أجواء تعد بعودة الديناميكية إلى «محور الاعتدال» أمام «محور الأشقياء»
السفير «السوبر» عائد إلى السعودية الخميس
سيف الصانع من لندن
GMT 23:00:00 2010 الأحد 10 أكتوبر
يتأهب الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، الأمين العام لمجلس الامن الوطني السعودي، للعودة الى عاصمة بلاده الرياض، صباح الخميس المقبل، منهيًا بذلك حالة خضعت لأكثر من تفسير وشائعة، ترددت على مدار السنتين الماضيتين. منها عبارات "العزلة" و"الانطواء" و"الاعتكاف السياسي"و "المرض".
الحقيقة التي انجلت أخيراً، هي أن التفسير الاخير، اي المرض كان السبب الاساسي والحقيقي وراء غياب أخطر وأقوى سفير سعودي مرّ في تاريخ بلاده منذ تأسيسها في مطلع القرن الماضي.
"إيلاف" التي جالت في واشنطن مرورًا بلندن، ومراكش، توفر لها الاطلاع على الملف الطبي للأمير بندر، الابن الثالث لولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز.
وتؤكد التقارير الطبية ان الامير السعودي خضع لعمليات جراحية أربع، خلال أقل من عام ونصف، بدلًا مما كان مقرراً في الأصل وهو عملية واحدة. وخلافًا للتوقعات الطبية، من دون أن تكون لها تفسيرات، عدا سوء الطالع الذي لازم الامير، فإنه تعرض لمزيد من الآلام ما فرض عليه البقاء الطويل، خارج المملكة.
وتردد بالتالي على أكثر من مدينة عالمية في مقدمتها واشنطن ولندن، وبينهما مراكش، حيث يفضل الاستجمام هناك، والبقاء قريبا من والده، الذي هو كذلك، يتعافى من مرض ألمّ به. هذه الأيام يعيش بندر أفضل حالاته الصحية اذ يمارس الرياضة بانتظام كما ان وزنه نقص بشكل ايجابي.
هذه المدة الطويلة، التي انتهت الآن مع شفائه التام، جعلته عرضة لان يكون افضل «بضاعة لبيع وشراء» الشائعات، التي يضج بها الشارع الخليجي، ومن ثم الشارع الاوسطي.
العودة «البندرية» لن تمرّ بسهولة، خاصة انها تصاحبها الآن همسات بمستوى الجهر
عن اتجاه سعودي لمزيد من التصلب، والوقفات الحازمة تجاه مستجدات تمرّ بها المنطقة، نتيجة بعض التقديرات الخاطئة التي تتطقس «الرياح السياسية، وفق أمانيها واحلامها» كما قال لإيلاف مصدر غربي واسع الاطلاع. كما انها تؤشر إلى أن
موجة «الصقور» عائدة الى الواجهة من جديد في الرياض، وذلك بالتزامن مع عودة «صقور» أميركا المحافظين للإمساك بيد الكونغرس بعد الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية، وهذا بينما لم يعد أحد يعلق أي أمل على مفاوضات السلام المتعثرة في المنطقة.
عودة الامير بندر لمعاودة نشاطه السياسي تأتي وسط ارتياح واسع بين أنصاره ومؤيديه. ممن يرون فيه شخصية فريدة، من نوعها على مستوى العالم، إذ عمل طوال عقود أربعة، مع ثلاثة ملوك سعوديين هم خالد وفهد وعبدالله، في مواقع مختلفة، طيارًا ومقاتلاً وملحقاً عسكرياً، وسفيراً لبلاده في واشنطن، توكل اليه أدق المهام وأصعبها. وقد نجح في تحقيقها كلها نتيجة خبرته وكفاءته الذهنية وحيويته وعلاقاته الوطيدة، مع ساسة العالم، وصناع القرار في أميركا.
ويقول خبير سياسي إن مجيء بندر، مع التحرك المتزايد لوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، يشكلان حضوراً مهماً في ظل الظروف السياسية الحساسة التي تمر بها المنطقة
. فالمنطقة الخليجية محاطة بمجموعة من «الأشقياء السياسيين» الذين يحتاجون الى أسلحة ردع تكمن في ما يلي:
* عودة الحياة الى أجهزة الأمن الوطني في دول الخليج للتنسيق وتبادل الأفكار على مستويات عالية، خاصة ان دول الخليج تسابقت على تأسيس اجهزة امن وطني، ثم جمدتها فجأة.
* تفعيل محور القاهرة - الرياض - الرباط، مع اضافة محور «أبو ظبي» اليه بشكل خاص وضم العواصم الخليجية الاخرى التي هي في وارد العودة الى إحياء التنسيق بشكل عميق.
http://www.elaph.com/Web/news/2010/10/60...emainstory
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/...62895.html
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=31647
وجهت صحيفة سورية شبه رسمية يوم الاثنين الاتهام مباشرة إلى الأمير السعودي بندر بن سلطان باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية ،
ومحاولة تضليل التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة في الاغتيال لتوجيهه ضد سوريا ، وفق ما ذكرت الصحيفة.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن "مسئول لبناني كبير" لم تسمه قوله إنه تلقى معلومات سرية وخطيرة من مصدر موثوق في لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري.
وأضافت الصحيفة أن هذه المعلومات مفادها أن "ضغوطا أمريكية وسعودية أثمرت عن تضليل التحقيق" بعد أن اعترف أعضاء في مجموعة أصولية باغتيال الحريري.
ونقلت الصحيفة عن المسئول اللبناني قوله إن الحريري رفض طلبا للأمير بندر بن سلطان لإدخال متطرفين إلى لبنان بهدف اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الأمر الذي دفع بن سلطان بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية إلى اغتيال الحريري.
وتابعت الصحيفة السورية أن الاغتيال نفذ بوساطة مجموعة أصولية تم توقيف عدد من أعضائها فيما هرب قائدها وهو خالد طه بمساعدة رئيس فرع المعلومات في لبنان القريب من تيار المستقبل المقدم وسام حسن.
ونقلت "الوطن" عن المسئول اللبناني قوله إن رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الكندي دانيال بيلمار أصبح على دراية بالضغوط التي تمارسها الأجهزة الأمنية الأمريكية والسعودية وآلية تحريف الاعترافات، مضيفة أن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد إجراءات جديدة لإعادة تصويب التحقيق نحو الحقيقة.
ووجهت أصابع الاتهام في اغتيال الحريري إلى سوريا فور وقوع الاغتيال، كما أشارت تقارير أولية للأمم المتحدة إلى احتمال تورط مسئولين سوريين في الاغتيال، إلا أن دمشق نفت هذه الاتهامات مرارا.
وأضافت الصحيفة أن تورط الأمير بندر بن سلطان أصبح معروفا داخل العائلة المالكة السعودية، حيث قرر الملك عبد اللـه بن عبد العزيز عزل بن سلطان من كافة مهامه مع إبقائه في منصبه لعدم إثارة مزيد من الشبهات حول دوره في عملية اغتيال الحريري وتجنب حدوث أي انشقاق داخل العائلة المالكة.
يذكر أن الأمير بندر بن سلطان قضى 22 عاما في السلك الدبلوماسي سفيرا للسعودية في واشنطن ،وغادر منصبه قبل سنوات .