مرجعية السيد محمد حسين فضل الله والعراق المحتل



قاسم سرحان*





انتظرنا وأنتظر معنا الشيعة العرب في العراق وفي العالم العربي موقفا جريئا وحازما وواضحا للسيد محمد حسين فضل الله ومرجعيته ضدّ مرجعيات الأحتلال والتخاذل والفساد والتآمر على العراق والأمة العربية .. انتظرنا طويلا ... وللأسف الشديد مضى على أحتلال العراق سبع سنوات عجاف , ومضى على تآمر المرجعيات الفارسية وخرابها للدين والمذهب زمن أطول من هذا , ومرجعية السيد محمد حسين فضل الله صامتة مثل صمت القبور .

السيد فضل الله وبرسائل واضحة ومعروفة من قبله ومن قبل مكتبه في بيروت ينصح حزب الدعوة الحاكم في العراق - حزب الدعوة هذا يقلد فضل الله كما هو معروف - بأن يعمل لتحقيق الاهداف الأسلامية والمذهبية للشيعة في العراق ؟! السيد فضل الله يعلم جيدا أنّ حزب الدعوة في العراق لامحل ولا وجود له في العراق , وأذا كان هناك وجودا لحزب الدعوة – بشطريه ابراهيم الجعفري أو نوري المالكي – فهم مجموع العملاء والمرتزقة المهجرين ممن جلبهم برنامج تحرير العراق الأمريكي , هذا البرنامج الذي تزعمه مجموعة من أعضاء حزب الدعوة مثل السيد ليث كبة وابراهيم الجعفري , والسيد ليث كبة يعرف جيدا هذا الكلام , خاصة وأنّه أخبرني بمخطط لجنة تحرير العراق التي تزعمها كنعان مكية وبعض عملائه في واشنطن قبل الكارثة وأحتلال العراق آنذاك .

نتسائل هنا وبألم , كيف ولماذا, وعلى أيّ مسوغ اسلامي ومذهبي شيعي جعفري أمامي ثوري ... دعم السيد محمد حسين فضل الله أحزابا اسلامية عراقية شيعية جلبتها معاهد صهيونية شهيرة مثل راند وانتربرايس وكارنيغي لتدمير العراق وشعبه ؟!

السيد محمد حسين فضل الله يتعاقد ويضع يده ويد مرجعيته مع الشيطان ومع كلّ القوى العظمى والصغرى من أجل مصلحة لبنان , وفضل الله في لبنان منفتح , وأنفتاحه كبير وعظيم مع الموارنة المسيحيين ومع السنة في طرابلس , وحتى مع أشد القوميات عداءا للشيعة في لبنان من أجل مصلحة لبنان والدولة اللبنانية .

السيد فضل الله يتحدث في الأعلام عن كلّ شوؤن العالم العربي والأسلامي , حتى أنّه قد أفتى أخيرا بمحاربة وجهاد ايّ عمل تقوم به أمريكا وحلفائها ضدّ جمهورية ايران الأسلامية , طبعا باستثناء العراق المحتل ؟! والسيد حفظه الله يعلم بأنّ له مجموعة من مقلديه في المنطقة الخضراء في العراق المحتل, تمثل أعظم المصالح الأمريكية واهدافها في الأقليم والمنطقة .

سماحة السيد المرجع محمد حسين فضل الله لم يحدثنا عن الموضوع والكارثة التي تحدث عنها سلفه زعيم المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان المرحوم محمد مهدي شمس الدين بخصوص اختلاس أموال المسلمين الشيعة لحسابهم وحساب أبنائهم والمتمثلة بسرقة ابناء المرجع الخوئي لأموال الخمس والزكاة الشيعية - تقدر بعشرات المليارات من الدولارات - والتي أمست تحت مايسمى بمؤسسة الأمام الخوئي الدولية بزعامة أحد احفاد الخوئي المسيحيين من الذين يرتدون اللباس والعمامة الفارسية في لندن .

لم يتطرق السيد محمد حسين فضل الله الى حجم الكارثة العراقية في ظلّ الأحتلال الى الأحزاب التي تمثله وتقلده في المنطقة الخضراء , ممثلة بأحزاب الدعوة واستهتارها بألاسلام وقيمه المحمدية الأنسانية العظمى.

أبدا لم يزعج السيد فضل الله ومرجعيته أنحراف معظم الشباب الشيعي في العراق وفي المنطقة العربية على الكفر والألحاد بمبادئ المرجعية الشيعية وتخاذلها في نصر قضاياهم الوطنية , وأهمّها وأشرفها قضية تحرير العراق من الأحتلال الصهيوني والفارسي للعراق .

المرجع الشيعي العربي سماحة السيد محمد حسين فضل لم تشغله , ويبدو أنّها لم تعنه مصادرة أموال المسلمين الشيعة في العراق المحتل من قبل مرجعيات فارسية متحالفة مع الأحتلال واحزابه , هذه المرجعيات التي خربت العراق والمذهب والمرجعية المحمدية الجعفرية العربية في النجف الأشرف .

السيد المرجع محمد حسين فضل الله مثله مثل باقي المراجع الشيعة في العالم العربي والأسلامي , يبقى ممثلا لمرجعية, حتى لو كانت هذه المرجعية تمثل كلّ البلاء والخراب والدمار للمذهب والدين والأوطان.

كما يبدو ويظهر ويتضح انّ القضية محسومة مرجعيا وزعامة , أي انّ المساس بالمهنة التي تعمل فيها ستكون بالتالي خرابا وتدميرا لمهنتك , وهذا ماتفعله مرجعية السيد محمد حسين فضل الله مع باقي المرجعيات الأعجمية , خاصة وانّ السيد فضل الله له مقلدون بالملايين في ايران , وهؤلاء يقدمون اموالا عظيمة لمرجعيته , وهذه الأموال لها تأثيرا كبيرا على مرجعيته - ولو على حساب المذهب وشرعه الثوري المعروف - لو أتخذ قرارا مثلا بخصوص التدخل الأيراني في العراق , أو بخصوص الأحتلال الأمريكي الصهيوني وأحزابه العميلة في العراق .

المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله يعرفه الأعلام الغربي والأمريكي خاصة : بأنّه أول من شرّع وأفتى للعمليات الأنتحارية في العالم العربي والأسلامي , والمذهب الشيعي خاصة , في وقت انّ أول سيدة فجرت نفسها بوجه مفرزة صهيونية محتلة للجنوب اللبناني كانت مسيحية ..... السيد فضل الله كان ومازال مستأنسا بهذا الـتأريخ المجيد لمرجعيته الذي يؤرخ من ضمن مايؤرخه في الـتأريخ الشيعي والأسلامي هزيمة العدو الصهيوني من لبنان .

الآن وفي هذه المرحلة الحرجة والخطرة من تأريخ المرجعية الصهيونية الفارسية في العراق , وفي النجف الأشرف خاصة , نقلت لنا ولكم الأخبار عن فضيحة دينية واخلاقية وانسانية أهتزت لها ابواب وعرش السماوات والأرض ...... وهذه الفضيحة مولانا ستنسف مرجعيات الشيعة وهيبتها وكيانها الى يوم تقوم الساعة ان لم يتخذ قرارا وفتوى كبيرة بخصوصها .... ومرجعيتك مولانا ليست ببعيدة عنها ......

السيد المرجع محمد حسين فضل الله

لاأعرف ان كان يهمّك شرف المرأة الشيعية في العراق , ولا أعرف أن كان يهمّك مقام المرجعية الشيعية العليا في ظلّ الأحتلال الصهيوني الأمريكي الفارسي للعراق ؟

أخي سيد محمد حسين فضل الله

أقولها لك وبشهامة عراقية عربية , وبمذهب حسيني عربي ثوري , وبمنطق عراقي وأسلامي شيعي يمثله منطق المظلومين والضحايا في العراق المحتل : انّ المرجعية العظمى ممثلة بعلي السيستاني وباقي المراجع العجم في النجف الأشرف قد أعتدت على شرفنا وعلى نسائنا وبناتنا بأسم المرجعية العظمى في مدينة العمارة العراقية .... وقد استفحلت هذه المرجعية بفعلها الشنيع لتصوير نساء الشيعة والمذهب بأفلام اباحية ساقطة وهجينة مثلها ممثل المرجع الأعلى للمرجعية الشيعية في العالم علي السيستاني .

قد لاأكون مبالغا في قولي هذا عندما أقول لك وبصراحة مذهبية شيعية عراقية انّ معظم مقلدي المرجعية الشيعية الفارسية في العراق قد أنقلبوا عليها وأمسوا الأن وفي هذه الأيام من أشدّ اعدائها .....

سماحة المرجع محمد حسين فضل الله

أكتب اليك والعراق عامر بمراجعه العرب من الأسلاميين والوطنيين العراقيين , سواء من كانوا داخل العراق أو خارجه - وكما تعلم أنّهم محاصرون من قبل قوات الأحتلال واحزابه في العراق وفي خارجه - الاّ أنّ ندائي اليك يتمثل بخطابك المرجعي الذي تمثل فيه المرجعية العربية , وهذه المرجعية العربية وشرف أوطانها واعراضها تنتهك ولم يظهر من قبل مرجعيتكم ناصر لها .

السيد المرجع محمد حسين فضل الله



كنت مقلدا لك في التقليد المذهبي الشيعي الجعفري الأمامي , وأنا اليوم وبسبب مصاب العراق وأحتلاله وفضيحة ممثل السيستاني في مدينة العرب الشيعة – العمارة - أعلن وأتبرا الى الله العلي القدير من تقليد مراجع أمثالكم صمتوا ومازالوا على الاستهانة بدماء المسلمين الشيعة وأستباحة أوطانهم الى التشهير بأعراضهم ..... اشكو الى الله العلي العلي القدير توليكم أمر وقضية لم ولن تكونو شرفاء بتمثيلها ... أشكو الى المصاب الذي مثلته المرجعيات الدينية الأعجمية للتنكيل بالمذهب العربي المحمدي الشيعي الذي اسائت له مرجعيات جمع الأموال والنصب على الشيعة في العراق وباقي البلاد الأسلامية .

كاتب سياسي - رئيس التجمع المناهض للفدرالية في العراق

qasimsarhan@yahoo.com