أما أنا فأقول ان سألوك عن مصر فقل لهم أنها البلاد التى يمكنك أن تتوجه اليها مهما كانت جنسيتك الا أن تكون الجنسيه المصريه , وأن تحصل على الأراضى فيها بسعر أقل من سعر ترابها , بحيث تحصل على الفدان فى صحرائها والذى هو عباره عن 24 قيراط , والقيراط 175 متر بسعر خمسون جنيها فقط للفدان , ويمكنك أن تحصل على مئات الألاف من الافدنه بهذا السعر بشرط ألا تكون مصريا .
وان سألوك عن مصر فقل لهم هى البلاد التى لا يحكمها قانون , وانما يحكمها مبدأ " ابرز تنجز " فمبلغ مائه جنيه يمكنك عمل شهاده ميلاد لشخص لم يولد , أو عمل شهاده وفاه لشخص على قيد الحياه , كما يمكنك نقل ملكيه بعض من الأملاك الأميريه أو الأراضى المملوكه للدوله الى ملكيتك الخاصه لو أبرزت أكثر من ذلك قليلا .
ان سألوك عن مصر فقل لهم هى البلاد التى لايوجد بها قوانين لتنظيم حركه المرور , وأن أولويه المرور فى شوارعها للمركبات التى يقودها البلطجيه , فاذا كنت سعادتك فرفور ومالكش فى الشجار والعراك فأنصحك بعدم القياده فى شوارع القاهره , فقد تجد نفسك تسير خلف سياره سرفيس " ميكروباص " أو باص تابع لهيئه النقل العام , وفجأه يتوقف أمامك فى نهر الطريق ويسد عليك المنافذ يمين وشمال , ومهما أطلقت من كلاكسات فلن يعيرك اهتمامه , وبعد أن يتحرك وتخلع منه فاذا حاولت معاتبته يجب أن تكون مستعدا بسنجه أو لافيه حديد تحسبا للتطاول وقله الأدب , وهذا يعنى أنه لايوجد فى هذا البلد لا قوانين ولا رجال للمرور , واذا صادفك رجل مرور فهو يريد ابتزازك ولابد أن تمتثل للابتزاز حتى لاتقع تحت طائله المخالفات .
لو سألوك عن مصر فقل لهم أنها البلاد التى يمكنك النصب على بنوكها أو مواطنيها وأن تجمع المليارات من الأموال تحت ستار الاستثمار وأن تحولها الى بنوك الخارج ثم تصعد الى سلم الطائره ولا تنسى أن تلقى نظره وأنت على باب الطائره وأن تخرج لسانك هكذا
لمن حولك .
لو سألوك عن مصر فقل لهم أنها البلاد التى يتفاخر حكامها بأنها دوله " مؤسسات " ثم تلاحقها الأزمات تباعا مهما كانت صغيره وتافهه ولا يتم حل تلك الأزمات الا بتدخل رئيس الجمهوريه شخصيا , وعندما ينقطع التيار الكهربى فى عاصمتها واقاليمها يوميا تلقى كل مؤسسه بالمسئوليه على المؤسسه الأخرى , فوزاره الكهرباء تقول أن السبب هو عدم وصول المقررات البتروليه لها , ووزاره البترول تقول أن السبب هو ارتفاع درجات الحراره وعدم تحمل المولدات والتوربينات لتلك الحراره , وعندما حاولت وزاره الرى زياده صرف المياه من السد العالى الى 250 مليون متر مكعب لزياده الطاقه الكهرومائيه المنتجه من توربينات السد لسد العجز عرضًت التوربيات فى منطقه " المحبس بين السد وخزان أسوان للغرق , وكان لابد من تدخل رئيس الجمهوريه شخصيا ليحدث شجار بين الوزراء ويتهم كل وزير الأخر بمحاوله احراجه وتوريطه والمحصله النهائيه هى استمرار انقطاعات التيار الكهربى حتى بلغت خسائر الشركات فقط حوالى 800 مليون جنيه , هذا بخلاف الخسائر التى تعرض لها المواطنون .
لو سألوك عن مصر فقل لهم أن الكلام عن مصر لو بدأناه فلن ينتهى .