فجأة حينما كنت أنتقل بين الفضائيات
وجدت فضائية عربية تبث مساءا
مسلسلا عربيا سوريا يحمل عنوان هذا الموضوع
منذ اللقطة الأولى تسمرت أمام هذا العمل الفني
وحدث هذا الأمر قبل ثلاثة أيام فقط بمعني أنه فاتني أكثر من عشر حلقات
لا أخفي وجومي وصدمتي وذعري عن الصورة التي تنقل لنا عن الوضع الاجتماعي بسوريا
وحالة التناقض الصارخ بين أفراد المجتمع الواحد وأظن أنها لا تختلف كثيرا عن باقي البلاد العربية !!!!!

وهذا النقل ربما تصوير قد يكون مبالغ به بعض الشيء كما يتم كثيرا ببعض الأعمال السينمائية
بما يعرف بتضخيم الصورة الحقيقية لكي تصل الرسالة كعملية اطلاق صفارة الانذار
ولكن الظهور لصورة السيدات اللاتي يقمن بالوعظ وحلقات الذكر " الدروشة الدينية " ربطها فورا
بما قرأته منذ بضع سنوات عن ظهور هذه الظاهرة " الدينية الفنية " بسوريا والأردن
وهذا حسب ما أذكر قد ذكره الزميل كمبيوترجي وقال أن هناك فرقة في سوريا اسمها القدسيات
والطباعيات وكل هذه الأسماء ترجع الى اللقب العائلي للاثنتين ...أرجو أن أكون وفقت بنقل الاسم صحيحا
هذا العمل الفني المميز نقل لي الصورة التي كانت قائمة بعصر الظلام الأوروبي حينما سيطرة الكنائس برجال دينها على كل تفاصيل الحياة
وسقطوا بما يطلق عليه تاريخيا بعصر بالظلام
سؤالي
هل يجب على سكان جزء من العالم بأن ينتقل بخطواته الى الخلف أثناء سيره ؟؟
وهل هذا الأمر هو شيء لا مفر منه ؟؟؟
وهل هذا التصرف لمجموعة هائلة من السكان يجب أن ينتقل من مكان الى آخر كل حقبة من الزمان ؟؟
وهل يجب أن يعيشوا بعصر التقهقر واستعمال وتكريس الخوف بالشخصية بما يسمى الخوف من خالق هذا الكون وينتهزها ما يعرفوا بالتفوق بتمثيل الورع والتقوى والتلحف برداء الدين لكي يعطوا أنفسهم
القدرة والقوة لارهاب الأضعف ...والسيطرة عليه لتحقيق أمور مادية ومعنوية بل امتيازات شتى ؟؟
كيف تستوي القفزات العلمية الهائلة بهذا العصر للبعض مع التقهقر والسير ضد حركة الحياة لبعض سكان هذا الكوكب ؟؟؟
وكيف يتسنى لهؤلاء اللهاث لاستعمال مظاهر التقدم العلمي وبنفس الوقت يعيشون بكل تفاصيل حياتهم
بعصر انتهى منذ أمد بعيد يتناقض تماما مع مظاهر هذا التقدم ؟؟؟
هل هذا التصرف هو النتيجة الحتمية لأنهم وصلوا الى مرحلة من الفجوة العلمية الكبيرة مع الآخر
لهذا انصرفوا الى دفاترهم القديمة مثل التاجر المفلس ... يعيش على ذكرى رواج بضاعته ....
أدعوكم لمشاهدة هذا العمل الفني الفذ فهو صرخة حقيقية لما وصلت اليه كثير من بلاد هذا الكوكب الآن