلمانية، والنظر في أمر الحكومات العربية التي ظل يؤمن بقدرتها على الاصلاح، وفي السياسة الفلسطينية وغيرها، وبالتالي «فإن توافر وقت للمراجعة كان يمكن ان يشجعه على التعبير عن تلك المواضيع والتفكير فيها على نحو أكثر عمقا».
عمل يوسف في وكالة اغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (اونروا) العام 1950، فطلبت منه دراسات في الاردن وسورية والعراق، واكتشف لاحقا أن الوكالة «كانت مهتمة بامكانات التنمية الاقتصادية في الدول العربية المضيفة للاجئين لمعرفة كيفية استيعاب اللاجئين وتسهيل استقرارهم».
ويبدو ان الوكالة، بحسب السيرة، كان هدفها توطين الفلسطينيين، إذ يقول يوسف: «كنت بالطبع معاديا لفكرة التوطين خارج فلسطين، وكانت لي مناقشات طويلة مع جيمس باستر حول هذه القضية، وخصوصا عندما اكتشفت أنه كان مهتما باجراء دراسات عن فرص التوطين في لبنان والعراق». ويضيف: «انتهى الامر بنا، باستر وأنا، الى الشعور انه على رغم نفورنا من فكرة اعادة توطين اللاجئين خارج فلسطين، اذا لم يكن هناك من سبيل آخر للتعامل مع المشكلة الا من خلال اعادة توطين نسبة كبيرة منهم، فإن على المرء ان يستكشف أين يمكن تحقيق ذلك من دون مواجهة عناء كبير، مع توفير فرص اقتصادية جيدة نسبيا، ومن دون تحطيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية للاجئين».